كيف يمكن قياس مستوى تقدم الوعى ؟
كيف نعرف مستوانا الروحى ؟
دائما ما يدور هذا السؤال بخلد الكثيرين ، كيف يمكن قياس مستوى تقدم الوعى ، كيف أعرف الى أى درجة تقدمت روحى ؟ قامت مؤسسة SSRF وهى مؤسسة روحية علمية موجودة فى منطقة ” جوا” فى جنوب الهند يرأسها المعلم الروحى د. أثافيل ” Dr. Athavale.” لهم أبحاث كثيره فى مجال علم الروح و يقومون بتجارب وقياسات لكثير من المواضيع الروحية والأسئلة التى تدور فى أذهاننا ومنها موضوع تحديد وقياس مستوى تقدم الوعى لللمارس.
ووفقا لأبحاث هذه المؤسسة هناك مقياس من 1 الى 100 لمعرفة مدى تقدم الوعى، بمعنى مدى تجلى مبادىء وتعاليم الله في الأنسان . 1% تمثل المستوى الروحى للجمادات و 100% تمثل ذروه المستوى الروحى التى تعنى كمال المعرفة الألهية او كما يعرفونها ” التوحد مع الله ” .
العصر الحالى المسمى كالي يوجا ، عصر الصراعات
فى عصرنا الحالى المعروف بكونه عصر ” الكاليوجا ” أى ” عصر الصراعات ” فان قياس مستوى تقدم الوعى لمعظم البشر بسبب بعدهم عن منهج الله واستغراقهم فى المادية هو 20ه%. من يصل لدرجة ” قديس “Saint ” يكون مستوى وعيه الروحى 70% . القديسون ليسوا مجرد علماء فى المجال الروحى وانما ممارسون للروحية فى كل نواحى حياتهم اليومية ، وهم أرواح نقية وصلت الى” معرفة الله” . أرواح نشطة جدا فى تعليم الروحية للآخرين ومدهم بالمعارف التى تساعدهم على نمو أرواحهم. هناك 10% فقط من هؤلاء القديسين من وصل لدرجة ” معلم روحى ” Guru . المعلمون الروحيون هم منارات للمعرفة الروحية فى عالمنا المتوغل فى المادية .
كيف يتم عمل قياس مستوى تقدم الوعى للأنسان ؟
ان معرفة المستوى الوعى الروحى للأنسان لا يمكن قياسه من خلال أى جهاز علمى ولا يمكن تأكيده أيضا من قبل أى شخص ، لكن الروحيون ممن وصلوا لمستوى ” قديس ” Saint أو معلم ” Guru هم فقط من يستطيعون تحديد مستوى الوعى الروحى لآى انسان وذلك من خلال الحاسة السادسة النشطة أو ما يطلق عليه استقبال المعارف الألهية الخفية وقوه البصيرة .
لكن طالما تساءل كثيرون
كيف لقديس أو معلم أن يقدم قياسا دقيقا لمستوى تقدم الوعى لأى انسان ؟
والأجابة هنا انه كما أن العين المجرده تستطيع رؤية وتمييز اللون الأحمرمن اللون الأصفربدرجة 100% ، فان القديس أو المعلم يستطيع أن يرى مستوى الأنسان من الناحية الروحية بنفس الدرجة التامة وبنفس الحدة وصفاء الرؤية وذلك من خلال قدرات الحاسة السادسة النشيطة لديه . الحاسة الساسة النشيطة تمكنه من ادراك المعارف الماورائية وقياس كثير من الأمور فى العالم الغير منظور ما لا يتوافر للأنسان العادى ولكونه أيضا على اتصال ودراية بالعوالم العلوية .
أفعال الانسان تختلف حسب مستواه الروحى
وبناء عليه فان المستويات الروحية كما حددها القديسون الموجدون بهذه المؤسسة الروحية تعطى بعض التفسيرات لمعنى المستوى الروحى ، وكيف يمكن أن تختلف خصائص نفس الشخص عندما يكون فى مستوى منخفض ثم ينتقل الى مستوى أعلى فمثلا شخص بمستوى 30% يجد صعوبة فى أن يكرس بعضا من الوقت خلال اليوم للأستماع أو قراءة محاضرة أوموضوع له علاقة بالروح . نفس هذا الشخص مع نفس انشغالاته اليومية وجدوله المزدحم عندما يتطورلمستوى 40% يستطيع بيسر وسهولة أن يجد وقتا للأستماع أو قراءه أو معرفة أو دراسة شىء عن الروحية .
