كثير من الناس يعلمون بفكرة الحيوات السابقة وتناسخ الأرواح المعروفة كمعتقد أصيل في الديانات الشرقية مثل الهندوسية والجانية والبوذية والمعروف بوصف اعادة الميلاد واعادة التجسد . وسنشرح هنا كيف أن ولادتك وأسرتك أمور لم تحدث عشوائيًا وأنك قد فعلت ذلك فى السابق مرات ومرات.
مشاعرك تجاه الغرباء
كم مرة قابلت شخصًا وتكلمت معه لأول مرة شعرت أنه تربطك به صداقة قوية ؟ وكم مرة أحسست بالنفور من شخص آخر تحدثت معه حتى لو كان هو لطيف معك ؟
كم مرة شعرت أنك منجذب بشدة لنوع من الفنون أو الموسيقى أو التقاليد التي تنتمي لبيئات وثقافات مختلفة تمامًا عن بيئتك وثقافتك؟
قد تخاف اماكن لم تذهب إليها من قبل لأسباب غير مفهومة، أو ترغب بشدة في العودة بالزمن لحقبة تاريخية بدون سبب مفهوم.. إن كل تلك الأشياء مألوفة لدى الغالبية العظمى من الناس وتشير الى اعادة الميلاد واعادة التجسد على نحو ما مرتبط بهذه المشاعر.
الأطفال الموهوبون
من أكثر الأمور المُحيرة التي تساعد في النقاش الدائرعن مسألة اعادة الميلاد واعادة التجسد ظاهرة الأطفال النابغين ، حيث نجد طفلا جاء الى الدنيا بموهبة فذّة في العزف أو الرياضيات أو غيرها ، إن هذا ما يمكن تعريفه بالذاكرة الجينية للفرد ، فتطورك الذي وصلت إليه في هذه الحياة ناجم عما حققته من تجارب في حيواتك السابقة.
دكتور جيم توكر
جمع د. جيم تاكر آلاف الأدلة عن عيش الناس حيوات سابقة ، وهو يعمل بجامعة فيرجينيا كباحث وقام بجمع ذكريات اطفال صغار تنتمي لحيوات سابقة وأماكن وثقافات مختلفة ، ووجد أن هذه الذكريات تبدأ في التلاشي بعد سن السابعة.
ومن أشهر هذه الحالات حالة الطفل جيمس ليننجر، الذي قال أنه كان طيارًا وأنه تواجد على الأرض قبل خمسين عامًا وخاض الحرب العالمية الثانية، وحالة الطفل راين هامسونزالذي ينتمي لعائلة معمدانية لا تؤمن بإعادة التجسد، ولكنه وفي عمر الرابعة بدأت تراوده رؤى عن حياة النجومية في هوليوود في أربعينيات القرن الماضي.
وقد ذكرت الأبحاث الروحية أن الإنسان يمر بحوالي 800 إعادة ميلاد واعادة تجسد من اجل أن يتعلم ، كما هو الحال في بوذا وكونفوشيوس اللذان قضيا وقتًا طويلًا في الهند، وتعلَما عن براهاما.
فيثاغورث واعادة الميلاد واعادة التجسد
وفي واقع الأمر فإن فيثاغورث ذكر اعادة الميلاد واعادة التجسد في الحيوانات وقال انهم يعودون للتجسد من كواكب ونجوم أخرى. ، كما عرف الكلدانيون أيضا اعادة الميلاد واعادة التجسد وكان واحدا من أسرارهم هم والمصريون القدماء الذين رسموا البشر على حوائط الجدران وهم يعبرون على قوارب من خلال النجوم في رحلة إلى العالم الأخر.
وكان الفيلسوف اليونانى هرقليطس يساعد زبائنه على تذكر حياتهم الماضية ومن هؤلاء مايلو من كروتون الذي تذكّر أنه كان فرجين ملك ميداس الذي كان يحول كل ما يلمسه إلى ذهب، كما في المثيولوجيا الإغريقية.
دكتور مايكل نيوتن
صاحب أكثر قصص إعادة التجسد تشويقًا ففي عام 1996 حيث نشر حكايات عايشها من خلال عمله كمعالج نفسي اذ كان يستخدم التنويم المغناطيسي من أجل علاج أنواع الفوبيا المرضية، ومن هذه القصص قصة رجل كان يعاني من ألم بجانب البطن لم يجد له الأطباء سببًا مفهومًا فظنوا أنه عرض نفسي ونصحوه برؤية معالج نفسي، ولكم كانت دهشته عارمة عندما علم أن الرجل كان جراحًا بريطانيًا في حياته السابقة وأنه كان يعاني من إصابة بنفس المكان، ولقد تحرى نيوتن عن هذا الجراح وتبين له أن هذه المعلومات كانت جميعها صحيحة.
