ثمرة التأمل الحقيقية .. صمت العقل
لابد أن نعرف أن الهدف الرئيسى من التأمل فى كل الطرق والمذاهب الروحية قديمها وحديثها هو صمت العقل .
ان ممارسة التأمل ليست نصف ساعه أسكن فيها الى نفسى وتنتهى أو أنها الطريق لأن تنمو قدراتنا الماورائية او الفوق حسية فنرى ونسمع ما لا يراه أو يسمعه الآخرون .
فبالرغم ان هذه الظواهريمكن أن يحصل عليها الشخص مع الممارسة الصحيحة للتأمل ، لكن المعجزة الحقيقية لممارسة التأمل ليست كل هذه الأشياء ، بل صمت العقل.
صمت العقل يغيرنا من الداخل
فكما أن هذه الظواهر تمثل تجارب روحية تسعد المتأملين ، فان التأمل فى حقيقة الأمر بمقدوره ان يغيرنا تماما ويجلب لنا ما هو اروع من التجربة الروحية.
انه يغير عقولنا وقلوبنا واحساسنا وعواطفنا وأهدافنا ورؤيتنا للكثير من الأشياء حولنا .
التأمل يمكن أن يساعد فى شفائنا من الام ومتاعب عاطفية أو فيزيقية .
اضافة الى أنه يؤثر على عقلنا الباطن ويعلو بأفكاره ويوجهه وينقيه من كل الأنطباعات القديمة التى يمكن أن تعوق تقدمنا الروحى.
كذلك فان التأمل ممارسة مهمه لأنها تساعد على صمت العقل والسيطرة على الأفكار والاتصال بالذات العليا .
كما أنها تقوى فينا نفخة الله وتجعلنا نقترب أكثر من روح الله ونتغير لنكون أكثر نقاء وأعلى خلقا .
أن أعود للطبيعة والفطرة الآولى التى خلقنى عليها الله طبيعيه ، بسيطة ، سلسة ، ممتلئة بالحب والرحمة لكل البشر وكل المخلوقات .
وأيضا يساعد فى التحول لروح خالية من الأنانية و التعصب .التأمل يزيل ” صدأ الروح ” حتى تجلو ، ومن هنا تبدأ فى أن ترى نور الله وأن ترتقى .
نمو المواهب الروحية
مهم ألا يكون الهدف من ممارسة التأمل هو مجرد الحصول على مواهب روحية أو قدرات خارقة ، لابد أن يكون الهدف الأول هو الاتصال بالله والكون .
السكينة الداخلية وصمت العقل
هذه هى النعمه الكبرى لممارسة التأمل وهى الحصول بعد فترة على ” صمت العقل ” او ما يسمى بالأنجليزية ” Stillness”.
ما ذا يعنى سكون العقل
يعنى أثناء التأمل أن اركز فى ” لاشىء ” ، أن أبقى فى حالة لاتفكير “Thoughtless” . وهو له فائدتان:
أن اتعلم اكيف أسيطر على عقلى بالطبع قدر الأمكان لأن العقل ديناميكى ولا يتوقف عن التفكير ولكن أثناء المديتيشن أراقب عقلى وأى فكرة تأتى أدعها تذهب تماما مثلما تأتى موجة البحر ثم تبتعد .
ثم أعود بعدها لنقطة تركيزى التى يمكن ان تكون ضوء شمعه أو صورة لشىء مقدس فى خيالى (الكعبة مثلا ، صورة ولى أو قديس ، أو أى رمز دينى أو حتى معلمى الروحى ).
لعل هذه التقنية وهى المكوث فى حالة “اللاتفكير ” هى من اقوى ما أكدته علوم اليوجا فهى تصفى العقل وتدربه على الهدوء لبعض الوقت .
اضافة الى أن حالة الهدوء أو السكون العقلى مع استمرار ممارسة التأمل تساعد الروح على استقبال بعض الومضات الألهية .
تماما مثل الشاشة عندما يكون جهاز الأستقبال فيها جيد ، ينتج عنه صورة نقية .
لكن ما ذا لو كان جهاز الأستقبال اصابه التشويش ، اننا لن نستطيع رؤية أى شىء . جهاز استقبالنا هو ” عقلنا ” .
فى التأمل نكون فى حالة استقبال بينما فى الصلاه مثلا نحن نتكلم مع الله .
التأمل فى جوهره تقنية بعيدة عن أى فكر دينى يعرفها القدماء من الاف السنين لتقوية الأتصال الروحى بين الأنسان والله .