التواصل بالروح

0

 

العالم ايمانويل سويدنبرج

هذه نبذة عن بعض تعاليم “ ايمانويل سويدنبرج”   وهوعالم وفيلسوف سويدي وصوفي ثيولوجي مسيحي أى (باحث فى العلوم الألهية ).  له تاريخ حافل كعالم ومخترع عاش مابين 1688 و1772 ، دخل في طور الحياه الروحية في عمر 56 حيث حدثت له بعض الظواهر الروحية التى جعلته يدرك حقيقة التواصل بالروح وأشياء أخرى أدت الى يقظة وعيه الروحى .

التواصل بالروح
العالم والمفكر سويدنبرج

زيارة السماء والجحيم

أتته اشارات الهية بأن الله ألهمه أن يكتب تعاليم سماوية لإصلاح المسيحية.  قال سويدنبرج أن الله فتح عينيه على الكثير من الأمور الغيبية عندما سمح له بزيارة السماء والجحيم والتكلم مع الملائكة والشياطين والأرواح.

في السنوات ال 28 الباقية من عمره كتب وطبع 18 عملا ثيولوجيا أشهرها السماء والنار.

 

يقول سويدنبرج : 

يحدث أحيانا أن تقابل شخصا ما وتحس أنك انجذبت اليه فورا ، تشعر تجاهه بالراحة وتتكلم معه ساعات كأنك تعرفه منذ وقت طويل وكأن حدث نوع من التواصل بالروح بينك وبينه .

الا تعتقد أنك أنت وهو ربما متصلان ببعضكما فى مستوى أعمق من مدى حياتكما  الراهنة ؟

ظاهرة التواصل بالروح 

يشرح سويدنبج هذه الظاهرة بأن عالم الروح مترابط ومتصل ببعضه البعض ليس فقط على المستوى الروحى وانما فى مستوى العقل أيضا على نحو قد لا نستطيع بالفعل تصوره .السبب هو أن هناك شىء اساسى يريط الكيانات الروحية (ومنها البشر) فى العالم الروحى وهو ” الحب ” .

هذا الحب هو ما يؤثر بشكل عميق ليس فقط على طريقة تفكيرنا ولكن أيضا على تصرفاتنا وردود أفعالنا نحو كل شىء سواء كان انسانا أو أى كائن آخر ، كما يكون له أثره أيضا على طبيعتنا الأصلية و” من نكون أو سنكون ” فى هذه الدنيا أو ما بعدها .

الحب هو معجزة التواصل بالروح 

يشرح سويدنبرج أنه يوجد 4 أنواع من الحب : حب الله  ، حب الغير ، حب الحياه ، وحب النفس .

 حب الله

لا يعنى فقط محبتنا لله وانما محبتنا لكل الأشياء الرائعة والطيبة الموجودة والتى تحدث بفعل الله فى الكون ، كما تعنى رغبتنا فى أن يتجسد هذا الحب على الأرض من خلالنا .

التواصل بالروح
الحب للبشر وجميع الكائنات التى تشاركنا الكوكب

حب الغير

يعنى حبنا لأخوتنا فى الأنسانية وتعاملنا معهم بالنيه الطيبة ، سواء كانوا فردا أو مجموعه أو حبا للبشرية جمعاء .

كل انسان فى الحياه هو قريبى أوجارى بدرجة ما ، وجودى وسط مجموعة صغيرة أو كبيرة هم أهلى وجيرانى . بلدى أيضا هى مجموعه أهلى وعشيرتى ربما على نحو أقوى .

كل البشر أخوتى وأقربائى ، والله فوقهم جميعا 

حب اخوتى فى الأنسانية ليس فقط أن أحب شخصا ما ، وانما أن أرى أفعال الله الطيبة معى وأحاول أن أكون على مثالها مع غيرى .
بمعنى أن كل ما أفعله مما هو صادق وعادل ويتسم بالمحبة هو نوع من حبى لأخوتى وممارسة حقيقية لحب الغير ورعايتهم .  

النوعين الآخيرين من الحب ( حب النفس وحب الحياه ) يتركزان على النفس .

حب النفس

يعنى أننا نضع أنفسنا قبل أى انسان آخر .هو شكل من أشكال الأنانية التى تؤذى غيرنا فى معظم الأوقات . بكلمات مختلفة ، فاننا نضع الأشياء التى نحبها فى مقدمة أولوياتنا .