إن من الصعب علينا أن نصدق أننا قررنا بمحض إرادتنا العودة للأرض لنقاسي ونعاني من كل ما فيها من مشكلات، ولكن ذلك ضروريًا من أجل الارتقاء والتعلم.
وقد نعود للتجسد في بُعد أخر أو كوكب أخر أو حتى مجرّة أخرى، وقد تجد أنك لا ترغب أبدًا في العودة للأرض ، وهذا ما جاء في كتاب “ما بعد زمن بيلي فينجر” للدكتورة آني كاجون، وذكره نيوتن في كتابه “رحلة الروح”.
الأسرة الروحية
هم مجموعة من الأرواح تطوروا في نفس الوقت معنا وتربطنا بهم علاقة روحية قوية فقد اتينا من نفس المصدر في نفس الوقت، وحتى لو عاش كل واحد منا في زمن أو مكان أخر تبقى هناك صلة قوية تربطنا.
الحيوانات أيضا تتطور
الحيوانات أيضًا لها تطوّر منفصل عنا ولكن مع ذلك ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبشر ولها طاقتها الخاصة بها، ولقد كان البوذيون أول من افتتح مستشفيات خاصة للحيوانات الأليفة بسبب ذلك، فالفارق بين أرواح البشر والحيوانات يكمن في اختلافات بسيطة.
وهناك حيوانات تتمتع بذكاء عالي مثل السناجب على سبيل المثال ، فهم يعملون ضمن نوع مختلف من الذكاء الغريزى ويختبرون تجاربهم الروحية الخاصة بهم ويعانون من الألم ، ويعيشون ضمن أسرهم الروحية ولهم مجتمعات مثلنا والإساءة إليهم يُمكنها أن تُحدث كارما.
ولذلك فطنت الكثير من الشعوب القديمة لأهمية “الطوطم” الذي يتم صنعه على هيئة حيوانات بسبب طاقتها العالية ومنها شعوب أمريكا الأصليين، وفي الثقافات الشرقية يعتبرون أن الحيوانات والنباتات لها عقلية جمعية وإن كانت النباتات لديها دورة أقل من الحيوانات ودورتين أقل من البشر.
عقيدة الصاعدين
لقد أخبرنا الفيس ليفي بذلك في كتابه “عقيدة الصاعدين” الذي قال فيه:
“لاشيء يفنى في الطبيعة ، وكل ما عاش سيستمر في العيش بصور مختلفة ، وحتى دواخله لن تذهب سدى طالما بقى في ذاكرتنا.”
بعض الأشجار التي يعتبرها الكهنة مقدسة يمكن معرفتها بمجالها الكهرومغناطيسي الخاص بها، والاسم المقدس ” أوم” التى هى الصوت الأول للخلق فى كتاب الفيدا الهندوسى يُعرّفها العلماء بأنها فيض من الفوتونات الضوئية يشترك في تكوينه الكثير من المكونات للتحويل الحيوى للسكر والكربون والأكسجين والبروتين والكالسيوم ومن خلال انتقاله من الأوراق إلى الجذور فهو يساعد الكائنات الأخرى على العيش لأميال بعيدة.
هذا الذكاء الكونى يتجلى أيضًا في البلّلورات والمعادن والأحجار والعناصر، إنها ليس لديها جسد حيّ ولكن لها جماعة روحية.
اعادة الميلاد واعادة التجسد معتقد قديم
ولقد آمن القدماء بأن كل حجر يعكس أشعة خاصة من الأبراج وأن الألماس هو الأعلى على الإطلاق في مملكة المعادن، ولكن هناك بعض النباتات تتعلق بتلك المملكة مثل العنب، الذي تحتوي فروعه على آثار من الذهب.
إن الحياة تنبعث من المصدر وتتمثل في صور عديدة وكائنات مختلفة ليس فقط في الأرواح التي تحدث لها عملية اعادة الميلاد واعادة التجسد ، ولكن في كل أُمة وكل عرق وكل كوكب والكثير من أشكال الحياه . إنهم جميعًا فى رحلة تطور وارتقاء.
إن الوهم المتعلق بوجود أعراق مختلفة على الأرض تبدده حقيقة وحيدة هي أن كل شخص نقابله ما هو إلا انعكاس لذواتنا، وحتى عندما يصبح كوكبًا ما غير قابل للحياة مثل المريخ تعود الأرواح التي عليه للتجسد في كوكب آخر مثل الأرض دون أن يشعرمن كانوا عليه بوجود اختلاف كبير.
مراجعات قبل قرار اعادة التجسد
وعندما تفارق الروح الجسد تخضع لمراجعة شاملة لتجربتها التي عاشتها على الأرض من قبل ذاتها العليا والأرواح المرشدة الذين يفحصون معا كل ما مررت به الروح خلال حياتها ويساعدانها على فهم تجربة تجسدها الأخيربشكل أفضل وتعلّم ما كان ينبغى عليها تعلمه.
