(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد “ سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما ، اشتملت الجلسة الوساطية على أسئلة تتعلق بالحروب ، الذين لا يصلون ، حرية الارادة وأسئلة أخرى)
ماذا عن الذين لا يصلون ؟
كما ذكرت قبلا فان الصلاه هى ” ممارسة باطنية روحية وعقلية ” توحدك مع الخالق . الذين لايصلون اذا هم حاولوا مرارا وتكرارا أن يصلوا ولم يستطيعوا فهذا يعنى أنهم فشلوا فى خلق الصلة الحقيقية التى تعينهم على نمو أرواحهم .
الصلاه ” وسيلة ” ومقدمة ” تمكن الأنسان من التناغم مع قوه وجلال الله مع قوه الحياه العظيمه الموجودة فى كل نفس وليست غاية بذاتها أو طريقة لعقاب ما يسلط على الذين لا يصلون.
أقول لهؤلاء الذين لايصلون
ان كل نفس عليها أن تدرك أنها جزء متحد مع الوعى الكونى المجهز والمهيأ لعمل الخدمة . ان عدم قدرة الذين لا يصلون على الصلاة لا يجب أن تمنعهم من تقديم الخدمة ومساعدة بنى الأنسان . لكنى أحثكم جميعا أن تصلوا ، فبالصلاه والعمل والخدمة تنمو أرواحكم . ان كل روح بحاجة لأن تصلى للروح الأعظم وعلى الذين لايصلون أن يدركوا ذلك.
هل تخبرنا بشىء عن الخطة وراء هذه الاتصالات السماوية ؟
مهمتى أن أعرفكم بقوانين الله المنسية ، وأن تفهموا أهمية هذه القوانين و أثر تطبيقها من عدمه على مسار تطوركم الروحى .
أن أنشر المعرفة ببعض حقائق عالم الروح وماوراء عالمكم المادى ، أن تفهموا طبيعتكم الحقيقية وأن الأنسان فى الأساس روح لا جسد ، ولأعطيكم اجابة على الكثير من التساؤلات التى تجول بخاطركم .
هل تعتقد ان الابقاء على الكومنولث Commonwealth مفيدا للبشرية ؟
(الكومنولث اتحاد طوعي من 53 دولة ترأسه الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحده يروج للديموقراطية، وحكم القانون، والحكم الصالح، وحقوق الإنسان، إلى جانب الجوانب الاقتصادية والتطوير).
نعم ، فان أى شىء يربط البشر بعضهم ببعض هو شىء محمود فى السماء . الناس عليهم أن يتعلموا كيف يقتربون من بعضهم البعض ويوجدون عوامل الوحده وويتخلون عن عوامل الفرقة والتشرذم .
اذا كان هناك خططا الهية مستمرة لانقاذ الروحية فى العالم فلماذا لا نرى لها أثرا حقيقيا ؟
ذلك لأنكم تنظرون من خلال مدة حياتكم القصيرة ، ولكننا نرى بأعين آتيه من عالم الروح ، ننظر لحياتكم كجزء من مسار الرحلة .
نحن نرى أن نشر المعرفة الروحية سوف يرتقى بمستوى البشر من ناحية المحبة والتسامح والعطف وحسن النوايا وسوف يحطم حواجز الجهل والخرافات والخوف ، والعباده الآلية الخالية من الروح والتطبيق على أرض الواقع.
التنور يأتى تدريجيا
لاتحدث ثورات أخلاقية مفاجئة ، لأن النمو الروحى يجب أن يحدث ببطء وبالتدريج .
ليس هناك دافع لليأس مهما تفوق عدد الجماهير التى مازالت تعشق المادة وتمجدها ، لدينا أمل كبير أن يخترق نورالحقيقة الروحية ضباب المادية والجهل والأنانية.
مادامت المعرفة الروحية آخذه فى الأنتشار ولو ببطء ، فان الحقيقة ستكون هى المنتصرة .
نحن نسعى لخدمتكم فى عالمكم الفيزيقى لأننا نحبكم ، لسنا أرواحا شريرة تستدرجكم لدروب الهلاك كى تحطموا أنفسكم فيها.
اننا لا ندعوكم للقسوه أو الخطيئة بل نجتهد كى تفهموا وتكتشفوا هذا الجزء المنير من ذواتكم .
أن تعرفوا طبيعتكم الألهية ، وتعملوا لانماء القبس الالهى بداخلكم وتغذوه بقوانينه التى لا تتغير وأهمها ” الحب والخدمة “.
لماذا توجد حروب فى العالم ؟ لماذا لا يمنع الروح الأعظم حدوثها ؟
ان قوانين الله هى النافذه دائما وعالمكم ليس بمنأى عن اعمال تلك القوانين فيه أو الهروب من نتائج عدم الأمتثال لها . الا تذكرون قانون “السبب والنتيجة ” أو ” البذرة والحصاد ”
لقد زرعتم الأنانية والكبرياء والغيرة والحسد والطمع والجشع والريبة والحقد وانغمستم فى تعظيم الماديات والشهوات وعشقتم الأقتناء الغير ضرورى .
