الحضارة المصرية القديمة تعد من أعظم الحضارات التى عرفها التاريخ الانسانى ، فلقد كانت أرض مصر مركزًا للإشعاع الحضاري على وجه الأرض لثلاثين قرنًا، وذلك منذ توحيدها في عام 3100 قبل الميلاد وحتى غزاها الإسكندر الأكبر في عام 332 قبل الميلاد.
وذلك بما حوته من أهرامات عظيمة، وما قامت به من فتوحات، وما حققته من إنجازات إنسانية، ولطالما آثارت الحضارة المصرية إعجاب وشغف الباحثين من مختلف أنحاء العالم.
ولهذا صارت الحضارة المصرية علم خاص يدرّس في الجامعات ومراكز البحث هو “علم المصريات”.
بعض الأثار تم العصور عليها وهى تذكر عهد ما قبل الأسرات الذي شهد ألفي عام من التطوروصلت فيها الحضارة المصرية لأعلى درجات التقدم والازدهار.
نبذة تاريخية
احترف الناس في شمال القارة الأفريقية الصيد في العصر الحجري، قبل أن يستقر الإنسان على ضفاف وادي النيل ويبدأ في احتراف الزراعة.
ومن هنا سعى لتمهيد الطرق وبناء المدن، وتطورت لديه في مراحل لاحقة الفنون والعلوم، وبدأ في وضع لبنات الدولة ونظمها السياسية.
اضافة الى أنه عبر عن معتقداته الدينية وإيمانه بالحياة بعد الموت. وفي عام 3400 قبل الميلاد نشأت مملكتين منفصلتين على مقربة من منطقة الهلال الخصيب .
تشكلت المملكة الأولى في الشمال لتضم دلتا النيل وتمتد حتى أطفيح، والمملكة الجنوبية تمتد من أطفيح إلى جبل السلسلة.
وحاول ملك مملكة الجنوب السيطرة على المملكة الشمالية، واستمر الصراع لعدة سنوات قبل أن يتمكن الملك “مينا” من توحيد المملكتين.
عصر الأسرات المبكرة 3100 – 2686 قبل الميلاد
تأسست ممفيس في الشمال بالقرب من قمة دلتا النيل في عصر الملك مينا، ونمت وتوسّعت لتصبح مدينة رئيسية كبيرة .
الأمر الذى كان له بالغ الآثر في تشكيل شخصية المجتمع المصري، وأسلوب الحكم الملكي الذي جعل من الملوك مثل الآلهة.
وفي هذا العصر ظهرت الكتابة المصرية القديمة “الهيروغليفية”.
الزراعة فى مصر القديمة
ولعل من المعروف للكثير من الباحثين امتهان معظم أبناء الشعب المصري القديم للزراعة، وخاصة القمح والشعير اللذين مثّلا الأساس الاقتصادي القوي للمملكة المصرية.
وبسبب فيضان النهر كان يتوفّر للأرض السماد والماء اللذان تحتاج إليهما، ففي كل عام يزرع المصريون القمح بعد انحسار الفيضان، ويجمعونه مع ارتفاع درجات الحرارة في بداية الصيف.
عصر بناء الأهرام 2686 – 2181 قبل الميلاد
وهو عصر السلالة الثالثة للفراعنة وبدأ عام 2630 وفيه أمر الملك “زوسر” المهندس “إمحوتب” والذي كان يعمل ككاهن ومعالج أيضًا بعمل نصب تذكاري له.
بعد هرم زوسر المتدرج هو ذلك النصب التذكاري الذى طلبه زوسر وخو موجود بمنطقة سقّارة.
ثم بعد ذلك توالت أعمال بناء الأهرامات ليصل الفراعنة إلى أكبر إنجاز تاريخي في هذا المجال .
الهرم الأكبر
حيث كان بناء الهرم الأكبر بمنطقة الجيزة والذي بني في عصر الملك “خوفو” الذي حكم خلال الفترة من 2589 إلى 2566 قبل الميلاد.
ولطالما تحدث العلماء والباحثون عن الهرم الأكبر وصنفوه كواحد من عجائب الدنيا السبعة.
