الشفاء من الصدمات

0

قبل التحدث عن الشفاء من الصدمات ، دعونا نسأل أولا ما هى الصدمات ؟ الصدمات النفسية هى ردود أفعال طبيعية لما يواجه الإنسان من مواقف قاسية . فان أي إنسان معرّض للوقوع ضحية للصدمات في توقيت ما من حياته.

إلا أن تأثير هذه الصدمات قد يبقى بداخل الإنسان ويؤثر عليه مستقبلا، وعلى قدرته على التعايش مع الآخرين واستعداده لمواجهة تحديات الحياه اليومية .

وفي هذه الحالات يحتاج الشخص إلى الشفاء من الصدمات . وذلك من خلال الحصول على رعاية خاصة  تساعده على التخلص من مشاعر الغضب والضغوط النفسية المكبوتة واستعادة قدرته على المواجهة.

هناك الكثير من الأحداث التي يمكن أن يتعرّض لها الإنسان قد تسبب له صدمة كبيرة، تترك بصمتها على حياته ووجوده.

من أهم هذه الأحداث الكوارث الطبيعية، والحروب والنزاعات المسلحة، والتعرض لحادثة تؤثّر على قدرات الإنسان الجسدية وتسبب له العجزأو الأعاقة .

ومنها التأثّر بموت شخص عزيز، أو التعرض لأشياء أخرى مثل العنف المنزلي أو الاغنصاب أو أن يكون الإنسان شاهدًأ على أحداث عنف أو حادثة قاسية.

وبعض الناس قد يعانون من صدمة نفسية لمجرد أنهم شاهدوا تسجيلًأ مصورًا لكارثة إنسانية أو أعمال عنف.
وأكثر ضحايا الصدمات هم الأطفال، حيث يجب أن يقدم لهؤلاء أنواعا من الشفاء من الصدمات .

هذا التشتفى يحصلون من خلاله على عناية خاصة إذا ما كانوا شهودًا على أعمال عنف أو حوادث مؤثرة يمكن أن تكون قد سببت لهم أضطرابات نفسية.

الشفاء من الصدمات
تعرّض الإنسان لأحداث قد تسبب له صدمة تترك أثرها على حياته يلزم معها تقديم أسلوب علاج للشفاء من الصدمات لتجنب الاضطرابات والأعراض الجسدية

أعراض صدمات الماضى على صحة الفرد وانفعالاته وعلاقاته

تتفاوت أسباب الصدمات النفسية من شخص إلى آخر وكذلك تتفاوت الأعراض التي قد يعاني منها الإنسان نتيجة تعرّضه لصدمة نفسية، ويالتالى تتفاوت وسائل الشفاء من الصدمات تبعا لذلك .

إلا أن هناك بعض الأعراض يمكن ملاحظتها عقب حدوث الصدمات مثل الارتجاف على سبيل المثال أو أن يكون الشخص مذهولًا وغير قادرًا على التركيز. وقد لا يمكنه الرد على بعض الأسئلة البسيطة.

أما الأعراض الطويلة الأمد فتتضمن القلق، والفزع الليلي، والتهيّج لأتفه الأسباب، والتقلبات المزاجية، وصعوبة التركيز.

وفي بعض الأحيان قد لا يبدي الإنسان أي أعراض واضحة عقب تعرّضه للصدمة التي يعاني منها، وقد لا يلحظ حالته حتى أصدقائه واقرب الناس إليه.

ويمكن أن تمتد مشاعر الصدمة لأيام أو شهور أو حتى سنوات وقد ينسى الإنسان ان تصرفاته ناتجة عن استقرار مشاعر الصدمة في عقله الباطن، وأنه بحاجة ماسّة للمساعدة والحديث عن مشاعره بحريّة.

وتؤثر الصدمة على الإنسان بأكثر من طريقة فهي تسبب له أعراضا انفعالية وأخرى جسدية، منها ما يظهر فور حدوث الصدمة ومنها ما يمتد آثره لسنوات عديدة.

الأعراض الانفعاليه  

  • الحزن.
  • الانفجار لأتفه الأسباب.
  • الانعزال.
  • كوابيس وأحلام مزعجة.
  • ذكريات سيئة.

الأعراض الجسدية

 الكسل

  • شحوب البشرة
  • التعب الغير مبرر
  • صعوبات التركيز
  • اضطراب نبضات القلب
  • نوبات فزع
  • قلق
  • صعوبة التكيّف مع الأحداث اليومية.

