العلاج بالألوان

0
العلاج بالألوان
العلاج بالألوان أويسمى العلاج بالضوء أو العلاج الكرومى

جميعنا يتساءل لماذا نشعر بالراحة عند ارتداء لونٍ معين، وبعدم الأرتياح للبس لون أخر غيره.  من منا كان متعكر المزاج  ثم تحسن بعد سماع مقطع موسيقي أو صوت عصافير؟

هذه الأسئلة تقودنا للتحدث عن نمط للعلاج يستعمل بشكل متزايد في الاونة الأخيرة وهو العلاج بالألوان .

ما هو العلاج بالألوان

يعتبر العلاج بالألوان أو ما يطلق عليه أحياناً العلاج بالضوء أو العلاج الكرومى Chromotherapy من العلاجات التى عرفتها الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية والصينية القديمة ، وهو نوع من أنواع العلاج التكميلي الذي لا يعوض الطب التقليدى في أي حال من الأحوال ولا يغني عن أنواع العلاجات الأخرى المعتمدة للأمراض المختلفة.

يستند العلاج بالألوان على مبدأ استخدام الوان الطيف أو الضوء الملون لعلاج اختلال توازن الطاقة  التي يحتاجها الأنسان جسديا أوعاطفيا أو روحيا أو عقليا والذى يسبب العديد من الأمراض .

ترددات الألوان 

الألوان لها ترددات ، وكل فوتون ملون له تردد وطول موجي خاص به ( الفوتون هو وحدة الضوء ) يتعرف الجسم على هذه الموجات ويستجيب لها ، والطريقة التي ندرك بها اللون هي بسبب التردد أو الاهتزاز الذي يحمله. كل لون يشحن خلايانا بطريقة معينة .

لذلك من المهم أن نفهم ان الطاقة الضوئية المنبعثة من اللون تمدنا بقدر من الراحة والسعادة وتحفز قدراتنا الأبداعية ، كما أنها تزيل القلق والتوترمن النفس.

 كيف يعمل العلاج بالألوان                                       

ترتبط أجسامنا بالألوان ارتباطا شديدا ، فكل لون من الوان الطيف له تأثير ه الخاص على العقل والجسم والمشاعر .

هذا يحدث من خلال عمل ” الشاكرات “ أى مراكز الطاقة فى الجسم التى تعمل على طول الحبل الشوكى ، وهى مراكز للطاقة عرفتها الحضارة الهندية القديمة . كل منها مرتبط بغدد وأعضاء محددة فى الجسم تؤثر فى توازنها أو خللها على كافة وظائف الجسم .

هذه الشاكرات لها ألوان ، لذلك يسيرالعلاج بالألوان جنبا الى جنب مع علاج الشاكرات لأنه كما ذكرنا كل شاكرا لها لون يمبزها فاذا أردنا مثلا علاج توازن شاكرا القلب فاننا نستخدم اللون الأخضر، واذا أردنا علاج شاكرا الحلق فاننا نستخدم اللون الأزرق السماوى واذا أردنا علاج شاكرا الجذر فاننا نستخدم اللون الأحمر وهكذا.

قوة الفوتونات الضوئية فى تشغيل الجسم والدماغ ووظائف الجسم 

ووفقا لدراسة قامت بها الباحثة ” سامينا يوسف عظيمى ” فان الضوء مسئول بشكل مباشر على تشغيل الدماغ والجسم بأكمله الفوتونات الضوئية تدخل فى تكوين خلايانا وال DNA الخاصة بكل انسان .ان نقطة ضوء واحدة تدخل من خلال العين تضىء الدماغ بأكمله وتحفز الغدة النخامية المسئولة عن تنظيم كافة وظائف الجسم وهى المسئولة عن ساعتنا البيولوجية كما أنها ترسل اشارة الى الغدة الصنوبرية المسئولة عن انتاج هرمون الميلاتونين .

هرمون الميلاتونين 

هذا الهرمون المرتبط بالنور والظلام والمجال الكهرومغناطيسى للأرض. هذا الهرمون يؤثر على كل خلايا الجسم ويسمح لها بان تكون متوافقة ومتناغمه مع بعضها البعض . تعمل الغدة الصنوبرية المنتجه لهرمون الميلاتونين على منحنا الشعور بالوحدة مع الكون .

