صحوة الكوندالينى لطالما كانت الحلم الذى يراود الكثير ممن هم على الدرب الروحى .
والكونداليني هي أحد أشكال الطاقة الأنثوية المرتبطة في الهندوسية بالقوة الالهية الأنثوية التى يطلق عليها “شاكتي Shakti” وهي مذكورة في نصوص الأوبانيشاد.
وتعني كلمة كونداليني “حلقي” ويرمز لهذه الطاقة بالثعبان الملتف، وهي تمثّل الذكاء الفطري للوعي المتجسّد، ويعتقد أن هذه الطاقة ترتكز في قاعدة العمود الفقري، وعند تفعيل هذه الطاقة وإيقاظها يمكن أن تتحرر الروح ويطلق على هذه العملية “صحوة الكوندالينى ”
ولفعل ذلك على الإنسان ممارسة اليوجا والتأمّل والتنفس على طريقة البراناياما وترديد المانترا، وعندما تتحررهذه الطاقة فإنها تطلق ما يشبه التيار الكهربي الخفيف على امتداد العمود الفقري.
ويعد انطلاق هذه الطاقة خطوة كبيرة على طريق التطور الروحى وتحقيق الوعى والأتصال بالذات العليا والأبعاد الكونية .
لكن ما هى الكوندالينى
هي طاقة أنثوية فطرية تعيش في الشاكرات السبعة على طول الحبل الشوكى الموجود فى سلسلة العمود الفقرى .
وعند تفعيل القوة الروحية لهذه الطاقة يمنح الإنسان نعيمًا لا نهائيًا وتتحرر روحه ويصل الى اليقظة الروحية .
وهى طاقة صاعدة من أسفل العمود الفقرى وحتى أعلى الرأس وتتخلل كل الشاكرات ابتداء من شاكرا الجذر وانتهاء بشاكرا التاج .
إن ما يسمى صحوة الكوندالينى أو تحريرهذه الطاقة من مركزها أسفل العمود الفقري هو تجربة صوفية تؤدى الى تحول عميق على مستوى الوعي، وهي تفتح لك الباب لترى عوالم فوق حسية وتطلع على خفايا وأسرار روحية وكونية لم تكن تدرك كنهها .
لذلك فان ايقاظ الكوندالينى هو أمر ذوأهمية بالغة ويستحق العناء والممارسات التأملية واليوجية الطويلة حيث عند انطلاق هذه الطاقة الجبّارة من شاكرا إلى أخرى تزدهر حياه الممارس الروحية ويعرف الفرح الروحى العميق Bliss الذى لا يصل اليه الكثيرون .
وهناك وسائل عديدة يمكن بها لتحقيق صحوة الكونداليني يمكن أن نلخصها فى مايلى :
النهج السلبي
وهى الطريقة الأكثر شهرة واسمها ” شاكتى بوت ” Shakti bot ومعناها انفتاح طاقة ” الكوندالينى ” أو يقظة الروح واتساع الوعى من خلال معلم روحى مستنير وعمل تأملات معه .
هذ الطريقة أثبتت فعاليتها لكون المعلمين المستنيرين قادرين على نقل الطاقة الموجودة لديهم لغيرهم .المعلم هنا يقوم بعملية رفع طاقة ” المريد حتى أنها تعلو وتعلو وعندما يصل المريد لاطلاق طاقة الكوندالينى يمكن أن يتحول لأن يصبح هو معلم نفسه.
ولكن المريد فى معظم الأحوال يفضل أن يبقى مع المعلم وهى الطريقه الأفضل لخطورة ممارسة تدريبات الكوندالينى بدون معلم.
النهج الإيجابي
ويعتمد على ممارسات نشطة مثل التمرينات الجسدية المصممة خصيصًا لهذا الغرض، وممارسة تمارين التنفس والتأمل تحت إشراف معلّم روحي، وممارسة أنواع معينة من اليوجا مثل كريا يوجا والكوتداليني يوجا وساهاجا يوجا وكلها ترتكز على تقنيات لايقاظ طاقة الكونداليني.
ونسرد هنا بعض الطرق المجرب فعاليتها فى احداث صحوة الكوندالينى :
- ” ترديد الأسم الألهى ” وهو أساس منهج ” الباكتى يوجا ” Bakhti Yoga ، وهى طريقة تحتاج لاستمرارية ومثابرة .
- الصيام المستمر وترديد مانترات معينة والأبتعاد عن الناس تماما وهى طريقة يمكن ان يحصل المريد بها على ايقاظ الكوندالينى .
- ممارسة ” الكوندالينى يوجا ” وال ” كريا يوجا ” بانتظام ، وهو ما يقوم الكثير من المعلمين بالتدريب عليهم فى كثير من بلدان العالم شرقا وغربا .
- ممارسة الساهاجا يوجا Sahaja Yoga ويقول من يمارسها أنه يشعر بنسيم بارد عند أطراف أصابعه وفي منطقة عظام الرأس.
لكن أفضل طريقة لصحوة الكوندالينى
هى الطريقة الطبيعية المتدرجة . اننا نمارس التأمل باستمرار وتمارين التنفس ، ونتعلم الجلوس فى وضعية تسمح بسريان الطاقة أثناء التأمل ، ونفتح روحنا للآستقبال وتعلية ذبذباتنا .
من يتمكّن أخيرًا من إيقاظ الكونداليني تتغير شخصيته تماما فيصبح انسانا عطوفًا معتزا بذاته دون تعالي ويصبح هادئًا لا يستخدم العنف ويكره الباطل والعدوان، إنها أم الأخلاق، وكل الأخلاق تنبع من هذه الطاقة.
