التجارب الروحية فى تأمل I am

0

نتابع فى هذا المقال ما يمكن أن يختبره الممارس من التجارب الروحية فى تأمل I am.

( يمكن قراءة المقالين السابقين عن موضوع تأمل I am وفوائده الروحية هنا  و هنا

رؤية شخصيات دينية

قد تظهر لنا ونحن نتأمل صورة بوذا أو المسيح أو موسى أو محمد راكبا عربة ذهبية ويطلب منا أثناء التأمل أن نذهب معه . هذه واحدة من التجارب الروحية فى تأمل I am .

التجارب الروحية فى تأمل I am
رؤية شخصبات دينية مثل السيد المسيح أو بوذا أو محمد

ماذا علينا أن تفعل عند رؤية هذه المشاهدات ؟

يحدث هذا الأم بسبب تغلغلنا فى ثقافتنا الدينية لكن ان حدثت مثل هذه الرؤى فلنشاهدها ثم نعود للمانترا.

نعود للثبات على تنقية الروح من الداخل ، على تطهر عقلنا الباطن .

نتعامل مع هذه الرؤى مثل أى رؤى روحية أخرى تأتى الينا أثناء التأمل مهما كانت عظمتها .

لا شىء يجب أن يشتت انتباهنا عن ” المانترا “.

ان هؤلاء المخلّصين الروحيين قد نحصل يوما على فرصة حقيقية لرؤيتهم والتجول بعربتهم الذهبية فى ملكوت السماوات عندما يكتمل وعينا الروحى.

طالما نحن على الطريق سوف يتاح لنا المزيد والمزيد من المشاهدات الربانية .

انهم جميعا بالتأكيد عظماء علموا البشرية . ليس معنى هذا أن المانترا أهم منهم وانما لأن التأمل مع المانترا يمكنانا من الغوص لأعمق مستوي من حقائق الكون والله .

فاننا  بهما سوف نتعرف على حقائق ديننا بشكل أفضل كثيرا من السابق وبوعى أعلى ورؤية أكثر اشعاعا بسبب نمو صفائنا الروحى .

ولنتذكر ما قاله معظم المعلمين الروحيين وعظماء التاريخ :

  •  اعرف نفسك ، عندا سوف تعرف الله .
  • اكتشف الضوء الداخلى وسوف ترى عندها ضوئى.
  • ابحث عن ملكوت السماوات أولا وكل شىء آخر سوف يأتيك ، هذا ما تقوم به تقنية التأمل الداخلى I am

الخلاصة

  • أى أشياء تحدث لنا أثناء التأمل فى محاولة لتشتيت انتباهنا من الحكمه أن ندعها تمر ونعود للمانترا ، انها جميعا صفارات انذار، الأنتباه اليها يبعدنا عن التأمل ويخرجنا من عملية التطهير .
  • علينا أن نعرف ونتأكد من قوة هذه الممارسة المجربة وانها فقط هى الطريق الذى لو استمرينا عليه هو ما سيوصلنا للهدف وليس ما رأيناه أو اختبرناه من بعض الرؤى والمشاهد الروحية .
  • اذا استمرينا بعمل التأمل العميق مع المانترا بالطريقة الموصوفه سوف نجصل على الغبطة الروحية والسلام والكثير من الشعور بالحب والشفقة على الآخرين .

ظهور الشاهد

هذا هو أحد تجليات نمو ” الصمت ” مع ممارسة التأمل العميق .

ما هو الشاهد ؟

هو الرجوع لذاتك العذبة البريئة ، للذات الصافية التى اختفت تحت أكوام من الغباروالحجب سببتها تجارب الحياه والأنطباعات التى خلقتها فى عقلنا الباطن .

الشاهد هو رؤيه كل هذه الأشياء تتراجع وظهورذاتنا الحقيقية النقية كما خلقها الله ,

هو الشعور بالأنفصال من زحمه العالم الخارجى ، العودة لمكان حميم فى داخلنا ، لذاتنا الفطرية .