لذلك فان درجة التوازن التى نحصل عليها أو الخلل والأضطراب فى حالتنا الجسدية أو العقلية أو العاطفية يكون دائما بمقدار ما فى أجسامنا من ضوء ، من فوتونات ضوئية . هذه الفوتونات هى التى تتحد مع الفوتونات الضوئية الموجودة فى العقل الكونى وهى التى تتلقى منه المعلومات والألهام .  

تاريخ العلاج بالألوان

العلاج بالألوان عند قدماء المصريين 

يرجع العلاج بالألوان لآلاف السنين حيث عرفه المصريون القدماء  فى عصر ” تحوتى ” حيث استخدموا الألوان فى علاج الكثير من الأمراض . لقد كانوا يعتقدون فى ضوء الشمس الشافى بل كانوا يعبدونها ويعتقدون أنه بغير ضوء الشمس لما كان هناك وجه من أوجه الحياه .

لذلك كانوا يعتقدون أن تسليط اشعة الشمس من خلال بلورات ملونه من شأنه أن يدخل لمواقع محددة فى الجسم ويشفيها من الأمراض . وبناء على هذه المعرفة  قاموا بمحاكاه الألوان الموجودة فى الطبيعة فمثلا كانت  أرضيات معابدهم  باللون الأخضر كمثل النباتات وأوراق الأشجار وكان بالمعبد غرفا بالوان مختلفة مخصصة للعلاج . كانوا أيضا يستخدمون الأحجار الكريمة بعد تعرضها لضوء الشمس فى العلاجات المختلفة كما كان هناك العديد من البرديات التى تعود الى 1550 سنة قبل الميلاد تؤكد استخدام قدماء المصرين للألوان فى العلاج .

كانت  كل لون  عند قدماء المصريين يرمز لشىء معين :

  • الأسود  يرمزللحياه والخصوبة ، والأنتجية .
  • الأزرق يرمز للماء والسماء والآلهة .
  • الذهبى يرمز للكمال والأبدية وعدم الفناء .
  • الأخصر يرمز للفرح ، الشفاء ، النمو والأزدهار والحيوية
  • الأحمر يرمز للحياه والحماية وأيضا قد يرمز للفوضى والعبثية .

العلاج بالألوان عند الاغريق

بنى الإغريق معابدهم على غرار معابد قدماء المصريين بتصاميم خاصة تساعد على علاج المرضى باستخدام الألوان ، حيث تنعكس اشعة اشمس على ألوان التصاميم وتنتج علاجات ضوئية ملونة كل لون ضوئى يساعد فى شفاء مرض أو عرض ما .

أيضا أمضى عدد من مفكرى وعلماء اليونان القديمة الوقت الطويل فى بحث ودراسة اكتشاف قوى الشفاء باللون. من ابرز هؤلاء كان المفكر والفيلسوف ” أرسطو ” الذى قام بعمل دراسات عن طاقة الألوان واكتشف امكانية خلق لون ثالث من خلط لونين مختلفين مثل خلط الأزرق والأصفر اللذان ينتجان اللون الأخضر .

أجرى الفيلسوف أرسطو بعض الدراسات المبكرة للألوان ، واكتشف أن لونين مختلطين معًا يمكن أن يخلق لونًا ثالثًا – باستخدام قطعة من الزجاج الأصفر وقطعة من الزجاج الأزرق صنعها باللون الأخضر . ايضا قام الطبيب اليونانى ” ابقراط ” بالربط بين الألوان وصحة الأنسان وكيف ان لونا معينا يمكن أن بؤثر فقده على الصحة .

كانت الألوان الأساسية أربعة عند قدماء اليونان وقد ربطوها بعناصر الكون فمثلا :

  • الأسود:  يرتبط بعنصر الأرض .
  • الأحمر: يرتبط بعنصر الهواء
  • الأبيض: يرتبط بعنصر النار
  • الأصفر: يرتبط بعنصر الماء .

العلاج بالألوان في الهند القديمة

مثل معظم الحضارات القديمة استخدم الهنود القدماء فكرة العلاج بالألوان من خلال انكسار ضوء الشمس أيضا على الألوان وتوجيه اللون الضوئى لأحد أجزاء الجسم ما يؤدى الى تدفق الطاقة الأيجابية وتحسن احالة الصحية للمريض .

