شيردى ساى بابا

0

ولد شيردى ساى بابا يوم 28 سبتمبر 1838 بحسب الاعتقاد السائد ، فيوم ولادته غير معروف على وجه اليقين.

وتشيرالأبحاث إلى أن والدته كان إسمها “هاريباهو باهوساري HaribhauBhusari” ولا يوجد مصادر موثوقة حول مسقط رأسه وحياته المبكرّة.

ولكن بحسب المصادر القليلة المتوفرة فإن شيردي ساي بابا ولد في “باتري” بولاية ماهاراشترا، وتولّى رعايته “فقير” ، وهي كلمة تطلق على الزاهد المسلم الذي يعيش على الصدقات.

حيث تبنّاه هو وزوجته ولكن مات الرجل بعد سنوات قليلة من التبنّي، وكان قد أوصى زوجته بنقل حضانة الطفل إلى “جوبال ديشموخ حاكم مقاطعة “جينتور برجانا. 

مصاحبه ساى بابا لجوبال ديشموخ 

شيردى ساى بابا
الحكيم شيردى ساى بابا

لم يحظ  شيردى ساى بابا بأي تعليم رسمي إلا أنه كان قد تلقى قدرا كبيرا من التعاليم الروحية لأن أستاذه ” جوبال ديشموخ” كان من أتباع المعلم الروحي “تيروباتي فينكاتيس TirupatiVenkates”.

كان فينكاتيس من أتباع العقيدة ” الفيشنافية ” التى تعتقد أن ” فيشنو (اسم اله هندوسى ) ” هو تجسيد لجانب من القدرة الالهية للاله الأعظم المسئول عن حفظ الكون واستدامته). 

فكان ساى بابا مصاحبًا لجوبال فى كل الأوقات  سواء كان يؤدي طقوس  “البوجا ”  أو يقوم بأعماله الحكومية أو يمارس شئون حياته اليومية.

ذكرأن جوبال وقبل أن يأتي إليه شيردي بابا كان يزور ضريحًا مقدسًا في أحمد أباد ، فتحدثت معه روح الضريح المقدس وقالت له أنه ( أى جوبال ) كان “راماناندا داس ” وهو قديس شاعرعاش في القرن الرابع عشرفي حياته السابقة ، وأن تلميذه السابق “كبير” فى حياته الماضية سيأتي إليه قريبًا، وتحققت هذه النبؤة عندما تم إحضار شيردي بابا إليه.

عُرف جوبال بقدراته الروحية والشفائية ، وذات يوم كان يجلس مع تلميذه، فإذا ببعض الأشخاص المشاغبين يقومون بتهديدهما.
فتمكن هو من رشقهم بوابل من الحجارة بقوة عقله فقط بعد أن أصابه أحد المشاغبين بحجر.
وعندما أراد جوبال نقل صلاحياته إلى تلميذه ، طلب إحضار بقرة سوداء داكنة ، ومرر يديه على جسد البقرة بالكامل فبدأت في إدرار الحليب.

جوبال ينقل قدراته الروحية لساى بابا 

وعندما أعطى جوبال الحليب لشيردي بابا نقل له سلطاته ، وبينما كان جوبال يحتضر أشار إلى تلميذه جهة الغرب ما اعتبره شيردي ساي بابا أمرًا بالتوجه غربًا ، فامتثل لرغبة معلمه وسافر بعد وفاته.

فى مرحلة لاحقة تم تقديم شيردي ساي بابا إلى المعلم الروحي ” تيروباتي فينكاتيس ” المعروف أيضًا باسم “فينكوزا حيث اعتبره شيردى ساى بابا معلّمه الروحي.
وقد ذكر أنه عندما وصل إلى منطقة ” معبد خاندوبا Khandoba temple” تحدث إليه أحد القرويين وكان يدعى “ماهالساباثي جيف.
دعاه جيف باسم “ساي” وتعنى “الزاهد” وبقي هذا اللقب عالقا به وممثلا بالفعل لنمط حياته حيث عاش حياة شديدة التقشف والبساطة .
اذ كان يرتدي رداءً أشبه بالكفن، ويتجوّل في الغابات المجاورة ويمارس التأمل تحت الأشجار، ثم أقام بعد ذلك في مسجد قديم متهالك بقرية ” شيردى ” لنهاية حياته .

