تعقيب على شرح كتاب الحياه فى العالم الآخر
بعد شرح نماذج من الأتصالات بأرواح متعددة منها الشقى ومنها السعيد
سنلخص هنا بعض الدروس المستفادة من الاتصالات الروحية التى هى جوهرتعاليم الحكمه المستلهمة من هذه الأتصالات وهى :
ان التعلق بالدنيا هو آفه الآفات : بالأهل ، الأولاد ، الأصدقاء ، المركز ، الوظيفة أو البزنس ، البيت والأماكن ، الأموال والممتلكات ، المزرعه والبستان والمصنع .
بقاء الروح فى عالم المادة بسبب التعلق بالدنيا
كل هذه الأرتباطات وتوغل محبة الدنيا فى القلب تكون مؤذية جدا عند حدوث الأنتقال .
فانها تسبب للروح اضطرابا للاعتقاد بانها لم تنتقل J وتبقى عالقة اما فى القبر أو فى مسكنها وهذا تعذيب كبير لها .
لماذا ؟ لأنها أصبحت روح ، ليس لها كيان مادى فلا هى قادره ان تعيش حياه الأحياء ولا هى انتقلت لتحيا فى عالم البرزخ الملائم لطبيعتها الفيزيائة (جسمها الأثيرى واهتزازاته وذبذباته المختلفة).
أيضا تتأخر الروح المنتفلة فى مقابلة أهلها الذين سبقوها وهم من يمكن أن يجعلوها أكثر فهما واطمئنانا .
باختصار، التعلق بالدنيا وما فيها يؤخر جدا تقدم الروح . لكن هل هذا معناه أن ألا نحب أهلينا أو نهتم بالعمل و الأصدقاء ؟
لا ، نحبهم ونخدمهم ونقوم بكل الأدوار المنوطة بنا فى عالم المادة لأنها تجربتنا التى اخترناها قبل أن نولد ، وعلينا استكمالها من أجل المضى قدما فى رحلة تطورنا .
لكن فى قرارة أنفسنا نعلم أننا يوما مفارقون فلا تعلق ولامشاعر حب تسيطر تماما على الوجدان .
الجهل بطبيعة الموت وعملية االأنتقال من الجسد الفيزيقى الى عالم الروح بالجسد الأثيرى هو واحد من أهم الدروس المستفادة من الاتصالات الروحية لأنه يمكن ان يسبب الكثير من التعب للروح مثل الخوف الشديد ، القلق ، الأضطراب وعدم استيعاب انها فعلا انتقلت من حياه لحياه ثانية .
الموت المفاجىء وأثره على الروح
الموت المفاجىء فى حوادث أو قتل أو غرق أو حتى سكته مفاجئه عادة ما يؤلم الروح ويسبب لها صدمه ويمكن أن يجعلها تائهه وغير مدركة أنها ماتت فتبقى فى الأرض لذلك يجب أن نكثر من الدعاء والصلاه لهذه الروح ، أى نصلى وندعو لكل من مات فجأه.
نفعل هذا بحب وصدق واخلاص ولمده أقلها 40 يوم حتى نطمئن أنها غادرت وانتقلت لعالم الروح .أيضا يمكن أن نتخيل أثناء
الدعاء أن الروح تمشى وتذهب للسماوات ونركزفى هذا التخيل لمده دقيقة أو اثنتين قدر الاستطاعه لأن للفكر والتخيل قوه عظيمه بجانب قوه مانذكره باللسان
الألم الذى تشعر به الروح عنما تبقى بجوار جسمها المادى سواء فى القبر أو المستشفى أو حتى فى البيت يزعجها جدا لكونها ترى جسمها المادى وهو يتحلل وتعتريه عوامل الأضمحلال كما أنها تشعر أنها مازالت محبوسة .
الأرواح المرتبطة بالأرض
من الدروس المستفادة من الاتصالات الروحية ايضا أن بعض الأرواح المحبة للدنيا وكانت تعيش حياتها دون تفكير أو تقدير لمجىء هذه اللحظة أحيانا تبقى برغبتها فى الأرض وهذه الأرواح يطلقون عليها ( الأرواح المرتبطة بالأرض ) Earth Bound .
هذه الأرواح تظل تغذى غرائزها وتشبع احساساتها الدنيوية بوجودها وسط من لا يزالون يعيشون فى الأرض مما يسبب المشاكل للأهل .
