لحظات الموت الأخيرة

0

 

لحظات الموت الأخيرة لها أهمية كبيرة من حيث بناء بيتنا السماوى .

ولفهم هذه النقطة أكثر نقول أنه ليس هناك ما يسمى ” موت ” . فقط تذهب الروح من مجال لمجال .

شىء ما يحدث للجسد الذى هو حامل للروح ، حادث أو مرض أو تلف للمخ أو الأعضاء لا تستطيع أن تستمر معه الروح.

فالروح تعيش فى جسم سليم ، فاذا حدث هذا ماذا على الروح أن تفعل ، انها تغادر هذا الجسد ماضية فى رحلتها الأبدية .

عندما يموت شخص ما هو فى الواقع غادر حياتنا نحن ، أما حياته هو فمستمرة ، هو مازل موجودا وحيا ، لكن نوع هذه الحياه يتوقف على لحظات الموت الأخيرة . 

أهمية لحظات الموت الأخيرة
أهمية لحظات الموت الأخيرة ، ترديد أوم باستمرار ، مبدأ عدم التعلق

ماذا ياترى يحدث له ، وما هى أهمية لحظات الموت الأخيرة ؟

 لحظات الموت الأخيرة مهمه لأن المخ والوعى والتمييز يذهبون من الناحية الفيزيقية ، لكن مكونات الوعى الروحى لا تذهب .

أيا ما كانت الصلة بينك وبين هذا الذى رحل هو أب أو أخ أو صديق أو قريب ، ان كل ما يجمعه بك انما كان ينتمى لعالم المادة.
فالحب والمشاعر والعاطفة التى تنشأ بين البشر انما تنتمى للجسم الفيزيقى وعالم المادة الذى عاشت فيه الروح لفتره حياتها .
هذه الحياه قد انتهت لشخص ما وغادرها لعالم الروح . هو عندئذ لم يعد أباك أو أخوك أو قريبك أو صديقك ، يحدث انفصال ما عند هذا التوقيت .

 أهمية حال الشخص فى لحظات الموت الأخيرة وأثره فى مكانته بعد الأنتقال

تلعب لحظات الموت الأخيرة دورا فى تحديد يسر الانتقال والمكانه التى نذهب اليها .

هناك اشياء اذا كانت فى ختام الحياه فانها تقذف بالروح لمكانه سامية :

– استقبال الموت بيقظة ووعى تام .عندئذ سيكون الأنتقال رائعا وستقابل الروح أشياء جميلة .

– وجود وعي بالحياه الثانية وبرحلة الروح لا أن تكون الحياه مضت ونحن فى حالة جهل روحى .
ذكرياتنا  ، توجهاتنا  ، اخلاقنا  وتصرفاتنا هى ما يمثل الحاله الأخيرة ، كان المنتقل طماعا ، جشعا ، أنانيا محبا للمال ، غير متسامح ، متعلق بالدنيا أم عاش حياته بالحب وخدمة الناس .

– عدم التعلق الدنيوى ، هل هو خائف ، حزين، قلق لترك الدنيا والأولاد والثروة والمكانة ، ام قلبه وعقله متوجهان للاتصال بالروح الأعظم . 

لذلك على الأنسان أن يفهم أهمية لحظات الموت الأخيرة وأن يستعد لهذا الوقت .
لأن المسأله ليست محاولة البقاء فى حالة نقية وقت استشعار اقتراب الموت ، بل هى كل الأنطباعات المحفورة داخل الروح من نتاج الأفعال والنوايا والعواطف .

هذا هو ما يمثل الحالة الأخيرة ، هذه هى محصلة “كارما الروح ” من جراء رحلتها الأخيرة فى عالم المادة .

هل يمكن فعلا أن يتحكم الأنسان فى مستواه الروحى عند لحظات الموت الأخيرة  ؟

الأجابة نعم ..ممكن لكن الموضوع يحتاج الى تدريب ، الى اعادة توجيه أفكارنا ومشاعرنا وقناعاتنا ومعتقداتنا نحو الخير والحق والصواب والتطهر.

وأن يكون هذا بغير عودة للوراء حتى اذا أتت لحظة مفارقة الدنيا كنا على ما نحن ماضون فيه مستمرون عليه.  

ترديد أوم 

لحظات الموت الأخيرة

ترديد الأسم الألهى أو ترديد” أوم ”  كممارسة روحيه يجعلنا نفكر فى الله وقت الأحتضار.
هذا يجعل المحتضر فى حال أعلى من الوعى ومستوى نجمى أعلى بعد الأنتقال ويجعل طاقته فى أعلى الرأس .
التفكير فى الله وترديد اسمه فى لحظات الأحتضار يساعد الروح على ترك الجسد فى أعلى حالة ممكنة .

فى أحد النصوص الشرقية القديمة : يقول الله للأنسان ”  اجعل فكرك نحوى فى كل وقت وجاهد نفسك من أجل ذلك ، فاذا ذاب العقل فىّ فانت بالتأكيد آت نحوى بعد الموت ” .

ان حياه الأنسان القادمة سواء فى عالم الروح او فى ولاده ثانية تحددها أفكاره وانطباعات عقله فى اللحظات الأخيرة .

فاذا كان مليئا بالطمع والجشع والحسد والكراهية وعدم المسامحة ، منخرطا فى رغبات الدنيا ومتعلقا بها ، فانه يخلق لنفسه مكانا فى العوالم الدنيا أوفى تجسد جديد غيرسعيد.

واذا عاش طول الوقت فى جهل روحى ، فانه أيضا يدخل عالم الروح من هذه البوابه ويكون خائفا تائها  وقد تطول فتره انتقاله .

أما اذا كانت الروح وقت الأنتقال فى حالة من النقاء خالية من النوايا السيئة متخلية عن الرغبات الأرضية ، فانها تنتقل انتقالا يسيرا وتذهب الروح لمستويات عالية .

لكن مهم أن نعرف

لا ينبغى أن يكون التركيز على لحظات الموت الأخيرة هو فقط هدفنا ، فنحن لا نعرف متى ولا كيف ستأتى ولكن علينا أن نجتهد كل يوم وكل لحظة فى حياتنا. 

نكون مراقبين لأنفسنا وشاهدين عليها كى نكون عند هذه اللحظة جاهزين مستقبلين لها.
نصبح تلك الروح الصافية ،القلب النقى، والنفس الخالية من الرغبات الغير متعلقة بالدنيا .
حتى لو ذهبت الروح لمستوى سماوى مرتفع ليس هذا معناه ” تحرر الروح ” الكامل .

فهناك ” الكارما “وما اكتسبته من حيوات سابقة والحياه الأخيرة ، وبها مجتمعه يتحدد اذا كان لزاما عليها العودة ثانيه لعالم المادة لاستكمال المزيد من الدروس وتحصيل الكمال .

فنحن جميعا فى أجسامنا الفيزيقية فقط بسبب ” كارما ” نحملها ولم نسدد آثارها بعد .
لكن فى وقت ما ، فى لحظة ما تصل الروح للوعى الفائق وتبدأ رغبتها فى التحررالكامل وعدم العودة  للحياة الفيزيقية مجددا

فمهما كانت المدرسة رائعه والمدرسون عظام ، ترغب الروح فى دخول مرحلة أعلى حيث أتمت كل الدروس وأصبحت مهيأه لمعرفة أكبر وأوسع .    

أن كل من يصل لهذه الدرجة من الوعى ، من تتقدم روحه حتى تصل للأستنارة لا تعود روحه مجددا لعالم المادة .

———————————————–


المرجع :

من تعاليم المعلم ” سادجورو

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.