أرواح غير سعيدة
تم الاتصال مع أرواح غيرسعيدة ، ضمن اتصالات روحية تمت فى الجمعية الروحية بباريس برئاسة الان كارديك. يكشف هذا الاتصال عن جوانب من حياه الروح بعد مغادرة الجسد المادى وأين تكون.
أتصال مع أرواح غير سعيدة
روح السيده/ كلير Claire
كان هذا الاتصال ضمن اتصالات مع أرواح غير سعيدة ، كلير كانت سيدة مرفهة عرفت فى أوساطها أثناء حياتها الأرضية بكونها مفرطة فى الأنانية.
تفيد الرسالة فى ايضاح جزاء الأنانية فى عالم البرزخ.
– كلير ، هل أنت هنا ؟ كيف حالك الآن ؟ حدثينا قليلا .
اننى أتألم ولا أجد أحدا من حولى يهتم بالمى ، قد عرفت الان معنى اليوم الذى لا نهاية له.
لا أنام
انكم فى حياتكم على الأرض تنامون وتستيقظون أنما أنا هنا ، هل أنام ؟ كلا .
انه لا نوم أنقطع فيه ولو قليلا عما أشعر به ويبدو أنه لانهايه لآلامى .
أننى لا أعرف شيئا عن الزمن ، والى متى يطول وأنا أعيش فى هذا الفراغ ولا أحدا حولى .
ان روحى تعبه ، ولكن بصيصا من نور الأمل ربما يشرق يوما وأن الله العادل الرحيم سوف يغفر لى .
اننى أبتهل اليه الان كى أنال الرحمة فى عالم الروح.
كم ألعنك أيتها الأوقات التى غلبنى فيها النسيان وتجاهلت فيها كل بر واخلاص ولم افكر سوى فى نفسى .
والأوقات التى انغمست يها فى الشئون المادية التافهة ، لقد أعمتنى هذه المشاغل وغررت بى .
ماذا أقول لكم ، اسهروا على اصلاح أنفسكم بغير توانى ولا انقطاع فى كل الأوقات ، أحبوا غيركم كحبكم لأنفسكم .
سارعوا فى أعمال البر والفضيلة ولا تتلكأوا ، اعتنوا بأرواحكم أكثر كثيرا مما تعتنوا بأجسادكم .
اننى لم أصغ أبدا بكل أسف لكل هذه النداءات
أننى أذوب هما ، وأهيم بلا راحه ولا مأوى ولا أمل وأشعر دوما بسيف العقاب مسلطا على.
أضحك عندما أرى أحزانكم ودموعكم الباهته .انها لاشىء مقارنه بما أنا فيه الآن من معاناه .
أرجوكم لا تهجرونى ، صلوا من أجلى دوما ولا تظنوا أن بضعه صلوات قليلة متفرقه كافيه لأن تريح روحى .
رسالة ثانية من كلير بعد مرور بضعه أيام
لقد استسلمت لفكره التكفير عن خطاياى. اننى أنا التى ينبغى أن أتغير.
أن أخطاءنا المسجلة فى ضمائرنا نقرؤها بمجرد تحرر أرواحنا ونحن قضاه أنفسنا .
نحن من نحاكم ذواتنا اذ نأتى الى هنا حاملين جنتنا ونارنا وحالة أرواحنا هى التى ترفعنا أوتهوى بنا .
اننى مازلت أحبو ، وأدعوكم الأ تتركونى ، صلوا من أجلى .
تعليق أتى من روح القديس ” لويس ” Saint Louis
ماذا تظنون هذه البائسه قد فعلت ؟ انها من الأرواح الغير سعيدة ، هل قامت باغتيال أو سرقه ؟
كلا انها لم تفعل شيئا يستحق العقاب بمقاييس البشر، كانت امرأه مرموقه مستهترة تمتلك كل مباهج الدنيا من الثروه والجمال ويحسدها الكثيرون.
اذن ماذا كانت خطيئتها؟
لقد كانت “أنانية ” عاشت لنفسها فقط . لم تحب سوى نفسها ولم تشغل بالها سوى بمتع الدنيا .
وهى لم تعط شيئا ، لعلها لم تفعل شيئا تعاقب عليه فى قوانين البشر ولكنها انتهكت أهم مبادىء الناموس الألهى وهو ” البر “. الأنانية كانت نعيمها على الأرض وهى الآن تعيش بسببها مهجورة ووحيده .
يغمرها الفضاء ولا يهتم بها أحد كما هى لم تهتم باحد ، وهذا هو عذابها اليوم .
كلير تتحدث عن زوجها ( فى عالم الروح )
أى ” فليكس ” انه بائس بسبب التدهور العميق لروحه الذى قادته اليه ذاته السطحية المستخفة التى لوثها الأقبال على الجسد . كان يجهل معنى الصداقة والحب .