وبحسب المؤرّخ “هيرودوت” استلزم بناء الهرم الأكبر مشاركة اكثر من 100 ألف رجل، واستغرق 20 عامًا، وبعدها تم بناء الهرمين التاليين ل”خفرع ومنقرع “.
وخلال الأسرتين الثالثة والرابعة تمتعت مصر بالسلام والازدهار، وأقام الفراعنة نظام حكم مستقر ولم يواجهوا أي مخاطر خارجية.
فحينذاك ، قاموا بشن حملات ناجحة على النوبة وليبيا ما عزز من استقرارهم وازدهارهم، ولكن استنفدت الأهرامات في بنائها خزائن الدولة المصرية .
الأمر الذى أثر ذلك على حالهم في الأسرتين الخامسة والسادسة، كما أن الكهنة والنبلاء أصبحوا أكثر سيطرة ونالوا الكثير من المميزات.
وكتب ذلك نهاية حقبة المملكة القديمة بعد وفاة الملك “بيبي الثاني” بعد أن حكم مصر مدة 94 سنة، ودخلت البلاد في حالة من الفوضى، وتوثّقت في تلك الفترة عبادة إله الشمس “رعّ”.
الفترة الانتقالية الأولى 2181 – 2055 قبل الميلاد
نشأت في تلك الحقبة الأسرة السابعة وتلتها الأسرة الثامنة، وشهدت تلك الفترة تعاقبًا سريعًا للحكام على العاصمة “ممفيس” وفي عام 2160 قبل الميلاد، انحلّت السلطة المركزية وقامت حرب أهلية، وانتشرت الفوضى، والأوبئة والمجاعات.
ومن وسط كل هذا البؤس نشأت الأسرتين التاسعة والعاشرة في “هيراكليوبوليس” بين ممفيس وطيبة، واستأثر أمير طيبة “منتوحوتب” بالحكم معيدًا بذلك وحدة مصر، ومعلنًا بداية عصر الأسرة الحادية عشرة.
المملكة الوسطى: عهد الأسرة الثانية عشرة 2055 – 1786 قبل الميلاد
بعد اغتيال “منتوحتب الرابع” انتقل الحكم إلى وزيره الذي أصبح الملك “أمنمحات الأول” مؤسس الأسرة الثانية عشرة، وظلت طيبة محتفظة بقوتها كمركز ديني .
اضافة الى عودة مصر لسابق عهدها من ازدهار، ولقد شهد الحكم في ذلك الوقت الكثير من الاستقرار بعد اختيار الحاكم لمن يخلفه على العرش.
وكانت سياسة مصر في تلك الفترة عدائية وخاصة مع البدو وأهل النوبة .
ولكن ظلت لها علاقات دبلوماسية قوية مع شعوب الشام، ولقد بنيت في تلك الفترة الكثير من الحصون العسكرية والمحاجر.
وعادت لبناء الأهرامات، ثم بدأ تراجع هذه الأسرة في عهد “أمنمحات الرابع” الذي تسلمت أخته “سويك نيفرو” الحكم من بعده وكانت أول امرأة حاكمة لمصر سجلّها التاريخ وحكمت في الفترة من 1789 – 1788.
الفترة الانتقالية الثانية 1786 – 1567 قبل الميلاد
لبدء عصر الأسرة الثالثة عشرة وسط حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
ولم يتمكن أيٍ من ملوك تلك الفترة من توطيد حكمه، وقسّمت مصر إلى مناطق نفوذ عديدة، وانتقل مركز الحكم إلى طيبة.
بينما تمركزت الأسرة الرابعة عشرة المنافسة في مدينة “زوس” بدلتا النيل، وانتهى الأمر بسيطرة الهكسوس على مصر.
واستمروا في الحكم بالتوازي مع حكام مصر وحتى عهد الأسرة السابعة عشرة، واضطر هؤلاء لدفع الضرائب للهكسوس، ثم في نهاية الأمر إندلع الصراع بين القوتين وشنّت عسكر طيبة هجمات متعددة على الهكسوس في عام 1570 وحتى طردوهم آخيرًا من مصر .
المملكة الجديدة 1567 – 1085 قبل الميلاد
كان “أحمس الأول” أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وفي عهده توحّدت مصر مرة آخرى، واستعادت السيطرة على أرض النوبة.
