السعادة فى التأمل

0

 

هل يمكن حقا أن نجد السعادة فى التأمل ؟

السعادة فى التأمل
السعادة فى التأمل لأنه يجلب الفرح الروحى ويخلق الاتصال مع الاله .

هل سألنا أنفسنا يوما ، لماذا نقوم بالتأمل ؟ وما الهدف الروحى والنفسى من هذه الممارسة ؟ هل نجد السعادة فى التأمل ؟ 

الهدف هو معرفة الذات ،بمعنى أن تعرف كافة العناصر التى تشكل ذاتك ووجودك وهى : الجسد والروح والعقل وأنها موجوده بداخل ذاتك وفى مملكه الله .

التأمل يساعدنا على التعرف على مكونات أنفسنا العليا وعلى الأتصال بالخالق حيث المحبة والراحة والسعادة المطلقة .

ولكن لابد ان نعرف ونطمئن أننا نسير فى المسار الصحيح فى ممارسة  “التأمل ” وأن نستشعر بعض الأشارت أننا حققنا تقدما ما فى مسيرتنا نحو الله ، وأن التأمل حقق بنا السعادة الحقة والبهجة. 

لأنه لاشىء يكون ثابتا تماما اما أننا نتقدم أو نتأخرمثل أى شىء فى الحياه نستشعر نتيجته ، امتحان فى دراسة ، ترقية فى عمل  ولكن فى التأمل النتائج قد لا تكون ملموسه مثل أشياء كثيرة نمارسها فى حياتنا .

لذلك على الممارس أن يستمر ويستمر بصبر ومثابرة ، وأن يكثف جهوده يوميا فى طريق معرفة الله الذى تمنحه تقنيات  “التأمل” فمثلا أقوم بالتأمل اليوم لمده عشر دقائق ، غدا أقوم به لمده 15 دقيقة ، بعد أسبوع أزيد المده لعشرين دقيقة ثم نصف ساعه وتدريجيا حسب استطاعتى ليس هذا فقط وانما أن أتخذ من مبادىْ الروحيه منهجا دائما لى فى كافة المعاملات والتصرفات التسامح، الحب ، الخدمة ، الأيثار ، كبح الغضب .

باستدامة المثابرة على ممارسة “ التأمل ” واتباع المنهج الروحى تتقدم الروح وتبدأ تدريجيا فى استشعار فوائد هذه الممارسة وحصاد ثمارها والأهداف الرفيعة لها .

فى كل مره نجلس فيها للتأمل نحن نتقدم حيث ينفتح وعينا الداخلى على الخصائص الألهية لذلك ينبغى على الممارس أن يفتح وعيه أثناء كى يتشرقف السعادة فى التأمل ويتلقى الهبات التى يمنحها ايانا وهى :

النور ، السلام ، الهدوء ، صوت الله ، الحب ، الحكمه ، القوه 

النور 

استشعار نور الله أثناء التأمل يهدىء العقل وينقيه من الأفكار السيئة ويمنحه صفاء التفكير. وكلما زاد عمق شعور الممارس بالنورالألهى كلما كان استقباله شاملا لكل ماهو نور .

السلام 

استشعار السلام فى أعماقنا أثناء التأمل يزيل مشاعر القلق ، وبه نستقبل عون السماء فى تخفيف آلامنا.

الهدوء 

أو مانسميه بهدوء السريرة وهى عطية الله الأكثر قوه وفعاليه حيث تمنحنا القدرة على تخطى الصعاب والعقبات فى شئوننا الحياتية.

صوت الله 

وهو التركيز أثناء التأمل على كلمة “ أوم ” أو Om باللغة السنسكريتية . و”أوم” هو أول صوت الهى خلق الله به الأكوان . ترديد “أوم” ذهنيا أثناء التأمل يعلو بالروح لافاق سماويه فوق مستوى الحواس البشرية.

الحب 

المقصود بالحب هنا ليس الحب الشخصى بين انسان وآخر أو بين رجل وامرأة ، وانما الحب المطلق لله وحب الأنسان لأخيه الأنسان الحب الغير مشروط بانتظار الشكر أو النتائج .

البهجة الألهية

البهجه الألهية شىء مختلف تماما عن أى بهجه دنيوية . انها كل افراح الدنيا مجتمعه . أن أفراح ومباهج الدنيا جميعها مؤقته ولا تدوم طويلا ، الفرح والبهجه التى يبعثها الله فى القلب هى المصدر الحقيقى لسعادة النفس . كمثل الفرق بين الذى يطلب النور من ضوء شمعه بينما نور الشمس الدافق يحيطه من كل مكان .

الحكمه 

وهى اكتساب قدرات خاصة تمكن من استبصار الأشياء فوق مدركات العقل بالبصيرة .

القوه 

ان الممارس للتأمل عندما يفتح وعيه وتركيزه على قوه الله ، بامكانه ووفق استعداده أن يكتسب بعضا من هذه القوه الألهية العظيمه التى خلقت هذا الكون بما فيه من مجرات .

هذه القوه استطاع الكثيرون من القديسين والعارفين والمتصوفين أن يكتسبوها ، والكثيرون ممن لديهم قدرات خارقة وذك على مرالعصور قديما وحديثا الذين ذاقوا البهجة والسعادة فى التأمل العميق. 

لذلك على ممارس التأمل أن يجلس مسترخيا تماما وأن يركز وعيه الروحى فى اتجاه التواصل مع الله حتى يتمكن من اجتذاب تلك الخصائص والصفات الألهية التى حتما سوف تؤثر فى تغير حياته الى أن يصبح أنسانا أفضل وأسمى .

واذا كانت طبيعة العقل البشرى هى التجول بين عشرات الافكار والأنطباعات فى الدقيقة الواحدة ، فعليه أن يدرب عقله على التركيز فى شىء واحد فى اتجاه عين البصيرة وهى المنطقة ما بين الحاجبين ، والعودة بالعقل سريعا من الأفكار التى تأتى من هنا وهناك الى حالة اللا تفكير .

هذه القدرة على التركيز أثناء التأمل مهمه جدا وممكن بالمثابرة تدريب العقل عليها .

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.