أن نتعلم فن التأمل هم أعظم هديه يمكن للأنسان أن يحصل عليها لأنه بالتأمل سوف نتمكن من معرفه ذاتك والحصول على الثقة والأتزان. التأمل هو طريق الاستنارة .
التأمل يصلحنا من الداخل
لأننا فى حياتنا المعاصرة أصبحنا مثقلين ومنشغلين بحياتنا المليئة بحب المال ، الشهرة ،الشهوات ، المركز حب تملك الأشياء حتى أن كل هذه الأشياء أصبحت عبئا على النفس والروح .
لذلك فان التأمل هو الناحية الأخرى تماما . أنت تعود الى نفسك التى هى بيتك . أنت تأخذ فترة راحة وأجازة من هذا الكفاح الدنيوى .
خصوصا وأن عقل الانسان مرن جدا بحيث يمكن بسهوله تطبيعه على الجشع والأنانية وحب المنافسه .
حتى أن هذه المشاعر السلبية تصبح قادرة على الظهورعلى السطح بيسر ودون استدعاء .
كذلك وبنفس قدرة هذا العقل المرن ، فانه يمكن تدريبه وتسخيره لأن يصفى النفس وينقيها من كل المشاعر والآلام والأفكارالسلبية.
وبالتدريج ومع قليل من الصبر والتدريب تنفتح النفس على الجانب المضىء بها وتستشعرالنقاء والصفاء والسلام.
كذلك ، فان التأمل يلملم شتات العقل ويلزمه الهدوء التام والتركيز فى (لاشىء أو شىء واحد) ويحدث تناغما بين الروح والنفس والعقل .
مع التأمل تصفو الروح
ايضا فانه مع الممارسة الدءوبه للتأمل يمكن للمتأمل بعد وصوله للصفاء الداخلى أن تأتيه ومضات الهيه تلهمه أنه على طريق الاستنارة الصحيح.
التأمل يقضى على أى عنف أو شعور بالقلق أو الألم أو المعاناه التى قد تكون خلفتها حيواتنا السابقة ويمكننا من كشف مشاعرنا الخفيه دون مواراه أو كبح مما يجعلنا نتقبلها بحب وفهم .
وهكذا تصبح كل الأفكارومشاعر التوتر والقلق المخزنه من حياتنا اليومية أو من أى حياه سابقة كمثل قطعة الزبد تذوب عند مواجهة نور الشمس ثم ما تلبث أن تضمحل.
الى جانب أنه مع الممارسة الدائمة للتأمل ، تختفى السلبية تماما من النفس وينجلى الجانب المضىء من الروح والقلب .
ليس هذا فقط وانما يتسبب خروج الألم والمعاناة والغلظة من نفوسنا أن نصبح قادرين أكثر على نفع الغير .
أن هذه الغلظة والمعاناه وهذا التشويش يشكل حائلا سميكا للروح يمنعها من أن تتطهر وأن تؤدى دورها فى الحياه الأرضية .
اضافة الى ذلك ، من الصعب جدا على معظم البشر أن يصلوا بعقولهم المشحونه دوما لحالة السكون التام دون اتباع منهج لحدوث ذلك وهو ممكن من خلال التأمل.
جوهر عمليه التأمل .. لماذا هو طريق الأستنارة
أن جوهر التأمل هو ايقاظ الأنا العليا بذواتنا ، ايقاظ وعينا الأصلى الصافى .
ان حاله السكون العقلى التام التى يباشرها العقل أثناء التأمل تجعله يرتاح من الحركة التى لا تنقطع كل لحظة وكل ثانيه .
لذلك فان هذا العقل عندما يسكن يدخل داخل نفسه و يعود الى بيته الأصلى وهو المبدأ الأساسى لممارسة التأمل وهوطريق الاستنارة.
استنارتى أم استنارة البشرية
كما أن التأمل يساعد الأنسان كثيرا أن يخطو نحو الأستنارة فانه يجب علينا عند ممارسته أن يكون لدينا هدفا أسمى وهو تكريس حياتنا وممارساتنا لاستنارة البشرية وانهاء معاناتهم الأرضيه من فقر ومرض وحروب .
الى جانب تكريس الطاقة الأيجابية التى تحدث لنا أثناء التأمل لنفع بنى الأنسان ونشر السلام فى الأرض .
ربما هذا الأساس فى ممارسة التأمل هو ما يحفظ لطاقة التأمل قيمتها وأثرها وهو القوة الدافعة الحقيقية لممارسة التأمل .
أنه بغير هذا التوجه فى بداية وأثناء التأمل فان طريق الاستنارة من خلاله لا يصبح كاملا .
—————————–
المصدر : مترجم وملخص بتصرف من كتاب “The Tibetan Book of Living and Dying”
ا