العلاج بالزيوت العطرية Aroma Therapy هو طريقة علاجية قديمة وأحد أفرع الطب التكميلى .تحتوي الزيوت العطرية المستخرجة من النباتات على مركبّات فائقة الجودة، لها منافع صحية عديدة، ويمكن أن تعالج الكثير من المشكلات مثل الصداع والتهابات الحلق وغيرها من الأعراض الجسدية والنفسية.
وتحتاج إلى كمية كبيرة من الأزهار أو أجزاء النبات الأخرى لإنتاج زجاجة واحدة من المستخلص الفعّال ، حيث تتم عملية الاستخلاص من خلال التبخيرأو الضغط، ثم يتم تكثيف الزيت العطري وجمعه وهذه الزيوت العطرية تنتقل من الأنف إلى الأعصاب الشميّة وتصل إلى الدماغ مباشرة وتؤثر على الجسم اللوزي amygdala وهو الجزء المسؤول عن العاطفة في المخ وتؤثر على الأعصاب الشميّة.
ويمكن للجلد أيضًا أن يمتص هذه الزيوت العطرية من خلال التدليك والدهانات الموضعية ، ما يساعد على استرخاء العضلات والتخلص من القلق والتوتر. والكثير من منتجات العناية الشخصية يضاف إليها زيت اللافندر، لهذا الغرض وخاصة غسول الاستحمام .
تاريخ العلاج بالزيوت العطرية والأعشاب
إن للعطور المفعمة بالجمال والنشوة والسحر قوة شفائية لا يستهان بها، ولقد عرف القدماء منذ الآف السنين فوائدها واستخدموها في علاج الكثير من المشكلات الصحية، الجسدية والعاطفية، وتم توثيق هذا النوع من العلاج لأول مرة في كتاب الإمبراطور الأصفرالصيني “الكلاسيكي للطب الباطني” الذي كتب عام 2697 قبل الميلاد، حيث تضمن هذا الكتاب استخدامات أكثر من 300 نوع من النباتات العطرية ومستخلصاتها.
العلاج بالزيوت العطرية عند قدماء المصريين
اشتهر المصريون القدماء أيضا باستخدام العلاج بالزيوت العطرية ، وكذلك الكثير من شعوب العالم في الهند والأمريكتين عرفوا ما فيها من مواد فعّالة، وسافروا الى مختلف أنحاء العالم للحصول على بعضها، وكان أكثرها رواجًا اللبان والمُرّ، ولقد كانت لهذه النباتات أهمية كبيرة لا تقل عن الجواهر والمعادن النفيسة.
في العصر الحديث مازال الإنسان يستخدم العلاج بالزيوت العطرية أو مستخلصات العطور في الكثير من الأغراض العلاجية وأغراض التجميل ويعتبر اليوم واحدا من صور الطب التكميلي.
يعمل ممارس العلاج بالروائح على الاهتمام بالإنسان كوحدة واحدة ، فهو يهتم بعلاجه جسديًا وروحيًا ونفسيًا، ويحقق له التوازن والشفاء ويعلّمه سبل الوقاية من المشكلات الصحية.
من المهم استخدام الزيوت العطرية بالطريقة الصحيحة ، وإدماجها مع عمليات التدليك والحمامات العطرية حيث يمكن أن تحسن من حالتك النفسية والجسدية بشكل كبير، فأنت هنا تنسجم وتتناغم مع الطبيعة وتصير جزءا منها، ولكل عطر تآثيراته الفريدة والمميزة التي لا يضاهيه فيها عطر آخر.
كيف يعمل العلاج بالزيوت العطرية
للعطور تأثيرلا ينكره أحد على الذاكرة ، فهي تنشط الدماغ وتحفّز إنتاج مركبات تخلق ارتباطا بين العطر وذكريات ومشاعر معينة . فكما أن الكثير من الناس تتأثر عندما تسمع موسيقى الزفاف بطرق مختلفة فتختلف ردود أفعالهم وتأثرهم بحسب ذكريات زواجهم سعيدة كانت أو غير سعيده ، نفس الشىء يحدث بالنسبة للعطور .
ما يؤكد هذه الحقيقة أن لحاسة الشمّ ذاكرة ، فهى تتذكر أنواع العطور وتأثيراتها بالنسبة للجسم ، ويمكن بالاستخدام الصحيح للزيوت العطرية الأساسية تعديل الحالة المزاجية وتغيير استجابة الجسم للبيئة المحيطة به.
الزيوت العطرية لها أيضا تأثيرات فسيولوجية حيث أنها تعدل من كيمياء الجسم مثلها مثل العلاجات التقليدية والأدوية العشبية، فعند استخدام النوع الصحيح بالطريقة الصحيحة والجرعة الصحيحة يمكن أن يستجيب الجسم لها ويعالج بعض أنواع الخلل بداخله، ومن تلك الزيوت المنتول والليمونين والأوكاليبتول.
طريقة الاستخدام
الشم
عادة ما يتم استخدام العلاج بالزيوت العطرية عن طريق الشم ، حيث يتبخر الزيت في الهواء باستخدام البخاخ أو الأوعية الخاصة بالتبخير، أو القطّارات، كما هو الحال في حمّامات البخار. وهى لا تنشر الروائح المدهشة المحببة إلى النفس في الأجواء فحسب ولكنها تعالج الكثير من المشكلات الصحية أيضًا، فهي تطهّر الجهاز التنفسي وتزيل الاحتقان ولها الكثير من الفوائد للجهاز التنفسى .
