من الأنبوب الضيق لمساحة داخلية شاسعة
نستكمل هنا الحديث عن التنفس السنسلى أو السلسلى . تابع المقالة الأولى من هنا .
هذا الأنبوب الضيق الذى يمثل العصب الشوكى عندما يتطهر ويصبح مساره نقيا مفتوحا فاننا ندخل من خلاله الى مساحة واسعة لا نهائية من الوعى الداخلى وهذه هى المعجزة الربانية . كيف لهذا ألأنبوب الرفيع أن ندخل من خلاله الى نفسنا الرحيبة .
ماذا سوف نختبر مع التنفس السنسلى
سواء سميناه التنفس السنسلى كما وصفه المترجم تشبيها بحلقات الأسورة المتراصة أو التنفس السلسلى فالمعنى واحد وهو التنفس عبر سلسلة الحبل الشوكى .
مع هذا النوع من التنفس قد نختبر أشياء ، تذوق أشياء ، شم روائح ، الوان نراها ، نور أبيص . ان كل حواسنا الداخلية سوف تعمل ولكن لكل انسان تجربته الخاصة وفق جهازه العصبى ..
لكن الشىء المهم ..
ان نفهم أن كل هذه الأشارات ، العلامات الروحية ليست هى الوجهه ، ليست هى الهدف من الممارسة . ان الممارسة بذاتها هى طريقنا لعالمنا الداخلى حيث سريان الطاقة ، الغبطة الروحية والحب الألهى . الهدف هو انعكاس ذلك على حياتنا فى أنشطتنا اليومية ، رؤيتنا الجديدة للعالم من حولنا وحصولنا على وعى جديد وحياه رائعة بينما نحن نتعامل مع كل شىء فى مجريات حياتنا اليومية من منظور ومستوى مختلف .
روعة وجمال التنفس السنسلى
هذه التقنية البسيطة لها عجائب عظيمه سوف تغيرنا من الداخل ، ستحدث نوعية جديدة للحياه ، وسوف تحول تجربة الدخول لجهازنا العصبى الى تجربة كونية عظيمه سيما عندما يتبعها ممارسة التامل العميق ..الابداع الخلاق والطاقة الغير محدودة والحب العظيم لكل المخلوقات والعطاء المتدفق من منبع الحب الألهى .
الفرق بين تقنية التنفس السنسلى والتأمل العميق
براناياما التنفس السنسلى تعمل على تنمية الثيوبيولوجيا اى مسارات الطاقة فى جهازنا العصبى بينما يعمل التامل العميق على مستوى الوعى بهدف تنمية الصمت الداخلى .
فك عقد الكارما
هذه نقطة مهمة يجب ان نعرفها وهى تعاملنا مع طاقتنا الداخلية فعلينا أن نراقب تدفق الطاقة فى خلايانا العصبية وأن نترفق بأنفسنا فلا نسارع أو نكثر من الممارسات أكثر مما نحتمل . اذا شعرنا بتدفق زائد للطاقة أى الى نوع من الأضطراب لنا فلنقلل من مدة التنفس السنسلى أو نتوقف تماما ونعود لمنطقتنا الأولى التى نشعر فيها بالثبات والتوازن .
لماذا ؟
لأن الجهاز العصبى يقع تحت تأثيرات كل أفعالنا الماضية التى تعود لأبعد كثيرا من من قدرتنا على التذكر نستطيع فك كل هذه التاثيرات العالقة طويلا بواسطة براناياما التنفس السنسلى وممارسات أخرى . ان فك تلك العقد هو ما يشكل رحلتنا الروحية فالتطهر من آثار الكارما يحدث علامات أحيانا لانشعر بها وأحيانا نراها وننشغل بظواهرها بما ليس مطلوبا كما ذكرنا ، وأحيانا تكون قليلة أو لا تظهر أى علامات على الأطلاق .
التنفس السنسلى وتنظيف الشاكرات
يعمل التنفس السنسلى كمثل اداه قوية تنظف الشاكرات يوميا اولا بأول من أجل تدفق الطاقة الداخلية وتوازنها فى الجسد ، لأن عدم توازن طاقة الشاكرات يسبب لنا الكثير من المشكلات والمتاعب على المستوي العضوى والنفسى والعقلى . لذلك تعمل براناياما التنفس السنسلى على تنظيم تلك الطاقات الداخلية وليس فقط تحفيزها . انها ديناميكية قوية تعمل لتطهير الجهاز العصبى من خلال العصب الشوكى والشاكرات .
من آثار تطهير الجهاز العصبى
- تدفق طاقتنا الداخلية بطريقة متوازنه فى كل خلايانا العصبية .
- تتفتح حواسنا الروحية فنشاهد أبعادا لم نكن نستشعرها من قبل .
- تصبح حياتنا مليئة بالسكون العميق والفرح الذى يشع فى داخلنا وعلى كل شىء من حولنا .
- ربما نشعر بالتعرق بسبب محاولاتنا لضبط النفس . هذا قد يحدث أو لا يحدث لكنه لا يستمر مع التقدم فى الممارسة والتوسع فى تدفق الطاقة .
- قد نشعر بتيارات وهزات كهربائية تأتى فجأة وبشكل غير متوقع ما يعنى تحرك الطاقة المفاجىء عبر العقبات والأنسدادات فى مسارات الطاقة . لكن مع ذوبات تلك العقبات والتقدم فى الممارسة سوف يصبح تدفق الطاقة سلسا .عموما لا يحدث هذا مع الجميع .
ان هذه الظواهر وغيرها هى علامات على طريق التطور هى خطوه الى الأمام . انه عمل فريد سيتطور ويتطور حتى نصبح مشعين من الداخل الى الخارج وقادرين بالتالى على التاثير الأيجابى على كل من حولنا.
تجارب الرؤية والطاقة
سوف نعبر خلال رحلة التنفس السنسلى أكثر وأكثر نحو الداخل مع نمو طاقة ” البرانا ” فى أجسادنا . سيحدث صقل مستمر لحواسنا نحو الداخل.. سوف يتزامن نموالطاقة الداخلية مع تطور ادراكنا الحسى لمستويات أعلى فأعلى فقد نشعر بتيار دافىء أو بارد أثناء صعود تنفسنا ونزوله من الجذر الى الأجنا وبالعكس . قد نرى هذا الخيط أو الأنبوب الذى نراقبه بلون فضى لامع ، وقد نشعر بالطاقة تتحرك من المنطقة التناسلية ما يجعلنا نشعر ببعض الأثارة الجنسية .. ولكنها ليست كذلك . انها بداية مسار الطاقة التى تصعد من منطقة الجذر أو الكوندالينى الى جذع الرأس ثم الى منطقة شاكرا ” الأجنا “ أو عين البصيرة .
وسوف نستطيع ملاحظة تقدمنا والتطلع قدما لوجهه محددة وسوف نصل اليها بالتأكيد اذا داومنا على الممارسة دون التأثر أو الأنصراف أو الأنبهار بأى مشاهدات أو رؤى أو ظواهر تحدث لنا . أساس تقمنا هو ” الثبات على الممارسة .
يتبع : المقال القادم
الوصول لمساحة القلب
فتح العين الثالثة .. الأتصال بكائنات عليا .. خطورة التسرع فى فتح شاكرا التاج .
——————————
المصدر : مقتطفات ملخصة من كتاب التنفس السنسلى للمعلم يوجانى