ولم تلق العاطفة عليه شيئا من ضوئها الساطع . ان فليكس من الأرواح الغير سعيدة ويهيم الآن مذعورا فى هذا العالم الغريب عليه بينما كل شىء هنا يسبح بنور الله الذى كان ينكر هو وجوده .
مداخلة بتعليق من الروح المرشده للوسيط بخصوص ” فليكس”
لقد كان فليكس سطحيا فى أفكاره ومشاعره ، فاتر العواطف ، عنيفا وكان شهوانيا نهما لارضاء رغباته الحسية .
لذلك دخل الى عالم الروح عاريا ، فقد أضاع حياته ولم يستفد من سنواته على الأرض .
وكانسان يستيقظ من حلم طويل ، فان هذا البائس سوف يعرف بعد حين أنه عاش فى أوهام كبيره أضلته وسوف يلعن الماده التى جعلته يلهث وراءها ، ويكره ” الواقعية ” التى كرسته للأهتمام فقط بمستقبله الدنيوى.. والأفكارالتى قادته لعدم الأيمان بوجود الخالق .
تعليق من ألان كاردك رئيس الجمعية الروحية الباريسية على حالات “كلير ” و ” فليكس ”
ان هذه الرسائل التى أتتنا عن “كلير” و”فليكس” ذات قيمة تعليمية كبيرة .
وهى توضح لنا أن هؤلاء الذين يعيشون حياه مرموقه يملأها البريق و الترف ولكنهم يتسمون ” بالأنانية ” لا يلقون عذابا استثنائيا تقشعر منه الأبدان .
ولكنهم يلاقون عقابا من نفس نوع ونمط الحياه التى عاشوها ، فهم أانانيون لم يكترثوا بأحد وكذلك اليوم لا يكترث بهم أحد ويعانون الوحدة والفراغ .
يهيمون فى الفضاء يحيط بهم الظلام أو القدره الضعيفة على الرؤيه دون كلام أو معاونه من أحد .
لاتبتعدوا عن طريق النور
ان بعض البشر يفضلون الأردية الملوثه على الملابس النظيفه والمتع الماجنه على متع الروح النقية . انهم لا يستطيعون السمو فوق محيطهم .
هذه الأرواح تعين أن تبقى فى الأماكن السفلى من عالم الروح لبعض الوقت يطول أو يقصر بقدر ما يلزمها كى تفهم وتتعلم ..
ولكن ياتى اليوم الذى تدرك فيه ما فاتها وتعزم على بذل الجهد من أجل الوصول الى ما يسمو بها .
لأنها فهمت ووعت بامتياز ما قد فاتها واستوعبت حقاره كل الأشياء التى أبعدتها عن طريق النور .
اتصال بروح أوجست ميشيل August Michel
كان شابا مفعما بالحياه مات اثر سقوط سيارته فى حادث من مكان مرتفع .
كان شابا مقبلا على الدنيا معروفا فى الأوساط الأجتماعية من رفقاء المتعه .
لم يكن شريرا ابدا ولكنه لم يفعل شيئا ذو قيمة كما لم يكن مهتما ابدا بفعل الخير .تم التواصل معه عن طريق وسيط كان يعرفه. تم هذا التواصل لعده مرات:
رسالة بتاريخ 8/3/1863 .. بعد الوفاه ببضعة أيام
– اوجست ، اين انت الآن ؟ حدثنا كيف كان انتقالك؟
اننى قادر على التواصل معكم ولكن بصعوبه حيث تخلصت توا من جسدى . ان السقطة الشنيعه التى أودت بحياتى سببت لروحى اضطرابا كبيرا .اننى اتألم وتشعر روحى بخوف عظيم ولا أعرف الى أين أنا ذاهب .ان الألم الذى تحمله جسدى أثناء السقوط لا يعد شيئا بجانب ما أشعر به الآن . آه ، انى أتألم أرجوكم صلوا من أجلى كيما يغفر الله لى.
رسالة بتاريخ 18 مارس
– كيف أنت الان ؟ صف لنا حالك .
ما زلت بائسا ، أرى بصعوبة شديدة ، ولا أعرف اين انا والى أين أنا ذاهب . أننى خائف ومضطرب . أنا أتألم ومازلت أشعر بجسدى . أرجوكم صلوا من أجلى كى يغفر الله لى وأتخلص من قيدى .
رسالة بتاريخ 6 ابريل
– اوجست ، هل أنت هنا ؟ هل تسمعنا
نعم ، لقد أتيت اليكم اليوم كى تصلوا من أجلى .اذهبوا الى حيث يرقد جسدى وصلوا هناك فأنا أعود بغير انقطاع لهذا المكان الذى وضع فيه جسدى. اطلبوا من الله أن يمنحنى المغفرة والأطمئنان وأن أترك جسدى تماما .