وساقت حملات عسكرية إلى فلسطين وتحاربت مع “الميتانيين والحيثيين” فانتصرت عليهما، وأسست مصر أول إمبراطورية عظمى امتدت من نهر الفرات وحتى النوبة.
وشهدت هذه الفترة سلسلة من الملوك الأقوياء العظام مثل “تحتمس الأول” و”أمنحتب الثالث” وكان للمرأة دور فعّال في الحكم وظهرت الملكات القويات من أمثال الملكة “حتشبسوت” التي حكمت من 1503 – 1482 قبل الميلاد.
ثورة دينية
قام “أمنحتب الرابع” بثورة دينية في نهاية فترة حكم هذه الأسرة وقام بوقف كهنوت الإله “رعّ” وأحلّ محلّه إله الشمس “أتون” ثم اعاد تسمية نفسه باسم “أخناتون” .
وعلى الرغم من أنه بنى عاصمة جديدة اسماها “أخاتون”عرفت فيما بعد باسم العمارنة ، فقد تحولت هذه العاصمة إلى طيبة مرة آخرى بعد وفاته كما عاد المصريون لعبادة آلهة مختلفة.
الرعامسة
تلت تلك الأسرة فترة حكم الرعامسة أو الملوك الذين تم تسميتهم باسم “رمسيس” في الأسرتين 19، 20.
وبنيت في عهدهم العديد من المعابد والأبنية العريقة والمدن العظيمة، وبحسب التوراة يعتقد أن “موسى” قد خرج من مصر في عهد “رمسيس الثاني” في الفترة 1304 – 1237 قبل الميلاد.
ودفن ملوك تلك الفترة في قبور عميقة وليس أهرامات باستثاء “أخناتون” وذلك في وادي الملوك مقابل طيبة.
وتم مداهمة أغلب هذه القبور ولم يسلم منها سوى قبر “توت عنخ أمون” الذي حكم في الفترة من 1361 – 1352 قبل الميلاد وتم الكشف عن مقبرته عام 1922 ميلادية.
وبعد فترة الرعامسة تعرضت مصر لخسائر متوالية ففقدت فلسطين وسوريا للأبد وغزتها شعوب تقطن ليبيا وكانت ثرواتها تنضب باطراد.
الفترة الانتقالية الثالثة 1085 – 664 قبل الميلاد
هي فترة حكم الأسرة 21 والتي عايشت فترة من الاضطرابات وكانت مصر فقدت الكثير من هيمنتها وفي عام 945 قبل الميلاد تولت الأسرة 22 الحكم بتولي الملك “شيشنق” السلطة وهو من أصول ليبية.
وفي القرن الثامن قبل الميلاد اسس النوبيون سلالتهم الخاصة بداية من حكم الملك “كوش” واصطدمت مصر مع الإمبراطورية الأشورية.
ومن نتائج هذا الصدام أن طرد حاكم أشور الملك” أسرحدون” الملك الكوشي “تاهاراكا “عام 671 من ممفيس وعين حكام محليين بدلًا منه.
من بين هؤلاء الحكام المحليين “نيتشو “الذي أسس الأسرة 26 قبل أن يقتل على يد الكوشيين.
الفترة المتأخرّة وغزو الإسكندر 664 – 332 قبل الميلاد
حكمت سلالة “سايت” مصر الموحدة فترة تناهز القرنين، وفي عام 525 تمكن ” قمبيز ” الفارسي من هزيمة الملك “بسماتيشوس الثالث” وتحولت مصر إلى جزء من الإمبراطورية الفارسية.
وتوالى عليها حكم الفرس ومنهم “داريوس” الذي ترك للمصريين حرية العبادة ورمم المعابد وبنى معابد جديدة، وبعده تولى “زركسيس” الحكم وكان مستبدًا قامت عليه الكثير من الثورات وانتصرت إحداها في عام 404 قبل الميلاد لتستقل مصر آخيرًا تحت حكم الأسر 28، 29، 30.
غزو الفرس
هاجم الفرس مرّة آخرى الدولة المصرية في القرن الرابع قبل الميلاد، وأعاد زركسيس مجده عام 343 قبل الميلاد.
