من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد ” سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما. اشتملت الجلسة على أسئلة تتعلق بالكارما ومبدأ الارادة الحرة للانسان ، هل سيستمر كوكب الأرض أمن سيفنى ، هل أفكرانا من ايحاء المرشدين الروحيين وأسئلة أخرى ).
هل لنا نحن البشر اراده حره فى تقرير أمور حياتنا؟
لطالما حير هذا السؤال عقل الأنسان منذ بدء التاريخ ، هل نحن مسيرون تماما ، هل يملك الانسان الارادة الحرة فى تغيير مسار حياته ، هل هذه الأراده كاملة وحره تماما أم مقيده محدوده ؟
لقد أعطيتم الفرصه لتحققوا ذواتكم بارادتكم الحره . انه لاشىء يحدث بالمصادفة فى هذا الكون كل الأشياء والنواميس تسير وفق نظام كونى مستقر ومحكم ومن ضمنها قانون الارادة الحرة المكفول للكائنات ، وحياه الأنسان على الأرض ليست بمعزل عن هذا.
أنت تعيش ، تتنفس ، أنت موجود ، لديك كيانك لأنه من لحظة الحمل تبدأ الروح في الارتباط بالمادة لتكون شخصيتك المستقله ..
هذه الكينونه الفردية تتطور شيئا فشيئا ، واعمالا للخطة الألهية يكون لديك عنصرالإرادة الحرة والقوة والقدرة على اتخاذ الخيارات في ظروف معينة ، أن تستخدم هذه القدرة فى أعلى مستوياتها وأن تلعب دورك ” كفرد” جاء الى الأرض من أجل ارتقاء روحك وارتقاء العرق البشرى الذى تنتمى اليه وارتقاء الكون ، لأنك كما ذكرت جزء من روح الله العظمى.
ان هذا القانون يعمل دائما ، لكن تذكروا أنكم دائما موجهون من قبل كائنات روحية تحبكم وتساعدكم فى كل خطواتكم . ان هذا الحب السماوى هو الذى يقف وراءكم فالحب كما قلت هو الحياه نفسها ولا يمكن تدميره أبدا . فالحب صفه روحيه تدوم عندما تهلك كل الأشياء.
يقال ان كل الطرق تؤدى لنفس النتيجه ؟ هل هذا صحيح أم أن بعضها يؤدى الى لاشىء ؟
كلمة لاشىء من الصعب تقبلها ، فكل الطرق تؤدى الى المصدر الألهى العظيم للخلق ، الى الروح الأعظم .
لذلك فان هناك عدد لاحصر له من المسارات الروحية ، ومنها مسار الحب ، ومسار الحكمه . ان روح الله هى السائده فى كل الوجود ، وروحك ايها الأنسان جزء لا يتجزأ منها .
ان كل المخلوقات الموجوده على كوكبكم انما هى تسير فى ” رحلة حج ” مستمرة ذات مسارات ، جميعها تصل الى تحقيق الأهداف الألهية . لا يهم الطريق الذى يسلكه الحاج طالما أن وجهته هى ” الله ” طالما سعى فى طريقه بصدق واخلاص وتجلت أثناء سيره هبات الله العظيمة التى منحها اياه من أجل خير اخوته فى الأنسانية .
بسبب أفعال البشر المنحطة ، هل سيستمر كوكبنا طويلا
لا تقلقوا ، فلسوف ينجو كوكبكم . ان الأنسان له حرية الارادة ، هذا حقيقى ، ولكنها حرية محدودة بمعنى أنه ليس مسموحا له أن يدمر كوكب الأرض .انه فى مرحلة الصحوة الآن ، اما أن يرتقى بالروح فيصبح ” شبه اله ” أو ينزل بذاته فيصير ” شبه بهيم ” الأختيار له الآن ، انه اذا فشل فى اختبار ارتقائه كى يصعد لشىء من مراتب الألوهية التى هو جزء منها فلسوف يفنى بالجسد عائدا لعالم الروح ، ولأنه غير مجهز ولم يع درس الحياه ، فسوف يعود للتعلم مرات ومرات حسب مستوى تطوره.
