حقيقة جهنم

اذا كنت تزور هذه الصفحة لأول مره رجاء قراءة مقالة مقتطفات من كتاب الحياه فى العالم الآخر أولا

0

 

من كتاب ( الحياه فى العالم الآخر ) – استكمالا لحديث روح رجل الدين المنتقل ” روبرت هوبنسون ” فى وصف عالم الروح الذى شاهده عند الانتقال: الحقيقة ان مشاهد عالم البرزخ كثيرة جدا بما لا يسع المقام لذكرها جميعا .فكيف تبنى البيوت ، وكيف تعمل الأرواح هناك أم أنها تعيش فى سكون ودعه ، الأزهار وأشكالها ، شكل البحر والأرض والرمال ، طرق البناء ، الزمن والوقت ، قوه الفكر . الكثير والكثير من المشاهد ، ولكن التعرف على حقيقة جهنم كان أمرا بالغ الأثر فى نفسى . 

حقيقة جهنم
الجنة والنار ، أوصاف جهنم ، حقيقة جهنم

مشهدان مؤثران حول حقيقة جهنم 

أريد أن أذكر مشهدين أعتقد انهما يمثلان حافزا قويا لكل نفس كى تعمل من أجل التقدم والأرتقاء .

فالفرصة قائمة وبين يدينا ، والتقدم والأرتقاء فى الحياه الأرضية ميسرا لكل من يرغب .

كما أن لكل نفس ارادتها الحره فى اختيار أعمالها وأفكارها وبناء مستقبلها السماوى فى عالم الروح السرمدى كان مضيئا أو مظلما .

ان هذين المشهدين وهما يصوران كيف تبدو حقيقة جهنم يمثلان دافعا قويا  لكل ذى فطنة وكل نفس تخطط لمستقبلها الأبدى كما نخطط جميعا لاشغالنا الدنيوية وأولادنا والمدراس والعمل والجامعه والشالية والمصيف وغيرهم .

لعل هذين المشهدين ينبهانا الى أن الحياه الدائمة الأبدية هى الأهم  ، نعيش الدنيا بما لها وما عليها ولكن تركيزنا يبقى هناك.

والا فالمعاناه قرون وقرون طويلة ستكون فى انتظار الأنفس اللاهية الناسية المتكالبه على الدنيا ، وهى للأسف مقارنه بملكوت السماوات  صغيرة جدا جدا.

العوالم الدنيا المظلمة وحقيقة جهنم 

الكلام هنا على لسان الروح المنتقلة رجل الدين “روبرت هوبنسون ، يقول :

اقترح صديقى ” أدوين ” وقد كان  صديقى فى عالم الأرض انتقل قبلى واستقبلنى  عند وفاتى ، انه قد يكون من المفيد أن نزور العوالم المظلمة بعد أن عرفنا مكاننا فى بيوتنا الجميلة.

ذكر لى ولصديقتنا ” روث ” التى كانت ترافقنا أنه يجب أن نكون مستعدين لرؤية أى شىء غير سار، ولكنه طمأننا بان هذه الزيارة سوف تكون تحت الحماية الكاملة.

أمسك صديقى بيدى ويد صديقتنا ” روث” التى رافقتنا فى الرحلة منذ البداية وبدأنا نتوجه شيئا فشيئا نحوحدود العوالم المظلمة شعرنا برعشه شديدة .

نظرنا الى ما نرتدى من ملابس فوجدنا أنها تحولت للون كئيب قريب من الرمادى .

أخبرنا ” أدوين ” أن هذا أمر ضرورى كى لا نكون واضحين لسكان هذا العالم لأننا نحمل فى أرواحنا بهاء قد يعمى أبصارهم .

ماذا وجدنا ؟

حزام سميك من الضباب يفصلنا عن النور، بروده ، ريف قاحل ، أرض صلبة تحت أقدامنا ذهب عنها اللون الأخضر.

صخور جرانيتية بارده ومانعه يغطيها طين ذو رائحة كريهة، طريق خشن وشديد الأنحدار ، أبخرة خانقة أظهرت لنا الطبيعة الشريرة والمهلكة لهذا المكان.

