حقيقة الموت

0

 

 وجهت للروح ” سلفربرش ” أسئلة  عن حقيقة الموت وظاهرة الانتقال لعالم الروح وذلك فى خلال عدد من الجلسات الروحية التى قادها الصحفى والناقد الفنى البريطانى ” هانن سوافر ” والذى كرس قسما كبيرا من حياته للأبحاث الروحية.

اعطنا ايتها الروح الطيبة تعريفا عن ” الموت ” .. ما هى حقيقة الموت ؟ 

 الموت هو انحلال الجسد المادى ، وبداية ظهورالجسد الأثيرى . ليس هناك ما يجب أن نخشاه من الموت ، فان حقيقة الموت  انه يمنح الروح الحرية من عقالها الذى عاشت فيه لسنوات وقيدته عن رؤيه الله والكون .

حقيقة الموت تؤلمكم بنى الانسان لكننا نفرح بقدوم المتوفين لعالمنا السماوى

أنكم تفرحون بقدوم ” طفل جديد” الى عالمكم ، بينما هناك من يبكون فى عالمنا عندما يقترب حدوث تلك الولاده ، وبالمثل أنتم تبكون لفراق أحبتكم وتودعونهم بالحزن والدموع الذى يستمر أحيانا لشهوروسنوات  ونحن هنا نفرح بقدومهم لأننا ندرك من عالم الروح أن هذه النفس قد أدت مهمتها على الأرض وقد آن الأوان كى تشاهد وتستمتع بكل الجمال والبهاء والثراء الهائل الذى تقدمه الحياه الروحية ، هذه هى حقيقة الموت أحبائى. 

ان لديك الآن ” روح” وهى الجوهر الألهى الذى لا يمكنك العيش بدونه ، ولديك الجسد المادى الذى تسكنه روحك . انت تعيش فيه مؤقتا ، وأؤكد لكم أن أرواحكم تغادر أجسادكم كل يوم أثناء النوم ، وتعود اليها بالأستيقاظ .

حقيقة الموت تحدث عندما تنسحب الروح بغير رجعه 

عندما ينقطع الحبل الفضى الذى يربط الروح بالجسد والذى ظل ممتدا طوال الحياه الفيزيقية ،  ينقطع هذا الحبل مع تحرك الجسد الروحى الجسد الأثيرى بعيدا ، عندما يبتعد بشكل تام يحدث الموت ولا يوجد أى شىء أو أى شخص فى عالمكم يمكنه أن يجعل الجسد المادى يعود للحياه مره أخرى .

أسئلة أخرى وجهت لسلفر برش من الحاضرين فى الدائرة الروحية

لقد ظهرت فى دنيانا ظاهرة ” نقل الأعضاء ” أى نقل عضو من جسد شخص ” متوفى ” الى جسد شخص حى محتاج لهذا العضو..والأطباء عندئذ ينتظرون للتأكد من موت الناقل حتى يتمون عملهم ، هل هذا يجوز من الناحية الروحية ، هل يؤثر هذا على الروح المتوفيه أو يؤذيها ؟

حقيقة الموت
زرع الأضاء .. هل هو أمر مستحب ؟

رغم ثقتى أن النوايا عادة ما تكون سليمة لإنقاذ حياه شخص مريض أو القيام بأعمال معملية أو تجريبية الا أننى لا أحبذ اجراء مثل هذا العمل . ان الروح تحتاج لبعض الوقت كى تستريح ، وبالرغم من انقطاع  “الحبل الفضى ” الذى يريط الروح بالجسد الا أنه فى كثير من الأحيان تظل هناك نوع من الصلة بين الروح والجسد لبعض الوقت لكونه كان مسكن الروح لمده طويلة . يختلف  الأمر فى ذلك من شخص لآخر حسب درجه تقدم روحه ، فالأرواح المتقدمة تنفصل نهائيا عن الجسد وترتقى الى مكانها السماوى بسرعه ، أما الأرواح الغير متقدمة فهى كثيرا ما ترغب فى البقاء وأحيانا تكون جاهلة بكونها أنتقلت بالفعل.

لذلك اوصى به بأنه فى حالة رغبة احدكم فى التبرع من أجل عمل الخيراعتقادا منه أنه يمنح فرصه حياه لانسان آخر، فهذا يرجع لكم ، ولكن فى حالة الجهل الروحى ، وهو حال معظم الناس ، يفضل أن يبدأ  النقل بعد ثلاثة أيام على الأقل وليس مباشرة بعد حدوث الوفاه . لكن تذكروا دائما أنه اذا اتى موعد انتقال نفس من حياه الأرض لعالم الروح ، فانه لن ينفعها نقل أى عضو لها ولن يبقيها يوما واحدا أطول مما قدرلها فى عالم المادة .

