البداية ادراك أهمية الحضور والتركيز
إن يدرك الانسان أهمية الحضور والتركيز، فانه يكون قد امتلك قوة عظيمة تساعده على تجاوز ما يمكن أن يواجهه في حياته من تحديات.
اذ أنه في أحلك اللحظات والمواقف سيتمكن من التفكير والتصرف بذكاء بحكمة.
وسوف يقدر على تجاوز ما يعترض طريقه من عقبات يصعب على الآخرين تجاوزها اذ لن يكون شاردا أو مشوشا.
اضافة الى أن أهمية الحضور والتركيز تكمن فى أنها تجعلك أكثر قدرة على التحكم في أعصابك، وتقلل من شعورك بالتوتر، ومن استجاباتك للأمور التي تسبب القلق والضغوط النفسية.
كما أن الحضور والانتباه اللحظى يمنحان الاستقرار العقلي، اذ تجنّب الاستجابات الغاضبة يجعلك تفكر بوضوح.
وعندها ستتمكن من التعامل مع كل شئ بحكمة ، حتى المرض ستواجهه بثبات وستتبع طرق العلاج المثلى وتسير بهدوء نحو الشفاء.
الحضور والتركيز يجلبان القوى الخارقة
إن قدرة العقل على التركيز الذهنى وعيش اللحظة الراهنه على الرغم من أنه يبدو امرا غير ذى أهمية للكثيرين الا أنه فى الحقيقة يجلب للأنسان الكثير من الفائدة .
وقد يتمكن البعض ممن يدركون أهمية الحضور والتركيز الذهنى ويتدربون عليه من الحصول على قوى خارقة .
انه فن عرفه القدماء منذ قرون مضت ولكن تم إهماله وتجاوزه وسط تسارع الأحداث فى العصر الحديث.
أهمية الحضور والتركيز الذهنى عرفها القدماء
لقد كانت هذه القدرة العقلية على التركيز العميق هبة روحية يصل إليها الحكماء والكثير من الرهبان البوذيين .
ولكنها معرفة وصلت الآن للجميع ، فإذا أنت تمكنت من التركيز على اللحظة وعيشها بكل ما فيها من معاني فانك تكون قد اختبرت معنى وتجربة التركيز الذهنى العميق.
إن قوه العقل لا يحدها حدود . وعندما يدرك الانسان أهمية الحضور والتركيز العميق ، ويتمكن من تدريب عقله على عيش اللحظة ، فانه يحصد الكثير من الثمار.
عندما تتاح له الفرصة لاختبارواستشعار كل شىء وأى شيء يمر به بشكل آنى .
روائح يشمها ، أطعمه يتذوقها ، مشاهد يراها ، أصوات يسمعها ، أحاسيس مختلفة جسدية وعاطفية وشعورية .
ان التركيز على اللحظة الراهنه يجعلك تلم الماما جيدا بكل ما يحيط بك من عناصر وما يمر بك من مواقف فيتشربها عقلك ووجدانك بشكل كامل.
هذا على عكس فعل الأشياء والعقل منصرف لأفكار او أشياء أو تخيلات فانه يفوته الكثيرمن مدركات الأشياء والتجارب التى يمر بها واستشعارها كما ينبغى ، وبالتالى الأستمتاع بها أو اتخاذ رد الفعل المناسب تجاهها .
يحسّن التركيز الذهنى أثناء فعل أى شىء من اجادته
فمثلا عند التركيز الذهنى أثناء تناول الطعام يأكل الأنسان بتأنى أكثر ويستمتع بالطعام أفضل كثيرا مما لو كان ذهنه منصرفا للتفكير فى أمور أخرى أو التحدث أثناء الطعام .
فهو عندئذ قد يأكل سريعا أو قد لايحسن المضغ وقد يأكل بشراهة دون أن يشعر لكون ذهنه شاردا وبالتالى يمكن ان يزداد وزنه.
التركيز الذهنى يساعد على الشفاء، ويجعل الدماغ أكثر قوة وقدرة ويمكن الأنسان من مقاومة العوامل المسببة للقلق.
ويمكن من خلال ممارسة هذه القدرة العظيمه على تطويع العقل وتركيزه على أمر من الأمور أن يتمكن أنسان مصاب بالأكتئاب من الشفاء منه .
وقد تمكن فريق من ثلاث أشخاص يعملون باحدى المستشفيات فى الصين من تحقيق الشفاء من الأورام السرطانية بقوه اطلاق كلمات مع التركيز العقلى على شفاء الورم فكان الورم يشفى فى خمس دقائق بما يشبه المعجزه . نعم انها معجزة العقل فى قدرته على التركيز.