مارسوا أيضا مايسمى ” بالأيورفيدا” أو ما يعرف بعلم الضوء التى جمعت  بين قوى الشفاء للضوء (الذى ينكسر لتكوين اللون) مع عناصر التذوق  (حلو ، مالح ، حامض ، لاذع ، قابض).

بدلاً من استخدام الألوان للشفاء خارجيًا ، اعتقدت الحضاره الهندية القديمة أنه يمكن استخدام الألوان لاختراق الجسم وإزالة الانسدادات في مراكز الطاقة الداخلية – المعروفة باسم الشاكرات  التى هى مراكز الطاقة الداخلية ، حيث ترتبط كل شاكرا بلون معين وبالتالى فان تسليط ضوء بلون من الوان تلك الشاكرات على مركزها يؤدى الى اعادة توازن الخلل الموجود بها .

وفى علم الأيورفيدا فان الألوان ترمز لما يلى : 

  • الأحمر: يرتبط بشاكرا الجذر ويساعد العلاج به على تحقيق الاستقرار المادي
  • البرتقالي: يرتبط بشاكرا العجز ويساعد على تحقيق توازن الأحتياجات المادية والفسيولوجيه.
  • الأصفر: يرتبط بشاكرا الضفيرة الشمسية ويساعد على تعزيز الشعور بالقوه والثقة بالنفس .
  • الأخضر: يرتبط بشاكرا القلب ويعزز المحبة والعطاء والرحمة و الانتماء العاطفي.
  • الأزرق: يرتبط بشاكرا الحلق أو الحنجرة ويساعد فى تحسن القدرة على التعبيرعن الذات.
  • النيلي:  يرتبط بشاكرا العين الثالثة ويساعد على تحقيق الصفاء العقلى .
  • الأرجوانى : يرتبط بشاكرا التاج ويساعد على بلوغ الحكمه  والأتصال بالوعى الكونى .

 العلاج بالألوان في الصين القديمة

في الطب الصيني التقليدى ارتبطت الأمراض والعلاجات بالألوان ارتباطا وثيقا . حيث كان للألوان الخمسة الرئيسية علاقة بالعناصرالخمسة الموجودة فى الكون والموجودة أيضا فى جسم الأنسان وهى الماء والتراب والهواء والنار والأثير . وقد ظلت المعتقدات الصينية على مر العصور تركز على أن الألوان التى ننجذب لها اما أنها محاكية للألوان الكونية أو معاكسه لها . ربط الطب الصينى القديم ايضا بين الألوان والأمراض من خلال خمسة الوان رئيسية وذلك على النحو التالى :

  •  الأسود / الأزرق: يرتبطان بالجهاز الكلوي ، المثانة ، الماء ، ومشاعر الخوف.
  • الأخضر: يرتبط بجهاز الكبد ، والمرارة ، ومشاعر الغضب.
  • الأحمر: يرتبط بالقلب ، الأمعاء الدقيقة ، ومشاعر الفرح.
  •  الأصفر: يرتبط بالطحال ، المعدة ، ومشاعر القلق.
  • الأبيض : يرتبط بالرئتين  والأمعاء الغليظة .

دور الألوان فى العلاجات النفسية 

تختلف الألوان من حيث صفاتها النفسية، فنجد الألوان الدافئة أو الحارة التى تميل الى الضوء ومصدر الحرارة مثل الأحمر، البنفسجى المحمر، البرتقالي، البرتقالى المصفر ، الأخضر المصفر والأصفر وهي ألوان عادة ما تستخدم فى اظهار المشاعر .

في حين أن الألوان الباردة، مثل: الأزرق، والنيلي، والبنفسجي والأخضر المزرق والبنفسجى المزرق  ألوان مهدئه  تعكس دائما الشعور بالسكينة،  لذلك نجدها فى الوان المستشفيات وملابس المرضى عند دخول غرفة العمليات.

 الأحمر

يؤثر هذا اللون على مختلف غدد الجسم وبالتالي ينشط الخلايا  ويرفع طاقتها، كما يؤدي التعرض له لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم، أما من الناحية النفسية يعد اللون الأحمر من أكثر الألوان الجاذبة للاهتمام، فهو لون جريء وقوي، ويمد الشخص بالشعور بالقوة والثقة.

 البرتقالي

اللون البرتقالى مرتبط بالنظام المناعى للجسم حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لتقوية المناعة، وهذا قد يكون بسبب تناغم  ترددات اللون البرتقالي مع الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية.