اعلموا إنه لا يوجد انسان واحد على ظهرالأرض أو حتى مجموعه من البشر يمكنهم خرق ” اراده السماء ” .
قد يستطيعون احداث بعض المعوقات ولكن هذه المعوقات لا يمكنها أبدا أن توقف المحبة والحكمه الألهية التى تقود وتسير الكون هذا سوف يستمرويستمر وسوف تغمركم محبه الله العظيمه دوما ، لأن ذلك ببساطة هو “القانون “.
ولكن الأنسان الارادة الحرة ودمر الكثير خلال حقب وجوده المتعددة ؟ وهو ما لا يمكن عودته الآن
نعم ولكن هناك الكثير مما هو آت . انكم لم تصلوا بعد لنهاية تطوركم ، مازال أمامكم الكثير من الخطوات والمراحل التى سوف تمرون بها . فى تاريخ الأنسانية الطويل شهد عالمكم العديد من الكوارث استطاع الأنسان أن يتغلب عليها وأن يسير فى طريقه قدما وسوف يظل يتقدم ويتقدم ، لأن تقدمه هذا يمثل جزءا من الناموس الألهى .
أولئك الذين تكشفت لهم حقائق الروح لم ييأسوا أبدا ولا فى أى ظرف أو موقف أو حدث مهما كان جليلا أو عظيما ، لأنهم يعلمون باليقين أن الحكمه الألهية هى التى ستظل مهيمنه .
الى أى مدى تعتمد ” الأرادة الحرة ” للانسان على مبدأ ” الكارما ”
(الكارما هى قانون السب والنتيجة .. وماتزرعه تحصده )
الحياه كلها تنظمها القوانين الطبيعية ، لا شىء متروك للصدف او رهن حدوث معجزات. كل شىء فى الكون يخضع لهذا القانون ” السبب والنتيجه ” ، أوما تسمونه ” بالكارما ” والا لصارت الحياه فوضى .
ان قانون الله محكم فى جميع الأشياء والأكوان والمخلوقات . هناك عدد لا متناهي من مظاهر الحياه والكون يطبق فيها هذا القانون بمنتهى الصرامه والدقة والأستمرارية . لاشىء يخرج عن نطاق القانون الألهى الذى هو ليس فيزيائيا فقط أى فى مجال المادة ، ولكن فى مجال الروح والعقل كذلك .
ان انفاذ هذا القانون الكونى يعنى أنك تتمتع بالحرية الكاملة فى الكثير من الأشياء ، يمكنك الاستيقاظ صباح الغد بعد ساعة أو قبل ذلك ، أو يمكنك البقاء في السرير إذا أردت. يمكنك الذهاب في نزهة على الأقدام أو قيادة السيارة. يمكنك أن تقرر الذهاب فى اجازه أو الأستمرار فى العمل ، هناك الكثير والكثير من الأختيارات التى لا تحصى ممنوحه لك . وأنت تحصد دوما نتاج أى من هذه الخيارات أو الخطوات ، أتحدث عن الصورة الأخلاقيه الأشمل .
اختيارات حرة ولكن ..
هناك أشياء أنت فيها محدود القدرة ، فلا يمكنك منع الشمس أن تسطع أو ايقاف العاصفة أن تهب . هذا فوق حدود طاقتك . ان درجة وعيك وتقدمك تحد من قدراتك وارادتك ، فكلما ازداد وعيك الروحى كلما منعك ذلك أن تفعل أشياء كثيرة ، أنت حر الأرادة مثلا فى أن تقتل .
