النمو الروحى

0

(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد ” سلفر برش” فى جلسات وساطية  امتدت لثلاثين عام ، اشتملت الجلسة على أسئلة تتعلق بخطايا عالم الروح ، النمو الروحى ـ المعرفة الروحية وغيرها)

حدثنا عن النمو الروحى ، كيف تنمو أرواحنا بشكل عادل ونحن نولد مختلفين من حيث العقل والاستيعاب والمواهب والقدرات الذاتية؟ 

ان كل روح تجسدت على الأرض تحمل بداخلها بذرة الألوهية . هذا أمر لا نقاش فيه والا ما كانت تجسدت  على الروح فى رحلتها الأرضية أن تعمل على أن تنمو هذه البذرة وتزدهر حتى تصبح زهره يانعه . انه مهما كانت ظروف الأنسان ، غنى أو فقير ، متعلم أو جاهل ، صحيح أو سقيم ، الجميع لديه فرص متساوية للنمو الروحى ، للآرتقاء والتفوق فى معارك الحياه وفق الظروف التى يعيشها . ليس معنى هذا أن الجميع سيتطورون بنفس المستوى .

ان اداء ” الخدمة ” هو أساس التطور والنمو الروحى ، وهو ما يمكن لكل روح أن تسعى اليه باعطاء الحب وتقديم الخدمة وهما فى متناول كل روح أيا كان مستواها فى عالم المادة .

 تذكر كثيرا  كلمة ” نمو الروح ” ، بماذا تنصحنا كى نحقق النمو الروحى  ؟

النمو الروحى
يحدث النمو الروحى من خلال اثراء الخصال الربانية

الروح تنمو من خلال اثراء الخصال الربانية من التسامح والمغفرة والتعاطف مع احتياجات الآخر والامه ، من المحبة لكل أخوتكم وكل المخلوقات التى تشارككم كوكبكم ، من العطاء والأيثار وانعدام الأنانية ، من تقديم المساعدة والخدمة لمن يحتاجها .

هذه الصفات والأفعال هى وميض من الصفات الألهية التى ان سمحتم لها بالتفاعل فى حياتكم اليومية فان الروح تنمو بالتدريج .

ان التطوروالنمو الروحى لا يأتى سريعا وانما بشكل بطىء وبالتدريج . لكن اذا حصلت على قدر من التطور فانها لا تخسره أبدا ما تمتلىء به الروح لا ينفذ ولا ينضب ولا يفقد بعد مغادرة عالم المادة .على عكس المكاسب المادية التى يمكن أن تحصلوا عليها فى عالمكم ، هل يمكن أن تذهبوا بها الى هناك ، هل تنفعكم مهما عظمت أو كثرت بأى شىء فى رحلة ارواحكم السرمدية ؟

 كيف تحدث خطايا فى عالم الروح وقد غادرت الأرواح عالم الشر ووساوس الشيطان ؟

ان العالم الأثيرى يشبه عالم المادة من حيث المستوى الروحى لمن يعيشون فيه ، فاذا كان البشر فى عالمكم لا يحظون بنفس المستوى من حيث الوعى ، فان الأمر ذاته يحدث فى عالم الروح . هناك مستويات متعددة جدا من درجات الوعى والنضج الروحى . أناس فى مستوى متوسط ليسوا شياطين وليسوا ملائكة ، أناس عاديون يرتكبون الأخطاء وأخطاؤهم دائما ما يكون سببها نقص المعرفة ، نقص الحكمة وسوء القدرة على الحكم على الأشياء ، أخطاء تنم عن الأنانية أو الكراهية . جميع هذه الأخطاء تنبع من نقص فى مستوى الكمال وهو يختلف من روح لروح تماما كما فى عالمكم .

 لو أن عالم الأثير يشبه عالم المادة كما ذكرت ، هل معنى ذلك أننا يمكن أن نجد نفس الظروف المعيشية الموجودة على الأرض التى بعضها يكون سيئا ؟

النمو الروحى
تنمو الروح مع العطاء والايثار وتقديم الخدمة

الأوضاع المعيشية السيئة التى تتحدث عنها من بيوت غير ملائمة أو أماكن بائسة أو عشوائية توجد فقط فى المراتب الدنيا فى العالم الأثيرى . يعيش فيها أولئك الذين انتقلوا لعالم الروح حاملين نفس افكارهم ومتمسكين بها ويريدون أن يحيوا فى ظروف معيشية تشبه ظروف الحياه التى كانوا يعيشونها فى عالم المادة . انها أفكار الأنسان التى تجذبه للمكان الذى يذهب اليه .

لكن عندما يصل أحدهم الى فهم انه غير مضطر للبقاء فى هذه الأماكن، عندما يرتفع مستوى الوعى قليلا ويدرك أنه فى عالم الروح ،عندما يفهم أنه فى رحلة ابدية للتطور ، عندئذ تبدأ روحه فى التحرر وطلب المساعدة ومن ثم تستطيع الأنتقال لمستوى أعلى .

لذلك ننصح دائما أن تستعد الروح بالفهم والمعرفة وأن تسعى للآرتقاء شيئا فشيئا وهى ما تزال فى عالم المادة ، فبدون اتخاذ هذه الخطوات نحو الولوج لعالم الروح برفق وتأنى ، يكون الانتقال بمثابة صدمة رهيبة للروح .   