وتمكّن “الإسكندر الأكبر” من هزيمة الجيوش الفرسية بعدها حكمت مصر سلالة من الملوك المقدونيين، واستسلمت “كليوباترا السابعة” أمام جيوش “أوكتافيان” الذي عرف بأغسطس فيما بعد عام 31 قبل الميلاد.
وخضعت مصر لحكم الرومان ستة قرون تالية، تحولّت خلالها إلى الديانة المسيحية، ثم غزا العرب مصر في القرن السابع الميلادي وأدخلوا إليها الدين الإسلامي.
إنجازات الحضارة المصرية القديمة
الأهرامات
شيد الملك “زوسر” أول هرم بين عامي 2667 – 2648 قبل الميلاد وهو أول مبنى حجري ضخم شيّد في التاريخ المعروف.
الكتابة
طوّر المصريون أول لغة متقنة بالتزامن مع بلاد ما بين النهرين، ولقد كانت جميع أشكال الكتابة المبكرة عبارة عن صور ثم تطورت إلى اشكال مجرّدة، واحتفظ المصريون بطريقتهم في الكتابة الهيروغليفية حتى مع اعتمادهم الكتابة الهيراطيقية المجرّدة.
ورق البردي
يعد ورق البردي أول مادة تشبه الورق الحديث إلى حد كبير تستخدم في الكتابة، ولقد استخدمت الحضارات الآخرى خامات مثل الطين والحجر وجلود الحيوانات في الكتابة.
واستخدم ورق البردي لأكثر من ثلاثة آلاف عام وتم تصديره إلى كافة البلدان المعاصرة، واستمرت أوروبا في استخدامه حتى القرن السابع الميلادي.
الحبر الأسود
حضّر المصريون القدماء الحبر الأسود من خليط من العلكة النباتية والسخام وشمع النحل واستبدلوا السخام بخامات آخرى أكثر ثباتًا فيما بعد.
المحراث
أحدث استخدام الثيران في حرث الأرض ثورة زراعية كبيرة في عهد قدماء المصريين ولازال هذا الابتكار مستخدمًا في مناطق مختلفة من العالم إلى يومنا هذا.
المنجل
هو اداه ذات نصل ملتوي تستخدم في الحصاد وخاصة حصاد الحبوب مثل القمح والشعير.
الرى
عرف المصريون القدماء حفر قنوات الري بين الأراضي الزراعية وذلك لتسخير فيضان النيل واستخدامه على الوجه الأمثل في الزراعة.
الشادوف
استخدم الشادوف كوسيلة للري من مستوى ماء منخفض لأرض مرتفعة عبارة عن عمود موازنة في طرفه دلو ، وفي الطرف الآخر وزن، ويتم ملء الدلو ورفعه بسهولة بالثقل ونقل الماء إلى أعلى.
التقويم
ابتكر المصريون القدماء التقويم الشمسي، عن طريق رؤية النجم سيريوس في السماء الشرقية، وكان ذلك يتزامن مع الفيضان السنوي للنيل.
وضم تقويمهم 365 يومًا و 12 شهرًا في كل شهر 30 يومًا، وخمسة أيام إضافية تقام فيها المهرجانات، ولضبط التقويم قام “بطليموس الثالث” بإضافة يوم إلى كل أربعة سنوات ليصبح التقويم شبيهًا بما هو عليه اليوم.
الساعة
الساعة المائية
اخترع القدماء المصريون أدوات لضبط الوقت منها المسلات التي كانت تعمل بمثابة ساعة شمسية يقاس تحرّك ظلها على مدار اليوم.
وكذلك اخترعوا الساعة المائية وهي عبارة عن إناء حجري يقطّر الماء بمعدّل ثابت وقد عثر عليها أول مرة في قبر “أمنمحات” الذي عاش في القرن السادس عشر قبل الميلاد وكان مسؤول البلاط الملكي.
واستخدم الكهنة الساعة المائية في المعابد ليلًا لضبط أوقات العبادة.
الشرطة
خلال المملكتين القديمة والوسطى كان المسؤولون المحليون لديهم شرطة خاصة بهم وتطور الأمر مع الوقت فكان هناك شرطة نظامية تحمل العصى ولديها كلاب مدرّبة.
الجميع كانوا يخضعون للقوانين سواء الأغنياء أو الفقراء وكان من العقوبات المستخدمة الدفن الغير لائق فقد كان القدماء يعتقدون أن الدفن اللائق شرطً من شروط الدخول الى الحياة الآخرة.