تضاءل الضوء سريعا ، لفنا الظلام من كل جانب وبالكاد كنا نستطيع مشاهدة المنازل . السماء كئيبة بلون الرصاص ، وشاطىء من الضباب الكثيف تعلوه سحب ثقيلة تبدو وكأنها تضغط علينا .

بدأ الضباب ينقشع مع تقدمنا نحو هذا العالم ورأينا كيانات انسانية تزحف مثل بعض الوحوش الشريرة على سطح الصخور. يلبسون بقايا ملابس كخرق باليه تكشف عن أجزاء من أجسادهم التى تبدو هزيلة جدا وكأنها بدون حياه ، أياديهم لها أظافر طويلة كأنها مخالب .

وجوه مشوهة وأسنان بارزه وشكل الفم مقزز بشفاه غليظة . تعجبنا ما هى الأعمال السيئة التى حولت هذه الأرواح من شكلها الأنسانى الجميل فى الأرض الى هذا المنظر الذى تتأذى من رؤيته أى نفس .

أخبرنا صديقى أن هؤلاء مازالوا غارقين فى الخطيئة ولا يظهرون أى علامة للأسف عن أعمالهم الكريهة فى حياتهم الأرضية.

وأن معظمهم قد ارتكبوا جرائم وظلم فى حق أناس آخرين استحقوا بسببه هذا المكان الذى يرون فيه كل يوم صور ضحاياهم وهى تعذبهم  وتظل تسجنهم فى شعور غاضب كأنهم حيوان فى قفص لا يعرف كيف يخرج منه .

حقيقة جهنم من بعض المشاهد 

مشهد (1)

رأينا مجموعات من الناس جالسة فوق الصخور تمارس تعذيبا غير محتمل على أناس أضعف منهم وكأنما هؤلاء الأخيرون قد سقطوا مكرهين بين يدى معذبيهم .

كان صراخهم غير محتمل ، أطرافهم ملتوية ، وجوهم معوجه كصورة مشوهه لشكل وجه آدمى وكثيرون منهم استلقوا على وجوههم على الأرض وكأنهم قد أجهدوا من العذاب الذى تعرضوا له.

مشهد (2)

اقتربنا من أحد المنازل ، كان صغيرا وخاليا تماما من أى جمال أو زخرفة ولا شىء جميل حوله مطلقا .
كان منزلا يبدوا كأفقر منزل يمكن أن تقع عليه عيناك . قابلنا الساكن الذى يقطن هذا المنزل .

الرجل كان عابسا طول الوقت ولم يرحب بنا ، يلبس ثيابا رثه ويتكلم بطريقة مشوشة ، وذكر لنا أنه يعانى من الظلم وأنه أتى الى هنا رغم أنه  لم يؤذ أحدا فى حياته .

شرح لنا ” أدوين ” أنه كان رجل أعمال ناجح فى حياته الأرضية لكن كانت تعاملاته سيئة ومبدأه الغاية تبرر الوسيلة .

التبرعات فقط قد لا تفيد فى عالم الروح 

عمل طوال حياته من أجل نفسه كى يحصل على الرفعه والمكانه  ولم يكن يرحم فى تعاملاته .

فى نفس الوقت كان يتبرع للكنيسة بمبالغ طائلة حتى أنه تم تكريمه بوضع اسمه على أحد أبنية الكنيسة تقديرا له .

كان يفعل ذلك من أجل السمعه والشهرة والمكانه فى المقام الأول وبقدر يسير من الرغبة الحقيقية فى مساعدة الآخرين .

واعتقد أنه بسبب تبرعاته السخية سوف يحظى بمكانة رفيعة فى السماء.
هذا الأنسان حقق كل طموحاته على الأرض على حساب حياته فى عالم الروح .
لم يفهم أو يدرك أن ” النيه ” مهمه جدا فى كل الأعمال الصالحة التى اعتقد أنها ستكون طوق نجاته وأن الوضع السىء هنا لا يشترى أبدا بالمال .

خدمه صغيرة يفعلها الأنسان بحب وصدق تعظيما لله تبنى له صرحا ضخما فى عالم الروح .
وتكون أفضل كثيرا من انفاق قدر كبير من المال تعظيما للأنسان (نفسه) .

