أرواح المنتحرين

0

 

أرواح المنتحرين كبف يكون مصيرها ؟  هذا ما سنسرده فى هذا المقال من واقع اتصالات بعدد من أرواح المنتحرين نقلها وسطاء فى الجمعية الروحية بباريس . كانت الاتصالات بهدف تسليط الضوء على الحياه فى العالم الآخر، مبادىء الثواب والعقاب ومعرفة مستويات الروح فى عالم البرزخ ، ومصير الأرواح المنتقلة بحسب أعمالها.  

يقول ألان كارديك رئيس جمعية باريس الروحية ومؤسس مذهب الأرواحية : هذا الأتصال مهم جدا علينا جميعا الأنتباه له .

ليس فقط من أجل أنفسنا وانما من أجل كل أحبائنا وأهلينا وأصدقائنا ، فهو موضوع لكل انسان مكتئب أو حزين أو ظروفه سيئة أن يكون علينا واجب تجاهه كى نهتم به ونخفف عنه ونحذره من ان فكره ” انهاء الحياه ” لا ينبغى أن تأتى االيه ولو كمجرد خاطر .

أرواح المنتحرين

وأن الحياه بكل الامها ومساوئها يمكن تحملها وان هناك أبواب فرج مؤكد قادمه حتى لو ظلت مغلقة لفترة وان أى شىء يهون مقابل ما سوف نسرده هنا:

حديث مع أحد أرواح المنتحرين

منتحر قطع شرايين يده بشفره حلاقة : السن 57 سنه :

– أين أنت الآن ؟
   لا أعلم أين أنا .. اخبرونى أنتم .
– انت معنا هنا فى جمعيه مهتمه بالدراسات الروحية ونود مساعدتك .
  هل مازلت حيا ؟ اننى أكاد أختنق فى صندوق . مازلت داخل جسدى ، فلتحاول يد رحيمة القضاء على . انا مازلت حيا واشعر بالدود يقرضنى . يا الهى ما هذا الألم !
– لماذا أقدمت على الأنتحار :
  كنت مهجورا ولم يحبنى انسان . وكنت بلا أمل ولا مستقبل .
– ماذا فعلت كيلا يحبك أحد ؟
  كثيرون من هم مثلى ، فيمكن أن تعيش مهجورا اذا لم تجد قلبا يحبك .
– هل ترددت عند تنفيذ عزمك ؟
   كنت متعطشا للراحة ، ولكنها لم تأت .
–  كيف شعرت عندما انطفأت شعلة الحياه .
    وهل انطفأت فعلا ؟ اننى مازلت أشعر انى حى ، اننى أعانى وأشعر اننى محبوس .

تعليق الان كارديك رئيس الجمعية الروحية بباريس 

هناك نقطتان هامتان أحب أن أوضحهما :

ان روح المنتحر ، كل أرواح المنتحرين تبقى فى الأرض بجوار أجسادهم حتى استيفاء المده التى كان مقدرا لهم أن يعيشوها وذلك قبل أن تتمكن من الدخول الى عالم الأرواح ، وهو نوع شديد من العذاب .

انه كان شاكا فى أنه مات ، وهو ما يحدث دائما بالنسبة للأرواح التى تموت فجأه أو بطريقة عنيفة ، وأيضا الأرواح المتأخره التى لم تحصل على أى تقدم روحى ولم تقدر أن ترتفع فوق مستوى الماده أثناء حياتها الأرضية .

اتصال بروح لوفيه فرانسوا سيمون 

فى اجتماع روحى فى فبراير عام 1863 حضرت روح لوفيه فرانسوا المتوفى منتحرا عن عمر 67 سنه . حضرت الروح من تلقاء نفسها وذلك بعد 6 سنوات من الوفاه . كان لوفيه فرانسوا قد عانى فى شيخوخته من الجوع فتملكه اليأس وترك نفسه للمسكرات حتى قرر يوما أن ينهى حياته بأن القى بنفسه من فوق برج عال وتحطم جسده فوق الأحجار.

ماذا قال لوفيه فرانسوا ؟

لتكن لديكم شفقة على بائس مسكين مثلى،  فانا أعانى ألما منذ مده طويلة .اننى أهوى ، أهوى (من عل) ، أغيثونى ، ساعدونى أرجوكم ، صلوا من أجلى كي لا أرى هذا الفراغ المفزع من تحتى .أكاد أتحطم فوق الأحجار .أنى أستحلفكم أن تصلوا من أجلى فلو كنت جائعا وأطلب خبزا أما كنتم لتطعموننى .أرجوكم ساعدونى فقد تعبت من المكوث هنا .

تعليق الروح المرشد للوفيه فرانسوا 

هذا واحد من أرواح المنتحرين، انسان مر بمحنة الفقرعلى الأرض وتملكه السخط وبدلا من أن ينظر الى عون السماء أدمن الشراب ونزل لأشد حالات اليأس ، ثم وضع حدا لمحنته القاسية بأن قتل نفسه . اهيب بكم أن تعطفوا على هذه الروح البائسة التى لم تتقدم و تطلبوا له من الله المغفرة فأنتم ان فعلتم فانكم تقومون بعمل طيب واعلموا أن صلواتكم ودعاؤكم يساعدانه كثيرا . (يتحدث لدائرة الجمعية الروحية )

تعليق الان كارديك

انه برغم مرور 6 أعوام على وفاه هذا المسكين فهو ما يزال يشعر كأنه يهوى من مكان مرتفع ويتحطم فوق الصخور .
ويفزعه رؤيه الفراغ تحته . هو أيضا لا يعلم الى متى سوف يستمر عذابه وهو ما يضاعف الامه . عقابه كان من نفس نوع خطيئته ، اليس هذا نوع من الجحيم ؟ اننا لم نخترعها أو نتخيلها بل وصفها بأنفسهم من يقاسونها ، تماما مثما وصفت الأرواح المنعمه سعادتها .