الأدوات الجراحية
أظهرت بردية “إدوين سميث” أن المصريين القدماء كانوا يجرون الجراحات الطبية .
وهناك وصف لثمانية وأربعين حالة جراحية تضمنت إصابات في الرأس والكتف والرقبة والثدي والصدر، وقائمة بالأدوات اللازمة للعمل وتعليمات خياطة الجروح واستخدام المسحات والضمادات والجص واللاصق، والكي.
وتضمنت أيضا دراسة للدماغ، والكثير من هذه الأدوات موجود في متحف القاهرة.
ومن هذه الأدوات المباضع والمقصات والإبر والملقط والمشرط والخطافات والمجسّات والكماشة.
الشعر المستعار
اعتاد المصريون القدماء حلق رؤوسهم بشكل كامل في فصل الصيف للحفاظ على أنفسهم من الآفات.
حيث كان الكهنة يظلّون صلعًا كجزء من التطهير، وكان الشعر المستعار يستخدم لتغطية الرأس ويوجد منه أنماطًا مختلفة ويمكن وضع الشمع المعطر فيه.
مستحضرات التجميل
اخترع المصري القديم مستحضرات التجميل قبل أكثر من ستة الاف عام، واستخدموا السخام مع الرصاص لصناعة الكحل، كما صنعوا مستحضرات العيون الخضراء اللون باستخدام أحجار المالكيت والجالينا.
معجون الأسنان
في مؤتمر لطب الأسنان أقيم عام 2004 ، فحص الأطباء عينات من معجون الأسنان المصري القديم الذي شملت مكوناته حوافر الثور والرماد وقشر البيض المحترق .
كما وجدوا دليل استخدامه على بردية من البرديات من القرن الرابع الميلادي ووصفة أخرى من الملح الصخري والنعناع وزهرة السوسن وحبوب الفلفل، لتعطي الأسنان أفضل لون أبيض طبيعي.
التحنيط
ان ما بدعو حقا للدهشة هو تفوق المصريين القدماء المذهل فى تحنيط موتاهم اذ بقيت الموميات المحنطة في حالة جيدة لالاف السنين .
المعتقدات والحياة الدينية
آمن المصريون القدماء بوجود قوّة عليا وحياة أبدية بعد الموت، وكان المعتقد لديهم يختلط مع العلوم والفنون والأساطير والطب وطب الأعشاب والسحر، والروحانيات.
ولأهمية الجانب الدينى فى ثقافة المصرى القديم فقد تدخل في كافة مناحي الحياه له، اذ كان يعتبر أن الحياة الدنيا هي جزء من رحلة روحه الأبدية .
قوانين ماعت
ولكي تستمر هذه الرحلة يجب أن يعيش الإنسان حياة جديرة بالاستمرار، وكان على المصري أن يتمسك بمبادىء وقوانين “ماعت” فحياته لا تؤثر عليه وحده ولكن على الآخرين أيضًا.
وعلى الناس أن يثقوا ببعضهم البعض ويتشاركون للحفاظ على التوازن، فإرادة الإله تستلزم إنتاج أكبر قدر من المتعة والسعادة للبشر. وبذلك يؤدون مهامهم بشكل أفضل. هذه القوانين هى :
أنا لم ارتكب خطيئة ، أنا لم ارتكب السرقة بالعنف ، أنا لم أسرق ، أنا لم أقتل رجالا أو نساء ، أنا لم أسرق الطعام ، أنا لم أختلس القرابين ، أنا لم أسرق من إله/إلهة ، أنا لم أكذب.
ويرمز لماعت بإله يحمل ريشة الحقيقة ويعنى التماشى مع قوى النور والحقيقة ومقاومة قوى الظلام والفوضى.
ومن يفعل هذا ينال حكمًا لطيفًا من “أوزوريس” ربّ الموتى.
بداية الخلق
ويعتبر المصريون القدماء أن في بداية الخلق كان لا يوجد سوى مياه الفوضى، التي تدور في دوامة وسط الظلام.