ماالذى يساعد الروح كى تنمو سريعا ، “الحب ” أم ” المعرفة ”

النمو الروحى
بالحب والتعاطف تنمو الروح

لابد من أن يعمل الاثنان فى توازن ، لكن أستطيع أن أجزم أن ” الحب ” يمثل قاعدة أساسية للآرتقاء فى سلم الروحية .

دعونى أوضح أن الحب المقصود هو أن تحب كل البشر، كل أخوتك فى الأنسانية ، على اختلاف بلادهم وأعراقهم وأجناسهم وألوانهم وعقائدهم ليس فقط أن تحب أهلك أو جيرانك أو أصدقاءك أو من تربطك بهم رابطة عمل أو حب أو صداقة . لو استطعت الوصول لهذه النقطة فهذا يعنى أنك بدأت تشيد أساسا راسخا فى بناء تقدمك الروحى وأنك استوعبت بصدق مبادىء الروحية .

الحب هو قائد مسيرة الروح ، لأن الأنسان يمكنه أن يحصل على المعرفة دون أن يعطى الحب فتكون المعرفة بغير ثمره ، لكن من يستطيع أن يبذل الحب لكل أخوته فى الأنسانية وكل مخلوقات الله ، فان هذا يعنى أنه حصل على المعرفة وأنها أثرت فى روحه .

مارأيك فى الوضع الحالى للروحية ، هل هى فى صعود أم تراجع ؟

فى الظاهر يبدو أن هناك الكثير مما تم تم عمله للآن ،  ولكن على الجانب الآخر ما يزال هناك ملايين من البشر يجهلون تماما حقائق الروح .

ان ماتطلقون عليه كلمة ” الروحية ” هى فقط ” اسم ” بينما فى الحقيقة أنها القانون الطبيعى الذى يسرى فى الكون . ما يعنينى حقا هو نشر المعرفة والقضاء على الجهل الروحى ، نحن فى عالم الروح نفرح ونؤيد أى شخص أو مجموعة تقوم بنشر هذه المعارف التى تعمل على تطور الأنسان .

هناك مخطط الهى قيد التنفيذ الآن وفق ما أخبرت به مقدر له أن ينجح ولسوف ينجح ، ضمن هذا المخطط الألهى أن تأتى هذه المعارف التى أنقلها أنا وغيرى من الأرواح لعالم المادة وأن تبقى الى الأبد .

قد تكون هناك فترات ازدهار فى نشر هذه المعارف وقد تتخللها فترات خمول ، الا ان هذا لا يمثل الا جزءا صغيرا جدا من الصورة الكبرى . الهدف الذى يتم التركيز عليه الآن هو ” العلاج الروحى ” فالعلاج الروحى يوقظ الوعى الأنسانى بوجود  قوه الروح فيما وراء المادة ، وأن هذه القوه ساعدت الكثيرين فى الحصول على الشفاء وتحسن الصحة.

اننى جد متفائل بأن حقائق الروح سوف يبزغ نورها فى قلوب وأرواح الكثيرين فى عالمكم وأن هذا سوف يزداد يوما بعد يوم لأننى أثق فى قوه ” الروح الأعظم ” التى تقف وراء مهمتنا . ان ما يحدث الآن هو جزء من خطة الهية هائلة لن يوقفها أو يحد منها أو يعرقلها أى فكر أو رأى أو اتجاه يتمسك بالمادية ويحارب من أجلها.ان التدفق المعرفى قادم وبقوه .

 ماهو تاثير انتشار المعرفة الروحية الآن على عالم يطلق عليه عالم حديث ؟

 ان أكبر ثمره للروحية هى منح الأنسان حرية التفكير فيما كان دائما يعتقد أنه مفروض عليه أن يتبعه بشكل أعمى ، أن يتخلى عن الجهل بالحقائق المؤثرة على مصير ومسيرة روحه الأبدية ، أن يحيا فى النور الحقيقى وليس فى الظلال .

لقد خلق الله الأنسان كى يعيش حرا ، أن تمتلىء حياته بالوفره فى العقل والروح والأرادة ، أن يرى أن كل المعرفة ، كل الألهام كل الحكمه التى أصبحت الآن متاحة له وبين يديه ، أن يعرف ويتذوق روعه وبهاء وصفاء أن يحيا بالروح وليس بالجسد فقط .   

 اليس من الأفضل أن تنمو المعارف الروحية كفكر مؤثربدلا من أن تكون معتقدا جديدا ؟

المعرفة الروحية ليست عقيدة أو معتقدا أو مذهبا جديدا ، انها “معرفة ” لا يستطيع أحد ان يحول دون انتشارها تماما كما لا يستطيع انسان أن يوقف قوه الريح اذا هبت .

ان ما نأمله هو أن كل من وصلت اليه هذه المعرفة أن يأخذ المسئولية بصدق واخلاص لجعلها تصبح فى متناول أكبر قدر من الناس ، كل بحسب قدرته وفهمه واستطاعته .

عليه أن يضع البذرة أو الخميرة ويترك قوه الروح بعد ذلك كى تعمل وتساعده ، أن يدرك أن ما يفعل من مجهودات التنويرهى تاج أفعال الخدمة التى يقدمها لأخوته فى الأنسانية ، أن تكون خطاه واثقة بأن مبادىء الروح سوف تتخلل كل فكر وكل عمل وكل نشاط انسانى .. لكن سوف يحدث هذا بالتدريج .  

——————————————————

المرجع : وكتاب Silver Birch Q & A  جمع بواسطة الكاتبين :

Stan.A.Ballard & Roger Green

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.