لأنها تفعل هذا من خلالهم فتجد أحدا من الأبناء أدمن الشراب لأن له جد مثلا كان يحب شرب الكحوليات .
وأحيانا يسببون لهم مشاكل أخرى تحدث لأهل المتوفين منها قلة المال ، عدم الأنجاب ، الأجهاض المتكرر، العراك والمشاحنات الغير مبررة وغيرها .
والسؤال الذى قد يتبادر للذهن ، لماذا الأهل المنتقلون يفعلون هذا بأبنائهم وذرياتهم ؟
وللاجابة على هذا التساؤل دعونا أولا نتذكر أنه ليس كل الأهل المنتقلين يفعلون هذا وانما فقط من هم مازالوا متعلقين بالدنيا ولا يرغبون فى ترك متعها وملذاتها .أحيانا عندما يغادرون الجسد المادى يقررون البقاء فى الأرض لأنه تكون لديهم رغبات لم يتم اكتمال اشباعها وفق احساسهم .
و بسبب مشاعرهم الأرضية فهم كأرواح يجذبون أرواحا دنيا تؤثر عليهم بل يمكن ان تستحوذ عليهم أيضا وتحولهم لأرواح شريرة ، .برجع هذا لكون الروح المنتقلة حديثا روح ضعيفة .
لا تتعجبوا من هذا الكلام فلقد أكده كثير من القديسين الذين استطاعوا بالعين الروحية ان يروا ما يحدث للكثير من الأرواح وتكلموا أيضا عنه .
لذلك فانه فى الهندوسية يحرق الهندوس موتاهم كى يقطعوا صلة الروح تماما بالجسد ويساعدوها على الأنطلاق السماوى .
المساكن السماويه العالية مستويات ، وأقلها فيه راحة وسعاده وبيوت جميلة وبساتين ، وكلما علت الروح فى الدرجة كان مقامها أعلى فى مستوى السعادات المعدة لهذه المقامات .
دعونا اذن نضع هذا هدفا أول لا نسعى لتحقيقه فقط ، وانما نضحى أيضا ببعض سعادات الدنيا من أجله .
الانتحار
الأنتحار .. الأنتحار أخوتى وأخواتى فى الأنسانية ، أرجوكم لا أحد يفكر فيه مهما حدث له فى الدنيا من آلام أو مشاكل أو تحديات ومهما ضاقت به الأرض ومن عليها .
لأنه للأسف لن يموت ، البدن فقط هو الذى يموت و سيبقى معذبا ومتألما لمده طويلة كما قراتم فى التواصل مع المنتحرين وكيف أنهم يندمون أشد الندم ويتمنون أن ليتهم لم يفعلوا .
حيث لا راحه ولا حتى لحظة نوم ينفصلون فيها عن المعاناه أو يغمضوا أعنيهم ، بل تعب والم نفسى مدمر وعذاب متصل يدوم لمدد أطول كثيرا من حياه الأرض القصيرة .
أنتبهوا ونبهوا أهليكم وأحباءكم وأى انسان ترون أنه يائس أو فاقد للأمل .أعطوه الأمل لأنه دائما بعد العسر يسر ، وما ضاقت الا ما فرجت كما يقال دائما وبعد ظلام الليل يأتى نور الفجر .
وهذا هو قانون الحياه ، ولو نحن تأملنا مسيرة حياتنا سنجدها مليئة بالأنكسارات والأنتصارات والأحزان والأفراح .
السر فى خدمة الآخر
شىء مهم لابد أن نفهمه أنه لا يكفى كى أذهب لمستوى سماوى عال أن أكون انسانا طيبا لم يؤذ احدا . هذا مهم بالطبع ولكن أن أعيش فقط لنفسى واهتماماتى ومصالحى دون أن افيد غيرى أو أساعدهم أو أقدم أى نوع من الخدمة .
ان هذا هو ما سوف نحاسب عليه وبسببه تتحدد مكانتنا السماوية . ان عدم مساعدة الغير والأهتمام بالآخر هو ما يمكن أن يخفض من مكانتنا فى عالم الروح لأدنى المستويات ، هو ما يجعلنا ربما نقبع فى بيت صغير أو كوخ فقير الأثاث والجمال والبيئة . بلا ناس أو أصدقاء ، نعيش كالمهملين .