وارتفع الإله “أتوم رع” في حضور “حكا” ربّ السحر والطب فشعر بالوحدة ولذلك ومن أجل أن يؤنس وحدته تزّوج مع ظلّه لينجب “شو” إله الهواء و “تيفنوت” إلهة الرطوبة وأعطى “شو” الكون مبادئ الحياة بينما أعطاه “تيفنوت” النظام، وشرع الإثنان في تأسيس الكون.
واعتقد المصريون القدماء أن مصر تعكس الكون وكانت الأبنية التي شيّدوها انعكاسًا لهذا الكون وعاشت ألهتهم جنبًا إلى جنب معهم في حياتهم اليومية وحتى أنهم اعتبروا شجرة الجميز إلهة وأطلقوا عليها إسم “حتحور”.
الشامان فى الحضارة المصرية
الشامانات في مصر القديمة كانوا حاضرين دوما و يعملون على طرد الأرواح الشريرة ويعالجون المرضى، ويتعاملون مع الموتى.
ومن ضمن النصوص التي ظهر فيها ذلك نص “كتاب الموتى” الذي يتضمن إرشادات شامانية للعالم السفلي ويشرح مفاتيح التحويل للذات وللكون كله.
الريكي المصري (علاج الطاقة على الطريقة المصرية)
ويعرف أيضًا باسم علاج سيخم للطاقة Sekhem Energy Healing ( اشارة الى الالهة ” سخم ” ) وهي طريقة علاجية قديمة غير جراحية تستخدم فيها الطاقة التي توجّه إلى جسم المريض عبر اليدين.
هى طريقة تشبه الريكي المعروف في وقتنا المعاصر، وهو وسيلة لإعادة تنظيم وإطلاق وتحويل طاقة الجسم الراكدة من أجل استعادة الجسم لتوازنه.
وهذا العلاج يساعد على شفاء الأزمات العاطفية والروحية، ويعالج القلق، ويشجع الإنسان على مواجهة مخاوفه واكتساب الثقة.
كما يمنحه القدرة على التعامل مع الحزن بشكل أفضل، وخلق الوعي الذاتي، وهو علاج أمن تمامًا، يشعر الإنسان بعده بالخفّة والراحة والهدوء ويستعيد نشاطه.
الآلهة فى الحضارة المصرية
كانت مكانة الاله تتغير على مر العصور فيسود آلهه ويذهب آخرون، ولكن كانت هناك دائما آلهة رئيسية تشكل النسيج الأساسى للحياه الروحية فى مصر القديمة فى عصر ما قبل الأسرات وهم :
- رع : اهم الآلهة المصرية وهو خالق العالم ، واعتبر الأله الرسمى لمصر القديمة منذ عصر الأسرة الثالثة .
- حابى : اله الخصوبة وهو على شكل عجل وهو من يدفع بمياه النيل أثناء فيضانه .
- أتوم : ويرمز اليه بخالق الكون ، وقد أنجب “شو” اله الهواء و” تفنوت ” آلهة الرطوبة .
- نون : أبو الآلهة الذى انبثق منه كل شىء .
- تفنوت : آلهة المياه والرطوبة وهى مرتبطة بعنصرى الشمس والقمر . تفنوت وأخاها ” شو ” هما أبناء الاله ” أتوم ” اله الخلق الأول .
- شو : اله الهواء والحياه الذى يملأ الفراغ بين الأرض والسماء .
- ماعت : اله الحق والخير والنظام والعدل .
- أتون : كانت عبادته بداية لعبادة الألهه الواحد فى عهد الملك أخناتون . وقد تم رسمه بشكل قرص الشمس وله أشعه كشعاع ينتهى بما يشبه يد الأنسان وهى تمسك بمفتاح الحياة (أنك).\
- آمون : وقد لقب بملك الآلهة.
- نوت : آلهة السماء ويرمز لها بشكل امرأة منحنية على الأرض .
آلهة الحرب ومصر العليا وحماية الموتى
- أنوبيس: ( حارس المقبرة ) : وقد نقش على شكل رجل برأس كلب وأحيانا على شكل كلب رابض على قاعدة فى مواجهة المقبرة رمزا لحمايتها .
- أتحور : اله الحرب وحامى الفرعون والجيش ، وقد نقش على صورة رجل على رأسه تاج يحمل 4 ريشات .
- أوزوريس : يرمز اليه بأنه رئيس عالم الموتى وقد تزوج فى حياته من ايزيس وأنجبا حورس .