لكن مستوى وعيك الروحى وتقدمك العقلى سوف يمنعك من فعل ذلك . لذلك فانه حتى عندما يكون لك حرية الأختيار ، أنت مقيد بهويتك وما أنت عليه ودرجه صلاحك وتقواك . نطبق هذا على كل شىء يحدث فى معترك الحياه . انت حر ، ولكن هناك قيود وحدود لحريتك .
أنتم من اخترتم واقعكم والدروس التى عليكم تعلمها قبل التجسد
أعود ثانية لسؤال ” الكارما ” : هناك نقطة مهمه ، عليكم أن تعرفوا أن كثيرون منكم يمرون بأشياء هم فى الواقع اختاروا المرور بها قبل أن تبدأ حياتهم الأرضية ، وذلك من أجل تلقى دروس معينه أو تسديد حساب خطأ أرتكبوه .
هذه النقطة هى أيضا تمثل عثرة أمام ارادتنا الحره ، لأننا لا نتذكر حياتنا السماوية قبل النزول والتجسد على الأرض . نمر بأشياء صعبة فلا نفهمها ، بينما قد تكون من اختيارنا السماوى كخطوه من أجل تقدمنا – مثال شخص فقير ومهما حاول أن يأتى بالمال لا يستطيع – هذه هى الصورة الظاهره لكم وأنه انسان تعيس ، بينما هو من يكون قد اختارت روحه هذا الطريق فى عالم ما قبل الأرض لكونه كان غنيا متجبرا فى حياه سابقه وهويتقبل أن يحدث له ذلك تكفيرا عن خطئه السابق وكى يتعلم الدرس والتواضع وحب الفقراء .
هو أيضا يعلم أن قبوله المرور بهذه التجربة الأرضية الصعبه هو خطوه على سلم الأرتقاء الروحى.
الارادة الحرة ليست مطلقة
لذلك أقول أنه لا أحد لديه إرادة حرة كاملة. إنها إرادة حرة ضمن نطاق محدود. إرادتك تخضع لظروف لا يمكنك السيطرة عليها. ان الروح تعرف قبل أن تتجسد ما عليها أن تحققه والدروس التى ينبغى عليها تعلمها من أجل أن يرتقى وعيها .
الروح لديها مستوى من الوعى مطبوع بداخلها ، هذا الوعى ان أتى عليه فجر اليقظة فى الحياه الأرضية فقد أتم الأنسان رسالته من التجسد على الأرض ، وان لم يأت فان عليه العودة مره ثانية الى الحياه المادية كى يكمل مشوار تعلمه .
كيف تتكون افكارنا ورؤانا هل هى بالفعل أفكارنا ورؤانا الفردية أم أنها لأولئك
المرشدين الروحيين ؟
أنه من النادر أنكم تكونون أفكاركم بأنفسكم . ان دماغكم مثل جهاز الراديو مفتوح طول الوقت ويستقبل موجات عديدة من هنا وهناك .
الموجة تستقبل الموجة التى هى فى نفس طولها ، وكلما ارتفع مستوى الأنسان الروحى فان موجات استقباله تتناغم مع موجات فكريه راقيه وعليا .
وعندما تكون روح الأنسان منحطة ، فانها تجذب اليها أفكارا رديئة و موجات أثيريه بنفس مستواها . انه مسأله تناغم فى الترددات .
أو أن أقول لكم ان الطبيعة البشرية مرنه جدا ، يمكن أن تستجيب لنداء الروح وترتفع لما يشبه الأله ، أو أن تصم الآذان وتهبط لمستوى مملكة الحيوان.
لقد منحك الله خلال تجسدك كل الأحتمالات الألهية ، لديك جسد مادى يجذبك للأرض ولديك روح ترتفع بك نحو السماء . أنت وحدك من يقرر ترتيب وجودك وكيف يكون مستواك الروحى الآن فى هذه الحياه الثمينه ، وأن تحسن تقدير الى من تعطى الأولوية فى العناية والعمل والأهتمام .. الجسد أم الروح.
————————————————
المراجع : مترجم وملخص بتصرف من موقع www.angelfire.com
