العلاج بالابر الصينية

0

يعد العلاج بالابر الصينية Acupuncture أحد فروع الطب الصيني التقليدي، والذي وضعت قواعده منذ 4500 سنة تقريبًا، ويستخدم في هذا النوع من العلاج تيار كهربائي خفيف أو حرارة خفيفة تمر عبر إبر دقيقة توضع في مناطق خاصة من الجسم بحسب الحالة لتحرير طاقة الحياة بالجسم التى تسمى “تشي – Qi” ، حيث يعتقد أن الآلام المزمنة والأمراض يمكنها أن تعطّل سريان هذه الطاقة في الجسم.

العلاج بالابر الصينية
يعمل العلاج بالإبر الصينية بتمرير تيار كهربائي أو حرارة خفيفة فى مناطق من الجسم من خلال ابر دقيقة لتحرير طاقة الحياة بها وتوازنها .

ومن أشكال العلاج بالإبر الصينية الآخرى ما يعرف بالحجامة، حيث يقوم الممارس بوضع أكواب خاصة فوق الإبرة أثناء وجودها بالجسم وتفريغ الهواء في هذه المنطقة فيحدث تنشيط للدورة الدموية في هذا الموضع.

ولقد نشأت الحجامة في الصين ومنها انتشرت إلى مختلف أنحاء العالم. ويستخدم هذا العلاج للتخلص من الآم الرقبة والصداع المزمن والآم الظهروالتعب المزمن، وبعض الأعراض النفسية مثل القلق والتوتر وحتى الإدمان، وهي تمنح الجسم شعورًا مذهلًا بالراحة والاسترخاء.

تاريخ استخدام الإبر الصينية

هناك العديد من الروايات حول نشأة العلاج بالإبر الصينية حيث يعتقد المؤرخون أن الحجامة والعلاج بالإبر الصينية كانا من أساليب العلاج المستخدمة منذ الآف السنين في الصين، ويوجد بعض الآثار الحجرية التي يعود تاريخها إلى سنة 3000 قبل الميلاد في منغوليا تدعم هذا الافتراض، حيث كان الممارس يستخدم نوعًا من الأحجار الحادة تعرف باسم ” بيان تشي” للضغط على نقاط الطاقة، أما عن أول آثر دلّ على استخدام هذا العلاج بصورته الحالية فقد وجد في مقبرة ” ليو شينج ” عام 100 قبل الميلاد، حيث وجدت في هذه المقبرة إبرًا فضيّة وذهبية شبيهة بالمستخدمة في العصر الحديث. أما أقدم تسجيل مكتوب يشرح طريقة عملها فكان في سجلات المؤرخ (سجل شيجي)  الذي كتب عنها في عام 109 قبل الميلاد في مملكة “هان – سيما شيان” وهو أول توثيق معروف للعلاج بالإبر الصينية.

العلاج بالابر الصينية ممارسة قديمة جدا 

تشير بعض النظريات الأخرى إلى أن العلاج بالإبر الصينية هو ممارسات امتدت في عمق التاريخ لأبعد من سبعة آلاف سنة، ويستدلون على ذلك من جثمان ما يعرف باسم “أوتزي – رجل الثلج” الذي يرجع تاريخه إلى العصر البرونزي، حيث كانت هذه الجثة محفوظة بالكامل وبها أوشام تشير إلى نقاط الميريديان التى هى مسارات خطوط الطاقة فى الجسم ، ويعتقد العلماء أن هذا الشخص كان يتلقى علاجًا مماثلًا للوخز بالإبر المعروف حاليًا لعلاج الآم البطن وأسفل الظهر وهذه الحفرية وجدت في أوروبا.

وبحسب المؤرخين “لو جوي – دجين” و “جوزيف ندهام” فإن الإبر الصينية استخدمت قبل 600 عام قبل الميلاد في مصر القديمة حيث وجدت شروحات باللغة الهيروغليفية وبعض الصور التوضيحية التي تؤكد أن العلاج بالوخز والكي أستخدما في ذلك الوقت، ولقد استخدم القدماء أنواع مختلفة من المعدن في صناعة الإبر مثل النحاس والبرونز والقصدير والذهب والفضة، وفي بعض الحالات تم استخدام العظام المسننة والأحجار المدببة والخيزران لهذا الغرض، ثم اكتشف الفولاذ فحلّ محل كل هذه الأنواع.

