القتل

0

 

القتل
خطيئة القتل من المنظور الروحى

فى كل عام يحتفل الصينيون فى أحد أعيادهم بقتل الكلاب وأكل لحومهم مع الجبن والنبيذ . فى هذه الأحتفالية يموت 10 الى 15 الف كلب دون أن يشعر أحدهم أو يشيراعلامهم لخطية القتل أيا كان نوع الروح التى تم قتلها .

ان هذا الفعل لطالما كان يثير سنويا غضب جماعات حقوق الحيوان على مستوى العالم الذى اعتبروا هذا المسلك من الصينيين قاسيا جدا وغيررحيم . هذا اضافة الى أنه يتم أكل لحم الكلاب كغذاء فى أماكن أخرى متفرقة من العالم .

ولكن السؤال هنا لماذا ينهض العالم لقتل الكلاب بينما فى الولايات المتحدة وحدها يتم قتل 100 الف بقرة يوميا و20 مليون دجاجة وفى العالم أجمع يستهلك الأنسان 150 مليار من لحوم الحيوانات والطيور والأسماك .

هل حياة الكلب أهم من حياه البقرة أو الدجاجه . ان القتل واحد هنا وجميعها كائنات تشعر بالحياه وتخاف الموت مثلنا نحن البشر،  ولكن الكلب صديق الانسان وتربطه به عاطفه ليست موجودة تجاه البقر أو الدجاج أو الأسماك .

هنا نود أن نلقى الضوء على خطيئة القتل من المنظور الروحى ، ليس فقط قتل الأنسان بل الحيوان والطير وكل ماله روح وشعور .

تحديد مدى خطيئة القتل 

يعتمد تحديد هذه الخطيئة فى محكمة الله على عدة عوامل منها :

هل كان القاتل تحت تأثير مخدر، هل كان يدافع عن نفسه ، هل كان يؤدى واجبه كالمحارب والجندى مثلا ، هل كان يقتل تحت تأثيرطاقة سلبية أو قوى غير منظورة ، هل كان من أجل الطعام ، ماهى وسيلة القتل.

ان البشرية اليوم فى حقبة زمنية شديدة الصعوبة سوف يتأثر فيها كل فرد بالمجموع الشمولى لنتائج الأفعال الخاطئة ونمط الحياه المادى البعيد عن الروحية،  والذى نحن فيه الآن من نزاعات وحروب مستمرة .

هناك جوانب أخرى فى تحديد مدى هذه الخطيئة ، التأصيل الروحى للموضوع 

لابد وأن نتفق أولا على أن الأبحاث الروحية اثبتت أن كل الطاقات الكونية تنقسم من حيث النقاء والطهارة الى ثلاثة درجات متفاوته سميت فى اللغة السنسكريتية القديمة :

 ساتفا ، راجا ، تاما وأنه كلما زادت طاقات “الساتفا” أى الطاقة النورانية النقية فى العالم كلما أدى ذلك لنقاء الأنسان والطبيعة والكون وعلى العكس كلما زادت نسبة طاقات “الراجا” أو “التاما” كلما أثر ذلك ليس على الفرد وحسب بل على البشرية أجمع والطبيعة والبيئة .

ولأن الله كما أنه هو خالق كل شىء فان روحه موجودة فى كل شىء به حياه بنسب متفاوته .

لذلك دعونا نوضح

أن قتل حيوان أو حشرة مفيدة اكثر ضررا على النفس والروح من قتل حيوان أو حشره ضاره . مثال قتل حيوان اليف له شعور ومودة للأنسان اسوأ للروح من قتل نمرمفترس .

ذلك لأن عنصر الساتفا أكثر عند الأول وأقل عند الأخير . أن قتل الأرواح والكائنات الطيبة والمفيدة للأنسان هو أحد أسباب الكوارث البيئية التى تعانى منها البشرية مثل الأعصارات والفيضانات وما الى ذلك والتى سببها الغير منظورزيادة عناصر الراجا تاما فى البيئة .

أن الانسان أعطى فرصة النزول للأرض من أجل أن ينمو روحيا ويتعلم من دروس الحياه على الأرض ويتعرف على الهدف من وجوده وهو أن يتصل بالمصدر .

لذلك فان حياه الأنسان هى ألأكثر قيمة بين حيوات جميع الكائنات الأخرى وصار قتل أو تعذيب النفس البشرية أشد سوءا وأكبر خطيئة من قتل أى من الكائنات الحيه الأخرى.

