كيف تجعلنا الروحية نعيش فى حالة “وعى ” أفضل
الشغف الروحى .. نقطة البداية لنمو الوعى
كثير منا حدث له الشغف للمعرفة الروحىة ، والبعض بدأ فعلا ممارساته الروحية وفقا لمنهج روحى .وهناك من مروا ويمرون بتجارب روحية مختلفة . من هنا يبدأ لدينا وعى جديد بوجود شىء ما ، عالم ما خارج نطاق حواسنا ومدركاتنا الفيزيقية . وعندما نقوم ببعض الممارسات الروحية وتزداد معارفنا الروحية نشعر بان وعينا اختلف . ان هناك شىء ما يتغير فى عقلنا وكلما راقبنا أفكارنا أكثر كلما اكتشفنا شيئا أعمق عن أنفسنا ، واهتدينا لبعض نقائصنا من خوف أو قلق أو غضب أو عجب بالنفس ، ان الروح حازت وعي جديد لم يكن موجودا من قبل.
بداية التقدم ان نتقبل أنفسنا بعورات أخلاقنا
عندما ينمو وعينا تدريجيا ، نبدأ فى تقبل أنفسنا ، مشاكلنا وعورات أخلاقنا نتقبلها ونتفهمها وندرك أننا لسنا كاملين ، وهنا تكون بدايه التقدم . لأن هذا الأدراك أو تعاملنا مع ذواتنا والآخرين من خلال ما نستشعره من وعى جديد ان لم يحدث فاننا سنبقى فى مكاننا دون تغيير أو ارتقاء فى خصائص شخصياتنا وطباعنا وأخلاقنا . كلما زاد وعينا بأنفسنا كلما تمكنا من احراز تقدم من حيث التغييرواصلاح ذواتنا . الكثير من الأمور تتغير فينا ، أهدافنا ، رؤيتنا وربما نمط الحياه الذى نعيشه أيضا.
ثمار ونتائج اتساع الوعى
عندما ينمو الوعى نتعرف على الطريقة الصحيحة التى يجب أن نحيا بها ، الألوان الجيدة التى نرتديها ، الطعام الصحيح الذى نأكله ، أحاديثنا ، وقتنا . جميعنا آت من ثقافات مختلفة عشنا بتأثيرها وظلت عقولنا تستقبل منها ما هو جيد وما هو غير جيد أحيانا ، لهذا فان وعينا الروحى الجديد سوف بأخذنا حتما نحو تطوير آليات حياتنا ونمط معيشتنا .
الوعى الجديد بوجود الله بداخل كل شىء من الذرة للمجرة وبداخلنا
وعى جديد مخبأ بداخل كل منا ينمو تدريجيا يحدث عندما نبدأ فى ” معرفة ألله ” وندرك أنه ليس موجودا فقط فى السماء وانما بداخل كل منا ، وهو أيضا متجلى فى كل المخلوقات حتى الجمادات ، موجود فينا ومن حولنا فى كل مكان .هذا الوعى المستديم بوجود الأله يظل ينمو يوما بعد يوم بداية من الفضول والرغبة فى المعرفة الى أن يحدث اليقين والتسليم . وعندما يمر أحدنا بتجربة روحيه التى قد تكون أحيانا لبضعة ثوانى ، فان الوعى يصبح اوسع وأعمق ويزداد الأيمان والرغبة فى تكثيف الممارسات الروحية كى تستمر التجارب الروحية .
لأن الله يعمل فى الكون طول الوقت من أجل نستشعر حقيقة وجوده .. لكن هذه الممارسه لا يجب أن تكون فقط بهدف حدوث مثل هذه التجارب ، فالطريق الى الله ليس ” شوطا ” فى مباراه وانما ” سير” مستمر نحو التعرف على ذاتنا العليا والله والكون . رحلتنا ينبغى الا تنقطع او تتوقف مع وجود أى معوقات أو اعتراضات لطريقنا . يجب أن نعمل على الوصول الى وجهتنا النهائية ، لنهاية رحلتنا وهى التوحد مع الله.
من جمال آثار اتساع وعينا أننا :
- يزداد شعورنا بالسلام الداخلى فلا نتأثر بالأحداث المؤسفة التى قد نمر بها .
- يزداد شعورنا بالآخرين ، نحبهم ونتعاطف معهم ، ويقل توجهنا نحو ذواتنا .
- تتعمق رؤيتنا وتتسع ، تماما مثل رجل يتسلق جبلا . عندما يكون فى الأسفل هل ياترى يرى شيئا ذا بهجة ؟ بينما عندما يصل لقمة الجبل ، فما أجمل المنظر الذى يراه وما أوسعه وأشمله . نفس الشىء يحدث لنا اذ تتسع رؤية الروح مع اتساع الوعى طرديا كلما ازدادت ممارستنا الروحية . لكن هناك نقطة مهمه وهى أنه مثلما كان التسلق لقمة الجبل يحتاج الى مرشد يعرف الطريق الصحيح الى القمه ويقى المتسلق المسارات الوعره كذلك فى الروحيه ، وجود معلم شىء مهم للباحث على طريق التطور الروحى.
مختارات من بعض الأسئلة التى طرحت من المتابعين لأقوال هذا المعلم القديس” سيرياك فاليه “
كيف نحيا بوعى طوال اليوم أثناء حياتنا العادية
لابد ان نعرف ان العقل هو عدونا الأول لذلك لابد أن نجعله دائما فى حالة سكون وصفاء ، هذه الحالة يمكننا أن نصل اليها بثلاثة أمور :
- علينا أن نعمل على معالجة عيوب شخصيتنا من الخوف والقلق وغيرها وبالتدريج يبدأ العقل فى ان يصبح ايجابيا ويستمر فى هذه الحالة .
