الذاكرة الخلوية

0
الذاكرة الخلوية
الذاكرة الخلوية وعلاقة تذكر الصدمات والذكريات الأليمة بحدوث الأمراض العضوية

هل للخلايا ذاكرة ؟ هل هناك بالفعل شىء اسمه الذاكرة الخلوية ؟ 

نعم الخلايا لها ذاكرة حتى لو غابت بعض الذكريات عن عقلك الواعى فان الجسد يحتفظ بالذكريات حتى المستوى الخلوى .
ان أى أحداث نمر بها صغيرة أم كبيرة تترك أثرا على الجسم ، أفكارنا ، أفعالنا ، عواطفنا ، الأحداث التى تمر بنا .

خصوصا تلك التى نمر بها فى وقت مبكر من العمر فهذه تشكل أساس الذاكرة التى يحتفظ بها فى خلايانا .
اذ اثبتت ابحاث علمية عديدة قام بها باحثون نفسيون وأخصائيون فى مسائل الصحة العقلية أن تجارب الطفولة لها تأثير كبير على توجيه سلوكيات الأنسان عندما يكبر.

هذه الأبحاث تتم بهدف معرفة الأسباب الجذرية للأمراض بدلا من التركيز على علاج الأعراض ما يمثل حجر الزاويه فى رحلة الشفاء .

كيف يساعدنا فهم ” الذاكرة الخلوية ” على عيش حياه أكثر صحة  

ابتداء من المهم أن نعرف أن الكثير من المشكلات الصحية ترجع لصدمات تحدث بصمة فى خلايا المخ وفى الDNA.
وان الطريقة التى يتم بها ادراك هذه الصدمات هى ما يسبب تحول حالة الجسم من الصحة للمرض .

ان كل شخص على ظهر هذا الكوكب يحتفظ بالذكريات فى خلاياه وليس فقط المرضى ، ذكرياتنا أو معتقداتنا اللاواعية أو مشاكل القلب الروحى كما يطلقون عليه ستلحق بالأنسان عاجلا أم آجلا مثل الفيروس على جهاز الكمبيوترلا يمكن تجاهلها بل العمل على ازالتها من أجل حياه أكثر توازنا وصحة.

كثير من المشكلات الصحية تنشأ أيضا من المعتقدات والتصورات السلبية فى كل من العقلين الباطن والواعى .

الذاكرة تحتفظ بكل شىء على مستوى الخلية ما يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية

هذه الذاكرة الخلوية هى ما يقود تصرفات وسلوكيات الأنسان ، فمثلا يخاف شخص ركوب سيارة بعد تعرضه لحادث سيارة . والتغييرات السلوكية فى هذا الشأن كثيرة ومتنوعه قد يزيد احساسنا بالفرح أو بالحزن .

قد نصبح أكثر أو أقل تفاعلا ازاء أمر ما أو اننا نشعر بالارق مثلا أو بالام فى المعدة  وننفق الكثير من الوقت والطاقة فى محاولة تحسين بعض الظروف التى نمر بها والتى نعتقد أنه ربما تكون سبب الألم أو النوم المتقطع .

لقد كشفت الأبحاث العلمية على مدى عشرات العقود أن سبب معظم أعراض الألم والقلق والتوتر تعود فى جذورها للعقل الباطن والعقل اللاواعى أو ما يسمى ” بالذاكرة الخلوية ” أى الأحداث التى مررنا فى الماضى وتحتفظ بها أجسامنا حتى مستوى الخلية. 

اختزان الذكريات السيئة يصل لخلايا الجسم ويسبب المرض لبعض الأعضاء  

الذاكرة الخلوية يمكن أن تؤثر فى الجينات سواء هى جيدة أو سيئة فهذه الجينات تنشط وتتعطل بناء على عده عوامل منها الطعام والنوم والتوتر والمزاج وغيرها . لذلك فانه اذا تمت معالجة الذكريات السيئة يمكن بالتالى زوال الآثار الجينية .

