الاتصال بين عالم الروح وعالم المادة
لقد أصبح الأتصال بين عالم الروح وعالم المادة والتعرف على مستويات عالم الروح ميسرا جدا ومتاحا لمئات الوسطاء الروحيين حول العالم فى أوروبا وأمريكا وآسيا .
ونظرا لأهميته البالغة فقد خضع للبحث العلمى من مؤسسات روحيه كبيرة فى العالم ضمت علماء ومفكرين وكتاب وأساتذة جامعات من كل الطوائف والجنسيات على مدى القرنين الماضيين .. وقد ساعدهم على ذلك التقدم المذهل فى صناعة الكاميرات التى أصبح بامكانها تصوير الهالة وأجهزة أشعه دقيقة أمكنها تصوير ” الروح ” فى مادتها الأثيرية الرقيقة .
كانت الفكرة والدافع وراء هذه الأبحاث ان كل نفس ، أى نفس على وجه الأرض ترغب فى أن تعرف ” المصير ” الذى ينتظرها والى أين تذهب بعد فناء الجسد المادى.
الكثير منا جالت بخاطره يوما فكرة الى اين تذهب أرواحنا بعد مفارقة الجسد المادى ، ما هى طبيعة الحياه فى عالم الروح ، ماهى مستويات عالم الروح ؟ هل هناك مستويات متعددة للحياه هناك ؟
قامت المؤسسة العلمية الروحية SSRF بأبحاث حول هذا الموضوع وخلصت الى بعض النتائج سنسردها بعد قليل .
ولكن دعونا أولا نتعرف على أنفسنا ، مم خلقنا و مم يتكون الأنسان
جسد مادى Physical Body: وهو الذى تحكمه وتديره الحواس الخمسة.
جسد حيوى Energy Body : وهو المجال الطاقى للانسان أو الطاقة الكامنه التى تساعده على القيام بكافة المهام والأنشطة الحيوية .
العقل Mental Body : وهو الذى يحتوى على المشاعر والعواطف والرغبات .
الذكاء Intellect : وبه تكون القدرة على التفكير واتخاذ القرارات .
الأنا Ego : الشعور القوى بالذات والتميز والقدرة على عمل الأشياء منفردا بالارادة الحرة دون تدخل السماء.
الروح : هى جزء من الروح الأعظم (الله) الموجود بداخل كل مخلوق
هنا نقول ان الروح تذهب لأحد المستويات السماوية وهى اربعة عشر مستوى : سبعة علوية وسبعة رديئة.
فالى اين سوف تذهب روحى وهل هناك امكانية للتنقل من مستوى لمستوى أم هو موضع أبدى لا تزحزح عنه ؟ هل جهنم مرعبة كما وصفت ؟ ماذا يحدث فيها ؟ ما هى أشكال العقابات الألهية ؟ مالذى يحدث عندما يفارق الأنسان جسده المادى ؟
ماذا يحدث عند مفارقة الجسد بحدث الموت
- الجسد المادى يموت ويتحلل ويعود للتراب وتنقطع الصلة بينه وبين جوهر الروح المنتقلة .هو قميص كنا نرتديه ثم انتهى دوره ولأنه صنع من تراب فالى التراب يعود . ووفق قوانين الفيزياء فان هذا هو الأمر الطبيعى جدا أذ ان الماده لا تنقص ولكنها تتحول وتتبدل أشكالها فقط.
- الجسد الطاقى أو الحيوى يعود للكون.
- الجسد الأثيرى ويتكون من العقل والذكاء والأنا والروح تذهب لواحدة من ال 14 مستوي روحي يتفاوتوا فيما بينهم من حيث السعادة والشقاء حسب درجات أعمالنا وتقدم وعينا الروحى.
مستويات عالم الروح ال 14 بعد فناء الجسد المادى
هذه المستويات منها سبعة جيدة Positive Planes وسبعة سيئة أو تعيسة Negative Planes
وقبل الكلام عن هذه المستويات من المهم ان ندرك ان التعرف عليها سوف يفيدنا جدا فى ارتقاء وعينا وبالتالى أخلاقنا ومعاملاتنا وتصرفاتنا ونوايانا وسوف نراقب أنفسنا بشكل أقوى وأحسن ، لأننا سنرى المعايير الأساسية التى ستتحدد يموجبها مكانتنا السماوية.
المستويات السبعة الجيدة Seven Positive Planes
دائما نعتقد ان السماوات السبع تسكنها الملائكة فقط وهذه ليست الحقيقة .