الاضطرابات والأمراض

تتسبب الصدمات في الكثير من المشكلات النفسية والاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على حياة الإنسان المستقبلية ككل وقد تغير حتى شكل الدماغ، ومن أهم هذه التأثيرات السلبية:

  • الأفكار السلبية السيئة عن الذات، وعن الآخرين، أو عن العالم ككل.
  • فقدان الأمل في المستقبل.
  • صعوبات في التذكّر ومن ضمنها نسيان وقائع هامة تخص الصدمة.
  • صعوبة الانخراط في علاقة إنسانية طبيعية.
  • الشعور بالانفصال عن الأهل والأصدقاء.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تثير الاهتمام قبل الصدمة.
  • صعوبة التعبير عن المشاعر الإيجابية.
  • يُظهر الإنسان عدائية شديدة تجاه الآخرين ويكون من السهل عليه الدخول في مشاجرات.
  • البقاء في حالة انتباه طوال الوقت والتأهّب المستمر لحماية الذات.
  • سلوك مسلك مدمر للذات مثل الإدمان، أو القيادة بسرعة كبيرة.
  • صعوبات في النوم والتركيز.
  • أفكار انتحارية.
  • بالنسبة للأطفال فإنهم يميلون لإعادة تمثيل الواقعة التي سببت لهم الصدمة، ويعانون من كوابيس مفزعة.

الطرق / الطقوس الروحية للشفاء من الصدمات

 الممارسات الروحية القديمة Pagan Practices

إن علاج صدمات الماضي والتخلص من آثارها السلبية يتطلب بعض العمل.
وهذا العمل يبدأ بإخراج مشاعرك والتواصل مع الطاقة النقية بداخلك من أجل الشفاء، وتطهير الذات، واستعادة عافيتك من الداخل إلى الخارج.

وهناك العديد من الممارسات الروحية التي استخدمها الناس منذ الأزل ورافقت ممارساتهم التعبدية وكانت وسيلتهم للوصول إلى عالم الأرواح والتواصل مع الذات العليا.
هذه الممارسات كانت تساعدهم على التغلّب على كل المصاعب والصدمات .

يمكنك التعرّف على هذه الممارسات فيما يلي:

الإدراك والوعي

وهي أول خطوة نحو الشفاء والتعافي من آثار الصدمة، فعليك أن تقف مع نفسك وتعرف الأسباب الحقيقية وراء ما تعرضت له من صدمات، هل هي ميولك الشخصية؟

أو بسبب بحثك عن النجاح أو المعرفة أو الحب بالطريقة الخطأ.  لأن الإنسان الذي تعرّض لصدمة مرة، قد يتعرض لصدمات آخرى ما لم يدرك الأسباب التي أودت به إلى ذلك الحال في الأساس ويعالجها.

إسأل نفسك: هل هذه العلاقة مفيدة لك بالفعل؟ هل هذا العمل يضيف إلى طاقتي أم ينقص منها؟

إنه الوعي بحدودك ونطاق وجودك، وبحقيقة ذاتك الفريدة هو ما سيقيك من الصدمات في المستقبل.

التطهير

بعد الإدراك، يأتي التطهير، عليك أن تطهّر نفسك من الداخل إلى الخارج.

ومن طقوس التطهير “الحمّام الطقسي” ويستخدم في حمام التطهير بذور الهندباء ونبات القراص، والورد، وأزهار الكرز، وأزهار عباد الشمس، مع بعض الأحجار البللورية التي تتمتع بصفات روحانية.

وهناك أنواع كثيرة من العطور والأزهار التي تناسب جميع الأغراض، وتستخدم في حمام التطهير.

إنفرد بنفسك

إن الإنسان لا يعرف كيف يتواصل مع نفسه تواصلًا حقيقيًا، وكيف يستمع إلى صوته الداخلي وينصت له، وهو ما يسبب له الكثير من المشكلات.

تعلّم أن تستيقظ في وقت مبكر، وتتلقى نسمات الصباح الرائقة، وأن تمارس التأمل وتمرينات اليوجا، وأن تجعل من ذلك روتينًا يوميًا.

اعتني بنفسك ومارس روتينًا شخصيًا للاعتناء بالذات، اغسل أسنانك بعناية، واستخدم قناع طبيعي لصحّة الوجه، وعطرّ الجسم بالزيوت الطبيعية واستفد من خواصها الرائعة للجسم.

أطلق سراح الأفكار السلبية المكبوتة

عندما تنجو من صدمة، انهض وكن أكثر قوة وشبابًا، تخلّص بقوة إرادتك من كل الأفكار والتجارب السيئة.

فلقد وهبتك الحياة طاقة مذهلة لتنتفع بها وتتعلم منها، لا لتتألم وتعاني.

قدم قرابين صغيرة (صدقات) ومع كل قربان عليك أن تنوي التخلص من مشاعر الكره والغضب والاستياء التي تعتمل بداخلك.