انتحار بدافع الحب 

نموذح آخر من أرواح المنتحرين بدافع الحب . كانت بالمير Palmyre فتاه جميلة تربطها عاطفة قوية بشاب يدعى ” B ” ولكن نزولا على رغبه والديها تزوجت من “D” وذلك بسبب تفوق مركزه المهنى والأجتماعى . تزوج “B ” بعد ذلك ايضا ولكن حبهما الأول لبعضهما لم تنطفىء جذوته خصوصا أن B وD
كانا صديقان وكثيرا ما كانا يلتقيان ويتزاوران . ظل الحبيبان طيلة 4 سنوات يحاول كل منهما الا يخون زوجه ولكنهما كانا يتحملان الألم لكونهما ليسا معا رغم كل محاولاتهما للنسيان والأبتعاد . وذات يوم قررا أن ينهيا حياتهما معا كعلاج وحيد لما يقاسيانه . وفى اليوم التالى قاما فى موعد واحد بقتل نفسيهما بالغاز بعد أن تركا رسالة مؤثره تطلب العفو والسماح من الزوجين وأنهما لم يقدما أبدا على الخيانه ، وطلبا أن يدفنا معا .احترم D رغبتهما ولم يفرق بينهما فى القبر حسب رغبتهما .

كانت هذه الحادثه من أرواح المنتحرين موضوعا للنقاش و Case Study فى الجمعيه الروحية . حاولت الجمعية فى جلسة روحيه الأتصال بهما ولكنهما لم يستطيعا الرد . وقد رآهما الوسيط وقد تملكهما الأضطراب و الخوف وغير قادرين على الكلام. وأنه تم التفريق بينهما وهذا ما يحدث .. أن تعزل كل روح بعيده عن الأخرى يفصل بينهما ليل بهيم لمدة طويلة ، وتعيش قدرا من المعاناه يكون طويلا أو قصيرا بحسب ما تتفهم الروح خطيئتها .

الاتصال ببالمير بعد ثمانى سنوات من الاتصال الأول 

– حبيبك الذى انتحرت معه  هل ترينه؟
   لا أرى شيئا .. بل ظلام وحجاب كثيف على وجهى ، لا أرى حتى أى أرواح بجوارى .
– كيف شعرت عندما استيقظت بعد موتك :
  شعرت بالألم هنا وهنا وأشارت الى رأسها وقلبها .
– هل تشعرين بأن ألمك هذا سوف يستمر ؟
   نعم أسمع أصواتا كريهة وضحكات جهنميه تقول لى : سيستمر الأمر هكذا .
–  نريد أن نؤكد لك أن الحال لن يستمر الى الأبد وأنك عند التوبة ستحصلين على المغفره .
   ماذا قلتم ؟ انى لا أسمع .
–  نكرر لك أن الامك سوف تنتهى عندما تتوبين ، وسنساعدك بالصلاه .
–  أذكرتك كلمه ” العفو ” ان هذا ما أسمعه
(سبب سماعها كلمة ” العفو ” أن كانت هناك سيدة فى الجمعية تصلى للروح المنتحره أثناء الحديث معها وتطلب لها العفو من الله ) .
–  تقولين انك فى ظلام ، الا تريننا ؟
   لا أرى سوى نقاب أسود ترتسم عليه صورة رأس تبكى .
–  الا تريدين رؤية حبيبك الآن ؟
    لا .. لا .. أريد أن أنساه الآن .. فقط أريد أن تنزع من أمامى تلك الصورة .
–  ماهى هذه الصورة ؟
   صورة رجل متألم ، لقد قضيت على كيانه الأدبى لأمد طويل ( تقصد زوجها ) .

تعليق الان كاردك على مصيرهذين الحبيبين المنتحرين  

ان عقاب هذين البائسين الا يتجاوران أو يرى كلاهما الآخر لمده طويلة ، ولكن لن يكون العقاب مطلقا أو أبديا .

فيوما ما سيحصلان على العفو . خطيئتهما كانت فى اعتقادهما أنهما بالأنتحار يتفاديان الخيانه وهو أمر سيخفف من عقابهما ، ولكن الأجدى أن كانا يقاومان الغوايه . وهما كأى أرواح مذنبه من سيحدد كيف يكفرعن خطيئته فيما بعد بمساعدة مرشديهم الروحيين.
هذا ما يفهمنا أيضا أن الخاطئين حتى أرواح المنتحرين لا ينالهم العقاب الأبدى بل رحمه الله وعفوه تطالهم بتوبتهم وبدعوه وصلاه أحبائهم ممن لايزالون على قيد الحياه.

——————————————–

المراجع : كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك رئيس الجمعية الباريسية للدراسات الروحية
المجلة الروحية الباريسية – عدد مارس 1935
جريدة الصنداى اكسبرس – عدد يناير 1935
كتاب “الأنسان روح لا جسد” – د. رءوف عبيد أستاذ القانون الجنائى الأسبق – جامعه عين شمس.

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.