معجزاته

عرف ساى بابا من شيردى بمعجزاته التى تفوق الخيال فى قدرته الفائقة على مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى ومن يعانون من الصدمات والحرمان والأكتئاب بما جعله حالة استثنائية فى تاريخ قديسى الهند . نسرد هنا بعضا منها :

  • كان يضىء مصابيح المسجد بالماء بدلا من الزيت .
  • كان يحرك الطعام الساخن فى اناء الطهى بيديه الأثنتين دون أن تحترقا .
  • القى بطبق من الزهور به بقايا من طعام باركه وبعض الصدقات فى بئر جاف وبمجرد نزول الطبق لقاع
    البئرارتفع ماؤه .
  • كانت هناك طفلها عمرها ثلاث سنوات لرجل فقير يدعى “بابو كيرو أنديكار” . سقطت الطفلة فى بئر وعندما هرع أهل القرية الى البئر رأوها معلقة فى الهواء فى وسط البئر وكأن يدا تحملها ، هذه الطفلة كانت دائما تقول : انا أخت ” ساى بابا “.

علاج الأمراض 

  • كان يعالج بنجاح الكثير من الأمراض بطرق غير تقليدية مثل شفاء الأذن بكلمة ” الله ” ، العلاج من الملاريا بان يطلب من المريض اطعام كلب فيشفى ، علاج الأسهال بالحليب .
  • ذات مره انتشر وباء الكوليرا في قرية ” شيردي” وطلب منه القرويون الأغاثة .عندها أخذ ساى بابا بعض القمح وقام بطحنه ثم طلب من أهل القرية أن يلقوا بالطحين على حدود القرية وبفضل هذا الطحين الذى باركه ساى بابا خمد وباء الكوليرا . ذكر ساى بابا لأهل القرية أن الذى طحنه بالمطحنة اليدوية لم يكن القمح وانما كان “الوباء ” الذى فتته بعملية الطحن وألقى به بعيدا عن القرية .

يفهم لغة الكائنات 

  • كان يوما جالسا فى المسجد ومعه أحد مريديه الذى سأله عن أنه يسمع صوت سحلية فهل هذا الصوت له معنى . هل هو شىء جيد أم نذير شؤم ” . اجاب “بابا ” انها سعيدة لأنها ستقابل أختها القادمة من منطقة ” أورانج اباد ” . تعجب المريد لكنه لاذ بالصمت . بعد قليل أتى رجل من ” أورانج اباد ” على حصان وبينما توقف الحصان امام المسجد وكان جائعا ، نزل سيده والقى بكيس من الفول لاطعامه ، عندئذ وأمام الجميع خرجت سحليه من الكيس وبسرعه تسلقت الحائط  ، عندئذ طلب ساى بابا من المريد مراقبتها ، فوجدها المريد تهرع لأختها التى كانت تصدرصوتا وظلت السحليتان تدوران حول بعضهما البعض كأنهما ترقصان .   
  •  مر” داس جانو ” وكان أحد مريدى ساى بابا بتجربة لا تنسى ، حيث طلب من ساى بابا فى احدى المناسبات الدينية أن يذهب الى نهر الجانجا كى يستحم فيه وينال البركه . قاطعه ساى بابا ” بلا ” اذ لا داعى لأن تقطع كل هذه المسافة ومياه النهر المقدسة ستكون عندك بعد قليل . نظر المريد الى سيده غير مصدق ، قال له ساى بابا ضع كفيك الأثنين عند قدمى ، وعندما فعل داس جانو تدفق الماء بغزاره من قدم ساى بابا حتى أن “داس جانو” رش الماء على جسده ورأسه ووزع المزيد على المصلين .

    تعاليم شيردي ساي بابا

  • كان يروج للتسامح الديني وقال أن جميع الديانات متساوية.
  • شجّع أتباعه على الترنّم باسم الله ، وقراءة الكتب الدينية، فطلب من المسلمين قراءة القرآن، ومن الهندوس قراءة البهاجافادا جيتا، ويوجا فاسيستا (كتب دينية هندوسية).
  • شجّع أتباعه على العمل الخيري.
  • علّم أتباعه أن يؤدوا واجباتهم بحب وحماس.
  • شجّع اتباعه على أن يعيشوا حياة أخلاقية وأن يحيوا مع بعضهم البعض دون تمييز أو تفرقة.
  • طلب من التابعين تطوير شخصياتهم بالإيمان، والصبر والمثابرة.
  • استخدم مبادئ اليوجا الثلاثة الأساسية، بهاكتي يوجا.. جنانا يوجا.. وكارما يوجا.