ماذا عن الموت الفجائى ؟ اذا حدث أن تحطمت طائرة ومات كل من فيها على الفور ، ماذا يحدث لأرواحهم ؟

كما قلت آنفا ، الأرواح المتقدمة اى التى لها وعى روحى وتفهم حقائق الروح لن تتأثر ، أما الأرواح الجاهلة فسوف تشعر بصدمة  ، ولكن مع مرور الوقت وتوجيه الأرواح المرشدة يبدأ وعى تلك الأرواح فى الأرتقاء التدريجى.

كيف نشأت روح الأنسان ، لطالما اعتقدنا أننا مررنا بمراحل تطورتدريجية ؟

ربما ما تطورهو ” الجسم ” أما ” الروح” فليس لها بداية أو نهاية ، هى جزء من روح الله العظيم الخالدة الأبدية الغيرمتغيرة .

نود أن نعرف عن مسألة خلود الروح ، هناك حديث عن أرواح خلقت حديثا وأرواح تجسدت من قبل  ، من أين أتينا ، هل هناك فعلا أرواحا قديمة عاشت من قبل وأرواحا خلقت لأول مره ؟

الأرواح موجوده من الأزل ، لا يوجد خلق جديد ، ما يخلق مجددا هو الأجساد المادية التى تحمل أنفسا مختلفة . أما الروح فكما قلت هى جزء من الروح الأعظم ، تتنزل فى صورة انسان ، ثم عندما تنتهى رحلتها تعود مره أخرى الى منزلها الأصلى .اذن أنت كروح كنت موجودا فلأنك نفخة من روح الله ، لم تكن هناك أى مرحلة كنت فيها لاشىء ثم صرت شيئا . ان هذا العدم الذى صار شيئا هو بدنك فقط وهويتك البشرية الجديدة التى تجسدت فيها .

دعونى أوضح أكثر

الروح هى ” طاقة الحياه العظمى ” وهى تتنزل فى كل الموجودات سواء كانت شجرة أو طائرأو حيوان وفى كل مظهر من مظاهر الحياه ومنها الأنسان . انه عندما يولد طفل جديد فى عالمكم ، فان روحه لم تخلق من العدم ، وانما هى تجلى من تجليات الروح الأعظم فى هذا المخلوق الجديد بالنسبة لكم هو بالفعل جديد وأتى من العدم فى صورته البشرية التى لم توجد من قبل فى الكون .

(وهذا تفسير الآيه : وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) المقصود هنا  النفس الأنسانية المتجسدة والهوية الجديدة الآتية للأرض والغير متكررة على مر الزمن وليس الروح الموجودة فى الأزل فى عالم الذر .

ان ما يحدث بالولاده هو مجرد ” شخصنة ” الروح من تلك الأزليه الى “اسم” و”هوية” لكيان بشرى جديد . ان هذه الروح الأزلية مثل قطعة الماس حلولها فى جسد بشرى ومرورها بالتجربة الأنسانية المليئة بالدروس يصقل وجها من وجوه تلك الماسه كى تزداد بريقا ولمعانا و قيمه. لذلك فان الروح تتجسد عده مرات حتى تصقل كل جوانب ” الماسة” وتصبح “راقية” و”نقيه” على مثال الله .

يتحدث البابا فى البرازيل عن الفقر الذى يعانيه الناس ، ولكن فى نفس الوقت يشدد على عدم تحديد النسل ، كيف ترى موضوع تحديد النسل؟

البابا رجل طيب للغابة ، ولكنه أيضا ليس مستودعا لكل المعارف الكونية . سوف يستمر تنظيم الأسرة فى عالمكم ، ولكن ان قدر لطفل أن يولد فسيولد رغم كل وسائل التنظيم .

هناك اناس لا يرغبون فى أن يمروا بتجربة الولادة والموت ، هل نرغم على التجسد على الأرض اذا كنا أرواحا تعيش أصلا فى السماء ؟

حقيقة الموت
العودة للتجسد

ان قانون الكون لابد وأن يسرى فى كل مخلوقات الله رضينا أم أبينا ولكن لا تسير الأمور على هذا النحو ، فلا أجبار بالمعنى الحقيقى ، هناك حرية اختيا رفى عالمنا كما هو فى عالمكم . الروح بعد أن تفهم حقيقة رسالتها وأنها خلقت من أجل أن تتقدم هى التى تختار أن تتجسد على الأرض وذلك بمساعدة مرشديها الروحيين . يحدث هذا عاده لاحدى سببين  أما:

1) لتسديد حساب  ” الكارما ” ( أى دفع ثمن أخطاء تكون ارتكبتها) وتتعلم دروسا جديدة ترتقى من خلالها (البخيل يمر بتجارب كى يتعلم الكرم والمتكبر يمر بتجارب كى يتعلم التواضع والأبيض المتحيز لعرقه يولد أسودا مثلا كى يتعلم وحدة الأنسانية وهكذا).

