ولد مهاريشى ماهيش يوجى فى الثاني عشر من يناير عام 1918 لوالده “ماهيش براساد فيرما”.
وكما أن تاريخ ميلاده على وجه التحديد محل خلاف فان حياته المبكرة أيضًا لا يُعرف عنها إلا القليل.
تخرّج “مهاريشي ماهيش يوجى” من جامعة الله أباد وحصل على درجة الماجستير في الفيزياء بعد الانتهاء من دراسته.
وعلى الرغم من أنه كان راضيًا جدًا عن رصيده من المعلومات العلمية والأكاديمية التى حصل عليها إلا أنه ظل يشعر بتوق شديد نحو الروحانية .
حتى أن ذلك سبب له شعورًا مبهمًا بعدم السعادة ، فقد أراد أن يدرك الحياة بشكل أعمق وأن يكون لديه دراية وفهمًا أفضل للحياة الروحية.
وأخيرًا وجد ضالته لدى المعلم الروحي Swami Brahmananda Saraswati Shankaracharya الذي أطلق عليه إسم المعلم الروحي “ديف”.
حيث أمضى ثلاثة عشرة عامًا من حياته في السعي لتحقيق التقدم الروحي تحت رعاية المعلم “سوامي براهماناندا” الذى علّمه تقنيات التأمل التقليدية ومنهج “أدفيتا فيدانتا Advaita Vedanta” وهو منهج روحانى يؤكد على أن الذات العليا للأنسان هى جزء من الذات الألهية .
منشىء منهج : التأمل التجاوزى Transcendental Meditation
في عام 1953 غادر “مهاريشى ماهيش يوجي” إلى “جبال أوتاركاشي بمنطقة هيمشال براديش” من أجل الأنقطاع لحياة التأمل والوصول للوعي الذاتي.
وبعد ذلك بعامين عاد إلى الحياة المدنية ليبدأ رحلة “ماهيش يوجي” حيث قرر نشر تقنيات التأمل التي تعلمها من معلمه الروحي وأطلق عليها إسم “التأمل التجاوزى Transcendental Meditation ” .
ولقد تأسست منظمته الأولى الخاصة بهذا المنهج في مدارس “تشيناي الآن” بالهند ، ثم بدأت بعدها حركة “التجديد الروحي Spiritual Rejuvenation ” في عام 1957.
بدأ “مهاريشى ماهيش يوجي” جولاته العالمية فى رانجون ( بورما حاليًا ) عام 1958 ومنها وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1959.
فانتشرت حركة “التجديد الروحي” كالنار في الهشيم وخاصة بين المشاهير في مختلف أرجاء العالم ومن هؤلاء ديفيد لينش، وبيتش بويز، وكلينت إيستوود، وآندي كوفمان، وأشهرهم على الإطلاق فرقة البيتلز.
وفي نفس العام تمكن من تأسيس جمعية التأمل الدولية International Meditation Society في سان فرانسيسكو.
ولقد اعتاد أن ينشر خطبه من منزل متواضع يقع في 433 هارفارد بوليفارد أعطته أياه المحامية “تيريزا أولسون” .
ولم يكن طلابه من المشاهير والكوميديين والرياضيين فحسب بل كان منهم معلمون وفنانون ورجال أعمال وأشخاص من كل أطياف المجتمع.
برنامج التجديد التجاوزى Transcendental Rejuvenation Program
إنتقل بعد ذلك إلى المملكة المتحدة لنشر حركة التجديد الروحي Spiritual Rejuvenation ، والتقى بفريق البيتلز الذي أراد أن يعرف كل شئ عن التأمل التجاوزى.
وقبل عودته إلى الهند في عام 1961 مر بعدة دول منها كينيا والسويد وفرنسا وإيطاليا والنمسا ثم عاد مهاريشى ماهيش يوجى إلى إنجلترا تلبية لدعوة هيئة الإذاعة البريطانية للمشاركة في برنامج تلفزيوني حيث ألقى محاضرة في “آلبرت هول” حضرها 5000 شخص عاد بعدها الى الهند لتنظيم أول دورة لتدريب معلّمى التأمل التجاوزى في منطقة ريشيكس جنوب الهند.
فى عام 1962 بدأ جولته العالمية الثانية التى شملت مجموعة من الدول منها استراليا ونيوزيلاندا ودول أوروبية عدّة والولايات المتحدة الأمريكية.
حيث أنهى جولته في كاليفورنيا، وبدأ بعدها في إملاء كتابه الشهير “علم الوجود، وفن الحياة The Science of Being and the Art of Living“.
ثم تقاعد بكامل إرادته وهو في أوج شهرته عام 1968 تاركًا المجال مفتوحًا أمام عدد من المعلمين الروحيين المتقدمين روحيا لاستكمال المسيرة .
تعرض برنامج التجديد الروحي إلى مشكلات ضريبية في الهند فانتقل مقرّه إلى مدينة ساليسبورج بسويسرا ثم أنشئت جامعة مهاريشي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 ونقلت في عام 1974 إلى كلية بارسوتز السابقة في فيرفيلد بولاية ” آيوا ” حيث بدأ الناس من مختلف المجالات يتدفقون على مهاريشي وخاصة رجال الأعمال اذ انعكس برنامجه إيجابيًا على أسلوب حياتهم.. لذلك لم يكن غريبًا أن تعلن الحركة عن خطة تهدف إلى إحداث تغيير بالعالم من خلال ممارسة التأمل التجاوزى وانتشاره في أنحاء العالم.
برنامج دورة عصر التنوير
قدمت الحركة برنامجًا يدعى “دورة عصر التنوير The Age of Enlightenment Course” وأكد البرنامج على أنه سيساعد طلّابه على استغلال قدراتهم وطاقاتهم الغير مستغلّة ، وعلى فهم أفضل للأشياء التي تثيرحيرتهم ، وحتى أن بإمكانهم التحليق في مرحلة ما من ممارسة التأمّل التجاوزى .
