اله واحد

0

اله واحد أم آلهة متعددة  – حديث للصوفى الهندى ” رافى شانكار ”  ( مؤسس منظمة فن الحياه The Art of living )www.artofliving.org

لكى نحسم المسألة .. هناك اله واحد فقط 

تقر كل الأديان بوجود اله واحد ، ولكنه يتجلى في أشكال عديدة. يمكنك أن تحب الهك بأي شكل أو أي وصف تريده.

يوجد ضوء واحد فقط ، لكن للضوء سبعة ألوان. بنفس الطريقة ، يقول الإسلام أن هناك إله واحد فقط ، ولكن له 99 اسم ، في اليهودية له 72 اسم ، تتحدث الهندوسية عن 108 اسم وأكثر من 3 مليون شكل للاله ، لكن جميع الأشكال والأسماء تنتمي إلى إله واحد فقط ، هو نفس الإله في كل شكل ، في كل دين، في كل مذهب.

هل الله له صورة ؟

الله فضاء. إنه ليس بشخص ، إنه ليس شيئًا ، إنه طاقة ، وما هذه الطاقة ؟

سمى ” محبه في الأسفار القديمة والعهد الجديد ، ذكر ذلك في”الأوبانيشاد” ( أحد الكتب المقدسة الهندوسية ) وفى الإسلام ” نور السماوات ” وفي الأسفار الفيدية القديمة الله محبة ( الفيدا هو الكتاب المقدس في الهندوسية ) . اذن الله طاقة ، في كل المخلوقات في الانسان والحيوان والنبات ، والجماد ، وفى الهواء والماء . هو في كل شيء وكل موجود في الوجود من الذرة للمجرة. انه ضوء عظيم يتجلى ولكن بدرجات متفاوتة .

في إسبانيا ، تشرق الشمس أكثر ، وفي برلين تشرق أقل قليلاً ، في بعض الأماكن والكائنات يتجلى أكثر كطاقة حب ، وأخرى كطاقة رحمه ، لكنه هو الطاقة الواحدة والوحيدة المتجلية في الكون في عدة أشكال ومستويات وذبذبات .

لكن المشكلة في فهم الانسان لفكرة الاله

يحدث هذا عندما يعتقد أحدكم أن الهه هو الإله الوحيد. بينما إله الآخرمزيف ، دينه هوالصواب ، بينما دين الأخر خطأ .ان آمنت بكتابي ستذهب إلى الجنة ؛ وإلا فسوف تذهب إلى الجحيم.

هنا تكمن المشكلة

ولهذا السبب يعاني عالم اليوم من الإرهاب والتمزق الطائفى والتعصب ، لأن بعض الناس يعتقدون فقط أن لديهم مفتاح الجنة دون الآخرين.  اعلم أيها الانسان ان هذا ليس صحيحا.

اقبل الحكمه أيا كان مصدرها

تأمل طعامك مثلا ، انه ليست لديك صعوبة في تناول المعجنات الايطالية ، ولا صعوبة في تناول الطعام الصيني. هل يتناولك المعجنات الإيطالية ستصبح ايطالى ؟ هل تناولك الطعام الصينى سيحعلك تتحدث الصينية ؟  بالقطع لا .

بنفس الطريقة

يجب أن تقبل المعرفة أيضًا. إذا كانت الهندوسية أو البوذية أو التاوية أو الجانيه أو الإسلام أو المسيحية أو اليهودية ، فإن أي شيء يرفع مستوى حياة الإنسان يجب أن يُحترم وأن يكون موضع ترحيب.

لا تعتقد أنك إذا قرأت كتب بوذا المقدسة أو قرأت الهندوسية ، فسيغضب يسوع منك ، أو يتأذى محمد أو انك خنت نبيك أو أغضبت الهك .

هذا غير صحيح على الاطلاق 

ان هذا التقسيم ضيق الأفق ، وهو من ابتكار فكر الانسان الذى قيدته عوامل الجهل ، أو الخوف ، أو الرغبة في السيطرة. ولكنه الجهل أساسا.

لذلك نحن بحاجة إلى نشر هذا الوعي لدى الناس. فهو ضرورى جدا لبناء قواعد متينة لمعرفة تعاليم الله الخالدة التي لا تبلى .

أرى الكثير من النقاشات المحتدمة بين ذوى الديانات والمذاهب ، التصارعات الفكرية والسلوك اللاإنساني فهم يحبون ويعبدون نفس الاله الواحد.

لهذا نحن لا نتحدث هنا عن أي دين ، فقط تعالوا تأملوا وتنفّسوا. فعندما تتنفّسون وتمارسون التأمل ستصلون للراحة والسلام العميقين .. سيصبح  الدماغ فارغا Empty من أي أفكار معيقة للتنوّر.

إن التطور الإنساني يحدث في خطوتين:

أن تكون شخصًا ثم تكون جميع الناس . ان هذا التغيير في الادراك هو ما يحفزعلى انماء التعاطف والمشاركة والحب  بين البشر.

ان عمارة الجانب الروحى للإنسان مهمة جدا ، فهى وحده ما ستساعده على تخطي كل الحواجز المتعلقة بالجنس والمهنة والجنسية والمعتقد ، وأن يركز بشكل أكبرعلى معرفة جوهره الالهى والأخوة الإنسانية.

—————————

المصدر : 

www.artofliving.org

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.