نظرية عمل الإبر الصينية

العلاج بالابر الصينية

تقوم نظرية عمل الإبر الصينية على وضع إبر دقيقة للغاية في بعض نقاط الجسم المدروسة يطلق عليها إسم “نقاط الوخز” وبشكل سطحي للغاية في الجلد، حيث تعمل هذه الإبر على إطلاق طاقة الحياة “تشي Qi” أو إعاقة مرورها في بعض المناطق لتعديل مسارها وتحقيق التوازن المطلوب في مستويات الطاقة بالجسم، ويتم إجراء هذا العلاج بواسطة ممارس مدرّب.

وعندما يختل توازن “تشي Qi” وهي طاقة الحياة  فإن ذلك يعني أن الإنسان مريض أو يعاني من الألم، أو الإرهاق، أو من اضطرابات نفسية وعصبية، أو اضطرابات في النوم، وهذا المفهوم ينتشر في الكثير من الثقافات وخاصة في الصين والهند واليابان وشعوب أمريكا الأصليين.

الابر الصينية وخطوط الميريديان الاثنى عشره

يعتمد هذا العلم القديم على أنه يوجد بالجسم 12 قناة أو خط طاقة ينتشر عليها المئات من نقاط الطاقة فهناك خط الكبد وخط القلب وخط المعدة وخط الرئة وخط الأمعاء الغليظة، وخط الأمعاء الدقيقة وغيرها. وتمتد هذه الخطوط عبر الذراعين والساقين والرأس والظهر، وعلى كل الأعضاء الحيوية، وتصل أعداد نقاط الطاقة بالجسم إلى حوالي 360 نقطة يمكن استخدامها في العلاج بالإبر الصينية. وغالبًا ما تكون نقاط الطاقة في وسط العضلات، في مكان تواصل العضلة مع العظام، أو مع الأعصاب.

ويعتبر الممارسون الغربيون للعلاج بالوخز أن هذا النوع من العلاج يحفّز النهايات العصبية ما يغير من نشاط المخ، وهم بذلك يثبطّون من الآلام التي يعاني منها أحد أجزاء الجسم كما يعتقدون أيضا أن للإبر الصينية تأثيرا على مناعة الجسم، وعلى إنتاجه للهرمونات.

أما الأبحاث العلمية الحديثة فتشير إلى أن فاعلية العلاج بالإبر الصينية تكمن في إرخاء العضلات المشدودة والمتشابكة ، وفي فك العقد المتكونة أسفل الظهر وفي المرفقين والكتفين وغيرها، وهي تؤثّر على الأعصاب في موضع الوخز، وتحفز النهايات العصبية لانتاج مواد تساعد على تدفّق الدم لتلك الأنسجة المستهدفة ما يمدها بالمزيد من المغذيات، ويخلصها مما بها من نواتج أيض غير مرغوب فيها، كما أنها تحسن من وظائف الأنسجة.

درجة الأمان

يعد استخدام العلاج بالوخز علاجا آمنًا إذا ما قام ممارس مدرّب بعمله، حيث يتم استخدام إبر معقّمة في هذه الحالة، وتستخدم الإبر لمرة واحدة، ويتم العمل في ظروف معقّمة، أما إذا ما تم تطبيق هذا العلاج بصورة غير صحيحة فإنه يسبب العدوى الميكروبية أو يُحدث أضرارًا بالأنسجة.

محاذير الأستخدام

لا يجب استخدام العلاج بالإبر الصينية مع الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة بالعمود الفقري أو المصابين بنوع من العدوى الميكروبية، كذلك لا يجب استخدامه لمن يعانون من مشكلات تجلّط الدم، أو من يعانون من اضطرابات نفسية شديدة، أو التهابات جلدية، كما يجب منع استخدام الإبر الكهربائية في حالة استخدام أجهزة طبية الكترونية مثل منظّم ضربات القلب، ويجب الاعتماد على العلاج الطبي التقليدي في حالة الأمراض الخطيرة التي تتطلب تدخل طبي عاجل واعتبار العلاج بالوخز علاجًا تكميليًا في مثل هذه الحالات.

