الغذاء و الاستنارة

هناك مثل معروف فى التعاليم الروحية يقول : ” نحن نتكون مما نأكل ” اشارة الى وجود علاقة قوية ومؤثرة بين الغذاء والاستنارة .

ان الوصول للاستنارة هو جوهر وهدف وجود الجنس البشرى ، فالله خلقنا من أجل أن نعرفه ومعرفته الحقه لا تتأتى بغير تخطى حالتنا البشرية ، بغير الانطلاق الى العوالم الأعلى حيث يمكن من التواصل بالعالم العلوى ، وهو ما يحدث من خلال رفع ذبذباتنا. 

 

ان تحقيق الاستنارة هى معركة طاقة  . كل ما يحتاجه طالب الاستنارة هو أن يرفع مستوى ذبذباته للمستوى الذى يحقق لروحه الأنطلاق ، وهذه الذبذبات تتأثر بدورها من بطاقة الطعام الذى نأكله. 

العلاقة بين الغذاء والاستنارة 

ان ما نأكله له تأثير قوى ومباشر على رفع اهتزازاتنا . انه من أكثر العوامل أهمية فى تحقيق الاستنارة رغم أنه لايغنى أبدا عن الممارسات الروحية ، والحالة الذهنية الايجابية والعيش والتفكير والتصرف وفق قيم وأخلاقيات رفيعة .

علاقة الغذاء بالروح 

هناك علاقة ثنائية بين الطعام والعقل والروح حتى أن كثير من معلمى اليوجا يشيرون الى أهمية الحميه الغذائية الصحيحة فى تحقيق التقدم الروحى ، فكما أثبتت العلوم الحديثة العلاقة بين الغذاء وصحة الجسم والنفس على المستويين البيولوجى والسيكولوجى ، ذهبت علوم اليوجا لأبعد من ذلك ،من حيث أهمية وتأثير الغذاء على الصحة العقلية والروحية للأنسان والعلاقة بين الغذاء والاستنارة أو ما نأكله وتأثيره على جسمنا الطاقى وعلى تقدم أو تعطيل مستوانا من التنور . ومثال ذلك حالة الخمول والكسل وعدم الارتياح عندما نفرط فى الطعام ، وحالة التوتر التى نشعر بها عندما نحس بالجوع أو انخفاض مستوى الأنسولين فى الدم ، أو حالة الكسل والكآبه التى نشعر بها فى اليوم التالى للافراط فى تناول الكحول . كل هذه أمثلة توضح العلاقة الهامة والأكيدة بين ما نتناول وبين حالتنا الصحية والمزاجيه والروحيه.

مصادر الطاقة فى الجسم 

ان جسم الانسان وعقله يحصلان على الطاقة من ثلاث مصادر : الشمس والهواء والطعام . لذلك كان من المهم ممارسة تمارين التنفس يوميا والآنتباه لما نتغذى به . ان ما نأكله لا يؤثر فقط على أجسامنا المادية بل على أجسامنا فى البعد الروحى (الحقل الطاقى) حيث طعامنا يكون الشكل النهائى لحياتنا الجسدية والروحية . ذلك أن كل شىء فى هذا الكون هوعبارة عن طاقة كما أشرنا آنفا ولكن تختلف ذبذباتها بحسب كونها معدن أو مواد صلبة أخرى أو انسان بشرى.

الغذاء الذى نأكله يؤثر على الطاقة والخواص الروحية 

واذا تأمل الانسان ذاته فهو لايشذ بحال عن هذه القاعدة بل هو طبقات متتاليه من الطاقة ابتداء من الجسد المادى الأكثر كثافه والذى يحتوى على الطاقة الحيوية اللازمة لأداء كافة الأنشطة ، ثم العقل والذكاء والحواس الخمسة وتمثل طاقة الوعى الروحى ولأن الغذاء أيضا له ذبذبات فهو بالتالى يؤثر فى اجمالى تكوين الانسان وذبذباته سلبا أو ايجابا وفق نوعية الطعام وخواص ذبذباته . فالأغذية ذات الذبذات الأيجابية تجعلنا نعيش فى حاله عقلية ونفسية هادئة ومتناغمه والأغذية ذات الذبذبات السلبية تؤدى الى مظاهر أخلاقية وسلوكية سيئة .

