العاطفة الروحية

0

العاطفة الروحية أو العاطفة الالهية عندما تنمو لدى الممارس أثناء بعض الممارسات التعبدية تتطور روحه بشكل أسرع

العاطفة الروحية

من منهج الباكتي يوجا – العاطفة الروحية والتكريس للاله

العاطفة الروحية تجربة يمنحنا الله اياها فى أثناء الممارسة الروحية والتى تكون مصحوبة بالبكاء والدموع أحيانا أو ارتجاف البدن وما الى ذلك . اننا عندما نقوم بالممارسة الروحية ونعمل على التركيز فى ترديدالاسم الالهى وفى محبة الله ، تتطور لدينا العاطفة الروحية ،ما يعمل على تحسين معدل تطورنا الروحى ، لأننا عندما نكون فى حالة من المشاعر الروحية يزداد  تواصلنا مع الله “ الذى هو جوهر العبادة والهدف الأسمى الذى يرمى اليه الباحثون عن الله .

ما هى العاطفة الروحية 

قبل الأجابة على هذا السؤال لابد أن نعرف أنا للاسان نوعان من الوعى :

وعى صغير محدود : وهو الذى نمارس من خلاله جميع تصرفاتنا وافعالنا وأفكارنا . هذا الوعى نلمسه من خلال حواسنا الخمسة وعقلنا وذكائنا حيث نطلق عليه من المنظور الروحى كلمة ” أنا الصغيرة ” بمعنى أننى أمارس جميع أفعالى وتصرفاتى من خلال شعورى بذاتى فقط .

وعى كبير لا محدود : وهو الوعى الالهى أو روح الله بداخل كل منا . اذ أننا عندما نقوم بالممارسة الروحية ، نبدأ في إدراك قوة أعلى ، أي أن الله يعمل في حياتنا. ومع تقدمنا ​​روحيا يزداد هذا الوعي بالله  في حياتنا ويصبح تركيزنا أقل على أنفسنا أو ” الأنا الصغيرة”.

وهنا تبدأ كل أفعالنا وافكارنا ومشاعرنا تتجه نحو مبدأ الله فينا ، ما تزداد معه العاطفة الروحية بشكل قوى وتصبح شراكتنا مع الله أقوى فلا افكار ولا شكوك حول الروحانية أو الله ولا حزن ولا يأس ولا تعاسة من جراء أى مشكلات دنيوية بل راحة وسعادة فائقة (نعيم) Bliss .عند هذه الحالة فقط يأخذ العقل والحواس مقعدا خلفيا وراء الوعى الالهى الذى يفتح للباحث عن الله طرقا وأبوابا جديدة فى كل تعاملاته وأفكاره .

من نتائج نمو العاطفة الروحية  

  • يزداد تواصلنا مع الله وبالتالى اخلاصنا فى العبادة .
  • تزداد رغبتنا فى النمو الروحى وجهودنا لتحقيق ذلك .
  • تخلق العاطفة الالهية حولنا نطاقا من الحماية الالهية اذ نصبح فى معية الله فى جميع أحوالنا .

العاطفة العادية تجاه الآخر والعاطفة الروحية 

العاطفة العادية هى مشاعرنا التى تخلق وتنمو وفق أفعال الآخرين واتجاهاتهم وتشابههم معنا وبقدر مانعرفه ونلمسه بحواسنا الخمسة وعقلنا وذكائنا . هذه العاطفة العادية تعمل فى نطاق “الأنا الصغيرة” أو وتربطنا أكثر وأكثر بالأشياء الدنيوية . لذك فان الاكثارمن هذه العاطفة تجاه أى شخص أو أى شىء يبعدنا عن المنهج الروحي الذى يدعونا لعدم التعلق بأى شىء سوى بالله .  