فوائد العلاج بالإبر الصينية

يعتبر الخبراء ان العلاج بالوخز مفيدًا للغاية في علاج التوتر والقلق النفسي، وكذلك في علاج الألم، وبعض الأمراض مثل مشاكل الجهاز الهضمي والبدانة والعقم والآلام المزمنة بوجه عام، وأفادت الكثير من الدراسات التي أجريت حول هذا النوع من العلاج أنه يحسن من جودة النوم، ويعزز من عملية الهضم، ويمنح الجسم المزيد من الطاقة، ويقلل من الضغوط الجسدية والنفسية. وهو مفيد جدًا في إدارة الألم للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.

ويمكن للعلاج بالإبر الصينية أن يساهم في علاج الكثير من المشكلات الصحية الآخرى مثل:

  • الحساسية.
  • الربو.
  • متلازمة النفق الرسغي.
  • آلام التليف العضلي.
  • مرض باركنسون.
  • الأعراض المصاحبة للحمل.
  • هشاشة العظام.
  • ارتفاع مستويات الدهون بالدم.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • مرض السكر من النوع الثاني.
  • اضطرابات الغدّة الدرقية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • البرد والإنفلونزا.

أنواع العلاج بالإبر الصينية

هناك طريقتان للعلاج بالإبر الصينية كانتا الأكثر انتشارًا وشهرة وخاصة في العالم الغربي، وهما “المبادئ الثمانية” و “العناصر الخمسة”. وعادة ما يستخدم الممارسون إحدى هاتين الطريقتين في العلاج، والبعض يدمج بين الطريقتين في العلاج.

المباديء الثمانية

العلاج بالابر الصينية
الين واليانج

وتعني علاج المريض على أساس ثمانية أزواج من المعايير :  ين / يانج، ساخن / بارد، زائد / ناقص، داخلي / خارجي.

ويمكن أن يعاني المريض على سبيل المثال من الحرارة الداخلية ما يؤثر على طاقة الين، فيظهر ذلك في صورة عطش وحرارة وبول داكن، وتهيّج، وعندما يفحص المعالج كل هذه الأشياء ويقيس النبض ويفحص اللسان، يستطيع أن يكون نمطًا علاجيًا يساعدعلى زيادة طاقة الين لدى المريض، فيضع الإبر بالترتيب التالي: 3 في خط الكلى، و 6 في خط الطحال، فكلاهما يغذيان الين ويخفضان من درجة الحرارة الداخلية.

إن هذا النمط من العلاج يمكن أن يحقق المعجزات فيما يخص الشعور بالألم، وفي علاج أعراض انقطاع الطمث، وبعض المشكلات الصحية الآخرى.

العلاج بالابر الصينية
العناصر الخمسة

الخمسة عناصر

يهتم هذا النموذج العلاجى بالتأثيرات النفسية على الأعراض الجسدية للمريض، فهو يعني بالحالة العاطفية والروحية والمشكلات الشخصية التي يعاني منها الفرد، أي أنه نهج أكثر شمولية من السابق، ويبدأ العلاج بتحديد شخصية المريض وما لديه من معتقدات، وعلى مواقفه، وتصرفاته، واتجاهه العام في الحياة، وتستخدم الألوان والأصوات والروائح والعواطف أيضًا في تحديد نوع كل شخص.

أما الخمسة عناصر التي يتم العلاج على أساسها و الأعضاء المتعلقة بها  فهي:

الماء   

العضو المرتبط به : الكلى / المثانة
المشاعر المرتبطة به : الخوف
اللون الأكثر تأثيرا : الأزرق

الخشب  

العضو المرتبط به : الكبد/ المرارة
المشاعر المرتبطة به : الغضب
اللون الأكثر تأثيرا : الأخضر

النار

العضو المرتبط به : القلب – التامور وهو الغشاء المبطن للقلب – الامعاء .
المشاعر المرتبطة به : السعادة
اللون الأكثر تأثيرا : الأحمر

التراب   

العضو المرتبط به : الطحال – المعدة
المشاعر المرتبطة به : القلق
اللون الأكثر تأثيرا : الأصفر

 المعدن  

العضو المرتبط به : الرئة – الأمعاء الغليظة
المشاعر المرتبطة به : الحزن
اللون الأكثر تأثيرا : الأبيض

تبنى نظرية العناصر الخمسة على أن لكل إنسان دستوره الخاص الذي يشكل شخصيته ومنهجه في الحياة منذ أن يتشكّل جنينًا في رحم أمّه وحتى الموت.

