كلما زادت الممارسة الروحية كلما ارتفع مستوى التقدم الروحى للانسان ، والعكس صحيح أيضا ، فعندما يرتفع مستوى التقدم الروحى تزداد القدرة على اداء الممارسات الروحية كما وكيفا والرغبة أيضا . ان أهمية وأثر زياده الممارسات الروحية بالنسبة للتقدم الروحى للأنسان كمثل أهمية بناء العضلات بالنسبة لتفوق الرياضى . كلما اتسعت قدراتنا على عمل الممارسات الروحية. كلما نمت وقويت ” عضلات الروح ” .
الممارسة الروحية الحقيقية تبدأ عند مستوى 35% . أى عندما تبزغ داخل الروح رغبة حقيقية صادقة للنمو والتقدم وتكون قوه هذه الرغبة والعزيمة الصادقة دائمة ومستمرة .
من الوعى الظاهرى للوعى الباطنى
عندها يرتفع الوعى لأهمية وقيمة اداء ممارسات روحية كى ينتقل الأنسان من وعى ظاهرى الى وعى الهى باطنى أعلى ، هذا الوعى الباطنى ليس متعلقا بالحواس الخمسة مثل الصلوات والشعائر الدينية ولكن يتعلق بالجانب الخفى الغير منظور من الأنسان مثال لهذه الممارسات ” ترديد الأسم الألهى ” فى صمت حيث ينقل الأنسان من مرحلة العبادة من خلال طقوس وشعائر الى مرحلة أعلى بكثير وهى ” العبادة العقلية “.
هذه العبادة هى ما يحدث التقدم الروحى الحقيقي لأنها تعمل على تغيير انطباعات العقل الباطن وبقوه عظيمة تؤثر على الأنسان فى عمق عقله وروحه وهذا التأثير عندما يحدث يكون بلا رجعه ” أى أنه يكون بمثابة تغييرجذرى و تطهر باطنى دائم . نفس الشىء يحدث مع ترديد ” مانترا أوم “.
كيف تختلف الممارسات الروحية وفق التقدم الروحى للانسان
– فى المستوى الروحى 20% تكون الممارسة الروحية ضعيفة جدا اوغير موجودة أصلا ، ويكون الذهاب لأماكن العبادة واداء الشعائر والصلوات مجرد عادة متوراثة من الأسرة والمجتمع .
– وعند المستوى الروحى 30% يكون لدى الأنسان رغبة فى أداء العبادات والطقوس وفق المعتقد الدينى فى أماكن العبادة أو الذهاب للأماكن المقدسة.
– بينما عند المستوى الروحى 40% يرغب الأنسان فيما هوأبعد من أداء الطقوس الدينية من حيث نموه الروحى وشغفه نحو الله ويخصص جزءا كافيا من وقته للبحث والقراءه وتنامى معارفه الروحية .
نقلة كبيرة فى الوعى عند المستوى الروحى 50%
فى المستوى الروحى 50% يذهب الأنسان لما هو أبعد من حدود الديانة التى ينتمى اليها ويرغب بصدق فى ممارسة التطويرات الروحية الخالصة التى تفيد كل روح بغض النظرعن العرق أو الدين.
وعند هذه المرحلة يرغب الشخص فى تحقيق التقدم الروحى حيث تعلو هذه الرغبة فى داخله على أى رغبات اومكاسب مادية او دنيوية . هذا يعنى ايجاد وتكريس جزء كبير من الوقت فى اداء الممارسات الروحية ايا ماكانت ظروف الحياه التى يعيشها . ليس معنى هذا هوأن كل من يصل الى مستوى روحى 50% يترك بالضرورة حياته الفيزيقية ويتفرغ لممارسات اعلاء الروح ، ولكن تحدث عنده نقله فى الوعى وتغييرمؤكد فى بوصلة توجهاته وأهدافه نحو احراز تقدم روحى اكثر من الحصول على منافع دنيوية تتغير اهتماماته من مكاسبه المادية ، وضعه الأجتماعى وكيف يراه أو ينظر اليه الآخرون الى كيف يراه الله ، وما هى قيمته الروحيه.
التجاوب والتأثر العاطفى يعيق التقدم الروحى
التأثر العاطفى هو وظيفة من وظائف العقل التى تخلق فى كثير من الأوقات غلافا مظلما حول الروح وتبعدها عن الأتصال بالبذرة الألهية الموجودة بها ، لماذا ؟
لأن السعادة فى معرفة الله أسمى كثيرا من السعادة التى تخلقها العاطفة البشرية .هذه السعادة التى يعرفها الروحيون والزهاد “بالنعيم الروحى “.