ولسوف تعود في حياتك القادمة محملًا بتجارب قيمة وستتعلم ما لم تتعلمه في المرات السابقة.
وبينما تنال الأرواح الحديثة المنشأ تجارب سهلة ، تنال الأرواح القديمة أصعب التجارب وقد تختار أن لا تعود للتجسد ثانية، ففي عالم الأرواح لا يوجد زمان فالزمن فكر بشرى، ولذلك يمكن للروح أن تعود للتجسد في زمن سابق أو لاحق في أي مكان لا فرق.
إن الأرواح تعود للتجسد في عوالم مختلفة ولقد كان الزمن فقط للتعرف على المكان والزمان الذي ستعود للتجسد فيه عبر البوابات الكونية حيث تحصل الروح على جسد جديد لخوض التجربة.
بوذا
عندما أصبح جسد بوذا ضعيفًا قرر بوعيه الانتقال من ذلك العالم إلى عالم أخر، ولقد تجمعت حوله الحيوانات وجلست الطيور على كتفيه ، وعندها تحدث مع تلامذته عن إعادة الميلاد وعملية الانتقال قال لهم انه مرّ بذلك كله مرات عديدة ولم يكن دائمًا رجلًا صالحًا.
ففي بعض حيواته كان أنانيًا وقام بعمل أخطاء عديدة، وقال:
“أنا لست طاهرًا ومقدسًا، وتزورني متاعبي، فجسدي هو موضع الألم، ويتملّكه الشر الناتج عن أفعالي من ولاداتي السابقة.”
ويقول بوذا أنه قد فعل أشياء سيئة للغاية لقد قتل أخوه من أجل الميراث في حياة سابقة، ولقد كان لا يأبه بمشاعر الآخرين ويدمّر سمعتهم ويسبب لهم الألم والمعاناة.
حيوات بوذا السابقة
إذا زرت بوربودور في وسط جافا بإندونيسيا، ستجد أكبر معبد لبوذا في العالم، وله شكل هرمي، وبه تسعة منصات وستة مربعات وثلاثة دوائر لها شكل قبة الجرس، وبداخله يوجد 504 مجسم وتمثال لبوذا، وحيواته الـ 2672 الأسطورية بما فيها حياته كسلحفاة وقد ذكرأن حياته قبل أن يعود بوذا كان فيها الملك فيسنتارا، والذي كان كريمًا للغاية خلال حياته.
وقبل إعادة تجسده عاش في جنة توشيتا التي كانت مكانًا تنعم فيه الأرواح بالسلام والكمال، ولكنه اختار بمحض إرادته العودة للأرض مرة أخيرة لمعادلة الكارما الخاصة به من أجل الوصول للنيرفانا.
ومن تعاليم بوذا أن الحياة ليست ملعبًا ولكنها مدرسة يكون فيها اللهو في بعض الأحيان وسيلة للتعلم ، وقد نكون جميعًا أشخاصًا طيبين وصالحين، ونريد الارتقاء والتعلم وخاصة من يهتمون بالأمورالروحية، ولكن علينا أن نفهم أنفسنا بشكل أعمق وربما نحضر بعض جلسات التنويم المغناطيسي التي تجعلنا ننفتح على حيواتنا السابقة ونفهم دروسنا.
فهم الدروس من الحيوات السابقة
قد نقوم أيضا بعمل رحلة تأمل نحو سجلاتنا الأكاشية ، أو فتح أبواب حيواتنا السابقة من خلال الرسم والكتابة الإبداعية، ويمكن كذلك أن تستخدم البحث بالبندول عن الحيوات السابقة ، فبعد أن تفعل قد تأتيك أحلامًا من حيواتك السابقة ، أو تراودك أفكارًا صافية من تلك الحقب.
إن جسدك وروحك لهما أهداف في الوجود كما هو حال كل شئ في الكون، إن كل شئ بمثابة آلة تعمل على إنضاج الأرواح، وعندما يحدث ذلك لن نظل وحيدين وسنكون وحدة واحدة كما كنا، سنكون واعين ومتنورين، ولدينا وعي فائق لانهائي، وعندها سنكون شهودًا على ما يطلق عليه في الأوبانيشاد ( أحد الكتب المقدسة الهندوسية ) “التموج الذهبي” الذي يجمع الكل من مختلف المجرات، وسنبني كونًا آخر بقوانين وأفكار جديدة وأبعاد جديدة ونتعايش معًا بشكل رائع وننمو ونتطور.
المصدر :
رسالة وساطية من جوني إينوك ، أحد كائنات اتحاد المجرات.
الفيديو
https://www.gaia.com/video/cyclical-experiences-of-souls?fullplayer=feature