في عام 2004 ، نشرت صحيفة دالاس مورنينغ نيوز دراسة بحثية تمت فى المركز الطبى بجامعة ساوث ايسترن فى ولاية دالاس بالولايات المتحدة تذهب الى أن تجارب الأنسان لا تخزن فقط فى خلايا الدماغ وانما فى كل خلايا الجسم.

وأن هذه المعلومة هى السبب الحقيقى للمرض بل انها  الفيصل بين الحياه والموت .

مخزن ذكريات الخلية يتسبب فى معظم السرطانات

يقول دكتور ايريك نستلر رئيس قسم الطب النفسى بالجامعه : يمكن أن يكون حدوث  السرطان بسبب حلول ذاكرة خلوية سيئة محل ذاكرة خلوية سليمة . ولعل هذا المفهوم الجديد يكون فتحا طبيا يوفر الأمل لعلاج هذا المرض وغيره من الأمراض المستعصية بشكل جذرى اذا ما أمكن محو الذكريات السلبية من المخزن الخلوى للجسم.

تأكدت فكرة الذاكرة الخلوية من خلال أبحاث قام بها دكتور بروس ليبتون من جامعه ويسكونسن الذى أعلن أن معظم المشاكل الصحية تقريبًا تنشأ من افكار ومعتقدات خاطئة أو سلبية مخزنه فى العقل الباطن وهو ما يسمى ” بالذاكرة الخلوية ” .

اثباتات أن للخلايا ذاكرة من واقع تجارب مرضى  

خصوصا حالات نقل الأعضاء . أحد الأمثلة الشهيرة حدثت عام 1998 عندما قامت كلير سيلفيا بزراعة قلب ورئة جديدين .

لا حظت كلير تغير بعض طباعها من ذلك اقبالها بشدة على تناول دجاج الكنتاكى الذى كانت لا تتناوله من قبل كراقصة ومصممة رقصات .

وأنها أصبحت تحب اللون الأخضر والأزرق وتفضلهما على اللون الأحمر الزاهى أو البرتقالى الذى كانت ترتدية عادة ، أنها أصبحت أكثر عدوانيه .

وعند بحث حالتها تبين أن هذه هى سمات شخصية المتبرع .

لقد تم الأبلاغ عن عشرات التجارب المماثلة من قبل أشخاص مروا بزراعة الأعضاء ، والتفسير الوحيد لذلك هو الذاكرة الخلوية المخزنه فى العضو المتبرع به والذى يخص فى الأصل شخصا آخر .

قام الدكتور جون سارنو من كلية الطب بجامعة نيويورك بعمل رائد في مجال الأمراض النفسية الجسدية والتواصل بين العقل والجسم ، وتحديداً مع آلام الظهر.

يتفق الدكتور سارنو مع الدكتور ليبتون والدكتور نستلر ويقول إن الألم المزمن لدى البالغين والمرض ينشأ من الذكريات الخلوية المدمرة وغير المعالجة.  من خلال الشفاء الخلوي للذاكرة ، يزول الألم المزمن والمرض.

كيف تسبب الذاكرة الخلوية الأعراض السلبية في حياتنا

ان جسم الأنسان به ملايين من الأكتليون (جزء صغير من الذرة ) تتأثر جميعها بكل فكرة تمر بالرأس ومن ثم تقوم بانشاء اتصالات جديدة اومسارات عصبية فى الدماغ .

فاذا أتت نفس الفكرة أو وقع نقس الحدث فان المشاعر التى تثيرها تأتى من هذه الشبكة العصبية .هذه الشبكة العصبية هى ذاكرتنا الخلوية . فى كل مره تأتينا فكرة مشابهة أو يحدث حدث مشابه يتم تشغيل نفس الذاكرة ونحن فى الحقيقة لا ندرك أن هذا الشعور الجديد أو ردود أفعالنا للحدث مصدره الفكرة أو الحدث القديمين .

