مجرموا الحرب كيف نتعامل معهم ، وما خلفوا من آثار الحروب؟ من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد ” سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما ( يتحدثون عن الحرب العالمية الثانية ).
متى تتعلم دنياكم دروس الروح ؟ يجب أن يكون فى قلوبكم الحب والأرادة ، الطيبة والتسامح ، العطف والمشاركة الوجدانية للبشرجميعا مهما ضلوا السبيل مهما تعثروا أو انساقوا بما فى ذلك هؤلاء الذين تسمونهم ” مجرموا الحرب “.
اليس من الصعب الالتزام بهذه السجايا مع كل الفئات الضالة ؟
أنا أتكلم عن المبادىء التى تبقى ، ماذا تريد منى أن أقول هل تريد أن أملأ قلوبكم غلا وكراهية ؟
ولكن ألمانيا سوف تعمل نفس الشىء لو سمح لها ؟
هناك مدرستان للعقاب فى معاملة المجرمين فى عالمكم ، البعض يذهب لأن يعاقب مجرموا الحرب عقابا قاسيا بحيث لا يمكنهم العودة الى اجرامهم مره أخرى ، أما المدرسة الحديثة فتقول ان فى المجرمين من يرتكبون شيئا خاطئا وهو مرض العقل الذى يؤثرعلى الجسم والعمل.
فالطريق الأمثل هو أن نعالج المرض حتى يأخذوا مكانهم كمواطنين صالحين فى عالمكم . هل فى هذا اجابة على سؤالك ؟
ولكنى أقصد أن الأسلحة يجب أن تنزع حتى يتعلموا كيف يعيشون كشعب متمدن
من المهم أن تأخذ العدالة مجراها ، ولكن تذكروا أن مبدأ الحرب لانهاء الحرب هو ما يغرس البذور لحرب جديدة ، فلا تزرعوا بذورا أكثر لمزيد من الحروب .
اننى أدعو لأن تهيمن مبادىء الروحية على عالمكم مثلما هى فى سائرالعوالم والكون قاطبه ، والا أكون قد فشلت فى أداء مهمتى ان ما تواجهونه الآن هو وقت الأختبار الصعب العظيم ، وأنتم تعلمون أننى لم أنحرف ولو مره عن المعايير التى رسمتها لكم والتى تحتكم جميعا الى المنطق .
اذا كان من بين ما نعلمه شيئا سفيها أو مخالفا لضمائركم فاقذفوه بعيدا . اننا لا نحاول أن نكسب طاعة زائفة بالتهديد أو الوعيد وأنما أن نكسب ثقتكم بمنطق الحكمة والحب والخدمة .
تذكروا دائما أنكم تنتمون للروح وليس للمادة ، لا يمكن أن تظلوا للأبد متأثرين بالشئون المادية فقط .
انكم مهما أساتم للروح التى بداخلكم ، مهما آلمتموها ، فانكم لن تستطيعوا أن تطردوها من وجودكم الأبدى لأنها هى ذاتكم الحقيقية . تعلقوا بقوانين الروح فهى المفتاح الوحيد لحل كل ألغاز الوجود.
أنتم تواجهون الكثير من المسائل الفيزيقية والمادية البحتة لأن ذلك ضمن حياتكم التى تعيشونها فى عالم المادة . أنتم منهمكون فى منافسة فيزيقية ومضطرون لمراعاه الاحتياجات والميول الجسمانية ، بينما القوه والراحة والأمل والضياء ليست فى عالم المادة .
انكم لن تستطيعوا أبدا أن تخدعوا الروح الأعظم أو تسخروا من قوانيه ، ففى يوم ما سوف يقوم الحساب ، وتحكم عدالة السماء .
هل يتدخل المرشدون الروحيون فى التأثير على الأنظمه السياسية ، هل يوجهون فكريا بخطوط التقدم فى طريق التآخى بين البشر ؟ هل يزودون القادة فى العالم بخطط معينة ؟
ان عالمكم ملىء بالمهاترات والشر والضغينه التى تعترض فيض كرم الروح الأعظم من أن يوزع توزيعا حرا بغير قيود .
لذلك فاننا نقاوم كل الأنانيين ونعلن عليهم حربا أبدية ،. نحن نستخدم وسطاء لنا من بينكم رجالا ونساء من الأحزاب ومن غير الأحزاب ، من كل الأديان ومن غير الأديان ، من كل العقائد وبدون عقائد ، نستخدمهم فى دفع آخرين للعمل على الاصلاح ، للتحسين والتقويم ، لأداء الخدمة كما أرادها الروح الأعظم.
ان ما يجب أن تكون عليه دنياكم هومشروع معروف قد تكشف لعدد لا يحصى من الأنبياء والأولياء والحكماء والمثاليين والشعراء ، لكل من نظر الى العالم بعين الجمال وأراد أن يحوله من عالم منحط الى جنة نعيم .
كيف يعمل المرشدون خلف القادة فى كل قطر هل يحاولون الهامهم اذا ما استجابوا ؟
نعم ، فان قانون التجاذب الطبيعى سار فى الكون ، فعندما يفد الى عالمنا سياسى كان منهمكا فى برامج اصلاح لوطن أو شعب ولم يكن قد أتمها أثناء حياته الفيزيقية فانه يجاهد كى يؤثرعلى من مازالوا فى عالم المادة ويميلون لأن يقوموا بالأصلاح لشعوبهم.
ماذا لو لم يستجب هؤلاء الذين تلقوا الألهامات من المرشدين ؟
لاشىء يحدث ، ولكن دائما ما تحدث استجابة لا ارادية لأفكارعالمنا ، وليس الألهام الذى يوحى به للفنانين والشعراء شعرا أو نثرا أو دراما أو لوحة فريدة الا من مصدر سماوى دون أن يدرك المستقبل لهذا الألهام ذلك أو يعرف المصدر، وربما لايدين به لعالم الروح .
الى أى مدى تتدخلون فى عمل ارادة الأنسان ؟
ان حرية الأرادة قانون من قوانين الله الدائمة والأبدية ، ولكنها ليست ارادة خالصة تماما وانما تحكمها حالتكم من التطور وقوانين الكون الطبيعية التى هى ” الكارما ” أو ” السبب والنتيجة ” لكننا نحاول أن نصوب قدر ما نستطيع لما فيه تقدم ومساعدة للبشر، الا أننا لا نتدخل فى ارادتكم المطلقة بل نوحى اليكم فقط بما هو أصلح ونترك لكم الخيارأن تختاروه أو تحيدوا عنه .
اننا نقف فى كثير من الأوقات مكتوفى الأيدى ونحن نراكم تجاهدون مع واحدة من مشاكل حياتكم دون أن نقدر على فعل أى شىء ، ذلك أن نمو الروح وترعرها يتوقف على تصرفاتها للخروج من المآزق التى تتعرض لها وما تقرره حسب مستوى تطورها ووفق اعمال عقلها .