حضارة أتلانتس

0

إن الصراع ما بين عالم الروح وعالم المادة أبدي وقديم قدم وجود الإنسان على هذه الأرض، وكلما تعرف الإنسان على ذاته وحقيقة طبيعته الروحية وتمكن من كسر الحاجز بين المادة والروح كلما ارتقى وعيه وأصبح أكثر قدرة على التكيّف ومواجهة التحديات التى قد تواجهه فى عالم المادة . لقد أدى الأنغماس المفرط  للبشر والشعوب في عالم المادة، وفقدانهم  للوعي بحقيقة ذواتهم الى اقترابهم من الفناء والاندثار، وكذلك كان الحال في حضارة أتلانتس ، هذه القارة المفقودة، التي طغت فيها الماديات بعد أن أمتلكت مفاتيح القوة فكان مصيرها الغرق والفناء.

حضارة أتلانتس
تاريخ قارة أتلانتس المفقودة

نشأة أتلانتس

من حوالى 500,000 سنة اتت اربع كائنات فضائية لتسكن الأرض لتكّون أول أربع حضارات قديمة عرفتها البشرية .هذه الكائنات الأربعة وضعت دماءها فى الجنس البشري ما خلق الأجناس الأولى للانسان التى ما لبثت أن تكاثرت وانتشرت فى كل بقاع الأرض .

استمر هذا للعديد من الحقب الى ان تعرضت  الأرض لارتفاع كبير فى درجة الحرارة أعقبه العصر الجليدى حيث أسفر كلاهما عن رحيل وانقراض العديد من الكائنات التى لم تتمكن من العيش فى الحرارة المرتفعة أو المناخ الجليدى . وبقى الأنسان هو المخلوق الذى استطاع العيش رغم هذه التقلبات الطقسية العنيفة وقررالبقاء والأستمرار فى اعمار الكوكب . فكان شعب ” مو ” وشعب ” أتلانتس “.

شعب مو 

شعب ” مو ” استوطن مناطقا فى المحيط الهادى فى غرب أمريكا وشرق آسيا وأستراليا وشعب ” أتلانتس ” استوطن منطقة  المحيط الأطلسى . كان كلا الشعبين يمثلان حقيقة الوجود البشرى التى تتكون من المادة والروح ، فكان ” مو ” يعنون بأمور الروح وعلاقة الأنسان بذاته فهم من علموا الناس كيف يتصلون بعالم الروح وكان منهم شامانات فى العديد من المناطق فى أمريكا اللاتينية فى الأمازن الآن والشامانات الموجودون فى اليابان وشرق الصين والمناطق الجنوبية من آسيا . بينما كان شعب حضارة أتلانتس يعنون بأسباب الحياه المادية والعالم الخارجى برغم أنهم تلقوا تعليمهم هم أيضا من اتحاد المجرات قبيل نزولهم عالم المادة  الا أنهم تعلموا أن يرتقوا من الداخل عن طريق العالم الخارجى فأ نشأوا الأهرامات والمعابد لتكون نقاط اتصال بينهم وبين نظائرها فى الأبعاد العليا الكونية .

لقد كان هدف شعب أتلانتس هو خلق حضارات متعددة فى مناطق كثيرة من العالم تكون متصلة روحيا عن طريق هذه المراكز الطاقية المتمثلة فى الأهرامات والمعابد والتى أنشئت فى مواقع مدروسة  يمكن من خلالها الأتصال بالنجوم والعالم النجمى .

عاش شعب أتلانتس فى جزر الأزور ، جزر الكناري والرأس الأخضر بالقرب من ساوث ويلز فى أمريكا ومن هذه الجزر الصغيرة بدأوا يتوسعون بغزو مناطق أخرى وقد شعر بتهديدهم شعب ” مو ” الذى استمات فى الدفاع عن أراضيه 

ازدهار حضارة أتلانتس

كانت حضارة أتلانتس حضارة مزدهرة وقد وصلت أوج تقدمها أثناء العصر الجليدى وكانت كل المعلومات المتعلقة ببناء معابدهم وأهراماتهم وأسرارها مخبأه فى القطب الجنوبى والقطب الشمالى من الأرض .