ولكن يمكن تحويل المشاعر والمعتقدات التي تسبب اضطرابات لدى الإنسان إلى عكسها للحصول على السلام الداخلي والراحة الجسدية.

فمثلا يمكن للمنتمى لعنصر التراب أن يحوّل مشاعر القلق المسببة للكثير من المشكلات الصحية والنفسية إلى مشاعر تعاطف وسلام.

كما يمكن للنوع الخشبي الغاضب أن يحوّل تلك الطاقة إلى طاقة إبداع وتصميم.

وبهذه الطريقة يمكن علاج مشاكل الإنسان العاطفية والجسدية، ومنحه الشفاء التام والنهائي.

وهذه الطريقة أثبتت فاعلية كبيرة في علاج الاكتئاب والقلق والتخفيف الفوري للألم وتقليل أعراض الكثير من الأمراض، وعلاج العديد من المشكلات الصحية الآخرى.

طريقة العلاج بالأبر الصينية

  • يتم إدخال إبر دقيقة للغاية إلى مناطق محددة من الجسم بعد ان يقوم الممارس بتقييم حالتك وفحص الأجزاء التي تعاني من الألم بجسمك، وفحص شكل ولون اللسان ولون الوجه وقوة النبض وإيقاعه وجودته.
  • يمكن أن يستغرق التقييم المبدئي حوالي ساعة من الزمن، بينما في الجلسات التالية لن يستغرق أكثر من نصف ساعة، وتتضمن خطة العلاج زيارة أو إثنين إسبوعيًا، ويعتمد عدد الجلسات على حالة المريض وشدة المرض لديه، وعادة ما تتراوح الجلسات بين 6 – 8 جلسات.
  • بعد الفحص يحدد الممارس مواقع الوخز، وقد تكون في مناطق بعيدة تمامًا عن مناطق الشعور بالألم، ثم سيخبرك بهذه المناطق، وبما إذا كنت بحاجة إلى خلع ملابسك أو لا.
  • يتم إدخال الإبر في المواقع المحددة بأعماق مختلفة، ويستخدم ما بين 5 – 20 إبرة بحسب الحالة، وفي بعض الحالات يقوم الممارس بتدويرالإبرة بعد تسخينها أو دفع تيار كهربي منخفض فيها.
  • تزال الإبر بعد 10 – 20 دقيقة تقريبًا، بدون أي شعور بالانزعاج، بعدها يشعر المريض باسترخاء ليس له مثيل.

مدى فاعلية العلاج بالإبر الصينية

أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا حول العلاج بالإبر الصينية جاء فيه أنها فعّالة في تسكين الآلام، ووقاية الجسم من الالتهابات، وتنظيم وظائف الجسم الفسيولوجية.

وعلى الرغم من شهرة العلاج كوسيلة للتغلب على الألم إلا أنه يعمل أيضا على الوقاية من الكثير من الأمراض.

ولقد أظهر العلاج بالإبر الصينية فاعلية كبيرة تفوق ما للمسكنات من قوة، بدون الآثار الجانبية الخطيرة للمسكنات.
وهو علاج فعّال في علاج الآم الحصوة الكلوية والمرارية، وأوجاع ما بعد الجراحة، وألم الولادة، والآم الأعصاب.
كما يعالج الأمراض التنفسية، اضطرابات الهضم، بعض الاضطرابات الدموية ، اضطرابات الجهاز البولي، أمراض النساء، والقلب، والجلد، والاضطرابات النفسية.

—————————————————–

المصادر

https://www.hopeinstilled.org/52/Acupuncture-Acupressure?gclid=Cj0KCQjws4aKBhDPARIsAIWH0JXaYyNxwq9RVbCF-YecpaZ8n75H-jJzx7wLMRUxObtxcf1RAw9yYKUaAqLnEALw_wcB

https://dedhamacupuncture.com/acupuncture-101-an-overview-of-acupuncture-theory-and-styles/

https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/acupuncture/about/pac-20392763

https://www.news-medical.net/health/How-Effective-is-Acupuncture.aspx

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.