يقول المعلم الروحى ” ديباك شوبرا ” عن قانون الدارما أنه قانون العطاء الانسانى
كل انسان أعطاه الله هبه أو مقدرة أو كفاءه مميزه أو عطية فريدة يمكن أن يعطيها أو يفيد بها الآخرين . اذا استطاع الأنسان أن يكتشف نفسه وأن يعرف المميزات والنعم التى وهبها الله له ، واذا تمكن من أن يدمج هذه المعرفة او الخبرة أو الميزه مع مساعدته لأخوته فى الأنسانية وجميع المخلوقات فسوف يشعر ببهجة عظيمه ونشوه روحية لا يعادلها أى فرح آخر، وهذا بذاته هدف روحى سامى وما يمثله جوهر قانون الدارما.
ماذا يعنى قانون الدارما
يقول القانون أننا تجسدنا ليكون لنا هدف فى الحياه ، فقد ظهرت الروح فى عالم المادة لتحقق شيئا . هذا الشىء موجود فى طاقتنا الكامنه ، موهبة فريدة أعطاها الله لكل انسان ، فاذا هو عبرعن هذه الموهبة من خلال خدمة الأنسان وكافة المخلوقات فسوف يشعر بغبطة روحية وسيعيش دائما فى وفرة وسعة من العيش.
فما يجب ان يركز عليه الانسان ليس تحقيق الثروة أو المركز الاجتماعى أو الشهادة العلمية المرموقة ، بل أن يركزعلى “الخدمة ” ، هذا هو تطبيق قانون الدارما بشكل عملى ، أن اركز تفكيرى وجهدى على كيف يمكننى أن أخدم .. لماذا ؟
لأننا وجدنا فى هذه الدنيا للعطاء والعطاء فقط ، وسوف يمنحنا الكون المقابل الذى نريده دون أن نطلب .
قانون الدارما له ثلاث أجزاء
- اعرف نفسك وأنك كائن روحانى تجلى فى مظهر مادى وليس بشرا له خبرات روحانية ، أن تكتشف كينونتك الساميه وطاقتك العليا .
- عبر عن مواهبك الفريدة ، فكل انسان له موهبته الخاصة . عليك أن تعمل على اظهار هذه الموهبة وتفعيلها فى الحياه من خلال مساعدة الآخرين ، ما سوف يملأ حياتك باعمال ذات قيمة ومعنى لك ولغيرك وكل الوجود .
- اهتم بالعمل فى خدمة الأنسانية وكل مخلوقات الله ، اسال نفسك كيف يمكننى أن أساعد ، كيف يمكن أن أكون عونا لمن أعرفهم ، بدلا من أن ينحصر تفكيرك فى ماذا سأستفيد من مساعدة فلان أو ما هى حصتى أو منفعتى من عمل كذا أو كذا.
دمج هذه العناصر الثلاثة : أن اكتشف مواهبى وقدراتى ، وأن أعبر عنها ، وأن يكون هذا التعبير فى خدمة أخوتى فى الأنسانية وكل الكائنات هو اكتمال تفعيل قانون ” الدارما “
لماذا قانون الدارما مهم ؟
ان تطبيق قانون الدارما مهم للأسباب التالية :
- هو يسعد الروح ويقدم لها البهجة والفرح والشبع الأنسانى .
- يحقق للانسان الوفره ، وهى ليست فقط وفره مؤقته ولكنها وفره دائمة مستمرة مااستمر انفاذ القانون فى حياتنا .
- يثبط ” حوار الأنا ” البغيض ويساعدنا على تجاوزه والسمو عليه .
لكن هناك أشياء يجب الانتباه اليها
- لابد أن أعمل على كشف مواطن قدراتى ومواهبى وخبراتى التى من خلالها أستطيع أن ” أساعد ” ( أجيد التحدث – أجيد الكتابة – لدى سيارة أو موتوسيكل أو حتى عجلة أستطيع أن أنقل مساعدة من مكان لاخر ، عندى وقت أستطيع أن أجلس فيه مع شخص مريض أو مسن أساعده فى مرضه أو أواسيه ولولبعض الوقت ، عندى خبرة طبية أو تمريضية أستطيع أن أعطى جزءا من خدماتى بالمجان للمحتاجين ، أعمل بالتدريس ويمكننى أن أخصص بعض الحصص لمجموعه من أطفال المحتاجين فى منطقتى بالمجان – نجار أو سباك أو كهربائى ممكن أساعد فى ترميم بيت أو سقف متداعى أو مدرسة فى قرية محتاجة ، حتى اطعام الكلاب والقطط الجائعه فى الشوارع “خدمة ” لأنهم الكائنات الأضعف والأقل منا وعلينا مسئوليه تجاههم ) الكون ليس فقط البشر .
- أن ادرس كيف أضع قدراتى ، امكانياتى ومواهبى قيد التنفيذ من أجل ” الخدمة ” ولا أكتفى بالمعرفة وأن يكون هذا الهدف فى قمه أولوياتى ، بل أن يعلو على أى رغبة أو هدف أو منفعه دنيوية أخرى ، فهذه المنافع الدنيوية لن تذهب معى للجانب الآخرمن الحياه عندما يحين موعد الأنتقال .
خطوات تنفيذ قانون الدارما
- سوف أوقظ هذه الطاقة السامية الموجودة فى أعماق روحى ، هذا الكائن الخالد الذى اسمه ” الروح ” بمحبة وشغف وارعى نموه بعمل تمرينات وممارسات روحية ( صلوات، تأملات ، مانترا ، صمت ، خلوه روحيه لبعض الوقت فى اليوم ) وتصحيح رؤاى وتوجهاتى ونواياى وأفعالى وكلماتى فى كل وقت.
- سوف أحدد مواهبى وقدراتى وامكانياتى التى من خلالها يمكن أن أساعد .
- سوف أسال نفسى كل يوم ، كيف لى اليوم أن ” أخدم ” أو ” أساعد ” وأبحث عن الأجابة داخل نفسي وفيما حولى.
القيمة والخلاصة
تاكد أن انفاذ هذا القانون سوف يمنحك الوفرة والسعة المادية دون توقع أو طلب ، لأن الأخذ هو الوجه الآخر للعطاء . هذا اضافة للكثير من الشعور بالبهجة والفرح والثراء الروحى الذين لا حدود لهم .
يمكنك هنا قراءه عدد من اقتباسات ديباك شوبرا .