هناك عدد من المعايير التى تساهم فى تحديد المستوى الروحى للأنسان .هذه العوامل تختلف قوتها أو انخفاضها بالنسبة لنفس الشخص عندما ينتقل من مستوى لمستوى ويمكن القاء الضوء عليها كما يلى :
” الأيجو” ( الأنا )
الأيجو ” مقياس مهم لقياس المستوى الروحى للأنسان . الأيجو تمثل غلافا أسود حول الروح ، يرتفع مستوانا الروحى بمقدار ما استطعنا ازالة هذا الغلاف ، بمدى فهمنا ومعرفتنا لحقيقتنا وكينونتنا ” كروح ” وليس جسد .
الميديا ومناهج التعليم تبعدنا عن اكتشاف الذات الروحية
فللأسف كل مناهج التعليم الحديثة ، كل الميديا تدعونا لان نتعرف على ذواتنا من خلال حواسنا الفيزيقية ومن خلال استخدام العقل والمنطق فقط وحتى عندما نبدأ مشوارنا الروحى ودراساتنا ، عندما تنمو معارفنا الروحية ، احيانا لا نستطيع أن نحيد عما تعودنا عليه وأن نشتشعر حقيقة ذواتنا ” كروح ” تسكن جسدا وليس ” جسدا ” يسكن روح . لكن مع الممارسة الروحية تبدأ ” الأيجو ” فى الأنخفاض.
” الأيجو” عند المستوى الروحى 20% يكون فيها الأنسان متمركزا حول نفسه ، احلامه ، رغباته ، عائلته ، ممتلكاته ، عمله ومهنته ، مع ارتفاع المستوى الروحى تدريجيا يبدأ الأنسان فى التخلص من ” الأنا ” المدمرة . ليس هذا فقط وانما يمكنه أن يتحمل الكثيرمن الصعاب التى تواجهه فى الحياه ، وقد يستمع أحيانا لثناء أو اطراء من آخرين دون أن يتسلل الى داخله أى غرورأو شعوربالأيجو.
الاهتمام بالسعادة الذاتية
هذه واحدة من المعايير المهمة التى تؤثر على التقدم الروحى للأنسان ، فكلما نمت الروح كلما قل اهتمام الأنسان بنفسه وبسعادته الشخصية . القديسون Saints اهتمامهم بأنفسهم لا يحظى فى واقع الأمر بأكثر من 10% ، والسبب أنه مع نمو الروح وتقدمها يبدأ شعور الأنسان يرتفع من حيث كونه ” روح ” متطلباتها وسعادتها ليست فى عالم المادة ، وبالتالى يقل الشعور بالمتطلبات المتعلقة باشباع رغبات الذات .
قياس مستوى تقدم الوعى ينخفض جدا فى أمثلة الحالات التى يتعلق فيها بالأهتمام بالذات ومنها:
- شخص لا يشعر بالأرتياح للقيام برعاية انسان مريض فى العائلة لأن هذا يعنى أن مزيدا من وقته ومجهوده .
- استعداد شخص لحضورمحاضرة تثقيفية عن الروح فقط لكونها قريبة من منزله .
- استعداد شخص لأن يدفع من ماله احتجاجا على أمر له علاقة بامور العدالة العالمية لكن ليس لدية استعداد لتقديم وقته ومجهوده من أجل خدمة انسان فى محنه.
وعلى العكس ، فان أحد علامات نمو الروح هو اهتمام الأنسان بخدمة ومساعدة أخوته فى الأنسانية وتوجه قلبه بالكليه فى هذا الأتجاه دون نفسه وراحته .
ولكن هناك ما يدعونا للدهشة والطمأنينة
انه كلما ازداد نضوجنا الروحى كلما تدفقت مقادير من السعادة فى قلوبنا وأرواحنا وتحسنت أحوالنا كما وكيفا ، فالقديسون مثلا وصلوا فى مقدارما يشعرون به من سعادة الى ما يسمى ” بالنعيم ” وهى درجة علوية أبعد كثيرا من السعادة البشرية التى نعرفها.
اقرأ المزيد عن مستويات الوعى فى هذا الرابط