هذه المستويات أو السماوات فيها كل البشر الذين فارقوا الحياه قبلنا والذين سيأتون بعدنا .
كل واحد فى رتبته ومكانته ومنزله الذى شيده لنفسه أثناء حياته الأرضية حيث مازالت الفرصة سانحه لكل نفس مهما كانت الصعاب أو التحديات التى تقابلها.
فالفرصة للترقى لا تنتهى لسبب بسيط جدا ، ان الله رحيم بالمخلوقات ومن غير المعقول انه عندما يخطىء الأبن حتى لو كانت أخطاؤه جسيمه أن يقتله أبوه أو يعذبه عذابا شديدا ، سيعاقبه لبعض الوقت ثم يسامحه ويعطيه فرصة أخرى للندم والمراجعه . وهذا ما تقوم به وتفعله “الأرواح المرشدة ” فى السماوات فهى تقوم بمراجعه الروح لتفهم أخطاءها .فالارتقاء هو جوهر الروحيه وواحد من قوانين الكون الثابته التى لا تستثنى أحدا .
كيف أصعد بروحى ، كيف استثمر فرصة وجودى على الأرض ، هذه النعمة الحياه الثمينة التى منحت لى؟
مهم أن تكون لدينا ارادة التغيير وهو ما يحدث مع زياده ” الوعى ” وزياده “المعرفة” . الوعى والمعرفة يورثان الانتباه وحسن المراقبه .
نعود ثانية للمستويات السبعه الجيدة ، من يعيش فيها
أناس عاشوا حياه طيبة فى الحياه الأرضية واهتموا بالممارسة الروحية بانتظام بهدف واحد معرفة الله .
تتفاوت درجاتهم بحسب ذبذبات أرواحهم فكلما كانت خفيفة تسكن فى مستوى أعلى بحسب ما وصلت اليه الروح من تقدم .
أناس استطاعوا أن يخفضوا ” الأنا ” Ego الى أدنى المستويات حتى أن كل أفعالهم وأقوالهم ونواياهم جعلت للخالق فهو الفاعل والمطعم والمكسى و”الأنا” تلاشت تماما فليس شىء متحقق بجهدى فقط بل هو الاله فى كل شىء .
الأرواح التى تسكن المستويات العليا من المستويات السبعة الجيدة تشعر بالنعيم ، وهو ليس كنعيم الأرض كما وصفه عشرات الوسطاء الروحيون وأملته الكثير من الارواح المنتقله فى كتب كاملة.
أناس استطاعوا أن يطوروا أنفسهم روحيا بتدريبات مستمرة أثناء حياتهم الأرضية كى يزيلوا عيوبهم وزلات أنفسهم من طمع وجشع وحسد وغيرة وأنانية وحقد وعدم تسامح .
هؤلاء سوف يذهبون لمستويات عليا من الوجود كل بحسب درجته والدرجة التى تتماشى مع مستوى ذبذبة الروح ساعة الأنتقال.
المستويات السبعه الدنيا الرديئة
من الضرورى أن تجابه كل نفس الحقيقة التى تنتظر الجميع وان تتعرف على المستويات الرديئة كى تتجنب الولوج اليها.
لأن بالتأكيد أى انسان يهمه أن يعرف خريطة مستقبله كيف ستكون .
فالمستقبل ليس فقط العمل أوالوظيفة أوالمال أوالأبناء أو الى أين سنسافر او كيف سنشترى بيتا جديدا أو سيارة .
المستقبل هو انت ، هو روحك الخالدة الى اين ستذهب واين ستكمل رحلتها السرمدية ، روحك هى الشىء الوحيد الذى سيبقى معك دون أى شىء آخر .
فكل الأشياء ، كل الممتلكات ، كل المناصب ، كل الشهادات ستفارقنا وسنفارقها بمجرد أن نخلع قميصنا الطينى .
جميعها بلا استثناء شىء مؤقت جدا مهما طالت أعمارنا .
بينما روحنا هى الدائمه ولذلك مهم أن نعرف المزيد والمزيد عن المصير الذى هو محتوم لا مهرب منه كنت شابا أو كبير سن ، سليما أو مريضا فالحياه قصيرة مهما طالت .
