الغفلة والجهل الروحى

0

(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد ” سلفر برش”  فى جلسات وساطية  امتدت لثلاثين عاما)
نحن الشباب لدينا العزم والرغبة الصادقة كى نحارب الطمع والكراهية والغفلة والجهل الروحى ، ولكن كيف ننجح وقد أخفق آباؤنا ؟

الغفلة والجهل الروحى
على الانسان المتنور أن يسعى لازالة الغفلة والجهل الروحى من عقله

هذا سؤال جيد . ان الكلمات التى ذكرتموها الآن : الطمع، الكراهية ، الغفلة والجهل الروحى هى أشياء موجودة  فى عالمكم منذ زمن بعيد جدا . لا توجد عصا سحرية يمكن أن تغير حال البشر بين يوم وليلة .

ان العالم يتغير بالتطور وليس بالثورات .هذا التطور يتم ببطء ولكن بقوه وثبات فأى محاوله لتصعيد سرعة التطور فى عالم المادة سوف تبوء بالفشل ، لكننا لسنا متشائمين أبدا فى عالم الروح .

 ان كل من بزغت فى قلوبهم ومضات المعرفة الألهية والحقائق الروحية يجب أن يكونوا متفائلين ايضا . نحن لا نملك حلولا سحرية لاصلاح الكون وانهاء حالة الغفلة والجهل الروحى ، ولكن عندما يستوعب مزيد من الناس حقائق وقوانين الروح الأعظم ، سوف ينقشع الجهل الروحى بالتدريج ، ستقل بل تنعدم الفوارق بين البشر.

ستنتهى النزاعات والصراعات والحروب و سيقل الطمع والجشع والأنانية ، سوف تنمو مساحات ومساحات من النورفى قلوب من يسكنون عالمكم .  لسنا نحن فقط من بيده أن يغير كل المشهد على وجه الأرض .ان ما نفعله الآن فى مهمتنا هو أن نعلّم أولئك الذين لديهم الرغبة والأستعداد لتلقى المعرفة والحقيقة والحكمة كيف يحيوا الحياه الصحيحة ، كى يكونوا نواه لمجتمعاتهم ، فالانسان فى كينونته المستقله يمتلك قوى غيرمحدودة لدعم مسيرة التطور الشمولى لكل العالم .

ان الروح الأعظم بحكمته اللانهائية لم يخلق البشر كى يعيشوا مثل الأنسان الآلى أو عرائس الماريونيت .فى خلق كل انسان قدر من الحكمة الكامنه وعليه أن يصنع اختياراته وأن يتخذ بنفسه الخطوات لازاحة طبقات الغفلة والجهل الروحى عن قلبه وعن الآخرين ممن هم حوله ، عليه أن يعرف ان شن الحروب لا يحل أى مشكلات بل يخلق مشكلات جديدة .

أن الطمع والجشع والأنانية يحملون بذورآثار كارثية لأصحابها ، كل ما عليكم فعله هو أن تنشروا المعرفة قدرما تستطيعون.
فلو نجح الأنسان فى أن ينير درب أخ واحد له فى الأنسانية بالأضافة الى نفسه ، فان دورة حياته الأرضية لم تذهب سدى .

عند الأنتقال لعالم الروح هل يوجد أطباء روحيون لمساعدة الروح ؟

نعم ، لابد من مساعدة الروح من أجل أن تغادر الجسم الذى سكنت فيه لسنوات ومن أجل تهيئتها للانتقال لعالم ذو طبيعة أرقى وذبذبات مختلفة .

لذلك تلاحظون كيف كان أحباؤكم الذين غادروا وهم على فراش الموت يرون ويسمعون ويشعرون بأرواح أخرى تساعدهم . هذه الأرواح تعتنى بهم وتساعد فى تحرير الروح من الجسد.

هل غياب الوعى أثناء النوم يشبه غياب الوعى جراء الحوادث ؟

بالطبع لا ، فقدان الوعى بسبب الحوادث يتلف التوافق والأنسجام بين العقل والجسد والروح.

بينما ما يحدث عند النعاس هو أمر طبيعى فالروح تدرك أن ذبذبات الجسم المادى آخذه فى الأنخفاض تمهيدا للنوم ولانتقال الوعى لعالم الروح.

فى حالة النوم يغادر الوعى الجسد بشكل ارادى بينما فى الحالة الثانية فقد اضطر للمغادرة قسرا لكون الجسد لم يعد صالحا لعمل الروح بشكل طبيعى وجيد.