بعض مظاهر حضارة أتلانتس

الهندسة

حضارة أتلانتس
التشكيلات الحجرية ” ستونهنج “

اعتمد شعب أتلانتس بناء المدن على هيئة دوائر منتظمة يتوسطها مجاري مائية وهذا الشكل الدائري يتفق مع هندسة الكون التي تدور كلها في دوائر من كواكب ومجرّات وحتى على مستوى الذرّات حيث يدور الإلكترون حول النواة.

ويقال أن كل التشكيلات الحجرية الدائرية المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم ومن القارة الأوروبية هي من صنعهم، وأشهر هذه التشكيلات “ستونهنج Stonehenge” وهذه التشكيلات هي بمثابة ساحات مقدسة وهي تتماشى مع مسارات الشمس والقمر، وفي مصر يوجد تشكيل يعرف باسم “صخور المغليث” تركت في صحراء مصر الجنوبية منذ 7000 سنة تقريبًا.

الحياة الإنسانية

لقد كانت قارة أتلانتس بمثابة جنّة عدن على الأرض، قبل الطوفان، فهي تلك البقعة من الأرض التي تطورت منها البشرية، وتخلصت من الهمجية، وارتقى فيها الإنسان، وبمرور السنين أصبحت أتلانتس عامرة بسكانها الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم منبهرين بروعتها وتقدمها، لقد كانت كما وصفها أفلاطون بحق” المدينة الفاضلة” لقد استقبلت الناس من شواطيء خليج المكسيك ونهر الأمازون ونهر المسيسيبي وساحل المحيط الهادئ وسواحل أوروبا الغربية وأفريقيا وجزر البلطيق وسواحل البحر الأسود وبحر قزوين. لقد كانت عبارة عن حدائق غنّاء، ولقد عاش فيها الناس في سلام وسعادة.

الحياة فى حقبة حضارة أتلانتس كانت بسيطة للغاية وقد استخدمت السفن البدائية لخوض عباب البحر، والحيوانات كالحمار لحمل الأثقال والانتقال على البرّ. ولقد كان لأتلانتس 12 عائلة من الأنوناكي ( كائنات قادمة من الحزام النجمى أورايون)  والأركتوريانز( كائنات متقدمة تكنولجيا قادمة من النجم أركتوريو) وتم منح هؤلاء مناطق للسيطرة لتعليم البشرية وإرشاد شعب أتلانتس.

لقد كان شعبا قويًا بما لديه من قدرات ومعارف مكنته من الاستفادة بطاقة الكون ومن الذبذبات التي تحيط به، فتمكن من تحقيق انجازات هي أشبه بالمعجزات من خلال استغلال القوى الكونية والروحية.

بين البشر والآلهة 

كانت أرض أتلانتس خصبة يسكنها أنصاف بشر وأنصاف ألهة ولقد قام الناس فيها بزرع غذائهم، وأقاموا نظام ري جيد، وكان لديهم أبنية جميلة ويمكنهم الوصول إلى المعادن النفيسة بسهولة، واستخدموا البللوارات على نطاق واسع.

ومن إنجازاتهم الآخرى استخدام البرونز في العصر البرونزي وصناعة الأدوات في القارة الأوروبية في ذلك العصر وهم أول من قام بتصنيع الحديد وإنتاج الأدوات منه أيضًا.

كما أن الأبجدية الفينيقية التي تعد الأبجدية الأولى في العالم مشتقة من أبجدية سكان أتلانتس، وكذلك جميع الأبجديات الأوروبية التي اشتقت منها، ولقد انتقلت الأبجدية من أتلانتس إلى المايا.

ألهة أتلانتس

لقد كان جميع ألهة الفينيقيين والإغريق والإسكندنافيين والهندوس بمثابة ملوك في قارة أتلانتس ولم يكونوا ألهة بالمعنى المعروف، وكانت العبادة السائدة في هذه القارة هي عبادة الشمس. لقد آمنوا أن الشمس إله ذكر تزوج من الأرض وهي إلهة أنثى، وهما معًا من أنجبا هذا الكون، ولذا كانوا يعتبرون أن الكهوف هي بمثابة رحم الأرض، وأن من يعتكف للتأمّل في الكهوف ويخرج إلى حيث الشمس فكأنما ولد من جديد.