أكدت حركة التجديد الروحى أنها ليست حركة دينية وأنها تساعد الناس على الحد من الجرائم المتعلقة بالمخدرات..لذلك تم إدخالها تحت مسمى “علم الوجود The Science of Being” وأطلق عليها فيما بعد إسم “علم الذكاء الإبداعي” الذى صار يدرس في خمسة مدارس أمريكية بولاية نيوجيرسي ككورس اختياري. ولكن في عام 1977 أعلنت محكمة جزئية أمريكية أن الكورس كان دينيا وأيد هذا الحكم حكم من محكمة الاستئناف.
التأمل التجاوزى بترديد المانترا
إن التأمل التجاوزى يختلف عن غيره من أنواع التأمل الآخرى، وذلك لأنه لا يتطلب منك التركيز على شئ محدد، ولكن يمكنك فقط أن تنطق كلمه تعرف باسم ” المانترا ” mantra” .
وقد يكون هذه الكلمة ذات مغزى أو غير ذات مغزى، ولكل ممارس المانترا الخاصة به يرددها فى عقله بصوت داخلى ويكررها بصمت أثناء فترة التأمل.
ولقد ذكرمهاريشى ماهيش يوجى فى منهج التأمل التجاوزى أن هذا الترديد المتواصل يمنع العقل من التركيز على الأشياء الغير مجدية فينصبّ التركيز بالكلية على الذات ويصبح الإنسان أكثر وعيًا وإدراكًا لذاته.
ان هذا المنهج ( التامل التجاوزى ) يتبع فلسفة “أدفيتا فيدانتا Advaita Vedanta” القائمة على عدم الازدواجية فيشعر الإنسان أن الذات الباطنية هي الحقيقة الوحيدة والتي يمكن أن يطلق عليها إسم الله أو المطلق الثابت.
وعندما ننتزع أنفسنا من الآلم والتوتر والمعاناة ، يمكننا أن نتوحد مع هذا المطلق ونحصل على التجربة الأهم ألا وهي الوعي بوجود الله وبأن وجوده يكمن فى ذواتنا .
وقد أُجريت العديد من الدراسات العلمية على التأمل التجاوزى وأظهرت تأثيرة فى احداث تغيرات إيجابية على دماغ الممارس لهذا النوع من التأمل .
تظهر هذه التأثيرات خلال فترة قصيرة من الممارسة حيث يتم إنتاج مركبات كيميائية تقلل من الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب وتعالج الصدمات.
وأجرت مؤسسة ديفيد لينش David Lynch العديد من الدراسات حول التأمل التجاوزي.
وتوصلت إلى نتائج تؤكد أن ممارسة هذا النوع من التأمل يساعد الأشخاص الذين تعرّضوا للصدمات أو يعايشون درجات عالية من التوتر في حياتهم اليومية في العمل أو الدراسة .
حيث يمكنهم جعل التأمل التجاوزى عادة يومية ليتمكنوا من التغلب على ما في حياتهم من قلق و توتر .
واليوم لايزال بإمكانك تعلّم التأمل التجاوزى Transcendental Meditaiton ™ عبر شبكة الإنترنت.
الجوائز والتكريمات
حصل “مهاريشي ماهيش يوجى” على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها :
- جائزة رجل الأمل بمدينة الأمل ، كاليفورنيا 1970.
- الميدالية الذهبية فى دلفي باليونان.
- مفتاح مدينة هيوستن ، تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
- مفتاح مدينة لوس أنجلوس، كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
- المواطنة الفخرية في مدينة وينيبيج الكندية.
إقتباسات شهيرة لمهاريشى ماهيش يوجى
- “إن كل ما نواجهه من مشاكل أو نجاحات هو نتاج لأفعالنا ، الكارما الخاصة بنا. فلسفة الفعل هي أنه لا أحد آخر سيعطينا السلام أو السعادة ، فتصرفات الإنسان هي المسؤولة عن تحقيق السعادة أو النجاح أو أي شئ آخر.”
- ” الوعي أساس الحياة ، وهو مجال كل الاحتمالات فمن طبيعته أن يفتح المجال ويكشف عن الإمكانيات وبالتالي فإن الدافع للتطورهو كامن في الوعى بطبيعة الحياة ذاتها.”
- ” كل ما نحن عليه ، هو نتاج كامل لأفكارنا ، فالعقل هو كل شئ ، وهو كل ما نظن أننا سنكون عليه في المستقبل.”
- ” الشئ الأكثر أهمية هو أن نكون قادرين على التخلّي عمّا نحن عليه الأن في أي لحظة من أجل هذا الذي يمكننا أن نكون عليه مستقبلا.”
على الرغم من أن هناك مئات المؤلفات الخاصة بتقنية التأمل التجاوزى إلا أن “مهاريشى ماهيش يوجى” لم يؤلف غير ثلاثة كتب، وهي:
“التأمل التجاوزى – الصفاء بدون عقاقير Transcendental Meditation: Serenity Without Drugs ” والذي نُشر سابقًا تحت إسم “علم الوجود.
كتاب فن الحياة The Science of Being and Art of Living ” .
كتاب Bhagavad-Gita: A New Translation and Commentary: Chapters 1-6 الذي كتبه تعليقًا على كتاب ديني هندي شهير يعرف باسم “باهاجافاد – جيتا Bhagavad-Gita”: ترجمة جديدة وتعليق على الفصلين الأول والسادس .
وكتابه “تأملات مهاريشي ماهيش يوجي Meditations of Maharishi Mahesh ” ويمكنك الاطلاع عليها من هنا.