الدرجات المتفاوته لأعمال القتل 

أن ظروف انهاء حياه كائن تتفاوت خطيئاتها بحسب نسبة الساتفا أو الطاقة الالهية النورانية الكائنة فى المقتول أو مكان وقوعه . وتتدرج من حيث قلة الخطيئة الى شدتها كما يلى :

  •  الكائنات الدقيقة (الجراثيم) مسببات الأمراض ، الحشرات الضارة مثل الناموس والذباب 1%.
  •  الكائنات الدقيقة النافعة للأنسان (البكتريا النافعة) 1%
  •  النباتات العادية 5%
  •  النباتات التى تستخدم فى الطقوس الدينية مثل الريحان 10%.
القتل
قتل النبات أقل خطيئة لأنها كائنات بدائية وليس لديها مستقبلات شعورية
  •  الأسماك العادية مثل السردين والجمبرى 5%
  •  الكائنات البحرية الأكثر تقدما والمفيدة للأنسان مثل الدلافين والحيتان 10%
  •  الطيور العادية مثل الدجاج – البط والديك الرومى 10%.
  •  الطيور الأكثر رقيا والتى تحمل جزءا أكبر من الطاقة الألهية مثل البجع والنسر والطاووس 20%.
  •  الحيوانات المفترسة 7%
  •  الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والخيول 20%
  •  البقرة أو الجاموسة الحلوب 50%
  •  قتل النباتات على نطاق واسع كما فى قطع أشجار الغابات 10%.
  •  تدمير أماكن العبادة 35%

درجات خطيئة القتل عند الأنسان : من نقتل ؟

تتفاوات أيضا من الأقل للأشد كما يلى :

  • شخص سىء الخلق ويؤذى الآخرين 20%
  • قتل الأنسان لنفسه (الأنتحار) لأن بالأنتحار فان الأنسان يهدر فرصته فى النمو الروحى الى أعطاها له الله .30%
  • أنسان عادى لا يؤذى غيره 40%.
  • قتل قديس أو شخص على درجة روحية عالية  100%.

درجات الخطيئة عند الأنسان بحسب النيه  

تتفاوت الخطيئة هنا بحسب الدافع والنيه وهى من الأقل الى الأشد كالتالى :

  • الفعل الخطأ كما فى حوادث المرور أو أثناء ضرب النار فى الأفراح .
  • الفعل الذى يحدث بدون نيه ازهاق الروح كما فى  حالة السارق الذى يُقتل أثناء هروبه من مكان السرقة خشية افتضاحه.
  • أعمال الشر كما فى حالات الاغتصاب التى يعقبها قتل الضحية .
  • القتل العمد مع الكراهية والتدبير للقتل.

هناك نقطة مهمة بخصوص توافر النيه ، فانه من المنظور الروحى تتحدد درجة الخطيئة بحسب ما اذا كان الشخص يقوم بالفعل بعقله بالكليه أم أنه تحت تأثير روح شريرة مسيطرة عليه أثناء ازهاق الروح.

وحتى فى الأحوال التى يكون الشخص القاتل مسيطر عليه تماما من قبل روح شريرة فانه لا يعدم أن ينال قسطا من الخطيئة لأنه ترك نفسه لسيطرة الأرواح الشريرة بسبب بعده عن منهج الله وعن الممارسات الروحية.

درجات خطيئة انهاء حياه كائن عند الأنسان بحسب طريقة القتل  

تتفاوت الخطيئة هنا حسب الطريقة المستخدمة وهى من الأقل الى الأشد كالتالى:

  • الانهاء السريع للحياه باستخدام الرصاص أو ماشابه .
  • انهاء الحياه مع التعذيب أو التمثيل .

ملاحظات مهمة حول الموضوع 

  • برغم أن حياة الأنسان ربما هى الاكثر كما يعتقد معظم البشر، الا أنه يظل مسئولا عن حماية حياه باقى الكائنات.
  • ازهاق نفس بدون سبب له عواقب وخيمة جدا يدفع ثمنها القاتل سواء فى هذه الحياه أو ما بعدها ومثال ذلك الصيد البرى.
  • الشخص الذى لا يعرف أن أكل اللحوم خطيئة فان خطيئته تقل بنسبة 50% . ولا يمكن لمن يعرف هذه المعلومة أن يدافع بأى حجة حيث أن البديل الغذائى موجود فى الطبيعة وهو الخضروات والبقوليات والأغذية النباتية.
  • ان ذبح الحيوانات أيا كانت الحجة أو السبب الشعائرى فهى تعنى أنهاء حياة حيوان خلق ليعيش حياه طبيعية ولا تنتهى حياته بعمل من أعمال القسوة.

ان الممارسة الروحية المنتظمة تساعد الأنسان كثيرا فى غفران خطيئات القتل البسيطة مثل الذباباب والحشرات التى يرتكبها على مدار اليوم . أنه بالممارسة الروحية المنتظمه أيا ماكان المنهج الذى يتبعه يستطيع أن يصل الى ما أبعد من 50% فى المستوى الروحى ومعه تنمحى كل تلك السيئات الصغيرة.

 

  

 

 

 

 

 

  

 

 

    

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.