أترى أنه ينبغى أن نؤيد الأمم المتحدة فى مهمتها من أجل سلام العالم ؟

يمكنكم أن تسألوا أولا : هل فكرة السلام الحقيقى الشمولى موجودة حقا فى نفوس وأرواح القائمين على هذا التنظيم ؟ هل يعتزمون الألتزام بالقوانين والمبادىء الثابتة للكون ، مبادىء وقوانين الروح الأعظم ، أم أنهم يسعون فقط لايقاف ما يهدد مصالحهم ، هل ما زالت بينهم معتقدات التفرقة بين الشعوب بسبب تفاوت الثروات والأعراق ومستويات المعيشة والتقدم ؟ هل يعنيهم حقا تقديم يد العون الصادق لكل أبناء الله ؟

ان ما يعنينا هو أن تعمل مبادىء الروح الأبدية فى عالمكم ولا شىء غير ذلك .

قد تنجحون من وقت لآخر باستخدام أنصاف الحلول ، لكن هذه الحلول لن تأتى بالسلام للعالم ولا بالرفاهية لأبنائه ، فيوما ما سوف تدركون أن الحب يمكنه أن ينتصر على الشر ، لأن الروح الأعظم هو الحب .

وفى نطاق مفهوم الحب سيسعى جميع البشر لحل مشكلاتهم وعندئذ يعم السلام أرضكم ، لكن جميع الرغبات والأتجاهات التى لا ترتكزعلى فكرة ” الحب ” سوف تخلق مزيدا من الفوضى و الأضطرابات .
عليكم أن تسعوا جاهدين لتحسين حياتكم من الجذور ، بغير ذلك لن يحصل عالمكم على السلام. 

الغفلة والجهل الروحى
أكل اللحوم

هل سنعاقب على أكل اللحوم عندما ننتقل لعالم الروح ؟

عندما تصل الروح للتطور وتعرف أنه ليس من الحق أن يقتل  مخلوق مخلوقا آخر لأنه أقل منه درجة ، عليها أن تمتنع عن ذلك والا اكتسبت خطيئة ، أما الأرواح التى مازالت جاهلة و لم تتطور بعد ، فلن يطالها حساب . تذكروا انه دائما مع ” المعرفة ” تأتى ” المسئولية “.

هل تعتقد أن العالم يمكن أن يكون أكثر سعادة اذا اتجه للطعام النباتى ؟

الغفلة والجهل الروحى
أكل اللحوم أم الغذاء النباتى

أستطيع أن أقول نعم ،  فالأمتناع عن أكل اللحوم ليس له فقط مزاياه فى البعد الروحى وهو ايذاء الحيوان واكتساب الكارما السيئة ، وانما هو أيضا أفضل لصحة الأنسان والوقاية من الكثير من الأمراض .

مع تطور الجنس البشرى شيئا فشيئا سوف يتزايد بكثافة أعداد الذين يتبعون النظام الغذائى النباتى .

هل تشريح الفئران والضفادع وما شابهها فعل صائب مع الأخذ فى الأعتبار نقطة ” الدافع “وهو اما التعليم أو التجارب الدوائية من أجل صحة أفضل للأنسان :

الغفلة والجهل الروحى
تشريح الحيوان غير مقبول لأن فيه ايذاء لروح خلقت لتعيش

لا ، كيف تكون أعمال الوحشية صائبة ؟ كيف يكون الأيلام والتعذيب لروح مقبولا ؟ ان هذا يخالف كل ما قلناه سابقا .

انه لخطأ كبير ان تعمل تجارب على مخلوقات الله الأضعف منكم التى لا تستطيع أن تقاومكم أو تقول لكم لا تفعلوا هذا بي. 

 اننا معنيون كثيرا بحال البشرية اليوم حيث طغيان المادية وانتشار اعمال العنف والقسوه فى أماكن متفرقة كثيرة من العالم الذى يطلق عليه ” المتحضر ” ، ما رأيك بهذا ؟

ان ارادة الروح الأعظم سوف تعمل فى عالمكم لا محالة .

اولئك الذين يعملون باخلاص لتحسين أوضاع البشرية ، الذين يكرسون جهودهم لرفع المعاناه عن بنى الأنسان ، لانهاء أعمال القسوه وتقديم المساعدة والمعونه الصادقة للمحتاجين اليها هؤلاء لا يجب أن يحزنوا ، فالهدف العظيم سوف يتحقق فى عالم المادة بالتدريج وببطء وقد يصاحب ذلك الألم فى بعض الأحيان .

سوف تشهد البشرية فترات من العنف والخلافات والعصبيات والحروب والنزاعات ، فالبشرية اليوم تعيش فى بوتقة الأنصهار، حيث الكثير من الأفكار التقليدية البالية فى طريقها للآندثار، ووسط هذه العاصفة الفكرية كان من الصعب على المتمسكين بها التيقن من ان ارادة الله تتحقق . لا تتألموا ولا تيأسوا . ان الحقيقة المهمه هى أن حقائق الروح قد وجدت بالفعل موطنا وقبولا فى الكثير من بقاع العالم المادى ولا تستطيع قوه أيا ماكانت أن تنحيها أو تزحزحها ، لأن وراءها مخطط عظيم رسمته ارادة الروح الأعظم ويقوده جيش من الأرواح العلوية .

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.