كيف نفرق بين الأثنين  

  • عند حدوث حالة العاطفة الروحية ونحن فى تواصل مع الله يحدث فى كثير من الأحيان أن تنزل دموعنا ، هذه الدموع تكون بارده بينما لو كانت الدموع ناتجه عن عاطفة عادية فانها تكون دموعا دافئة .
  • فى العاطفة الروحية وأثناء التواصل مع الله ، أحيانا يجهش المريد بالبكاء بقدر اندماجه مع الوعى الالهى الذى يتلقاه ، عادة ما يكون ذلك بصوت خفيض أو مكتوم ، بينما فى أحوال العاطفة العادية ، يجهش الانسان بالبكاء بصوت مسموع .
  • فى العاطفة الروحية وبعد انتهاء حالة التواصل مع الله يشعر المريد بمزيد من الغبطة والسعادة Bliss ، ويتحقق له المزيد من النضج الروحى والايمان الراسخ .

كيف ومتى ومع من تنمو العاطفة الروحية 

ان العاطفة الروحية معناها أننا نرى الله ونستشعره فى أنفسنا وفى الآخرين وفى كل الكائنات والموجودات. ولأن هذه المقولة سهلة من الناحية النظرية الا أن تطبيقها من الناحية العملية هو أمر فى غاية الصعوبة ونحن نعيش حياتنا الدنيوية اليومية المليئة بالأحداث والمشاكل ، وذلك بسبب انخفاض مستوانا الروحى .  

ان معظم البشرية الآن ذات مستوى روحى منخفض يقرب من 20% فقط وذلك بسبب الانغماس الشديد فى الدنيوية وازدياد المشاعرالسلبية فى البشر من حقد وحسد وغضب وأنانية وغيرها ، هذا بغير تفرقه بين الناس حيث يمكن أن يكون هؤلاء الناس وزراء أو رؤساء دول أو رؤساء شركات أومليارديرات أنهم جميعا يشتركون مع بقية البشرفى انخفاض المستوى الروحى ففيما عدا الأشخاص الذين وهبوا حياتهم لله مثل الرهبان والقديسين والصوفيين الذين كرسوا أرواحهم لحب الله وخدمة الناس ، كثيرمن البشر يجدون صعوبة فى استشعارالعاطفة الالهية .

اذن .. ما هو الطريق 

الطريق الوحيد لايقاظ مشاعرنا الروحية هو المزيد من الممارسات الروحية ، وأن نعمل باستمرار على تقوية شراكتنا مع الله ، وذلك باتباع المنهج الروحى الذى يتلخص فيما يلى :

  • ترديد الاسم الالهى باخلاص يوميا على الأقل لمده ساعة . ويفضل الترديد فى كل الأوقات التى ننشغل فيها بمهام حياتنا مثل الطهى ، اعداد الطعام ، المشى فى الشارع ، الانتظار فى طابور، الجلوس فى الباص أو القطاروغيرها .
  • المداومة على صحبة الله وتكون بحضور جلسات أو لقاءات مع أشخاص يشبهوننا فى رغبتهم فى التقرب من الله ، حضور لقاءات أو محاضرات لمعلم روحى ، والمداومة على تعلم الروحية بالقراءة المستديمة.
  • التضحية لله بالوقت والمال والجهد والعمل فى خدمة الله.

كما ينبغى أن نكون يقظين من حيث استمرار هذه الممارسات لتكون منهجا دائما لحياتنا حتى بعد استيقاظ عاطفتنا الروحية.

مظاهر العاطفة الروحية 

تتجلى العاطفة الروحية للممارس فى ثمانى أوجه :

  • الشعور بالسكون التام .
  • التعرق .
  • وقوف شعر البدن أو جزء من البدن .
  • سماع صوت مهيب .
  • ارتجاف الجسم .
  • شحوب الوجه .
  • الوقوع فى الاغماء .
  • تدفق الدموع وهو المظهر الأكثر شيوعا . 

هذه المظاهر من العاطفة الروحية تحدث بلا جهد وبشكل عفوي. غير أنه لابد ان لا يغتر المريد بوجود مظاهر العاطفة الروحية فهى ليست دليلا وثيقا على النمو الروحى بل هى تساعد فقط على تحقيقة مع تكرار حدوث العاطفة.

————————————

المصدر :

أبحاث الجمعية العلمية للأبحاث الروحية SSRF

Spiritual Research Foundation

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.