ويقال أنها هي التي أوجدت مفهوم الأخلاق منذ بداية الخلق وهى توقظ جميع الشاكرات، وبالتالس يتحوّل الممارس كليًّا على المستويين الجسدي والنفسي لأعلى المراتب .
علامات صحوة الكونداليني
عندما تبدأ بالفعل في تحرير تلك الطاقة الجبّارة من مرقدها في قاعدة العمود الفقري يمكن أن تمر ببعض التغيرات أهمها:
- الشعور بالتحرر من العالم المادي والارتقاء عليه.
- احساس فائق بالبهجة والسلام الروحي والتناغم مع محيطك.
- التواصل مع وعيك الداخلي والاتحاد معه والتغلب على الازدواجية ما بين الوعي واللاوعي.
- الشعور بالحب والتعاطف مع كل الكائنات من حيوان وطير وانسان حتى الحشرات والجمادات ستشتشعر الصلة معها .
- الحصول على ثبات عقلي غير مسبوق وقدرة فائقة على التركيز وترتيب الأفكار.
- العقل يصبح قادرا على ملاحظة ما حوله ويستطيع المشاهدة والتمييز بفضل شاكرا التاج المفتوحة.
- كل ما كان يؤرّق من مشكلات صغيرة لن يعود له نفس التأثير المؤلم على النفس .
- التمتع برؤية عميقة للحياه سواء في الحاضر أو الماضي أو المستقبل.
- الرغبة فى عمل تغييرات إيجابية في الحياه بكل ثقة وبدون خوف.
أما العلامات التي يمكن أن تظهر في حالة إعاقة تدفّق كونداليني لأن الشاكرات ليست مفنوحة بشكل كامل فهي:
- شعور بالحرارة تسري في العمود الفقري، وذلك نابع من عدم تدفق طاقة كونداليني بحرية.
- الشعور بالاهتزاز وهي علامة تدل على إعاقة تدفق الطاقة.
- اضظرابات النوم.
ان الكونداليني ترتفع بحرّية فقط في جسد انفتحت فيه كل الشاكرات.
الفرق بين صحوة كونداليني والصحوة الروحية
من الصعب التفريق بين صحوة الكونداليني والأنواع الآخرى من الصحوة الروحية، فيمكن مع ممارسة التأمل أن تستيقظ بعض الشاكرات فيتمتع الإنسان بالرؤية ويتواصل مع الأرواح ويعيش مشاعر المحبة والتناغم، ولا يعني ذلك أنه أيقظ الكونداليني.
فإذا اختبرت هذه المشاعر ولم تتأكد ما إذا كان ذلك ناتج عن إيقاظ الكونداليني أو انها بسبب آخر، يمكنك التواصل مع معلّم روحي للأسترشاد .
ممارسات تساعدك على تعزيز تدفق الكونداليني
عند محاولة إطلاق طاقة الكونداليني يجب أن يمارس الإنسان التأمل بنية تنمية الذات، وأن يسعى أولًا لفتح الشاكرات فإذا لم تكن مفتوحة بشكل كامل وتم إيقاظ كونداليني يمكن أن يعاني الإنسان من اضطرابات جسدية ونفسية، ولذا يفضّل أن يكون ذلك تحت إشراف مدرّب متخصص، وإليكم بعض النصائح لإيقاظ الكونداليني بأمان:
- العمل على تنمية وفتح شاكرات الجذر والسرة وموازنتهما فمنهما تنطلق الطاقة الى أعلى .
- فتح الشاكرات العلوية الخاصة بالقلب والحلق والعين الثالثة وشاكرا التاج، وهي عملية صعبة وتحتاج إلى الكثير من العمل.
- ممارسة التأمّل، فهدوء العقل والتركيز الذهني يمكن أن يساعدنا على الحصول على الوضوح العقلي ويسمح بتدفق الطاقة بداخلنا.
- ممارسة اليوجا ومن الواضح أن يوجا كونداليني ستكون الخيار الأمثل في هذه الحالة.
- الشعور بالحب والتعاطف والتعامل بلطف.
- استخدام الصوت لتنمية شاكرا الحلق والترنيم وترديد المانترا.
- الاهتزاز والموسيقى الهادئة.
- ممارسات التانترا سواء كانت اليوجا أو جنس التانترا فهي متمحورة حول الطاقة الذكورية والأنثوية.
مصائد صحوة الكونداليني
إن إيقاظ كونداليني يمكن أن ينتج عنه بعض المشكلات التي علينا الانتباه إليها ومن ذلك:
- الشعور بالتفوق على الآخرين بسبب ما لديك من يقظة.
- الشعور بأنك أرسلت لإنقاذ العالم وقد يعتقد البعض أن روح بوذا أو المسيح قد حلّت به.
- التمسك ببعض التجارب السعيدة التي شعرت بها أثناء إيقاظ الكونداليني ومحاولة استعادتها باستماتة.
- الشعور بعبثية الكون وبأن كل ما نعيشه هو حالة من الوهم.
كيف تتعامل مع طاقة الكونداليني
- اعتن بنفسك وبجهاز ك العصبي، واستخدم الحمامات الدافئة والزيوت العطرية.
- استمع لموسيقى هادئة.
- تناول أغذية صحية.
- توقف مؤقتّا عن الممارسات الروحية حتى لا تتضخم لديك الطاقة.
- استشر معلم روحي، واحصل على التوجيه الذي تسعى إليه.
المصادر
https://lonerwolf.com/kundalini-awakening/#h-is-kundalini-awakening-dangerous
