على الانسان ان يعمل على انماء الزاد الروحى لديه عن طريق الاستزادة فى العلم فان هذا ما يؤدى الى رفع وعيه الروحى . وهنا يرشدنا المعلمون الروحيون لما يلى :
الصحبة الصالحة فى الله Satsang
بمجرد أن يبدأ المريد فى ترديد الاسم الالهى فان الأمر الثانى الذى يساعده فى رحلة الارتقاء واثراء الزاد الروحى هو الصحبة الصالحة مع أفراد لهم نفس الاهتمام ويعملون فى اتجاه نفس المسار وهو السعى لمحبة الله ومعرفته . وهناك عدة أنواع من هذه الصحبة :
صحبة معلم أو قديس
وهذه تأتى فى أعلى مراتب الصحبة الصالحة حيث أن القديس أو الشخص الربانى أو المعلم لديه العلم والمعرفة الالهية ، والاستماع له والتعلم على يديه يفيد كثيرا من عدة نواحى :
- يزود المعلم المريد أو الباحث عن الله بما يحتاجه من علوم ومعارف الهية وباطنيه ويرشده للطريق الصحيح ويمنحه البركة التى تساعده فى تحقيق التقدم الروحى والمعرفى واكتساب الخبرات الروحية بأسرع بكثير من اعتماده على جهوده الذاتيه لتحقيق ، ذلك شرط أن يكون لدى الأخير الاخلاص و الرغبة الصادقة فى تحقيق النمو الروحى ومعرفة الله .
- بصحبة المعلم نحصل على جزء من طاقة المعرفة الالهية الموجودة لديه وهى من أعلى مراتب الزاد الروحى التى يمكن للمريد الحصول عليها ، حيث أن بيته والمكان الذى يلقى فيه التعاليم كل هذه الأشياء والأماكن تكون مليئة بالطاقة الالهية التى ينعم المريد بجزء منها لدى زيارته أو التتلمذ على يديه .
- فى كثير من الأحيان يستفيد المريد من المعلم فى الشفاء الروحى من بعض العوارض الروحيه أو الكيانات التى قد تكون مستحوذه عليه فى البعد الروحى ، حيث لا تستطيع هذه الكيانات الصمود طويلا أمام الطاقة الالهية للمعلم أو القديس أو الانسان الربانى.
لقاء دورى مع مجموعة تشترك فى محبه الله والرغبة الصادقة فى معرفته
هذا اللقاء الدورى يساعد المريد كثيرا فى الاستفادة والتعلم من خبرات غيره من المريدين والباحثين عن الله ، كما يمكنه أن يستمع خلال تلك اللقاءات للكثير من الاجابات عن التساؤلات التى قد تدور فى ذهنه ، اضافة الى أن الطاقة الالهية تكون عاليه جدا فى هذه اللقاءات ما يتيح له القرب اكثر من الله . يحصل المرد أيضا على مزيد من العلم والمعرفة ممن هم أكثر تقدما منه فى المسار الروحى نحو الله .
القراءة فى الكتب الروحية وزيادة واكتساب المعارف الالهية
ذلك أن الممارسة الروحية تبدأ عندما يقتنع العقل بأهميتها وضرورتها لتحقيق النمو الروحى . القراءه يجب أن تكون فى الكتب التى كتبها القديسون والمعلمون الروحيون ذلك أنها تكون مدعومه بمعارف الهية عظيمة خلافا لأى كتب أخرى فى الروحيه يكتبها باحثون أو أدباء أو كتاب . القراءة ينبغى أن تكون بنظرة شموليه لكى يتعلم المريد “كانسان ” فقط بغض النظر عن العرق أو الدين ودون الانحياز لعقيدة معينة . القراءه فى الكتب لا تعنى ترك الممارسة الروحية بل على العكس لابد وأن تتزامن معها.
ولكن ماذا علينا أن نقرأ
من الأهمية بمكان أن نقرأ ما كتبه القديسون والمعلمون الروحيون حيث أن الكتب التى يكتبونها تحتوى على طاقة الوعى الالهي بدرجة 100% بينما تلك التى كتبها باحثون وكتاب عاديون تحتوى على نسبة 2% فقط من هذا الوعى الالهى . وبالتالى فان الاستفادة الباطنية من هذه الكتب الأخيرة يكون محدودا فى مستوى العقل بينما الاستفادة من الكتب التى يكتبها القديسون أوالربانيون أو المعلمون الروحيون تكون كبيرة جدا وتساعدنا فى نمونا الروحى .
كيف نقرأ
عندما نقرأ فى كتب المعلمين الروحيين لابد وأن نفهم باطن العلوم التى يقدمونها وليس فقط ظاهرما يكتبون دون تحيز لدين أو منهج نحرص على اتباعه أو تأويل المعانى لصالحه ، بل نقرأ وندرس بنظرة شموليه انسانية واسعة . كذلك ينبغى أن نفهم جيدا ما نقرأ وأن نعمل على تطبيقه فى حياتنا الروحيه فلا يبقى ما نقرأ مجرد نصوص وكتب دخلت عقولنا دون أن تمس لب حياتنا .
مقارنة بين الكتب الروحية والكتب المتعلقة بالشئون الدنيوية من حيث كم وقيمة الزاد الروحى
- الكتب الروحية تؤدى قراءتها للنمو الروحى وارتفاع وعينا نحو المعرفة الالهية التى هى سبب وجودنا على الأرض ، بينما الكتب الأخرى برغم ما لها من أهمية فى تسيير حياتنا وشئوننا الدنيوية الا أنها تزيد من تعلقنا بالأرض وبالرغبات الدنيوية من مال ومركز وأبناء وغيرها ، ما يعنى أن الانسان يظل بعيدا عن معرفة الله ، ويستمر هكذا فى دائرة الولاده والموت لعدة مرات حتى يصل للمعرفة الالهية فى احدى الحيوات التالية للحياه الأرضية الحالية.
- الكتب المؤلفه تتغير فيها المعلومات من وقت لآخر ومن زمن لآخر حسب التصاعد المعرفى فمثلا فى زمن ما كان الناس يعتقدون أن الأرض مسطحة بينما أثبت العلم فيما بعد أنه مستديرة وهكذا فى سائر العلوم والمعارف . بينما العلوم الروحية ثابته فى الجذور والأساسيات ربما تختلف أدوات توصيل المعارف فيها بحسب تدرج ثقافة ووعى المجتمعات والبشر .
- الكتب الروحية بيد معلمين روحيين تضيف طافة معرفيه للكون وطاقة الهية تؤثر فى صلاح المجتمعات فى البعد الروحى الغير منظور وتساعد فى رفع الوعى الروحى للأفراد والمجتمعات .