نعود لمضيفنا ، هذا الرجل يشعر بالغضب الشديد والأهانه البالغه التى لحقت به دونما ذنب كبير ” فى نظره “.
لقد كان يتوقع مكانه كبيرة فى السماء بسبب تبرعاته السخيه ويرى أن هذا الجزاء لا يليق به.
الا أنه وجد نفسه فى القاع ، كان شعوره بالظلم مستمر ولم يكن يتقبل النصح والأرشاد من الأرواح العليا التى كانت تأتى لمساعدته .

أفهمنا ” أدوين ” بأن نقطة التقدم لهذا الرجل تبدأ عندما يفهم ويدرك ومن ثم يعترف ان الخطأ خطأه هو بالكامل .
وأنه لم يقم بعمل انسانى حقيقى غير أنانى ، ولكن أعماله كانت منصبة لصالحه ومن أجل تحقيق الرفعه والمكانه لنفسه.

 مشهد (3)  

مررنا بعد هذا المنزل ببعض البؤساء ، كانت وجوههم مثل الشياطين لا تخطئهم العين . وجوههم بها تشوهات مقرفه ، بعضهم عاش حياه الرذيلة .

وبعضهم كان بخيلا مقترا ، وبعضهم قام بأعمال بغيضة باسم الدين أو من أجل مصالحه الشخصية  ومنهم أسماء كانت معروفة فى عالم الدنيا .

ولكنهم الآن يعيشون فى قاع تلك الأماكن الرديئة .هم سيعيشون هنا لقرون طويلة حتى يتحركوا برغبتهم الحقيقية نحو التقدم والوعى بأخطائهم والأعتراف بها .

 مشهد (4)  

سرنا على أرض صخرية فى مكان شديد الكآبه خال تماما من أى جمال أو خضرة أو بهجة .

شاهدنا أناسا يجلسون ورءوسهم متدلية الى أسفل يبدون وكانه بدون حياه ، الا انهم فى حقيقة الأمر أحياء ولكن يعيشون فى قاع الحزن والياس .

منازلهم تبدو كأكواخ يسودها الظلام . تساءلنا من ينقذ هؤلاء هنا ؟ استطرد ” أدوين ” أنهم هم الذين يمكن أن يساعدوا أنفسهم .

هم الذين عليهم ابداء رغبه حقيقية فى تغيير أفكارهم . ليس بالضرورة أنهم جميعهم ارتكبوا جرائم بشعه أثناء حياتهم الأرضية.

كثيرون منهم لم يؤذوا أحدا ولكنهم فقدوا بوصله النور ولم يفكروا الا فى نفعهم الخاص ونفع أسرهم وأبنائهم وأعمالهم .

شرح لنا صديقى أن الأفكار التى نموت عليها هى التى نأخذها معنا عند الأنتقال ونحيا هنا بها وتنسج درجة استحقاقنا. 

هؤلاء البائسون هم من خلقوا لأنفسهم هذه الحياه المؤسفة حيث لا نور ولا جمال ولا أى نوع من البهجة .

الحقيقة العارية

أراد صديقنا ” أدوين ” بحرصه على مشاهدتنا للعوالم المظلمه الأدنى أن يزداد وعينا بالحقيقة العظيمة للحياه الأبدية .
وان العيش فى المستويات العالية من عالم الروح فى متناول كل نفس حيه وأن فرص التقدم لا حدود لها .

ان الله لا يدين أحدا وانما أعمال الأنسان هى التى تدينه . ولكن البشرى أنها لا تدينه الى الأبد فالله واسع الرحمة .

انها حقيقة جهنم لكن .. هناك أرواح تساعد

برغم ما عرفناه عن حقيقة جهنم ، الا أن الله قد كتب على نفسه الرحمه.

لذلك فان هناك فى عالم الروح مؤسسات عظيمه لمساعدة كل نفس تعيش فى العوالم التعيسة كى تخرج منها الى النور .
وسيظل هؤلاء موجودون يهبون قلوبهم وخدمتهم من اجل تقديم العون كى تخرج كل الأنفس من تلك الأماكن الموحشة .

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.