- ايزيس : هى أخت أوزوريس وتزوجته وأنجبا ” حورس ” وهى ابنه ” جب ” و” نوت “
- نفتيس : اخت أوزوريس ونفتيس وست ، وقد ساعدت أختها ايزيس على ترميم جسد أوزوريس بعد جمعه لتفوقها فى العلاج الروحى .
- نخبت : الهه مصر العليا وحامية الملك .
- إبحى : وهو ابن حتحور وحورس .
الطب والحرب والفنون والمرح
- ايمحتب : وقد كان طبيب الملك زوسر وقد أسماه المصريون ابن بتاح وأيضا ” اله الطب “.
- باخت : وهى آلهة الحرب وقد نقشت صورتها على شكل امراة برأس أنثى الأسد يعلوها قرص الشمس.
- بتاح : منشىء الصناعات ومبتكر الفنون.
- بس : اله المرح والسرور وهو الذى يعمل على حماية المرأه عند الولادة ، ظهر فى النقوش على شكل قزم ذو وجه مربع ولحية أسد .
الأرض والقمر والكائنات المائية
- بعل : هو أحد الآلهة الأسيوية وقد عبد فى عهد رمسيس الثانى .
- تاورت : وتعنى المرأة العظيمة ، وتقوم ايضا بحماية النساء ومساعدتهن أثناء الحمل والولادة ، وقد ظهرت فى النقوش على شكل أنثى فرس النهر .
- تحوتى : اله القمر ، وقد نعت باله العلم والمعرفة وفن الكتابة وقد ظهر فى النقوش بجسم انسان ورأس طائر أبو قردان .
- جب : اله الأرض وهو من يعطى الأرض وثرواتها وهو منبع الماء وأيضا من قد يسبب الزلازل .جب هو زوج الآلهه نوت الهه السماء وقد أنجبا : ايزيس وأوزوريس وست ونفتيس .
- حات محيت : آلهة الأسماك والكائنات المائية وهى الآلهه الأنثى للحياه والحماية ويرمز اليها بأمراه فوق رأسها سمكة مقدسة لدى المصريين وهى ” قشر البياض ” وهى السمكة التى لم تكن تتأثر بارتفاع أو انخفاض النيل .
- حورس : هو ابن ايزيس وأوزوريس وقد انتقم لأبيه من عمه ست من خلال عده معارك فقد فيها احدى عينيه ولكنه أنتصر فى النهاية عليه وقتله ، ويشار اليه بأنه اله الأنتقام لهذا السبب .
الشر ، الكتابة والمعرفة والآلهة المنقذة
- سونخ : اله الشر ويرمز اليه بانسان له رأس حيوان يشبه شكل الكلب .
- سخمت : وتعنى القوية ، وهى آلهة الحرب والحماية والعلاج والسحر . ويرمز اليها بشكل امراه برأس أنثى الأسد وفوق رأسها قرص الشمس .
- سيشات : لقبت بذات القرون السبعه وهى الهه الكتابة والمعرفة.
- شد : الأله المنقذ الذى يقدم المساعد أثناء الشدائد .
- سوكر : اله الخلق والموتى وقد ارتبط ببتاح وأوزوريس .
هل الأهرامات هي بوابة النجوم؟
توصّل العالم “روبيرت بوفال” في ثمانينيات القرن الماضي وهو من الباحثين فى الحضارة المصرية وعلم المصريات إلى أن انتظام الأهرامات الثلاثة في الجيزة مطابق لمواقع ثلاثة نجوم في حزام الجبّار التابع للمجموعة النجمية ” أوا ريون .
هذه المجموعه النجميه أثبتت البحوث الروحيه أنها تحوى كافة المعارف والداتا الكونية السابقة والحالية والمستقبلية .
هذا الأمريفسر التقدم المذهل الذى كان عليه المصريون القدماء لكونهم كانوا متصلين بالنجوم التى تمدهم بالعلوم فائقة التقدم .
كما يعتقد أن كثيرين من سكان هذه النجوم جاءوا الى الأرض واستعمروها وكانوا سببا فى النهضة الغير مسبوقة التى تميزت بها الحضارة المصرية وأن كثير منهم كان يعتقد أنه عائد يوما ما الى موطنه الأصلى ، الى النجوم.