فكان لزاما حصاد نتاج هذه الخصال الرديئة التى طغت على معظم البشرعلى مستوى الأفراد والشعوب والحكومات أيضا .
ان كل فعل سىء ، كل فكرة مؤذية ، كل نيه ظالمه تحدث ذبذباتها ، والعالم لا يعيش بمعزل عن بعضه البعض.
أفعال ونوايا البشر تؤثر فى الوعى الجمعى
الكل يتأثر بما يفعله الكل . ذبذبات الأفعال والنوايا والأخلاق السيئة موجوده بشده فى مجالكم الأرضى ، لذلك كانت الخلافات والصراعات والحروب ومعاناه الفقراء والجياع بجوار الأثرياء هى الحصاد والأستحقاق .
اذا تخلت أرواح البشر عن هذه الصفات سوف يسود السلام والحب فى العالم وبين البشر بعضهم وبعض .
وهذا هو جوهر مهمتنا اليوم وما نسعى لتحقيقه . كما ذكرت من قبل أنا هنا الآن معكم ولكنى لست الوحيد ، ان ورائى جيش من الأرواح التى تعمل على مساعدتكم .هذه المهام الموكوله الينا نؤديها بحب وصدق وهى أيضا جزء من تطورنا فى عالم الروح .
هل حرية الفرد وارادته مقيده حيث أن لكل انسان ميوله ودوافعه ؟
أنتم محاطون بالكثيرمن الذبذبات والأشعاعات الخارجية التى يمكنها أن تؤثرعلى توجهاتكم وأفعالكم .
ولكن هذا لا ينبغى أن يمثل عقبه أمامكم كى تتقدموا ، لأن الله العظيم أهداكم جزءا من روحه. هذا الجزء الألهى مزروع فى كل نفس اذا أحسنتم استخدام اراتكم الأستخدام الصحيح وفق النورالذى يمنحه لكم هذا الجزء الألهى فانه يمكنكم التغلب على على كل ما يقف فى طريقكم على أكمل وجه .
ان اظهار طبيعتكم الألهية هو هبه ” الروح ألأعظم ” لكم ، انكم من الروح الأعظم ، تذكروا ذلك دائما ، انها بذرة الهية زرعت بداخل كل نفس وكمثل البذرة فى الأرض عليك أيها الانسان سقياها والأعتناء بها كيما تنمو وتصبح زهرة كاملة جميلة .
لقد وضع الله ” البذرة ” ولكنك أنت ” البستانى ” أنت من سيعتنى بالبذرة الألهية ويدعمها وينميها ، هو فى النهاية مجهودك وارادتك الحره وأين تضع نفسك وروحك فى مسار الأبدية.
لا تترك ” بذرتك الألهية ” فى الظلام بل امنحها النور الذى يلزم لنموها ، هذا النور يأتى عندما تنشر المحبة وتقدم الخدمة وأعمال البر عندئذ سوف تنمو البذرة لزهرة ، وتشرق بداخلك أنوار ” الروح الأعظم “.
لماذا نحن نعانى على الأرض
ان الحياه الفيزيقية التى تعيشونها هنا هى المدرسة الحقيقية يجب أن تشكروا الله على كل يوم جديد فيها وكل صباح . ان فيها كل الصعاب والتحديات والمشكلات التى من خلال مواجهتها تجلو أرواحكم .
ففى عالم الروح لا يوجد حسد أو ضغينة أو حب للمال ولا توجد شهوات ولا تملك . هذا العالم السماوى الراقى كيف يمكن أن تستعدوا للتناغم مع ذبذباته ؟ ان ذبذباته مرتفعه جدا ، ولكى يكون لديكم استحقاق حياه الروح الرائعه ، لابد من التخلص من كل الأشياء الذميمه والخصال السيئة.
كفاحكم من خلال تجاربكم هو الطريق لنمو أرواحكم ، فكل تجربة تمرون بها تسهم فى نمو الروح . هذا الطريق موجود فقط فى العالم المادى الذى أنتم فيه أنتم تنظرون لأموركم من منظورمحدود بوقت الحياه القصير الذى تعيشونه ، لذلك يصيبكم الأرتباك.
أنتم لا تدركون أن ” الخيط الألهى ” يعمل فى كل حياتكم . ان قدراتكم الروحية الكامنه وفضائلكم الألهية لا يمكن أن تتكشف دون المرور بصعاب وأزمات ومحن .
—————————————————-
المرجع :
كتاب Silver Birch Questions and Answers ( سلفر برش أسئله وأجوبة )
جمع بواسطة الكاتبين : Stan.A.Ballard & Roger Green