من يسكنون المستويات السبعة الرديئة
تعيش في هذه المستويات الرديئة الأرواح التى ارتكبت أفعالا خاطئة كبرى وارتكبوا المعاصى الشديدة من الحقد والظلم والأيذاء فى الحياه الأرضية أو الذين قاموا بممارسات روحية وسعوا لتطوير معارفهم الروحيه من أجل المكسب المادى أو الحصول على قوى خارقة تمكنهم من السيطرة على الغير أو للحصول على الثروه أو الشهرة من جراء هذه الممارسات .
هذه الأرواح تسكن بحسب مستويات أعمالها فى واحدة من تلك المستويات السبعة الرديئة (جهنم) حسب سوء أفعالها ونواياها طبعا.
الناس العاديون ، أين تستقر أرواحهم ؟
الناس الذين كانوا بعيدين عن الله ولم يهتموا فى حياتهم الأرضيه بعمل صلة روحيه مع الخالق والذين عاشوا الحياه منغمسين فى الرغبات الدنيوية يذهبون للمستوى الأول بعد الأرض .
وبرغم خطاياهم وكونهم بعيدين عن الله الا انه يتم تصنيفهم ضمن أولى المستويات الأيجابية لأن الأرواح فى هذا المستوى يمكن أن تعطى فرصه الولادة الثانية (ان شاءت ) من أجل مزيد من اصلاح النفس والتعلم والارتقاء فى الطريق الى النور ولتعزيز تقدمها الروحى . لكن الأرواح التى تذهب مباشرة لمستويات الجحيم لا تحصل على هذه الفرصه الا بعد وقت طويل.
بعد أن تعرفنا على مستويات عالم الروح لعلنا نتساءل ما الذى يجعل الروح تحب حياه الأرض المتعبة
لأن كثيرمن البشر المنغمسين فى رغبات الدنيا وشهواتها من مال وبنين وبيوت ووظائف ومصالح مادية يحزنون لمفارقة كل هذه الأشياء ويبقون مرتبطين بالأرض Earth Bound وهم لكونهم مازالوا مرتبطين بمشاعر الدنيا ورغباتها لا يشعرون بالسعاده عند الأنتقال لعالم الروح .
هذا الأرتباط يجعلهم غير قادرين على أن يتقدموا فى اتجاه النور الأعظم ، وفى اتجاه المستويات السماوية العليا التى فيها النعيم الحق .
ولذلك فان ” موت الفجأة ” شىء مؤلم جدا للروح لكونها تفاجأ بفقدان كل شىء مره واحدة .
من أجل هذا ، فان أحد المبادىء العظيمه للروحية هو عدم التعلق لا بمال ولا ولد ولا ممتلكات .
وأن يزداد وعي الانسان ودرايته بأن كل شىء ممكن يتغير او يزول فى ثانيه : الولد يمكن أن يفقد بوفاه أو ابتعاد بسفر.
المال يمكن أن يضيع ، الوظيفة المرموقه يمكن أن أخسرها .ان الأيمان “بعدم ديمومية الأشياء” هو المكسب المعرفى الرائع لأى نفس تريد أن تتقدم فى اتجاه اعلاء الروح على الجسد .
فالروح هى ما سيبقى معى للأبد وهى الجزء من كيانى الذى ينبغى أن أوليه الأهتمام الأكبر .
هو ما يجب أن أعتنى به وأدربه على الحب والخير والعطاء وعدم الأنانية والأيثار وخدمة الناس بغير مقابل.
هل جهنم فعلا مرعبه كما وصفت لنا
طبعا هناك عقابات لا جدال فى هذا ، لأنه يوجد عدل الهى وهو ناموس سماوى .
فكل روح ستلاقى ما تستحقه من ثواب أو عقاب ، لكن ما ذكرته مئات الأرواح المنتقلة وما أملى على وسطاء الكتابة التلقائبة من أرواح عليا هو ان العقابات الألهية لها أشكال مختلفة فى الحياه الثانية .
العقابات أو الآلام التى تختبرها الروح الخاطئة أو البعيدة عن الله فى المستويات الدنيا معظمها نفسية وعقلية .
فهى تعيش محزونه ومحبوسه ونادمة على مافاتها من فرص للقيام بالأعمال الطيبة ومتألمة من شدة الندم والشعور بالخزى دون مقدرة على الخروج من الألم والندم الذى يكون طاغيا علي شعورها بأى راحه أو سعادة .
هذا بجانب التواجد فى أماكن ضبابية مظلمه أو أماكن قذرة ذات روائح كريهة دون القدرة على تغيير هذا الوضع أو الخروج منه.