لأننا لم نهتم أو نكترث بأحد وبالتالى لن يكترث بنا اليوم أحد .
لابد أن ننتبه جيدا لهذه النقطة . معنى انسان عاش لنفسه يعنى مهتم فقط بأولاده ومركزه الأجتماعى وعمله والبزنس خاصته وكل ما يعطيه ” هو ” سعاده شخصية . ” الأنانية ” أسوأ شىء يمكن أن يذهب بنا لقاع المستويات السماوية بينما نحن نعتقد أننا عشنا حياه طيبة ولم نؤذ أحدا ” الأنانية ” غلط واثم كبير ، وعكسها طبعا ” الأيثار والعطاء ” ، ومساعده الناس بكل الطرق المتاحة والممكنة بالمال وبالنفس .
حتى من ليس لديه مال فائض يمكنه أيضا أن يساعد ، درس خصوصى لابن شخص غير قادر على دفع دروس خصوصية . السؤال على مريض ، اطعام كلب جائع فى الشارع .
اصلاح ما بين زوجين أو أخوين ، زيارة ولمسة حانيه لجاره مسنه وأولادها غير موجودين فى الجوار أو مسافرين .
أشياء كثيرة يمكننا القيام بها لو وضعنا هذه النقطة ضمن أهدافنا : الخدمة .. الخدمة هى تاج كل الأفعال .
علينا الا نهمل مسئولياتنا
تذكروا السيدة التى لم تكن تحس بالسلام ، وتشعر بسيف العقاب مسلط عليها .
هذه السيدة لم تفعل أشياء فظيعه فى حياتها ولم ترتكب جرائم ولكن أهملت زوجها وأولادها وكانت تضجر من خدمتهم وتركت أولادها للخادمة بالكليه .
هذه السيدة عاشت حياه تافهة بلا قيمة .. وضيعت عمرها و حياتها الأرضية فيما لا نفع فيه لأى حد ..
كم كان الأتصال بروحها مهم كى نعرف ان كل انسان عليه واجبات لابد ان يؤديها نحو زوجه ، أولاده ، عمله ، رؤسائه فى العمل ، زملائه ، جيرانه .
المسئوليات لا نتخلى عنها فان هذه الأمور لها حساب ، ان شاء الله نتقيها جميعا .
انتبهوا فسجل الروح لا يغادر شيئا مهما كان سرا
كل من أذى أى انسان فى السر أو فى العلن عليه أن يحاول أن يصلح أذيته وهو مايزال فى الدنيا . حاولوا أن تتذكروا من آذيتموهم بقصد أو بدون قصد وحاولوا أن تسترضوهم أو تساعدوهم بشكل أو بآخر أو تطلبوا مسامحتهم ، لأن كل هذا يشكل “كارما ” سيئة ستبقى فى سجل الروح ولا يمكن أن تمحى بكلمات الأستغفار ( الكارما هى قانون ألهى يتحمل فيه كل انسان نتيجه أفعاله خيرا أو شرا) سواء فى الحياه الدنيا أو فى الحيوات القادمة . لا شىء يضيع عند الله وكل صغيرة وكبيرة تكتب فى سجل الروح .
لا تدعوا أى شىء يلهيكم عن حياتكم الأبدية ، والا من يفعل يكون غير عاقل ويفتقر الى الحكمه . فمثلما رأيتم وعرفتم من الأتصال بعده أرواح كيف تكلمت الأرواح جميعها عن احتقار الدنيا ، وانهم يضحكون عندما يشاهدون الام البشر فيها ، وانها لاشىء مقابل ما راوه من الام فى المستويات الرديئة والعكس من وصف السعداء وهم عاجزون بمفردات وكلمات الأنسان أن يصفوا الأماكن والزهور والروائح السماوية الرائعه الموجودة فى المستويات الجيدة . اذن لا للغفلة ، بل اسعوا لبناء قصوركم السماوية وهو هدف ممكن ومتاح لكل نفس يقظه وواعيه من أجل أن تحيوا حياه ابدية طيبة باذن الله الرحيم ” وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ” .
المراجع : كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك رئيس الجمعية الباريسية للدراسات الروحية
كتاب “الأنسان روح لا جسد” – د. رءوف عبيد – أستاذ القانون الجنائى الأسبق – جامعه عين شمس.