تأكيدات من شيردي ساى بابا

  • سأكون موجودا بالروح مع أتباعى حتى بعد وفاتى سأباركهم وأرى احتياجاتهم ولن يحتاجوا لأى شىء .  
  • يمكن لأتباعى أن يلقوا بهمومهم عليّ وسوف أحملها عنهم .
  • من يزورأرض شيردي ( وهى القرية الفقيرة التى أقام فيها ) ستنتهي معاناته.
  • إذا نظر إليّ أتباعى طلبًا للإرشاد فسوف أرشدهم وأجيبهم .
  • سيتحول الحزين والبائس الى فرح وستنتهى معاناته بمجرد صعود درجات مسجدى .
  • سأكون نشيطا دائما حتى بعد أن أغادر الحياه وسأسمع احتياجات من يلجأ الى .
  • اذا نظرت الى فأنا أنظر اليك .

اقتباسات شيردي ساى بابا المشهورة

  • “لم الخوف إذا كنت أنا هنا؟” يقصد الله .
  • “إذا كنت ثريًا فكن متواضعًا ، فالنبات المثمرهوالذى ينحنى .  
  • “إنا في خدمة الجائع والعطشان ممن هم خلفي”
  • “اختر الأصدقاء الذين يتمسكون بك حتى النهاية في السرّاء والضرّاء.”
  • “كل الألهة واحد، لا فرق بين مسلم وهندوسي، المسجد والمعبد متماثلان.”

اكتسب شيردي ساي بابا شعبية كبيرة ليس فقط على مستوى الهند، ولكن في أنحاء متفرّقة من العالم.

فأقيمت له مراكز روحية في الولايات المتحدة الأمريكية، واستراليا، وألمانيا، وكوبا، وكندا، وهولندا، وباكستان، ولقد قام تلميذه “هيمادبانت Hemadpant” بكتابة قصة حياته ، في كتاب أسماه “ساي ساتشريترا SaiSatcharitra ” و تم اقتباس قصة حياته في العديد من المسلسلات الهندية ، من ضمنها مسلسل “شيردي تشي ساي بابا ShirdiCheSai Baba” الذي أنتج عام 1955 و “سري شيردي ساي بابا ماهاثيام Sri ShirdiSaibabaMahathyam” وأنتج عام 1986 ومسلسل “جاياسورايا Jayasurya” انتاج عام 1999، وغيرها.

ويطلق على القناة التي تبث تعاليمه الروحية حاليًا من الهند إسم “ميري ساي Mere Sai” وتعمل هذه القناة منذ عام 2017 ، ويمكن لمن يزور مركزه الروحي اليوم الحصول على فرصة الشعور بإلهام روحاني وحضور مقدس.

وحتى إذا لم تكن قادرًا على الوصول إلى مركزه الروحي بسبب المرض أو بعد المسافة ، يمكنكم خوض التجربة عبرالإنترنت على موقعه الإلكتروني اذ اضطر مركزه الروحي للإغلاق في الوقت الحاضر بسبب قيود منع انتشار كوفيد 19.

لقد كان شيردي ساي بابا من أشد المؤمنين بجميع الديانات وخاصة الإسلام والهندوسية ، ومن أشهر قصائده “إله واحد sabkamalikek” أي أنه هناك إله واحد لكل البشر. ولقد بقي في المسجد حتى آخر يوم في حياته عندما قرر أخيرًا التخلي عن الجسد المادي والدخول في حالة “ماها سمادي Mahasamadhi” يوم الخامس عشرمن أكتوبر عام 1918 وكانت آخر كلماته: “لا تظن أنني ميت وراحل ، سوف تسمعني من سامادي samadhi – مكان الراحة بعد الموت – وسأرشدك!”

————————————–

المصادر

https://www.amazon.com/Sri-Sai-Satcharitra-Wonderful-Teachings-ebook/dp/B016QNZHR0

https://www.sai.org.in/

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.