 أو

2)  لتأدية رسالة أو مهمه وهذا يحدث أحيانا للأرواح المتطورة التى تختار أن تعود للأرض من أجل تقديم عون ما للبشرية وهى تفعل ذلك جزء من سيرها فى طريق التطور أيضا .  

 ما هو الدرس المستفاد من الأنتحار ؟

حقيقة الموت
لماذا الانتحار لا يجوز

أن الله هو الذى منحنا الحياه فليس من حقنا ولا من مسئوليتنا أن ننهيها قبل أوانها . 

هل عندما نموت ندرك أننا متنا ؟

ليس كل البشر ، الغالبية نعم يفهمون أنهم ماتوا ، ولكن البعض يأخذ بعض الوقت حتى يدرك أنه انتقل بحسب تقدم ” الوعى ” كما ذكرت.

الأرواح التائهة بعد الانتقال هل يساعدها أحد من عالم الروح ؟ 

نعم نساعد بالتأكيد الذين يجهلون أنهم ماتوا أو الذين يعتريهم الأضطراب . ان الكائنات المتطورة فى عالم الروح تعمل وفق تسلسل هرمى ، وكل روح تعرف جيدا ما ينبغى عليها فعله فى مجال الخدمة وفقا للناموس الكونى ووفق تحقيق الخطة الألهية المكلفة بها .  

عرفنا أنه عندما ينتقل شخص ما فان أقاربه وأصدقاءه يقابلونه ويرحبون به ، هل هذا معناه أن الجميع يعيشون فى مستوى واحد حتى أنهم بامكانهم المجىء للترحيب بالضيف الجديد ؟

لا بل فى مستويات مختلفة ، وفى الأغلب انهم سيكونون فى مستوى أعلى من مستوى الروح المنتقلة حديثا بسبب أنهم انتقلوا قبلها وبالتالى تطوروا بقدرما . ولذلك فان باستطاعتهم النزول والمجىء اليها . أما الأقرباء والأصدقاء الذين هم دون مستواها الروحى (من هم فى المستويات السفلية ) فانه يصعب عليهم ذلك .  

 ما هو أقصى مستوى من ” الوعى ” يمكننا الحصول عليه فى حدود حياتنا البشرية ؟

ان هذا سؤال صعب ، لأن الوعى ينمو بالتدريج ، هو ليس عملية تحدث فجأه . لا نتقدم من الجهل الى كمال المعرفة  فى مرحلة واحدة ، هو عملية متنامية غير محدودة بوقت وانما بتجارب عديدة . فانك اذا تعلمت شيئا سوف تدرك بعده أنه مازال أمامك الكثيرغيره كى تتعلمه .

اذن ليس باستطاعه أى نفس أن تنجز تطورها وتقدم وعيها فى أثناء حياتها الأرضية التى مهما بلغت فلن تزيد عن 100-150 سنه على أكثر تقدير 

أرجوكم لا تخلطوا بين العمر المادى وبين النضج الروحى . العمر المادى قد يطول ويقصر ، ويتسع لأن نفعل فيه الكثير او لا يتسع ، ولكن نضج الروح يمكن أن يحدث فى وقت قصيرأو طويل . نحن من يدفع بنضجنا الروحى نحو الأمام فى مده قصيرة ان شئنا . أنه ليس فى خطة الله أن يمنحنا أوفرتايم أو وقت زياده كى نحسن من نتائج أعمالنا .

ما يحدث هو أنه عندما تكون الروح جاهزه يموت الجسد كما تسقط التفاحة من فوق الشجرة عندما تنضج . لذلك انسوا عدد السنوات الرقمية. الهدف من التجسد فى عالم الأرض هو اعطائها نوعا من التدريب والخبرة والتعليم حتى يمكنها أن تتناسب حياتها فيما بعد مع عالم الروح . اذا تجسدت الروح مره ولم تتعلم الدروس التى تعزز ارتقاءها ، فهى كالطفل الذى ذهب للمدرسة ولم يتعلم الدروس . هل ينجح وينتقل لمستوى البالغين الذى يليه ؟  الأجابة لا ، لأنه ليس مستعدا بعد .