انه رؤيتنا الواضحة لوجود تناقض ما بين هذه الذات والعالم الخارجى .

لكن السؤال الذى قد يتبادر لك وأنت تقرأ هذه الكلمات ، هل هذه الحالة مناسبة؟ انها سوف تبعدنا كثيرا عن الأندماج فى عالمنا الذى نعيش فيه .

والأجابة سوف تدهشك ، فانه على العكس تماما ، سوف يمنحك حدوث الصمت الداخلى وظهور ” الشاهد ” شعورا أكبر بالبهجة ، وارتباكا أقل وانت تواجه الام الدنيا ومشاكلها ، سيجعلانك أكثر حنوا ورفقا ومحبة ، وستشملك رغبة قوية فى مساعدة غيرك بقوة أكبر وقدرة متنامية حتى فى أصعب الظروف والمواقف ..

” الشاهد ” هو معجزة ” الصمت ” وأقوى تجلياته وأعظم آثاره التى تنمّى فى داخلنا حب العطاء والخدمة لاخوتنا فى الأنسانية .

ظهور ” الشاهد ” ليس معناه الانعزال عن الحياه

على العكس تماما ، سوف نعيش الحياه بكل أبعادها ،  نخرج وننهمك فى أنشطة يومية . كل ما سوف يحدث هو أن خياراتنا فى الحياه سوف تنبع من وعى أعمق ، سوف نكون مع الوقت أكثر انسجاما مع مصالح من حولنا وسوف يشمل هذا الأنسجام الكثيروالكثير من الأفعال النابعة من الحكمة التى اكتسبتها أرواحنا .

عندما نفقد عزيزا لدينا سوف نحزن بالتأكيد مثل أى انسان لكننا لن نكون الحزن نفسه ، لن نتعذب بالحزن . مع الصمت الداخلى سوف نشعر بالوجع ولكن لن يكون الوجع متغلغلا فى ذواتنا ولن نتعذب به . هذا هو الفرق المهم .

الخلاصة :

الأنعزال مع نمو الصمت الداخلى غير مطلوب أبدا ، بل أن ننهمك فى أنشطتنا وحياتنا اليومبة ، فليس هناك مهرب من الحياه بل ليست هناك ضرورة ، فلقد خلقنا الله كى نختبر ظروف الحياه وتفاعلاتها وتناقضاتها . الحياه بكل ما فيها سوف تعمق وتثبت صمتنا الداخلى ، سوف نمارسها ونختبرها من خلال وعينا الجديد ، السلام والغبطة الروحية ، الحب والأيثار ونمو روح العطاء والخدمة ومساعدة الآخرين .

التجارب الروحية فى تأمل I am

التأمل العميق يمنحنا الحرية فى أفكارنا ومشاعرنا والعيش فى ” الآن ” وهى الغبطة الحقيقية للروح ، لكن ما معنى ” العيش فى الآن ” ؟

معناه أن سعادتنا لم تعد تعتمد على مسيرة معينة للأحداث . لم تعد مرتبطة بأحداث الماضى أو رغبات المستقبل . سوف نعيش سعداء مع الحاضر بكل أحداثه وسوف نعرف كيف نعيشه بالطريقة الصحيحة . ان التأمل العميق يمسح كثيرا من انطباعات العقل الباطن التى تطفو على السطح كل حين وتؤثر فى توجهاتنا وأفكارنا وأفعالنا ، انه ينقى العقل الباطن ويطهره ، يزيل التشوشات الفكربة . هذه هى الحرية الحقيقية التى يجلبها الصمت ، هى التخلص من كل التشوشات التى كانت تقيد دماغنا . ليس هذا فقط انما يمنحنا الثبات الذى لا يهتز، ويزرع بداخلنا بذور تطورنا نحو نشوة روحية عميقة وحب الهى يتوسع من داخلنا نحو الخارج لكل من حولنا وتفتحا قويا بعيد الأثر نحو ” التنور ” واستشرافا لابعاد أعظم كثيرا من حدود الجسد .