الأصفر

هو اللون المسؤول عن تنشيط خلايا الدماغ، أما عن الأثرالنفسي فهو بمد الشخص بالسعادة و السرور ويعبرعن قوة الإصرار والعزيمة، وقد يسبب كذلك الشعور بالتوتر.

وهناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن حتى  الأن ليس هناك دليل علمي يوضح ذلك، فهي ليست سوى تجارب لبعض الأشخاص تتعلق بربط اللون الأصفر بحدث الموت .

 الأخضر

 تؤكد بعض الآراء على أن اللون الأخضر مفيد للقلب. ويساعد على التنفس بعمق. كما يساعد كذلك على إعادة التوازن لخلايا الجسم. أما من الناحية النفسية فهو يدخل على الإنسان السرور والبهجة، لذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالطمأنينة.

 الأزرق

يساعد هذا اللون على تخفيض ضغط الدم وتنشيط الغدة النخامية، كما يساعد على النوم بعمق ويقوي نخاع العظام، وله تأثير مسكن للجسم وهو لون الهدوء اذ يعبر عن السلام والاستقرار، ويمد الشخص بالشعور بالاسترخاء، ويمكن أن يعطي انطباعا عن الشخص الذي يلبس أو يستخدم اللون الأزرق أنه شخص جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه، كما يرى البعض أن اللون الأزرق يساعد على الإبداع.

  البنفسجي

يرتبط هذا اللون بالاضطرابات العاطفية حيث يساعد على التخفيف منها، كالتخفيف من الغضب مثلا والمساعدة على الهدوء، كما يعتبر من أهم الألوان التي تساعد على الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان.

طبيعي أن نجد   أشخاصا لا يتأثرون بالألوان، لكن هناك أناس لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها ويتفاعلون معها، ويتأثرون بها.

 البني

يمنح اللون البني الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة، فهو لون الاستقرار كما يؤكد بعض الباحثين. غالباً ما يذكرنا هذا اللون بلون التراب وجذوع الأشجارويكون له تأثيره على شعور الأنسان بالبساطة والتواضع.

كما سبق وأن ذكرنا ان هذا التأثير يبقى نسبياً ويختلف من شخص لآخر حسب الحالة النفسية ووفقا ليقينه ومعتقداته.

الأسود

هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو وهو رمز للحزن والتشاؤم عند البعض. لكن نجد أنه رمز للوقار عند البعض الأخر. كما يعتبر لون القوة والرفاهية .

 الأبيض

يبدد اليأس ويجلب الراحة والسلام، لذلك ينصح لمن يشعر باليأس والاكتئاب ارتداء ملابس بيضاء ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل ولكن يكفي أن تكون قطعةً واحدة منه بيضاء اللون كقميصٍ مثلا.

طرق العلاج بالألوان 

  • هناك طرق كثيرة لتزويد أو شحن الجسم بطاقة اللون الناقص حيث يمكنك أن تعالج نفسك بالألوان معتمداً على اختيارك الفطري للون الذي تحس من داخلك بحاجتك إليه وبتأثيره المساعد لك على الاسترخاء والارتياح ومن هذه الطرق:

  التنفس اللوني: تعد هذه الطريقة نوعاً من التصور الذهني أو التخيل حيث يتصور الشخص أنه يتنفس لوناً معيناً ويغمر اللون جسمه مما يؤدي إلى توازن الطاقة التى يمثلها هذا اللون .

  الحمام اللوني: ويتم ذلك بالتعرض لأشعة مصباح بنفس اللون الذي يحس الشخص بحاجته إليه.
أو بالتوجه إلى أشعة الشمس التي تخترق نافدتك بعض وضع ورق ملون عليها بنفس اللون المرغوب فيه، 

 شرب الماء الملون: يطلق على هذه الطريقة طريقة قوس قزح حيث يتم تناول ماء وضع فى زجاجة ملونه وتم تعريضها لأشعة الشمس ما يجعل الماء حاملا لطاقة اللون من خلال اندماجه مع أشعة الشمس .

ألوان الملابس والديكور: إن ألوان الملابس تؤثر على حالتنا المزاجية ويمكن لألوان معينة أن تحفز مشاعرنا ، فالألوان الزاهية تقاوم الاكتئاب وتساعد على اكتساب الثقة بالنفس، والألوان الهادئة تساعدنا على تفادي التوتر والانزعاج.

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.