قدم زهرة صغيرة لشجرة، أو أنثر الحب للطيور تأكل منه، أطلق ما بداخلك من حزن وأسى في صورة لائقة وتفاعل مع الكون من حولك وتواصل معه روحيًا، واقض الوقت وسط الطبيعة الخلابة فبإمكانها أن تقبلك كما أنت.

حرق البخور

يعد حرق البخور أحد أشهر أساليب طرد الطاقات السيئة من الجسم، وهو مرتبط بعنصر الهواء، فهذا الدخان المعطّر يتسرب إلى كل مداخل الجسم طاردًا الطاقات السيئة.

إنه يعمل كوسيلة للتطهير، والتخلص من الأفكار السلبية، وهذا النوع من التطهير ينتشر على نطاق واسع في العديد من الثقافات الحديثة والقديمة، ويتضمن حرق بعض الأعشاب مثل عشبة المريمية.

حرق الرموز والأشياء المتعلقة بالصدمة

إن النار من أهم عناصر التطهير التي يمكن للإنسان استخدامها لطرد الطاقات السلبية، وللتخلص من آثار الصدمة عليك أن تحرق شيئًا رمزيًا متعلقًا بسبب الصدمة، ولا يجب أن يكون هذا الشئ مصنوعًا من البلاستيك أو المطاط أو أي مادة تسبب تلوث الهواء.

إن مراقبة النار وهي تحرق هذا الشئ الذي تسبب لك في الصدمة هو أمر ممتع، وشعور رائع يزيح عن كاهلك الكثير من الأعباء.

وعندما يصبح هذا الشئ رمادًا ستكون المهمة قد اكتملت، ويمكنك الأن دفن هذا الرماد أو طرحه في الماء بشرط أن لا يكون ملوثًا للبيئة.

 إعادة تصوّر الذكرى التي سببت لك الصدمة

 وهي من الوسائل التقليدية التي تستخدم لعلاج آثار الصدمات وحالات الاكتئاب والقلق، حيث يعاني الكثير من الناجين من الصدمات من مشاعر سلبية وأفكار غير مرغوب فيها.

وعندما يستطيع المعالج وضع يده على أسباب الصدمة يمكنه أن يساعد الإنسان على التخلص من الأفكار السلبية والمشاعر الحزينة.

وهنا يستطيع الإنسان أن يسمي الأشياء بمسمياتها، وهي قوة عظيمة يمكنه من خلالها تحديد ماهية الأشياء بدقة فلا يبالغ في تقديرها، ولا يعطيها أكثر من حجمها، وبذلك يمكنه التخلص من كل هذه النفايات فيعود إليه السلام والهدوء النفسي.

إن الكثير ممن تلقوا هذا العلاج التصوري المعتمد على العصف الذهني وتأثير الكلمات، شعروا بالضوء الأبيض يتسلل إليهم ويبتلع في طريقه كل البقع السوداء العالقة بأذهانهم وأرواحهم من أثر الصدمة، فيتركهم أكثر نقاءً.

تعديل المظهر

إن لتعديل المظهر تأثيرًا فعّالًا في العلاج من الصدمات القديمة ويمكن أن يكون التعديل بسيطًا كما هو الحال في تغيير قصّة الشعر.

ويمكن أن يتوافق ذلك مع طقس حرق الجزء الذي تم قصّه ودفن الرماد، لأن هذا يعطي إحساسًا جيدًا باستعادة القدرة على التجدد والنمو، والتخلص من آثار الماضي.

وبعض الناس تفضّل الوشم المتعلق بالتجربة التي مروّا بها حيث يظل هذا الوشم رمزًا للمعركة التي خاضوها من أجل البقاء.

رحلة الظل

 وهي إحدى الممارسات الهامة والتي تبدو قاسية في عملية علاج صدمات الماضي، وهي تحتاج إلى وجود معالج مدرّب “شامان shaman” .

الشامان هو من باستطاعته أن يقود الإنسان في رحلته للتخلص من الظلام بداخله ويكون على دراية واسعة بعالم الأرواح.

وتشمل هذه الرحلة ممارسات تأملية، والتواصل مع الذات العليا، والقيام برحلات خلوية شامانية، والتخييم في مكان منعزل بعيدًا عن كل ما يثير مشاعر الحزن والغضب.

يلاحط إن كل هذه الإجراءت هي إجراءات مساعدة ومكملة ولا تغني في بعض الحالات عن العلاج الطبي والأدوية التقليدية.

https://www.psychguides.com/trauma/

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/post-traumatic-stress-disorder/symptoms-causes/syc-20355967

https://www.promises.com/addiction-blog/4-powerful-rituals-to-help-heal-trauma-and-loss/

https://boundlessbykara.com/mama-medicine-trauma-healing/

https://wildhunt.org/2019/01/column-pagan-practices-for-healing-from-trauma.html

https://www.chcs.org/understanding-trauma-affects-health-health-care/

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.