أكل اللحوم وأكل النباتات (الخضروات والفاكهة) 

لقد بات الغذاء النباتى يحظى باهتمام الملايين حول العالم ليس فقط فى الهند وآسيا بل فى أوروبا وأمريكا واستراليا ، حيث أثبت العلم الحديث جدواه بالنسبة لصحة الانسان الجسدية والعقلية وأصبحت الكثير من الأبحاث العلمية توصى به لآولئك الذين يرغبون فى العيش بصحة جيدة وحياه طويلة وأيضا الذين هم على الدرب الروحى المدركين والفاهمين للعلاقة والتأثير المتبادل بين الغذاء والاستنارة أو حالة التنور الروحى .  

لماذا الامتناع عن أكل للحوم أفضل للروح 

بالاضافة الى أن الاكثار من أكل اللحوم يؤدى الى العديد من الأمراض على المستوى الفيزيقى مما هو ليس مجال شرحه هنا ، فانه من المنظور الروحى يعد أكل اللحوم من المعوقات لتقدمنا الروحى . السبب وراء ذلك هو كثرة الذبذبات والأنبعاثات السلبية الموجودة فى اللحوم مقارنة بكل ما ينبت من الأرض .

اثباتات علمية 

هذه الذبذبات والأنبعاثات السلبية تم رصدها وتصويرها من قبل مؤسسة SSRF باستخدام تقنية  electrosomatographic scanning technique وهو جهاز تصوير طبى يرصد بدقة عمل وظائف وأعضاء الجسم البشرى. السبب فى وجود تلك الذبذبات السلبية هو قتل الحيوان وما يتسبب فيه القتل من انهاء حياته التى منحها الله اياه دون سبب منطقى سوى أن نتغذى نحن بنى البشر. أن حالة الخوف والألم التى تصيب الحيوان قبل القتل هى سبب نشوء تلك الذبذبات الضارة ذلك أن الشعور بالخوف والألم لحظة القتل لا يختلف ما بين انسان وحيوان .

ألم القتل واحد فى الانسان والحيوان 

ربما يرتفع مستوى الألم قليلا لدى اللانسان بسبب وجود العقل والذكاء لديه ولكن ما يصيب الروح فى كليهما واحد من حيث حالة الذعر. ان مشاهدة لبعض الفيديوهات التى توضح كيف يقتل العالم المتحضر فى كل البلاد الحيوانات البريئة يجعل أى نفس طيبة تنفر وتتألم لألمهم ولكن هذه المشاهدات لا يراها الكثيرون ، وان كانت جمعيات حماية حقوق الحيوان وجمعيات الرفق بالحيوان تحاول ذلك من أجل زيادة الوعى الانسانى بضرورة ايقاف ذلك . كما لا يجب بأى حال أن نقارن أنفسنا نحن البشر الذين متعنا الله بنعمه العقل بالحيوانات التى يأكل بعضها بعضا حيث لم ينعم عليها الله بدرجة الوعى التى يتمتع بها الانسان. لذلك فنحن مسئولون أمامه عن ازهاق هذه الأرواح البريئة فقط من أجل أن نأكل مع وجود العديد من البدائل الغذائية الأخرى الأكثر صحية .

أكل اللحوم النيئة أو كاملة الطهى 

من المعلومات التى رصدتها أجهزة التصوير الدقيقة أيضا أن الذبذبات السالبة تكثر فى اللحوم النيئة أو النصف مطهية  بنسبة أعلى من الناضجة تماما . اننا هنا لا نجادل فيما أحل الله أو ماحرم فى خصوصية تلك المسأله ولكن نتكلم من المنظورالروحى البحت لآولئك المهتمين بتقدمهم الروحى ، اذ عليهم أن يتخلوا عن أكل اللحوم من أجل زيادة الذبذبات الايجابية فى اجسامهم والأقلال من الذبذبات السالبة التى تعوق تقدمهم الروحى ووعيهم الالهى أو على أقل تقدير الاقلال من تناولها والأكثار من الأطعمة النباتية فكما أسلفنا انها معركة “طاقة “.