من المنظور الروحى يذهب هذا الشعور بالأنانية بعيدا جدا عن الأواصر المشتركة التى تجمعنا كعائلة بشرية ويعيق بشكل كبير امكانية التواصل بالروح بيننا وبين أخوتنا فى الانسانية. 

ان حب النفس يهدف دائما لتحقيق منافع للنفس ليس الا ، وان أفادت غيرنا فلأن فيها مصلحتنا ، أو لأنها سوف تحقق لنا شهره ما ، ترقية ، أو اشادة والا فاننا نتقاعس عن تقديم النفع والفائده لهم .

حب الحياه

يعنى حب كل ما يحقق لنا السعادة المادية مثل جنى المال أو الحصول على السلطة أو الشهرة  وغيرها. هو رغبتنا فى توجيه مصادر الخير والثراء لأنفسنا دون غيرنا وتكريس القلب نحو المال والممتلكات .

وهكذا للأسف نترك كل هذه الأشياء المادية تغرينا وتصرف انتباهنا عن التواصل بالروح مع أخوتنا فى الكوكب ، هذا التواصل الذى يدعم نمو الحب الروحى لهم بيننا وبينهم ، وبالتالى نصبح بعيدين جدا عن نعيم السماء .

لعلى أريد أن أنبهكم الى أمر مهم ، أن ما نحبه هو فى الحقيقة ما يحدد وجهتنا فى الحياه ، وهو الذى يؤثر على تقييمنا للأمور وما نتوق لتحقيقه أو الحصول عليه .

هذه التوجهات التى تتكون فى شخصياتنا فى حياتنا الفيزيقية هى ما يحدد مكاننا بعد أن نفارق حياه المادة ويقذف بنا للمستوى الذى نستحقه.

التواصل بالروح فى عالم البرزخ بعد الانتقال 

ينتقل سويدنبرج للحديث عن نقطة أخرى وهى رؤيته فيما يتعلق بحياه الأنسان فى عالم الروح فيقول:

عندما يفتح الأنسان عينيه فى عالمه الجديد يبدأ بالتخلى عن الأشياء قليلة الأهمية بالنسبه له الى أن يتبقى فى وعيه الشىء الذى كان يحبه أكثرمن أى شىء آخر . فاذا كان هذا الحب هو حبه لأخوته فى الأنسانية فسوف يدخل مملكة النعيم ويصبح مثل الملائكة .

وهنالك فى منطقة النعيم تنجذب الأرواح الطيبة لبعضها البعض بشكل عفوي كما لو كانوا مع عائلاتهم في المنزل ، يشعرون وكأنهم عادوا الى مسقط رأسهم ان جاز التعبير وهو ما يشعرهم بالسعادة والبهجه ، وعندما يذهبون الى هنا أو هناك فهم يودون الرجوع بسرعه اذ ينجذبون دوما للعودة لأحبائهم .

التصنيف لمجموعات متشابهة فى المستوى الروحى 

ذلك لأن كل من يعيشون فى منطقة النعيم يصنفون لمجموعات حسب مستوى الحب الذى بداخلهم . وكل روح ارتقت للتواجد فى هذا المكان تذهب لتعيش مع المجموعة التى تحبها. هذه هى الصورة المجتمعية التى تحيا بها الأرواح فى عالم الروح .

لذلك فان الروح النقية على الأرض عندما تتخلى عن كل الأشياء التى تشتت انتباهها وتستدرجها للهو الحياه . عندما تدرك “ماهيتها”  وما يجب عليها أن تفعله ، فانها تبدأ فى التعرف والانجذاب والتواصل بالروح مع أولئك الذين يشبهونها وتلتقى بهم فى مجموعة تعمل جميعا من أجل هدف مشترك .

دروس علينا أن نتعلمها 

لكننا مازلنا هنا فى حياه المادة ، فى الحياه الفيزيقية التى هى أكثر تعقيدا .هناك الكثير من الدروس كى نتعلمها ، ويداخلنا توجد صراعات بين بواعث الطيبة والمحبة وبواعث حب الذات التى تؤدى الى تدميرنا .

لذلك فانه ليس فقط من الصعب أن نقرر ما اذا كنا قد وصلنا لدرجة أننا ” شخص روحانى ” حقيقه وانما قد تصيبنا بعض الحيرة أيضا حول أى قدر من الوعى حصلنا عليه وأى  مستوى روحى وصلنا اليه بالفعل .

————————————–

المرجع :

 – عن الكاتب /مورجان بيرد www.swedenborg.com

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.