هل نعاقب على أفعالنا ونحن مازلنا فى الدنيا ؟ كيف يكون عقاب النفوس القاسية والظالمة
(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد ” سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما)
يحدث أحيانا أو لا يحدث، وهذا ما يفسر سؤالكم عن وجود بعض النفوس القاسية والظالمة الذين يعيشون حياتهم فى رغد رغم أفعالهم الرديئة ، لكن الحقيقة أن كل أفعالنا ، أفكارنا ونوايانا وخطايانا التى تسبب الأذية للغير تسجل على روح الفاعل وتؤدى الى ” افقار روحه ” بمقدار الأذية أو الضرر الذى أحدثته .
قانون الله الذى لا يخطىء ( قانون الكارما أو السبب والنتيجة ) هو قانون روحى يمتد بامتداد ” أبدية الروح ” وقد يكون هناك فاصل زمنى بين السبب والنتيجه ، بين الفعل ورد الفعل ، أو بين الزرع والحصاد . قد يحدث ” الحصاد” أو ” رد الفعل ” فى هذه الحياه أو ما بعدها ، ولكنها باقية ومسجلة لا مهرب منها لكل النفوس القاسية والظالمة . انك أنت من تصنع قدرك الروحى.
اذن كيف نكفر عن أخطاءنا قبل أن ننتقل لعالم الروح ؟
عليكم بطلب المغفرة التى سوف تضعكم على أول طريق الوعى و” التقدم ” واذا أنت تسببتم فى ضرر للغيرعليكم أن تبادروا باصلاح الضرر أو تعويضه واسترجاء المسامحه الصادقة عنه . ابدأوا الآن وأنتم ما زلتم فى عالم المادة سواء كنتم شبانا أو شيوخا .
لا تنتظروا ولا تضيعوا الوقت . حاولوا تصحيح الخطأ ، وابدأوا بالنية الصادقة لذلك ، فأنتم ان فعلتم ذلك بكل قلوبكم وبصدق وأمانة ، فانكم تعملون على الغاء الخطأ ، وهذا ينطبق على كل النفوس القاسية والظالمة التى ارتكبت جرائم . هذا هو القانون .
هل نحن البشر جميعا من روح الله ، حتى النفوس القاسية والظالمة والملحدة ؟
اننا جميعا جزء من روح الله العظيمه ، فروح الله هى الجوهر الذى انبثقت منه جميع الأرواح اننا جميعا من روح واحدة ، فقد تجلى الروح الأعظم فى كافة مخلوقاته ومنها الأنسان . لكن ” نفوسنا ” فردية وكذلك ارادة كل منا وحريته فى العمل والأختيار .
فى عالمكم هذه النفوس تعمل معا ، تتفق وتتآلف وتتحاب أو تتصارع وتتحارب ، تسلك طريق النورأو تسلك طريق المادة والشهوات وحب الذات ، خلافا لما فى عالمنا ، فنحن نعيش فى مجموعات متناغمه تعمل كافة أرواحها الفردية معا لتحقيق وانفاذ جزء من ” خطة الله ” فى الكون وفق التوجيه الذى يعطى لها .
اذكر لنا بعض الحقائق الجديدة كى نتعلمها
لاتوجد حقائق جديدة ، فقط اتبعوا قوانين الله ، تعلمو ” الحكمه ” وازدادو من ” المعرفة ” بذواتكم الحقيقية وأنكم “روح” فى رداء مادى مؤقت جدا فلا تعتنوا بهذا الرداء ومطالبه بأكثر مما يستحق ، بل اعتنوا بالجزء العظيم الذى سييقى معكم ويرافقكم فى رحلتكم السرمدية فى الأكوان وهو الروح . لقد اعطاكم الله كل الحقائق الأساسية التى تمكنكم من العيش فى اخاء وحب وتسامح ، فقط عليكم اتباع الطريق.
كيف يكون الخالق محبا وهو لايمنع الحيوانات المفترسة أن تعتدى على غيرها ؟
انت تشاهد نشاط الكائنات من خلال عيون جسدك الفيزيقى وعقلك المحدود مشاهدتك محدودة لأنها لا ترى سوى جزء صغير من الصورة العظمى . لكن تذكر شيئا مهما ، ان هناك تناغم كبير بين عالم الأنسان وعالم الحيوان ، وأن على الأنسان مسئولية كبيرة تجاه ما يسمى بالأشكال والكائنات الأدنى منه فى الخلق . فالانسان والحيوان جزء من ” الحياه الكونية ” بالتساوى مع الشجرة والفاكهة والطائر ، وهم يتقدمون معا ، أو يتراجعون معا . فاذا تطور الأنسان باظهار الصفات الألهية فيه من الحب والتعاطف والرحمة ، فان الذئب يوما سوف ينام بجوار الحمل .
هل تعتقد أن كل من يسمع كلماتك وارشاداتك سوف يصدقها ؟
ان البذرة لا تستطيع أن تنمو فى أرض قاحلة . تنمو المعرفة الروحية وتزدهرفقط فى عقول الذين يتتبعون الحقائق أينما كانت .
قبل أن تكون مستعدا لتقبل الحقائق الروحية لابد أن تكون قد مررت بتجارب حياتية متعددة أدركت من خلالها كيف أن الحياه بها الكثيرمن المرارة والألم وعدم المواءمه ، وربما تعتقد فى كثير من الأحيان بقسوه القدر عليك .
لكن تأكد أن الروح تنمو وتنجلى من خلال الشدائد كما يبرز الذهب الخالص بعد تكسيره وتنقيته من الشوائب .
لا ينبغى وأنت تتلقى هذه الكلمات ان تلغى عقلك تماما ، أرفض ما يخالف العقل وما يتنافى مع المنطق والحس السليم ، فأنا مجرد بشر مثلكم ، أحدثكم بعد أن عبرت من بوابه الموت وبعد أن مررت بالكثير من التجارب وقطعت شوطا واسعا فى طريق ” الحب ” .
لذا جئت لأخبركم هنا بما ينتظركم .
ماهو الغرض من خلق الأنسان ؟
حياه الروح طويلة جدا وممتده . وقد خلقت لكى ترتقى وتتطور من درجة لدرجة ومن مقام لمقام .
وكلما وصلت لمستوى فانها تؤهل لخوض المستوى الذى يليه ، وهكذا على مدى أبدية الروح .
فى هذه الرحلة يرتفع مقياس قيمتك الروحية ، ترتفع كينونة الروح وتبدأ عناصر ” الألوهية ” المبذورة فيها منذ بداية الخلق فى الظهورمايجعلها أكثر ثراء وامتلاء .
ينحسرالغبار من فوق الجوهرة فيبدأ تألقها فى الظهور . ليس من الضرورة أن تكون هذه التجارب التى تمر بها الروح كى تعد للمستوى الأعلى غير مؤلمه ، فهذا جزء من خطة الهية كونية تعطى الروح كل التناقضات التى تمربها وتعبرمن خلالها كى ترى الحقيقة .
فانك لن تقدر الصحة ما لم تمر بالمرض ولن تسعد بالرخاء دون أن تشعر بالأحتياج والكفاح من أجل تحصيل العيش . بدون الظلام لا ترى الروح الضياء . انها بانوراما واسعه واحدة للخلق يشارك فيها الجميع كجزء من المخطط الألهى .