من لا يستطيعون ترك أكل اللحوم 

كذلك ينصح أولائك الذين لا يستطيعون ترك أكل اللحوم بأن يقوموا بالمزيد من الممارسات الروحية التى تعمل على رفع ذبذباتهم حيث جزءا من الطاقة الأيجابية التى يحصلون عليها من الممارسات الروحية والأفعال الطيبة يذهب لمقاومة الطاقات السلبية الناتجة عن الغذاء الخاطىء .

هناك ملايين من البشر يعتقدون بان مجرد ممارسة التأمل واليوجا وحدهما كافيان لتحقيق الاستنارة . بالتأكيد هما يساعدان كثيرا ولكن لأن كل قوه لها قوة مضادة وفق قوانين الطبيعة الفيزيائية ، فان على الباحث عن الله أن يحاول اعلاء ذبذباته واهتزازاته الايجابية والابتعاد عن كل المواقف والأشخاص والأفعال والأفكار التى تحدث اهتزازات سلبية وتسحبه روحيا للتراجع ، فكما قلنا آنفا انها “ معركة طاقة ” والعلاقة بين الغذاء والاستنارة هى جزء من هذه المعركة الحياتية للانسان .

رفع الذبذبات الايجابية 

ان رفع الذبذبات الايجابية هو مفتاح الطريق الى التنوير ، وهذا لا يتأتى الا بأن يعيش الانسان فى حياته بشكل دائم وفى كل الأوقات بالروحيه : فى طعامه وحديثه ، وعلاقاته وجميع أنشطته . فكما يتخلل الملح ماء البحر ، فان روحانيتك ينبغى أن تتخلل جميع كيانك وحياتك . يجب أن تحصل دوما على طاقات عاليه الاهتزاز جسديا وعقليا وعاطفيا وروحيا وذلك فى كل تفعله أو تفكر فيه أو تلبسه أو تأكله والألوان التى ترتديها والأشخاص الذين تتفاعل معهم بانتظام . جميعها ينبغى أن تكون فى أعلى الاهتزازات .

ان حالة التوحد مع الله وان تتحول من انسان عادى الى سوبر انسان من حيث الارتقاء الروحى وحالة الوعى الالهى العظيم التى تحصل عليها من الوصول للاستنارة تستحق بغير شك أن تتخلى عن الكثير من الأشياء المادية والمتع التافهة التى حتما ستزول بينما تبقى روحك الخالدة أبدا فى حالة من النعيم بالقرب من خالقها .

هل النباتات لها أيضا روح ؟

الاجابة “نعم “. النباتات كائن حى وبالتالى به روح ولكن أثبت العلم الروحى الحديث أن أرواح النباتات بدائية جدا وبالتالى فان درجة ألمها ضعيف ، هذا الى جانب ان النباتات تشعر بالالم عندما يتم قطعها قبل أوان قطافها ، أما التى يتم حصدها بعد تمام نموها فلا تتألم . النباتات أيضا ليس لديها جهاز ومستقبلات عصبية مثل الحيوان والانسان .

اذن ما هو الطعام المثالى للباحثين عن الله 

هناك العديد من الأغذية النباتية التى تساعد فى رحلة تقدمنا الروحى مثل :

• الخضروات والفواكه الطازجة والمطبوخة
• الكينواه وهى حبوب صغيرة تشبه البرغل تحتوى على الكثير من البروتين والألياف .
• المكسرات .
• البقوليات .
• زيت جوز الهند
• الحبوب والبذور . 

 

المصدر :

أبحاث منظمه الأبحاث الروحية Spiritual Research Foundation SSRF