التقدم الروحى بخفف ردود أفعالنا
فان الأنسان كلما ارتفع مستواه الروحى كلما قلت ردود أفعاله المبنية على الأنفعالات والتأثر العاطفى بما يحدث حوله من أحداث أو مواقف وكلما صار أكثر توازنا من الناحية النفسية فلا تتذبذب الروح بين الرضا والغضب ويقل تأثره أو يكاد ينعدم بسبب ما يمر به من أشياء سيئة أو ما يقابله من ايلام أو مشكلات. . مثال لذلك لو أن فتاه ممتلئة الوزن عند مستوى 20% تلقت عتابا أو توبيخا من احد افراد عائلتها ، لربما تظل أياما متألمه وحزينه بسبب ما سمعت ، بينما نفس الفتاه عندما تصل لمستوى روحى 50% فان شيئا قاسيا جدا أشد من ذلك بكثير يمكنها أن تتقبله بمنتهى الهدوء و الرضا والتسليم كأن تكون أصيبت مثلا بمرض عضال .
والمعنى هنا
انه كلمااختبرت الروح لذة السعادة الباطنية فانها لا تأسى لأى ايلام أو مشكلات دنيوية بل تعلو عليها ، وكلما استطاعت ذلك كلما ارتفع مستواها الروحى وانقشعت طبقات من أغلفة النفس المظلمه التى يخلقها التأثر العاطفى بأحداث الحياه .
العاطفة الألهية ومعنى التسليم
ان قوه العاطفة الألهية ونموها له تأثير مباشر على التقدم الروحى فالأنسان مع وجود العاطفة الألهية يرى الله فى كل جوانب حياته اليومية ويستشعر يد الله الممدودة فى كل المواقف والأحداث ، عندما يصل الأنسان لهذه المرحلة يبدأ التسليم الكامل لله وفى مرحلة التسليم تتجلى فيه ومن خلاله الصفات الألهية .
مثال لذلك أن شخص عند مستوى روحى 20% استطاع أن يحرز نجاحا فى اتمام صفقة والفوزعلى منافسه فانه يأخذه الزهو بنفسه بسبب شعوره بذكائه وقدراته بينما شخص آخر فى مستوى روحى 50% وعند نفس الموقف تغمره مشاعر الأمتنان لله أنه هو الذى أتاح له الفرصه وساعده .
وعلي العكس لو أن شخصا بمستوى روحى 20% خسر صفقة ، فانه يصاب باحباط شديد وغضب وربما غيرة وحسد لحصول منافسه على الصفقه دونه ، بينما شخص فى مستوى روحى 50% عند نفس الموقف يرى ويقبل اراده الله فى الأمر وأن الصفقة ربما ذهبت لمن رأى الله أنه يستحقها .
نقاط مهمه حول موضوع المستوى الروحى للآنسان
نحن نبدأ من حيث انتهينا
نعم فالروح تحصد ثمار نموها فى حيواتها السابقة.
فمثلا اذا كانت الروح قد وصلت فى حياه سابقة الى مستوى 40% فانها تبدأ بنفس المستوى فى الحياه التاليه .
بمعنى أن ما تحصله الروح فى حياه المادة من معارف الهية وما تحرزه من تقدم بسب ممارساتها الروحية فانها لا تفقده بالموت وانما يبقى فى رصيدها وفى كينونيتها الدائمه بل يذهب معها لحياتها التالية.
على العكس من ذلك بالنسبة للآنجازات الدنيوية فى حياه الماده من مال أو ممتلكات أو شهادات عالية ، كل شىء تفقده الروح ويذهب عنها بحلول وقت مفارقة الدنيا ، وعندما يتقررلها حياه تاليه فانها تبدأ من الصفر .
المستوى الروحى يتأثر بنوع مجهوداتنا
فكلما تقدمت الروح كلما سعت أكثر لمساعده غيرها من الأرواح من أجل ان تتقدم وليس فقط تركيز جهودها للحصول على نمو روحى ذاتى.
المستوى الروحى يطور قوانا الكونية
عندما تتطور الروح يسمح لها بالوصول لقوى كونية عليا ، على العكس من معظم البشر الذين ينفقون كل وقت حياتهم فى بناء قوى زائلة : قوة المال ، قوة السلطة ، قوة المنصب وقوة السيطرة .
اقرا المزيد عن علامات التقدم الروحى من هنا