الوصول للاستنارة هو الرجوع للبيت / لمسكننا الأصلى ، لطبيعتنا وجوهرنا.
أن ما يهم ، أو ما تدعونه بكلمة ” الوصول للأستنارة ” هو فقط العودة الى جوهركم الأصلى وهو” الروح ” ، هذا كل ما يجب أن تفعلوه وليس أى شىء آخر .
المشكلة أن الأنسان يعتقد أن حقيقته تكمن فى جسده وعقله ، بينما هذان الأثنان ليسا فى الحقيقة ” أنت “. لقد كبرا معك فقط منذ الولاده ، أنت فى الحقيقة مجرد ” حفنه من تراب ” تكونت وأصبحت انسانا مع مرورالوقت ، انت لن تدرك أنك لا تنتمى فى “الجوهر ” لحفنة التراب هذه التى كونت هذا الجسم وذلك العقل الا عندما يهويان ويفترقان عنك بعيدا عند لحظة الوفاه .
اذن اين المشكلة ، و اين تكمن العقبه من أجل الوصول للاستنارة
أن العقل فى عمل مستمر وهو دائما مزدحم بالأفكار والذكريات .أنت لا تستطيع أن تتوقف عن التفكير ولو دقائق .لو أدركت أن ما يهم حقا هو ” سكون العقل ” و ” الصمت الداخلى ” سوف تفهم أن وصولك لهذه الحالة هو فقط ما يسمح ببزوغ الشرارة الروحية بداخلك .
كم ساعه أحتاجها من أجل الوصول للاستنارة ” ؟
الأستنارة أو “النيرفانا” معناها ” أنا غير موجود ” يعنى تلاشى الذات تماما وذوبانها فى الروح الأعظم أو الذات الألهية .
أنه ليس مطلوبا أن نصل لهذه الحالة ونحن ما زلنا فى ثوبنا الفيزيقى ، لأن معناه تخلينا عن عائلاتنا وعملنا وأشياء كثيرة . كل ما هو مطلوب منك أن تمارس التأمل فى الصباح وبعض تمارين اليوجا ، واترك الترقى يحدث مع الوقت وبالتدريج ، ثم تيقن أن كل خطواتك نحو التقدم لن تذهب سدى وأنك لن تعود للوراء . سر فى طريق التطور برفق دون ايذاء حياتك الدنيوية لأن ارادة الله أن تعيشها وكن على يقين أن مع الأستمرار فى الطريق سيحدث ما تصبو اليه.
هناك تدريبات ” للنيرفانا ” ولكن لا نعطيها الا لاولئك الذين تركوا حياتهم بالكلية ، أما من يزالون منخرطين فى حياتهم وعائلاتهم واسرهم وعملهم فلا داعى . فقط قم بالممارسات المطلوبة باستدامه وتيقن أن مسارك الروحى مستمر وأنك تحصل يوما بعد يوم على مزيد من التطور بقدر استعدادك والتزامك بالممارسة الروحية .
الوصول للاستنارة لا تعنى الحصول على معلومات متقدمة من العالم الآخر .الأستنارة هى القدرة على رؤية وادراك أشياء لم يكن بمقدورنا أن نراها أو ندركها بعقلنا المحدود وحواسنا الخمسة .هى انكشاف ” ستارة العقل ” بعد أن تخلى عما يمتلىء به من أفكاروذكريات وقيود وصار نقيا صافيا مستعدا للآستقبال .
هل من الضرورى أن يكون لنا ” معلم روحى ” يقودنا على الدرب ؟
سأقول الأجابة بشكل آخر، هل تعلم أحدكم الأبجدية من الطفولة بدون معلم ؟ هل تذهب لمكان لا نعرفه دون وجود خريطة أو اتباع ال GPS ، هل تذهب فى رحلة لمكان دون الحصول على معلومات عن هذا المكان من دليل أو مكتب سياحى ؟
نعم .. المعلم مهم ، بالتأكيد أنه يمكنك أن تسير وتترقى فى مسارك الروحى بمجهودك المنفرد وبدون معلم ، الا أن وجود المعلم يجعل الطريق أيسر وأقصر كثيرا. لذلك أنصح أن تسلكوا طريق الروح مع معلم ، لكن ينيغى أن تسلكوه بمتعه واشتياق .