كيف تؤثر صدمات الماضى على مجريات الحياه فى المستقبل 

لذلك فان كل حاضر لنا هو مبنى على تجاربنا السابقة دون أن ندرى ، فاذا كانت التجارب الأولى مبنية مع قدوة عظيمة وفى حياة قوية ، فقد تكون محظوظا وتتمتع بحياة رائعة اليوم.

ولكن إذا كنت قد تعرضت لصدمات في الماضي لم تلتئم بعد ، سواء في عائلتك الجديدة أو عائلتك الأولى مع أبويك فمن المحتمل أن تمتلئ حياتك بتجارب مماثلة تتكرر مرارًا وتكرارًا بناءً على ما هو مخزن فى ذاكرتك الخلوية.

اذا كانت ذاكرتك الخلوية مليئة بمواقف فيها غضب أو خوف أو تدنى شعور بالذات أو أى مشاعر سلبية أخرى فان هذا يمكن أن يجعلك مريضا أو تدمر أهم علاقاتك أو تفشل فى العمل أو فى أى من مواقف حياتك . يجب ان نضع نصب أعيننا هذه المرجعية ونحن نتناول شئون حياتنا ونفهم جذور الأسباب لاستجاباتنا وردود أفعالنا ازاء المواقف والأحداث المختلفة حتى نضع أقدامنا على طريق  التشافى والعلاج الذاتى .

اكتشف ماضيك وذاكرتك الخلوية سعيدة هى أم شقية 

اعلم ان قلبك الروحى هو من سيخبرك بما تحمله ذاكرتك الخلوية ، فاذا وجد  ذاكرة خلوية سعيدة ، فسوف تميل إلى الاستجابة بشكل إيجابي ، بينما إذا وجد ذاكرة مؤلمة فستميل إلى التصرف في خوف أو غضب.

سوف ينتج عن هذا الأخير وهو الغضب أو الخوف أعراضا سلبية في الأفكار والمعتقدات والعواطف والسلوكيات وأيضا وظائف الأعضاء وسوف تبث ذاكرتك الخلوية  “إشارة خوف” إلى الخلايا المحيطة. عندما تتلقى الخلايا هذه الإشارة ، فإنها تصبح كالمسدودة وتنتقل إلى وضع الموت والمرض .

فهي لا تقضي على السموم ولا تأخذ الأكسجين اللازم والتغذية والترطيب والأيونات. وإذا بقيت الخلية في هذه الحالة المغلقة لفترة طويلة سترتفع احتمالات كشفها لجين المرض. في الواقع سيختار الجسم الذى ستغمره هورمونات التوتر مثل الكورتيزول اما القتال او الهروب .هذا الضغط يجعلنا مرضى ، متعبين ويخلق لدينا كل الأعراض السلبية الممكنة .

التنويم المغناطيسى والريكى 

يقول الدكتور بروس ليبتون ان العمل لكشف مكنونات للذاكرة الخلوية هو الطريق الوحيد الذى يمكن أن يظهر به  المرض في حيانك ويمكن أن يتم هذا بطريق التنويم المغناطيسى وعلاجات الريكى ، شفاء ثيتا . فان هذه العلاجات تساعد كثيرا على أن لا تمرض ، لأن أجهزة المناعة والشفاء لديك ستعمل دائمًا على المستويات المثلى.

لذا ، على الأنسان أن يستكشف ماضيه ، أن يستعين  بمختص للمساعدة في تحديد التجارب المؤلمة المؤثرة التى ربما تكون قد غيرت نمط السلوك بطريقة سلبية ، عليه أن يقوم بمعالجتها ثم تعطيلها وايقاف الضرر الذى يمكن أن تلحقه . 

————————————

المصدر :

https://www.consciouslifestylemag.com/cellular-memory-healing-clearing/

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.