 سلفر برش يوجه الكلام لمن فقدوا أحباءهم ” بالموت “

اننى هنا أؤكد لكم كل الحقائق الروحية التى تساعدكم على تجاوز ما تمرون به  من محنه فقد من تحبون .  فانه ليس من السهل أن يتفهم الناس فى عالمكم حقيقة خلود الروح واستمرار بقائها بعد فناء الجسد المادى ما يجعلهم مستعدون لتقبل فكره انتقال أحد أولئك الذين يحبونهم  الى مكان آخروبُعد آخر فى هذا الكون. 

انه من الحماقة التقليل من حقيقة أنه حتما ما يشعر الناس بالحزن لفقد أحبائهم ، ولكن اذا عرفوا أن هذا الأنفصال هو جسدى فقط وأن هؤلاء الأحباء مازالوا يحيون حياه كاملة فى مكان ما ، وانهم غير منفصلين عنهم بالروح ، ربما يعطيهم هذا شيئا من التعزية لقلوبهم.

ان الموت أمرلا مفر منه لكل نفس فى عالمكم ..يأتي حتما موعد يتعين علي الأنسان أن يقول فيه ” وداعا ” للأرض ، فلم يعد لديها المزيد لتقدمه له .هذا التوقيت يكون بداية لمرحلة جديدة تستعد فيها الروح لسلسلة أخرى من التجارب الضرورية كى تتقدم وهى أيضا خطوه أساسية تدفع بعملية تطورها نحو الكمال.   

ان ما تسمونه ” الموت ” لا يمكن أن يفصل بينكم وبين من تحبون . اننى أؤكد لكم ان الحب لا يموت ، فالحب مثله مثل الحياه وهو أقوى من الموت ، هو قوه جباره توحد المتحابين ، ويمكنها أن تفعل ارادتها فى كل شىء متى سنحت الفرصة وكانت الظروف مواتيه .

 بالطبع تكون هناك أوقات نذرف فيها الدموع ، ولكنى أبشركم اخوتى وأطلب منكم أن ترفعوا رءوسكم عاليه ، وتأكدوا أن الروح الأعظم لن يتخلى عنكم أبدا وأن العون والمساعدة قادمين من الملأ الأعلى . فقط عليكم الا تحجبوه وتغلقوا قنوات الأتصال السماوى بالحزن الشديد والبكاء .

الموت نقطة صغيرة فى مشوار الروح الأبدى 

انكم اذا تعمقتم فى حقيقة ” الموت ” وأنه نقطة عابرة فى أبدية الروح ، ستكونون عندئذ مستعدين لتلقى المعرفة . أعلم أن الوصول لتلك النقطة ليس بالامر السهل ، لكننى قد أوضحت الأمر وأنتم تعرفون الآن أن من فقدتموهم ممن تحبون قريبون جدا منكم بأكثر مما تتصوروا ..ان كثيرا من المستبصرين  (الأشخاص الذين لديهم ملكة الجلاء البصرى أى القدره على مشاهده ماوراء الحواس الخمسه ) هم دوما بامكانهم  رؤيه الأشخاص الذين انتقلوا ممن يحبونهم وهم قريبون منهم ويرشدونهم ويحرسونهم أحيانا من أى تعرض للأخطار. تذكروا أيضا أن من رحل عنكم بمرض أو الم أو نقص بدنى أو عقلى انما يتمتع الآن بموفورالصحة وقد زالت عنه كل الأوجاع من اعاقة جسدية أو عقلية أومرض طويل أو مشكلات عسيرة فى حياته .

انكم اذا أدركتم معنى هذا الطيف المنير الملطف للقلوب سوف لن يعتريكم أى خوف مما قد يأتى به الغد وأكبره ” موت الأحبه ” انظروا أصدقائى لكل يوم جديد بفرح ، اشكروا الله كل يوم عندما تستيقظون ، لأن يوم جديد فى حياتكم هو منحه الهية لعمل أو تجربه جديدة لكم فى طريق تقدم أرواحكم .

لقد فهمتم الآن بعض النقاط المهمه التى سوف تفيدكم عن حقيقة الموت ، وعليكم أن توصلوها لغيركم مثلما عرفتم تلك الحقائق الرائعة . لا تهتموا بما يقوله الآخرون ، لا تعيروا انتباها لأى سخرية ، فقط ابذلوا قصارى جهدكم لتنويرأصدقائكم وتقديم الخدمة أينما كانت وفى أى موضع .

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.