التركيز الذهنى يحقق لك الرفاهية
هناك أهمية للحضور والتركيز من حيث زيادة الوعي الآنى ما يخلق سعادة أكبر للآنسان .
فكلّما كنت واعيًا بما حولك وما تتعرض له من مؤثرات كلما تمكنت من الشعور بالمسرات بدرجة أكبر، وتمكنت من الانخراط بكامل مشاعرك في التجارب التي تمر بك، وكلما استطعت التعامل مع الأحداث السلبية بحكمة.
حتى المرض ستواجهه بثبات وقوة وستتعلم طريقة العلاج المثلى، وتسير على النهج الصحيح نحو الشفاء.
إن من يمارسون التركيز الذهنى يشعرون أنهم أكثرسعادة وأقل قلقًا تجاه المستقبل وأقل اهتمامًا بالماضي.
انهم يستطيعون العيش فى اللحظة الحالية بكل ما فيها.
هم يتمتعون بثقة كبيرة بالنفس، واحترام للذات، ويمكنهم عقد صلات أكثر قوة مع الآخرين .
كما يدركون أهمية التركيز الذهنى على عيش وصنع وتجربة اللحظة .
فهذه اللحظة هى كل ما يمتلك الأنسان حقيقة ، فلا الماضى نستطيع ارجاعه ولا المستقبل بيد أحد .
فوائد الحضور والتركيز الذهنى للصحة الجسدية
تشير الدراسات إلى أن عيش اللحظة وتركيز الذهن يمكنه أن يحقق الكثير من الفوائد الصحية أهمها:
- تقليل التوتر.
- تحسين صحّة القلب والأوعية الدموية.
- تخفيف الآلام المزمنة.
- تحسين النوم.
- تعزيز وظائف الجهاز الهضمي.
ان هذه الفوائد هى نتاج الراحة النفسية والهدوء اللذان ينتجان جراء عيش اللحظة وعدم التفكير فى الماضى أو الأنشغال بألأمور الممستقبلية التى هى فى علم الغيب .
فوائد التركيز الذهنى للصحة العقلية
- يستخدم في الوقت الحالي كأسلوب لتعديل السلوك فى حالات علاج الإدمان .
- يعالج الاكتئاب.
- يعالج إضطرابات الشهية كالشره والنحافة الزائدة.
- يعمل على علاج المشكلات المتعلّقة بالعلاقات الشخصية بشكل أفضل.
- يمكن من التخلص من القلق ومن الضغوط العصبية.
- يساعد على علاج صدمات الماضي.
كيف تحقق التناغم في حياتك بممارسة التركيز العميق؟
اختبر الاحتمالات الممكنة
اختبر كل الأشياء الضارة التي اعتدت عليها من مواد وسلوكيات، واسمح لنفسك بالتخلّي عنها، وانتبه إلى كيفية تعامل جسدك مع ذلك، واستبدل رغبتك في هذه الأشياء برغبتك في تركها والابتعاد عنها.
حافظ على قوة التركيز وجرّب المشاعر الحقيقية والأفكار البكر، والاستجابات العاطفية السليمة.
لا تقيّم كل ذلك على أنه صواب أو خطأ، ولكن اختبره بكل حواسك اليقظة، فكل ما يحيط بك وكل ما تشعر به هو جزء من اللحظة، وعليك ان تعيشه بكل جوارحك.
لا تسمح لذهنك بالانشغال بالغد أو الماضي، واكتشف نفسك من جديد واعرف ما الذي يمنحك السعادة والرضا، وما الذي يجعلك تستاء وتحزن.
قد لا يبدو هذا النهج مريحًا في البداية لكن مع تراكم الخبرات ستعرف بنفسك ما هو أفضل لك، وما الذي يحقق لك المتعة على وجه اليقين.
عامل نفسك بلطف واغفر لها وتقبل كل ما يأتي إلي وعيك من أمور، وإليك بعض المقترحات التي يمكن أن تساعدك على ذلك:
- عندما تجد أن عقلك يتجه للتفكير نحو النقد أو التخطيط أو التخيّل أعد التركيز بهدوء على اللحظة الحالية.
- إذا فاتتك بعض جلسات التأمّل، لا تنزعج، وابدأ من جديد فالتأمل أحد الأدوات والتقنيات المهمة التى تساعد على تنمية القدرة على التركيز .
إن قبول ما يأتيك به القدر في طريقك خلال اليوم والرضا به يمكنه أن يحقق لك الكثير من الفوائد.
انها حالة وعى تساعد فى خفض مستويات الكوليستيرول الضار بالدم، وتقلل الآلام العاطفية ، تيقوي مناعة الجسم، تيحسن المزاج، وتعزز وظائف الدماغ.