- وان نمارس ” ترديد الأسم لألهى ” باطنيا ” ، فالترديد الباطنى طوال اليوم يجعل العقل ” خالى ” وكأننا نعيش فى تأمل طول الوقت .
- يمكن أيضا ممارسة ” التأمل ” بانتظام ، ولكن التأمل يأخذ وقتا طويلا من حيث احراز النتائج وحتى يستطيع الممارس أن يتقنه .
بماذا تنصح شخصا لديه ” الايمان ” وقد مر أيضا بعدد من التجارب الروحية ، ما هى الممارسة الروحية التى تنصح بها ؟
نحن الان فى ” عصر الكاليوجا ” وهو معروف بأنه عصر الصراعات وتدنى المستوى الروحى للبشرية وتفشى الجوانب السلبية فى المجتمعات عكس حال البشرية فى العصور القديمة حيث كان البشر أكثر روحية وأكثر قربا من الله . لذلك فان أفضل وأيسر ممارسة روحية تلائم هذا العصر هى ” ترديد الأسم الألهى ” باطنيا ، وأن يكون هذا بشكل دائم ومستمر وبغير انقطاع . فمثلا اذا اذا أراد شخص رياضى أن يبنى عضلات جسمه ، هل يكتفى برفع الأثقال وممارسة التمارين المطلوبة لتحقيق ذلك يوما أو أسبوعا ثم يتوقع أن يحقق ما يصبو اليه ؟ نفس الشىء ينطبق على الممارسة الروحية ، الأستدامه مهمه جدا . ما يميزهذا المنهج أنه يمكننا الترديد فى أى وقت دون أى قيد ودون الحاجة للجلوس فى وضعية التأمل .
كم مره ينصح بالترديد ؟
لا حدود للعدد .يمكن لأن نبدأ بوقت قليل ويزداد مع الوقت .
نحن نطلق على ” ترديد الأسم الألهى ” التامل الواعى أو التأمل اليقظ لأننا نردد بعقلنا فى كل الأوقات ونحن نعمل أحيانا . ونحن نسير فى الطريق ان الجسم هو ما يكون فى حالة النشاط ولكن العقل فى حالة تأمل ، التأمل ليس بالجسم وانما بالعقل فى الأساس وهذه النقطة هى التى تحدث الأثر العميق فى الروح .
امارس التأمل واليوجا لعدة سنوات وكان الأمر دائما صعب ، ولكن عندما بدأت اتخذ مسار ترديد الأسم الألهى وجدته يظهر عاطفتى الألهية وأحيانا أشعر بالخوف وأحيانا يصيبنى عرق او حرارة هل لديك تفسير ؟
كما قلت من قبل ، فى العصور القديمة كان الوعى الروحى أعلى من الآن ولذلك كان مسار” التريتايوجا ” هو المسار الروحى الذى ينصح به وهو مسار ممارسة ” التأمل ” .
اما الان فى العصر الذى نعيش فيه ، فانه من الصعب الجلوس لممارسة التأمل واليوجا بشكل منتظم يوميا رغم فوائدهما ، لذلك كان ” ترديد الأسم الألهى ” أسهل العبادات الملائمة للعصر وفى ذات الوقت يؤتى نفس الأثر بل ربما أعلى وأسرع .
لماذا ؟
لأن” التأمل يعطى العقل حالة من السكون ولكنه ذو أثر مؤقت اذ نعود بعده للانهماك فى حياتنا اليومية وربما نعود لممارسة أخطائنا وعيوبنا . الممارسة المستمرة للتامل تؤدى بالتأكيد للشعور بالسلام الداخلى . الا أن ترديد الأسم الألهى لكوننا نمارسه فى كل الأوقات فانه يمحو انطباعات العقل الباطن وبالتالى تتحسن أحوالنا ونصل لأعلى درجات صفاء العقل .
بالنسبة للظواهرالتى تشعر بها من حرارة أو عرق أو شعور بالأجهاد أو غير ذلك ، فهذا شىء طبيعى لأن مع ترديد الأسم الألهى تدخل الجسم الطاقة العلوية وتخرج الطاقة السوداء ، فهى معركة طاقة يمر بها الجسم ، لذلك قد يشعر الممارس بهذا فى بعض الأوقات لكن ليس فى كل الأوقات .
دائما ما تصيبنى حالة من الاسترخاء والرغبة فى تأجيل العمل أو عدم وجود الهمه ، بماذا تنصح؟
ان هذا قد يكون بسبب ” الكسل ” وهو عيب من عيوب الشخصية . فى موقعنا تقنيات لتعديل عيوب الشخصية أيا ما كانت (غضب ، كسل ، طمع ، حسد ، أنانية ) من أجل خلق انطباعات فى العقل الباطن تعاكس الانطباعات السيئة وبالتالى ينمحى العيب مع ممارسة التقنية . هذه التقنيات نسميها Auto Suggestion وهى تشبه التوكيدات فى علوم التنمية لبشرية ولكنها تمارس بطريقة مختلفة بحيث أنها تعمل على المحو النهائى للعيب.
ممكن الرجوع الى موقعنا www.spiritualresearchfoundation.org. اكتب فى خانة البحث Personality Defect Removal (ازالة عيوب الشخصية ) .
المزيد عن فوائد ترديد الاسم الالهى فى هذا الرابط
—————————————–
المرجع
(مقتطفات من حديث للقديس ” سيرياك فاليه ” معلم روحى فى المنظمه العلمية للأبحاث الروحية SSRF
ملاحظة (مؤسسة SSRF تتبنى المنهج الروحى القائم على ترديد الأسم الألهى )