اذن ماذا يجب أن نفعل كى نسرع الخطى نحو الوصول للاستنارة ”
بين ” الأمكانية ” و ” التحقيق ” هناك مسافة . لو أننا نظرنا كيف تسير مجريات حياتنا اليومية لوجدنا أننا نغير وجهتنا فى اليوم الواحد عده مرات ما يجعل الحياه معقدة .. نفعل شيئا ثم نغير وجهتنا فنفعل شيئا آخر ثم بعد قليل نفعل شئ ثالث ولو أننا ركزنا فى اليوم الواحد على انجاز هدف واحد لوجدنا أشياء رائعه تحدث فى حياتنا .
أقول هذا لأبرهن لكم أنه دائما ما توجد عراقيل فى المسار الروحى . ان الوصول الى صفات الألوهية ليس بالشىء بعيد المنال ولكننا لا نعنى بالتركيزولا نقوم بالخطوات .التركيز على الهدف وعدم تغيير الأتجاه هو كل ما ينبغى أن نفعله ، تماما مثلما نقود سيارة ، كل ما علينا فعله هو أن نركز على الطريق ، الباقى يفعله محرك السيارة ووقودها . لابد أن نعرف ان الوصول للتنوير هو بامكان كل انسان على وجه هذه الأرض .
فقط اقطعوا المسافة بين ” الأمكانية او الأمل ” و بين ” تحقق الهدف ” .نفذوا الخطوات ، ولا تحيدوا عن الطريق .
هل الطريق للاستنارة يمكن أن يحدث بسرعه ؟
الوصول للاستنارة أو طريق التنوير يلزمه ” شغف ” و” ممارسات ” . ان كل انسان يحمل بداخله شىء من العبقرية والذكاء الفطرى ، لكن 95% من البشرلا يعرفون ذلك ، لماذا ؟ لأنهم يستخدمون ذكاءهم فى أشياء أخرى . هذه الأشياء هى ما تحصل على اهتمامنا وتركيزنا فالأنسان للأسف يعمل طول حياته ويهدركل وقته وذكائه ومجهوده لعمل كارير، أو بناء بيت أو اقتناء سياره أو الحصول على شهادة علمية عالية ، أو الحصول على ثروه أو مكانه أو سلطة.
لكن دعونى أقول
عليك أن تضع نفسك فى بعد آخر من الرؤيه ، من النظرة العميقة البعيدة . عندما تكون على فراش الموت لو بعد مائة سنه ، هل ستنفعك أى من هذه الأشياء ، هل ستسعدك على الجانب الآخر من بعد الأنتقال الى عالم الروح ، هل ستعنى لك شيئا حقا فى هذه اللحظة ؟ ليس المقصود بكلامى أن نتركها تماما اليوم . المقصود أن نضعها فى مكانتها وقيمتها الحقيقية ولا نجعلها تلمس روحنا أو يتعلق قلبنا بها .
هناك فرق كبير بين أن نستعمل شىء وبين أن ندع هذا الشىء يستعملنا ، لا تكونوا عبيدا لاحتياجاتكم . اعرفوا محدودية قيمة ودوركل شىء فى الحياه ، الثروة ، المنصب ، الزواج ، العلاقات ، الشهادات العلمية .
لو أنكم فهمتم ذلك وأدركتموه حقا ، فأنتم مستمرون فى طريق تحرركم ، وتطوركم الروحى سوف يحدث بالتأكيد ، وعندما يأتى موسم الحصاد ، سوف تزدهر الروح تماما مثل ثمار الفاكهة التى يحلو طعمها عندما يحين القطاف .
(مترجم بتصرف من أقوال المعلم سادجورو)
المزيد عن موضوع الاستنارة فى هذا المقال