تشتد عذابات النفس ويشتد حساب الأنسان لنفسه بحسب درجات الأعمال وبالتالى المستويات التى تذهب اليها .
ونذكر هنا بعض أمثلة عذابات الروح
- المعاناه بسبب التواجد فى أماكن مظلمة أو ضبابية أو قذرة وذات رائحة كريهة .
- الحزن لتذكر رغبات لم تتحقق أثناء الحياه الأرضية من تعليم أو الحصول على مسكن أو أنجاب أبناء أو توقف عن الأستمتاع بالملذات الدنيوية دون القدرة على الرجوع لكونها انتقلت لعالم الروح.
- تعذيب شديد للضمير بسبب ارتكاب خطايا عظيمة كالقتل .
- معاناه نفسية نتيجة سيطرة أرواح شريرة عليها حتى تصبح الروح فى حالة عبودية لتلك الكيانات الشريرة وتصبح مسخرة لطاعتها . والسبب هنا أن الروح التى فى هذا المستوى تكون روحا ضعيفة وبالتالى يمكن لروح شريرة أقوى منها فى المستويات الدنيا التى يتواجدان كلاهما فيها أن تسيطر عليها .
- الحزن لتذكر رغبات لم تتحقق على الأرض نتيجة اعاقة جسدية ما يعنى استمرار الارتباط بالأرض دون التواجد فيها حقيقة .
ملاحظة مهمة
المستويات التى تحدثنا عنها الجيدة والسيئة هى حولنا وقريبة منا ، لكن الأنسان العادى لا يستطيع أن يراها بالعين المجردة أو يستشعرها بسبب اختلاف الأهتزازات والترددات بين مستوى الحياه فى عالم المادة وعالم الروح .
اذن من الذى يستطيع رؤيتها ؟
هم الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات روحيه عالية مثل القديسين والصوفيين والأولياء والوسطاء الروحيين من مراتب عليا . هؤلاء بامكانهم رؤية هذه المستويات والتعرف عليها من خلال العين الثالثة أو ما يسمى “بالحاسة السادسة ” المتقدمة.
الحياه على الأرض هى المكان الوحيد الذى يحيا فيه جميع البشر بكافة مستوياتهم الروحية والانسانية .
بينما فى الحياه بعد الأنتقال فكل انسان يذهب لحيث استحقاق روحه من الشقاء أو السعادة .
هل بامكان الروح أن تنتقل من مستوى لمستوى ؟
الروح فى المستويات الدنيا لا تستطيع وغير مسموح لها بالأنتقال لمستوى أعلى بينما العكس صحيح .
فالأرواح فى المستويات العليا تستطيع النزول للمستويات الأدنى لو رغبت فى زيارة أحد من الأهل أو الأصدقاء أو لتقديم العون والأرشاد وتنمية الوعى الروحى .
أهمية الحياه على الأرض
ان الحياه على الأرض فرصه عظيمة منحها الله لكل نفس ، لأن الأرض هى المدرسة الحقيقية للتعلم .
أننا بوجودنا الفيزيقى واستخدام جسدنا وحواسنا نستطيع فعل الكثيرمن أجل تقدمنا الروحى بينما فى الحياه الثانية بعد الانتقال فانه بخلاف الأرواح العالية التى تسكن المستويات السماوية العليا لا تستطيع باقى الأرواح من تحقيق هذا التقدم لسبين :
- استمرار سيطرة الرغبات الدنيوية عليها وارتباطها بمن تركتهم من الأهل ما يعوق تقدمها الروحى وانطلاقها نحو السماء
- سيطرة بعض الأرواح الشريرة ذات المستوى الروحى الأقوى منها عليها الموجودة فى المستويات الدنيا .
المنهج الروحى من أجل الوصول الى السعادة الأبدية أو ما يسمى بالنعيم
- الممارسة الروحية المنتظمة مع الرغبة الصادقة فى تحقيق التقدم الروحى والسير نحو “معرفة الله.”
- خفض الأنا Ego لأدنى المستويات وكمال التسليم .
- خفض عيوب الشخصية من طمع وكسل وحسد وأيذاء ومراقبة دقيقة للافعال والأفكار والتصرفات.
- مصاحبة الصالحين والباحثين عن الله .
- الخدمة فى الله والعمل على نشر الروحيه من أجل بناء مجتمعات أفضل وخفض الحروب والنزاعات ونبذ الكراهية والعنف والتعصب . فاذا صلح كل أنسان وازداد وعيه صلحت المجتمعات على المستويات الأكبر .