نهاية حضارة اتلانتس

بدأ الأقتصاد يتراجع بسبب انفصال عدد من المستعمرات ورفضها تقديم الدعم المادى تلا ذلك مشكلة الأنفضال عن الجانب الروحى تدريجيا اذ خرج الكثيرون من المستعمرات التى تحتوى على المعابد والأهرامات بحثا عن العمل ما أفقدهم القدرة على التواصل الروحى الذى كان يتم من خلال هذه المراكز الطاقية .

هذا أدى لظهور أجيال جديدة بعيدة عن الروحانية ومهتمه بالشأن السياسى حيث بدأوا يتوجهون بدلا من العيش كشعب واحد الى المستعمرات من أجل استعادةتها واحكام السيطرة عليها وكانت مصر من بين هذه المستعمرات .هذا المنهج كان يعد تحولا فارقا أدى فيما بعد لبداية تدهور هذه الحضارة .

حدث بعد ذلك أن ارتفعت حرارة الأرض مره أخرى مؤذنه بانهيار العصر الجليدى . غرقت أتلانتس بما عليها في زمن قصير وتداعت الكثير من المستعمرات ، ولم يتمكن إلا قلّة من سكانها من الفرار على متن السفن إلى الشرق والغرب وقد كانت المكسيك و مصر فى ذلك الوقت هما المستعمرتين الوحيدتين اللتين رحبتا بالأتلانتيين دون مقاومة لدخولهم فيها أو الصراع معهم.

وفى مصر حدث اندماج بين الشعبين نتج عنه اقامة حضارة شامخه استمدت جذورها المعرفية من حضارة أتلانتس .

الدرس المستفاد

يعتقد الكثير من المهتمين بالعلوم الروحية أن الظروف التي غرقت فيها قارة أتلانتس مشابهة تمامًا للظروف التي نعيشها الآن، بل أن العالم قد دار منذ فناء أتلانتس إلى يومنا الحالي دورة كاملة مدتها حوالي 12 ألف عام، ما يعني أنه على وشك الاضمحلال والفناء بصورته الحالية.

وأن الوسيلة الوحيدة للإبقاء على الحياة على هذه الأرض يتمثّل في اكتساب الوعي والانتقال من البعد الثالث إلى البعد الرابع، وزيادة الوعي بممارسة التأمّل والتخلص من الخوف والقلق ومشاعر الغضب والكراهية والرغبة في السيطرة والتحكّم ونبذ العنف. وإلا فإن الفناء سيكون هو المصير المحتوم للشعوب كلها، ولن يكون البقاء لمن يتحكّم في الآخرين كما يعتقد البعض، ولكن لهؤلاء الذين ارتقوا روحيًا وتمكنوا من التواصل مع الكون وطرد الطاقة السلبية.

نبوءة إدجار كيسى Edgar Cayce

حضارة أتلانتس
ادجار كيسى

يعد إدجار كيسى من أشهر العرّافين ألأمريكيين الذين تنبأوا بعودة قارة أتلانتس المفقودة إلى الوجود، وقال في أحد نبؤاته التي تأتيه وهو في حالة من الوساطة الروحية أن أتلانتس ستشرق من البحر مثلما تشرق الشمس ، وأنها ستظهر بالقرب من سواحل الولايات المتحدة الأمريكية قريبًا، وأن أرواح العائدين من أتلانتس كانت تجوب البلاد، وتزوره من أجل الدخول في حقبة جديدة من الوعي المستنير .

المصادر:

https://www.marineinsight.com/maritime-history/top-10-amazing-facts-about-the-lost-city-of-atlantis/

https://www.discovermagazine.com/planet-earth/where-is-the-lost-city-of-atlantis-and-does-it-even-exist

https://www.gaia.com/share/ckunqif9a00070knz7eljcbzi?language[]=en&utm_source=share

https://www.gaia.com/share/ckunqroob00070jpmgb8x0sas?language[]=en&utm_source=share

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.