رسالة بتاريخ 11 مايو
حضرت روح أوجست وتكلمت دون سؤال :
لقد انتظرتكم كيما تأتوا الى هنا حيث يرقد جسدى . ان روحى مازالت ملتصقه به . ارجوكم ابتهلوا الى اله الرحمه كى يخفف الامى .
الآن أرى جميع أخطائى وانى عشت حياه على نقيض ما كان ينبغى ، كنت مخلوقا عديم الجدوى ولم أستخدم مواهبى وأموالى الا فى ارضاء رغباتى وشهواتى ونزوات الترف والغرور وارضاء الجسد . اننى اتألم من كثرة أخطائى الأرضية ولا أعرف هل ستشملنى رحمه الآله أم لا . ارجوكم صلوا من أجلى كيما أتحرر من الامى وكى يغفر الله لى .
رسالة بتاريخ 8 يونيو
أوجست حدثنا عن حالك الآن ، هل انتقلت لمقرك السماوى ؟
اننى الآن فى وضع أفضل قليلا وأنا قادر على التحدث اليكم . أشكر الله أن سمح لى بذلك . ولقد رأيت أخطائى واعترفت بها وآمل أن يغفرها الله لى وأن أصبح فى مكان افضل . شكرا لأنكم أرحتم روحى ولأنكم صليتم من أجلى .
تعليق الان كاردك رئيس الجمعية الروحية الباريسية على الأرواح الغير سعيدة
من الجدير بالاهتمام نقطة طلب الروح الصلاه عند القبر . ذلك لأن الأنفصال عن الجسد كان بطيئا جدا وعسيرا ومكث لمده طويلة قرابة الشهرين . وذلك بسبب استغراقه فى الحياه المادية أثناء تواجده على الأرض . أيضا ماقالته الروح يفيدنا بأن الصلاه بالقرب من جثمان المتوفى له أثر كبير فى مساعدته على اتمام الأنتقال .
وأود أن أوضح ( ألان كارديك يستطرد ) انه عند الأنتقال ينقطع الحبل الأثيرى الموجود بين الجسد والروح تاركا الروح تنطلق نحو السماوات.
حالات الموت المفاجىء
فى بعض الحالات خصوصا الموت المفاجىء والحوادث والصدمات المباغته من حالات العدوان أو القتل أو الأنتحار يموت المخ المادى ويتوقف النبض والنفس دون أن ينقطع الحبل الأثيرى ودون أن ينطلق الجسد الطاقى الى عالم الروح كما هو فى حاله أوجست .
حتى أن روحه ظلت معلقه بجسده مده طويلة الأمر الذى أعاق عمليه الأنتقال لأكثر من شهرين وأصاب روحه بالآلام حيث ترى الروح جسدها وهو يتحلل كما تصاب الروح بالأضطراب الشديد الذى يكون عاده بسبب جهلها التام بمصيرها وبالحياه الأخرى.
اتصال بروح باسكال لافيك Pascal Lavic
كان باسكال لافيك بحارا تعرض للغرق على متن باخره اثر عاصفة بحرية شديده عن عمر 49 سنه . باسكال لم يتمكنوا من العثورعلى جثمانه الا بعد عدة شهور وكان مشوها تماما غير أن أرملته تعرفت عليه من حذائه .
حضر باسكال من تلقاء نفسه وتحدث لدقائق قليلة فى جلسة اتصال روحى
– كيف حالك باسكال وكيف كان انتقالك ؟ بماذا شعرت ؟
لقد مررت بمحنه عظيمه وتعرضت للألم الشديد والأضطراب حيث ظلت روحى مده طويلة هائمة فوق جسدى .
ولكنى أشكر الله أن جعل صلاه من ترتكتهم على الأرض سببا لانتشالى من حالة القلق والشك التى سببت لى الالام وعدم قدرتى على الأنفصال عن جسدى.
حالما تخلصت روحى من البدن رأيت الأخطاء التى ارتكبتها فى حياتى الأرضية جميعها .
ولئن بقيت روحى هائمة فوق جسدى مده طويلة فلقد كان ذلك تكفيرا عن أخطائى .
ان الله يحكم بحنو وعداله تمتد الى التائبين . عيشوا فى محبة واتبعوا الطريق المستقيم اذا كنتم تريدون أن تتحرر أرواحكم سريعا من غلافها الطينى .
—————————————————–
المراجع : كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك رئيس الجمعية الباريسية للدراسات الروحية
كتاب “الأنسان روح لا جسد” – د. رءوف عبيد – أستاذ القانون الجنائى الأسبق – جامعه عين
شمس.