أسرار أبو الهول
إنه ذلك التمثال الذي وجد مدفونًا في الصحراء وأحيط بالكثير من الغموض ولقّب بأبو الهول العظيم.
يقع أبو الهول على هضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل وهو يواجه شروق الشمس وعبده بعض حكام مصر القديمة باعتباره أحد مظاهر إله الشمس وأطلقوا عليه إسم “حورس الأفق” ويقع على مسافة قصيرة من أهرامات الجيزة.
يبلغ طول التمثال 73.5 متر ما يجعله انجاز معمارى مذهل وأضخم تمثال في العالم القديم، ولكنه تعرّض لعوامل بيئية قاسية تحداها وصمد أمامها بسبب دفنه في الصحراء.
وقد ذكر أن فرعون نام في ظل أبو الهول في رحلة صيد عام 1400 قبل الميلاد فحلم بوحش ضخم يختنق من الرمال التي تغمره، وأخبره الوحش بأنه إذا أنقذه سيمنحه تاج مصر العليا والسفلى، ولقد تم تخليد هذه القصة على لوح من الجرانيت وضع بين يدي أبو الهول.
تشكيل أبو الهول
ويقال أن فرعون الأسرة الرابعة “سيفيرين” شكّل الحجر على هيئة أسد وأضاف إليه ملامحه في نفس وقت بناء هرم خفرع حوالي 2540 قبل الميلاد، إلا أنه لا يوجد الكثير من الأدلة التي تدعم هذا الافتراض ومازال بناءه بمثابة لغزًا محيرًا.
ويشاع أن أبو الهول بني من عشرة ألاف سنة وأن تحت قدمه اليمنى يوجد غرفة مخبّأ فيها كل العلوم والأسرار الخاصة بقارة أتلانتس المفقودة وتحوي العلوم الكونية والمعارف الروحية، وأن تحته توجد المكتبة القديمة.
ذكرهذا وسيط الجلاء البصرى الأمريكى “إدجار كيسي” وقد حظى بشهرة واسعة فى قدراته الماورائية وله الكثير من الأتباع والمريدين الذين يصدقون هذا الطرح بالرغم من عدم ثبوته علميا .
قدماء المصريين والكائنات الفضائية
لقد تركت الحضارة المصرية العديد من الآثار التي تجعل الإنسان المعاصر يقف أمامها حائرا مندهشًا متسائلًا كيف تم بناء ذلك وأي تكنولوجيا تلك التي نفذوا بها هذه المهمة.
لذلك ساد اعتقاد قوى بين الكثير من العلماء والمؤرخين بأن قدماء المصريين اتبعوا تعليمات قادمة من خارج كوب الأرض عند بناء الأهرامات مكنتهم من تشييد هذه التحفة المعمارية وأن كائنات فضائية من النجوم والكواكب ساعدتهم فى الحصول على تقنيات فائقة التطور لبناء الأهرامات التى تنكون من الاف الأحجار الضخمة المنحوتة بدقة يزن الواحد منها طنان على الأقل.
ما دعم هذا الأعتقاد حتى يومنا هذا أن بناء الهرم يمثل تحديًا كبيرًا لا قبل للبشر به رغم كل امكانياتهم التكنولوجية الحالية ما بالك منذ الاف السنين .
كما عزز من ذلك تراصف الأهرامات مع مواقع النجوم في حزام أورايون وهو المجموعه النجميه التى أشارت البحوث الروحية الى احتوائها على كافة المعارف الكونية
المصادر
https://www.history.com/topics/ancient-history/ancient-egypt
https://discoveringegypt.com/ancient-egyptian-inventions/
https://www.worldhistory.org/Egyptian_Religion/
https://www.amazon.com/Egyptian-Shaman-Primal-Spiritual-Ancient/dp/1906958424
https://www.womenandhealth.org.uk/1778-2/?cn-reloaded=1
https://astronomy.com/news/2021/02/are-the-egyptian-pyramids-aligned-with-the-stars
https://www.worldhistory.org/article/236/the-mystery-of-the-great-sphinx/
https://www.nationalgeographic.com/travel/article/ancient-sites-built-by-aliens
ويكيبيديا .