والعطور تحفّز عملية الشم وتنقل الجزيئات العطرية إلى داخل الأنف والفم والرئتين ومنها إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الدم ، وعندما تصل هذه الجزيئات إلى الدماغ فإنها تؤثر على الجهاز العصبي الحوفي المسؤول عن العواطف وعن معدلات النبض والتنفس والذاكرة، وهو أيضًا يتحكم في التوتر واتزان الهرمونات، ولذلك فإن تأثير هذه الزيوت قوي ودقيق وشامل.
التطبيق الموضعي
تمتص زيوت التدليك ومنتجات الاستحمام عبر البشرة إلى الدورة الدموية وتتركز في بصيلات الشعروالغدد العرقية ، ويجب أن يتم تخفيف هذه الزيوت بزيت حامل بحيث تضاف قطرات قليلة من الزيت العطري إلى حوالي 28 جرام من الزيت الحامل، وعادة ما يُستخدم زيت الزيتون أو زيت اللوز لهذا الغرض.
فوائد العلاج بالزيوت العطرية
إن العلاج بالزيوت العطرية أو بالروائح كما اشتهر بها هذا النوع من العلاج هو علاج تكميلي يدعم العلاج الطبي ويقي من الكثير من المشكلات الصحية، ويخلصك من التوتر، ومن أهم فوائده الصحية الآخرى:
- يقلل من الشعور بالغثيان ، إضطرابات الدورة الشهرية ، أعراض سن اليأس وانقطاع الطمث.
- يساعد على علاج الألم
- يخلص من مشاعر القلق والاكتئاب
- يفيد فى حالات الصداع والصداع النصفي
- يشفى من مرض الثعلبة أو تساقط الشعر
- يحسن أعراض بعض أنواع الصدفية وبعض مشكلات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ.
- يداوى آلام وقرح الفم واللثة ويخلصك من وجع الأسنان.
الزيوت العطرية الأساسية واستخداماتها
زيت الريحان
– منشط للدماغ ومعزز للذاكرة، ويحسن أعراض الاكتئاب.
– يخفف من ألم الصداع والصداع النصفي على أن لا يستخدم في حالة الحمل.
البرجموت
- مفيد فى مشكلات الجهاز البولي ، والجديرى المائى .
- يستخدم لعلاج مشكلات الجهاز الهضمي وخاصة عند خلطه بزيت الأوكالبتوس
- يسهم فى علاج بعض مشكلات البشرة وخاصة تلك الناجمة عن الإجهاد.
القرنفل
- مسكن للآلام الموضعية
- مضاد للقيء
- مانع الغثيان
- طارد لغازات البطن
- مفيد لصحة الأمعاء
- مضاد للأكسدة ، مضاد للفطريات والميكروبات.
القرنفل الأسود
- يعزز من سريان الدم
- يخفف ألم العضلات ، والكدمات
- يستخدم مع زيت الزنجبيل لعلاج ألم المفاصل
- يحسن من مرونة الجسم
البابونج
- يشفى من الإكزيما
السترونيلا
- يعمل كطارد للحشرات
الأوكالبتوس
- ينقي المسالك الهوائية
- يخفف أعراض البرد
زيت المسك
- مفيد فى علاج التوتر، وبعض مشكلات الجلد.
- طارد للبعوض
الياسمين
- مثير للشهوة الجنسية
- يعمل كمنشط لموجات بيتا الدماغية
- يحسن من تدفق الدم في الأعضاء التناسلية
اللافندر
- يطهّر الجروح
- يساعد على الاسترخاء
- يحسن من جودة النوم
- يستعمل فى حالات الصداع والصداع النصفي ، والحروق الطفيفة .
الليمون
- يحسن من الحالة المزاجية
- يزيل التوتروالاكتئاب .
إكليل الجبل
- يساعد فى نمو الشعر
- يقوي الذاكرة
- يمنع التقلصات العضلية
- يحسن من الدورة الدموية
- يعزز من عمل الجهاز الهضمي.
خشب الصندل
- يعزز من الشهوة الجنسية
زيت شجرة الشاي
- مضاد للميكروبات
- مطهر ومعقم
- يعالج حب الشباب ، الجروح والحروق.
- يعتني بالبشرة
- يحسن من صحة الفم
الزعتر
يقل من الشعور بالتعب والإجهاد و يقلل من القلق والعصبية والتوتر.
اليارو
- يخفف أعراض البرد والإنفلونزا
- يقلل من التهابات المفاصل
الزيت الحامل Carrier oil
إن الزيوت الحاملة هي جزء أساسي من تقنية صناعة العلاج الذي يعتمد على استخدام الزيوت العطرية الأساسية لعلاج بعض المشكلات الجسدية والنفسية اذ تستخدم الزيوت الحاملة فى تخفيف الزيت العطري المركّز، بحيث يمكن للناس استخدامه بدون أن يعانوا من الآثار الجانبية لاستخدام الزيت المركّز. وأهم هذه الزيوت زيت اللوز وزيت الزيتون وزيت جوز الهند.
الاحتياطات ومحاذير الاستخدام
أهم المعلومات التي يجب أن تُؤخذ في الاعتبار عند استخدام العلاج بالزيوت العطرية هي:
- التعرف على الآثار الجانبية
- معرفة الخليط المناسب
- تحديد الجرعة المناسبة
- مدة الاستخدام
- عدد مرات الاستخدام
- نسبة تركيز المادة العطرية
- طريقة الاستخدام (موضعية أو بالتدليك أو في ماء الحمام .. وهكذا)
يجب أيضًا اختبار الزيت العطري على منطقة صغيرة من الجلد قبل استخدامه للتأكد من أنه لا يسبب الحساسية، والانتظار مدة تتراوح بين يوم إلى يومين قبل الشروع في استخدامه للأغراض العلاجية.
المصادر
https://fhrfoundation.org/do-essential-oils-really-work/#.YUKY7dJKhdg
https://www.medicalnewstoday.com/articles/10884#essential_oils