كيف نتأمل بطريقة صحيحة
التأمل الحقيقى ليس فقط بتمارين التنفس أو التركيز على شىء واحد .
فبرغم أهمية هذه الأشياء فمن المهم أن يعلو التأمل بنا فى مستوى الوعى متجها نحو الوعى الكونى .
ولذلك فان علينا أن ننظف شاشة العقل من كل المرائى والصور والأفكار ، فهذا شىء أساسى وهو جوهر وهدف عملية التأمل .
أهم شىء من أجل التأمل الحقيقى الصحيح أن نزيل هذه العوائق من طريق العقل حتى يصفو تماما ويستطيع أن يستقبل أنوار الله وعلوم الكون الباطنية .
ليس الهدف أبدا من التأمل هو تقوية قدراتى الوساطية أو الحصول على قوى خارقة ، هذا شىء والأرتقاء بالروح شىء آخر تماما .
بالاضافة الى ما سبق والحديث فى موضوع الأحتفاظ بالطاقة وتوجيهها ، سوف نتكلم الان عن الخطوات أو ما يجب علينا فعله.
لماذا التأمل صعب أحيانا على البعض ؟
كثير من الناس يصلون لحالة التأمل بالممارسة المستمرة له أحيانا وليس دوما رغم جهودهم المستمرة فى اتباع طرق التأمل الصحيح (الأوضاع – التركيز – التنفس ).
لكنهم لا يدركون أن الأهم كأساس فى تعزيز القدرة على الأتصال بالذات العليا هى مراقبة النفس باقى اليوم بعد التأمل وقبله .
وذلك بأن نتخذ الخطوات التالية :
- نبذل طاقتنا بشكل واعى فى كل لحظة وكل وقت .
- نقوم بعمل تغيير جوهرى فى حياتنا ، تعديل مسار حياتنا وتصرفاتنا وأفكارنا ونوايانا نحو الخير وعمل الطيبات .
- ندرب عقلنا وحواسنا على فعل الأشياء الطيبة وترك ما يبعدنا عن الصفاء الذهنى وصفاء الروح وهى: الحسد ، الغيرة ، الطمع ، حب ما فى يد الغير حب الأستعلاء ، التعصب وحب السلطة .
- نتخلص من الجشع وحب التملك ، الأنانية وحب الذات ، التحلى بالأيثار ، خدمة الغير بغير توقع المقابل ، اعطاء الحب الغير مشروط ، التطهر الباطنى .
- ننفق الطاقة التى وهبنا الله اياها فيما هو صائب : القراءه فى الروحية ، مصاحبة جماعة روحية ، عمل أفعال لخدمة الناس وعدم انفاقها يما يتلف الطاقة الروحية ويهبط بمستوانا الروحى.
خطوات من أجل كمال الوصول للتأمل الحقيقى الصحيح
المرحلة الأولى :
للحصول على التأمل الحقيقى وممارسته بطريقة صحيحة ترتقى معها الروح ، لابد أولا من الألتزام الأخلاقى واصلاح عيوب الشخصية .
المرحلة الثانية :
الوصول للنشوة الروحية ومعظمنا لا يشعر بها الآن لأن بالعقل شوائب كثيرة تمنع حدوث الصفاء الروحى الذى نشعر فيه بالنشوة الروحية .
المرحلة الثالثة :
الوصول ” للحكمه ” أوما يسمى النيرفانا فى العقائد الاسيوية أو ال Hokma فى اليهودية أو ” الحكمه ” فى الأسلام وهى الهدف الرئيسى من ممارسة المديتيشن .
ماهى الحكمه
هى نوع من ” الادراك السامى ” خارج حدود الحواس الخمسة ، يصل اليها القديسون والأولياء والعارفون بالله والأنبياء والمعلمون الروحيون .
لكن المريد لايصل اليها بالصدفة وانما بعمل تغيير جذرى فى نمط الحياه والفكر وتوجهات العقل عليه لأجل ذلك أن يمر بمرحلة النشوة الروحية أولا .
النشوة الروحية
لعلها أروع ثمرات التأمل الحقيقى . انها ليست هدفا بعيد المنال أو صعب الوصول اليه .
لكن لابد من أن نعمل من أجل أن نصل اليها بخطوات مدروسة ومعروفة سبقها الينا الكثير من المعلمين الروحيين وممارسى اليوجا أهمها التحرر من تماما من الكثير من المشاعر والأفكار السلبية مثل الغصب والغيرة والعدب بالنفس والحسد .
عندئذ فقط يستطيع العقل أن يصفو ويقوى على الأستقبال بيسر وسهولة لأنه يعود لطبيعته البكر التى خلقها الله عليه ويستطيع أن يرى ويفهم حقائق الوجود .
أما لو بقيت هذه المشاعر موجودة فانه لن يستطيع أن يرى الا من خلالها ان كانت حزنا أو غضبا أو طمعا أو حسدا ، الرؤية عندئذ ستكون ضعيفة جدا ومحدودة .