( من منهج الباكتى يوجا ) – نشرح هنا ترديد الاسم الالهى وممارسة الشعائر الدينية والمقارنه بينهما من حيث سرعة التطور الروحى.
ترديد الاسم الالهى وممارسة الشعائر الدينية والطقوس ، هل هما بنفس القوة ؟
ان ممارسة الشعائر الدينية مهم لاولئك الذين يقومون بالممارسة الروحية وفقا لمنهج ” العبادة الطقسية ” Ceremonial Worship ، حيث أن ممارسة هذه الطقوس هو كل ما يحتاجونه من أجل نموهم الروحى .
أما الذين يقومون بترديد الاسم الالهى فهم فى مستوى روحى أعلى حيث يقومون بالممارسة الروحية حسب منهج ” العبادة العقلية ” Mental Worship ” . هذه العبادة تسمو على كل أنواع العبادات وتتفوق عليها.
السبب فى هذا التفوق هو أن العبادة الطقسية تحدث أثرا أيجابيا وقتيا لدى الممارس . هذا الأثر يتمثل أساسا فى الشعور بالراحة فى ارضاء الخالق والحصول على طاقة ايجابية من جراء ذلك بنسبة قليلة لكونها تعتمد على تحركات بالجسد من أجل ممارسة الشعائر الدينية مثل الصلاه وطقوس الحج ب وزيارة المساجد والكنائس ودور العبادة وقليل من العاطفة الالهية. .
بينما فى حالة العبادة العقلية فان أثرها الايجابى يكون بمقدارأكبرعلى الممارس وذلك لأن ترديد الاسم الالهى ذهنيا مرتبط بالعقل هذا الارتباط مع العقل يحدث فى الروح أثرا باطنيا صامتا قويا.
خلاصة المقارنة
ومن هذه المقارنة السريعة بين ترديد الاسم الالهى وممارسة الشعائر الدينية يتبين لنا أن الوصول الى معرفة الله بهذا الطريق من أسهل وأسرع .
ماذكرناه هو ممن باب الشرح فى الأثر ولكن ثبت من كثير من أقوال الممارسين لهذا النوع من العبادة الباطنية أنهم حتى وهم يصلون صلواتهم الشعائرية بحسب عقيدتهم الدينية فان تركيزهم صارأقوى وحضورهم صارأعمق .
لقد تبين ان الترديد مفيد أيضا فى تعميق فوائد العبادة وفق طقوس الدين وصلواته . ان ترديد الاسم الالهى وممارسة الشعائر الدينية يمكن أن يسيرا جنبا الى جنب فى حياه الباحث عن الله .
الترديد والمانترا والتأمل
عند ترديد الاسم الالهى أنت لست مقيدا بمكان أو زمان أو وضعية جلوس ، بينما فى ترديد المانترا لابد من التقيد بوضعية جلوس معينة وقراءتها فى وقت معين . أيضا يلزم تطهير المكان والنطق الصحيح للمانترا ويفضل عدم أكل اللحوم قبلها لعدد معين من الأيام . هذه القيود غير موجودة فى ترديد الاسم الالهى .
ممارسة المانترا تكون محددة بتوقيتات معينة أثناء اليوم بينما ترديد الاسم الالهى يمكن أن يكون فى أى وقت ليلا أو نهارا.
فى ” التامل ” يصل الممارس لحالة ” الوعى الروحى ” أثناء ممارسة عملية التأمل بينما لو أنه مارس ترديد الاسم الالهى بانتظام فانه يعيش حالة ” الوعى الروحى“ بشكل مستمر كأنه فى حالة تأمل مستمرة أو بمعنى آخر فان وعيه الروحى يتزايد ويتواصل بشكل مطرد .
فى “ التأمل ” وهو وضعية العقل فى التفكير فى لاشىء فان انطباعات وأفكار العقل الباطن رغم توقفها أثناء التأمل فانها قد تجد طريقها للظهور بعد ذلك على سطح التفكير الواعى .
بينما ترديد الاسم الالهى بانتظام يمحو انطباعات العقل الباطن بالتدريج فلا تعود للظهورعلى سطح التفكير مره ثانيه مما يؤدى الى صلاح النفس بالتدريج وتخلصها من الدوافع والرغبات السيئة والشهوات الأرضية مثل الحسد والجشع والرغبه فى التملك وحب الذات والانسياق وراء المال وغيرها .
ان الرغبات الدنيوية الأرضية تخبو مع الوقت باستمرارترديد الاسم الالهى حيث تصفو الروح وتكون مستعدة عندئذ لاستقبال المعارف والهبات الالهية .
التجارب الروحية
التجارب الروحية التى يشعر بها ممارس التأمل من سماع صوت أو رؤية شىء أو استقبال رسالة من العالم الآخر ليست بالضرورة أنها دليل على نموه الروحى . قد تكون هذه التجارب خادعة أحيانا لأنها ناتجه فقط عن حالة سكون مؤقت للعقل ولكون بعض التجارب أو الرسائل قد تأتى من أرواح مضللة يتصادف عبورها أثناء جلسة التأمل .
بينما أثناء الترديد فان أى تجارب روحية نشعر بها تكون دليلا على نمونا الروحى لأننا نتوحد مع اسم الله وطاقته النورانيه وبالتالى فان الشعور بهذه التجارب الروحية أثناء الترديد يكون مصدره دوما كيانات سماوية عليا .
ترديد الاسم الالهى يكبح الأنا
” التأمل” لا يكبح الأنا Ego حيث فى العقل الباطن ” أنا أمارس التأمل ” ، ” أنا أعود لحاله التيقظ “.
بينما فى ترديد الاسم الالهى فان العاطفة الالهية لا تسمح بالأنا فى الظهور بل تكبحها لأنك فى واقع الأمر تكون فى حضره الله أثناء الترديد .
وقد أثبتت الأبحاث الروحية أن نسبة امكانية نمو الأنا مع التأمل 30% بينما نسبة نمو الأنا مع ترديد الاسم الالهى 10% .
فى ” التأمل ” نكون فى حالة سكون عقلى وهنا يمكن مهاجمة المريد من أى أرواح شريرة يتواجد مرورها أثناء جلسة التأمل. بينما ترديد الاسم الالهى يخلق دائرة حماية حول المريد تمنع أيذاؤه أو الاستحواذ عليه من أى أرواح شريرة أو قوى غير منظورة .
المصدر :
ابحاث مؤسسة الأبحاث الروحية
Spiritual Research Foundation SSRF