الصمت يطور فينا طاقة الحياه ، اذ مع الأستمرار في ممارسته  تنمو ” النشوة الروحية ” وهى علامة لنمو وتحرك الطاقة فى أجسادنا وفى خلاايانا العصبية . هذه الطاقة التى تسمى ” البرانا ” أو طاقة الحياه . هذه الطاقة سوف تؤثر علينا بشكل قوى ، على أفكارنا ومشاعرنا . هذا يحدث مع استمرار دورات التطهير فى جهازنا العصبى ،  يحدث معه تطور طبيعى للطاقة البرانية وتحركها فى البدن .

ممارسات أخرى تساعدنا فى تنمية ظهور سلس ومتوازن للبرانا :

النشوة الروحية هى المرحلة الأولى لتحرك الطاقة الداخلية من خلال انفتاح خلايانا العصبية  سوف تتحول النشوة الى غبطة ، لفرح عميق ثابت لا يهتز ، لكنها عملية تحدث على المدى الطويل وعلى فترات أشهر او حتى سنوات .

هناك ممارسات أخرى يمكن تطبيقها ضمن هذا المنهج تساعدنا على تنمية البرانا من أجل الوصول لمستويات أعلى من النشوة الألهية . هذه الممارسات تتضمن الفكر ” السامياما ” والتنفس ” البراناياما ” ، الجسد ” الأساناس وهى بعض وضعيات الجسم مثل المودرا والباندا ” ، واعلاء الطاقة الجنسية ” التانترا “.

الحب هو أعظم ثمرات التأمل حيث ظهور الصمت الداخلى فى حياتنا سيمنحنا أعظم الهبات وهى نمو الحب والشفقة والتعاطف تجاه الآخرين ، وذلك كلما زادت ممارستنا للتأمل وتقدمنا نحو صمتنا الداخلى .سوف يحدث فيض عظيم من الحب سببه تدفق فيض الوعى ، سوف نشعر بالوحدة مع الكون وكل من حولنا ، انسان ، حيوان ، وحتى النباتات والأزهار سوف ينمو حبنا لها. 

هذا التدفق الكبير تجاه كل أشكال الحياه ليس توجها أخلاقيا ولكنه انصهار القلب والفكر والجسد والروح معا ، نصبح من خلال هذا الانصهار قناه صافية لتوسع الحب الألهى فينا .

بداية جديدة

هذا التوسع للحب الألهى بداخلنا سوف يكون بداية جديدة لنا ، نقطة انطلاق نحو المخطط الألهى لعلاقة الأنسان بالكون وبجميع المخلوقات ، سوف نميل أكثر للانطلاق صعودا من أجل مساعدة البشرية كى يحصلوا على ما حصلنا عليه من غبطة الروح ، سوف ننتقل من ذواتنا الى الجميع فى شكل ” الخدمة ” والحب اللانهائى المنبثق من توسع الحب الألهى فينا ، من الأيجو والأنا الى نحن . 

سيحدث كل هذا ..

بممارسة بسيطة وسهلة نقوم بها يوميا وهى التأمل العميق مع مانترا ” I am ” علمنا اياها ” يوجانى “ وهو معلم أمريكى دمج تقنيات قديمة من كل العالم لتحقيق النمو الروحى للأنسان . منهجه ليس مذهبا بعينه ويناسب كل فكر ودين وعقيدة ومن أهم كتبه : الممارسات اليوجية المتقدمة .. دروس سهلة للعيش بنشوة ، تنفس السلسلة (البراناياما .. رحلة الى الفضاء الداخلى ) ، سامياما )اظهار قوه الصمت ) ، أساناس ( أسرار النشوة الداخلية .. المودرا والباندا ) .

 

المصدر : 

كتاب التأمل العميق : المعلم يوجانى 

موقع شرح منهج المعلم يوجانى بالكامل 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.