عقيدة أثارت جدلا
عقيدة العودة للتجسد من أكثر الفلسفات التى أثارت جدلا ، حتى أنها فى أحيان كثيرة كانت تبدو وكانها ضرب من الخيال.
الا أن جوهر هذه العقيدة يتفق تماما مع وجود رب عادل فى السماء يعطى فرصا متكافئة لجميع البشر.
فكم من أشياء فى الحياه يصعب تفسيرها مثل شباب يموتون صغارا قبل أن يكملوا تجربتهم فى الحياه ، أطفال يتألمون من يتم أو اعاقة ، أناس مرضى بعلل مؤلمة والأمثلة المشابهة كثيرة .
ظهرت عقيدة العودة للتجسد فى معظم العقائد الآسيوية مثل البوذية والهندوسية واليانية Jainism والسيخيه ، والتاوية Taoism والكنفيوشوسية (وهى ديانات صينية قديمة ) وأيضا عند المصريين القدماء من الاف السنين.
كما وجدت تصديقا كبيرا لها فى العصر الحديث فى لبنان وتركيا وميرامار وبلاد كثيره من العالم الغربى الآن خاصة أمريكا. حيث يؤمن بها 33% من سكان أمريكا و 27% من سكان انجلترا، 27% من شعوب شرق أوروبا ، و 22% من شعوب أوروبا الغربية .
ان عقيدة العودة للتجسد هى فلسفة تقول ان الأنسان بعد الأنتقال لعالم الروح لا يذهب مباشرة للجنه أو النار .
وانما وبسبب تراكم ” الكارما ” وهى محصلة أعماله جيدة أو سيئة ، يمكن أن يعود للحياه الأرضية مجددا من اجل مزيد من اصلاح عيوبه دون شرط ان كل الأرواح المنتقلة تعود .
دراسات علمية توثق عقيدة العودة للتجسد
تعددت الدراسات العلمية للفكره فى عده بلدان نذكر منها على سبيل المثال أن فريقا من أساتذة قسم الدراسات الأدراكية بجامعة فيرجينيا قام بعمل بحث وتقصى حقائق ودراسة لأكثر من 2500 حالة حصلت فى عده بقاع من العالم على مدى 45 عام كى يتبينوا حقيقة أو بطلان فكره العودة للتجسد .
قاد الأبحاث د. تى توكركما قام بأبحاث مماثلة د. ايان ستيفنسون أستاذ علم النفس بكلية الطب جامعة فريجينا.
اضافة الى باحثين من المجمع العلمى على أكثر من 3000 حالة اختاروا معظها من الولايات المتحدة رغم حدوث مثيلاتها فى أماكن كثيرة فى العالم لكى يستطيعوا التحقق من الموضوع بانفسهم معظم الحالات محل الدراسة كانت لأطفال دون سن الخامسة تذكروا تفاصيل حيواتهم السابقة ومعظمهم مات فى ظروف غير عادية كحرق أو قتل أو غرق.
تذكر الحيوات السابقة
هؤلاء الأطفال تذكروا أسماء وأوصاف أمهاتهم وآبائهم وأرشدوا عن بيوتهم وقراهم التى كانوا يعيشون فيها .
كما أرشدوا عن معلومات عما بداخل هذه البيوت و أشياء مخبأة أو مدفونه ، وكيف ماتوا والحوادث التى تعرضوا لها.
أرشدوا ايضا عن علامات بارزه فى أجسادهم السابقة وتبين وجود نفس العلامات فى أجساد هؤلاء الأطفال ووجودها فى أجساد الآباء أو الأمهات من أسرهم السابقة .
وبعد الاستقصاء والتحرى ثبتت دقة ماقالوا والأحداث وأوصاف العلامات التى تذكرها الأطفال عند تتبع البحث لدى عائلاتهم السابقة .
وهنا نماذج من أقوال هؤلاء الأطفال التى قادت العلماء لبداية البحث :
- انتم مش ماما وبابا . عندى ماما وبابا تانيين .
- لما كنت كبير كان عندى عربية وكانت عيناى زرقاوان .
- كان عندى زوجه وأطفال .
- كنت باشتغل سائق ” حافلة نقل ” وكنت أعيش فى مدينة .. كذا، ومره كنت أقود الحافلة وقعت الحافلة فى النهر وتوفيت.
المنطق وراء العودة الى التجسد
ان التطور الأنسانى لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة أو من خلال حياه واحدة .
ومن تمام العدل والرحمة الألهية أن تتاح الفرصة للروح لاصلاح عيوبها وتنقيتها مما علق بها من شوائب بدلا من القائها فى جحيم أبدى.
ان حياه الأنسان مهما طالت ولو لمائة سنه وأخطاؤه مهما عظمت لا توازى فى منطق رحمة الله وعدله أن يحكم عليه حكما باتا نهائيا بالعذاب لملايين السنين.
ذلك لأن معظم البشر مقصرين فى الحقيقة وتملؤهم العيوب والأخطاء.
إن ” الذات ” فى رحلة سرمدية فى اتجاه التطور، ولأنها فى عالم الروح ليس لديها امكانية تحقيق تطور ملحوظ ، فهى تسعى دائما لأن يكون لها جسد مادي ( أى الولاده البشرية ) حتى يمكنها أن تتعلم المزيد من الدروس وتنمى خصالها الرفيعة .
وبعد فتره من حياة الأنسان الأرضيه تنسحب الذات من الرداء الجسدى بما نسميه ” الموت ” حاملة معها نتائج ما تعلمت ، ثم بعد فترة من الراحه تعود ثانية للميلاد فى جسد جديد ، وهكذا حتى ترتفع بخصالها لأعلى المراتب وهنا لاتعود ثانية.
لماذا تعود ؟ لأن فرصة التطور ضعيفة فى عالم الروح ، حيث لا مشكلات ولا تحديات تختبرها الروح ، كما ان كل مجموعه روحية من نفس المستوى تعيش مع بعضها البعض.
مفهوم العودة للتجسد يعلمنا ايضا
الانقتل، نسرق ، نكره ، نتعصب ، نتكبر ، نزنى . نظلم ، نعذب ، ولانعظم حب المال أو ننظر لما بيد الغير.
يعلمنا أن الأنسان فى كل حياه يحقق ارتقاء فى بعض هذه الصفات وليس جميعها .
فمن من البشر مات وهو كامل بلا أى خطأ أو خطيئة ؟ ثم بعد الولاده الأخيرة التى يتم فيها ارتقاء الروح حتى تصبح على مثال الله وفى كمال التطهر من الخصال السيئة فانها لا تعود للأرض ثانية ، بل تتحد مع الروح الأعظم ( روح الله ) .
يعلمنا أيضا ان حياتنا اليوم ماهى الا فصل دراسى ضمن فصول مدرستنا الأبدية .
لأن كل حياه قصيرة هى مجرد فصل نذهب بعده لفصل دراسى ثانى أعلى فأعلى حتى تترك الذات أو الروح المستويات الدراسية الدنيا .
ومن ثم ترتقى الى المستويات الربانية العليا حيث الحياه فى مجالات أسمى وأعظم بكتير من مستويات الحياه الدنيا .
نحن نقوم بأدوارنا فى مسرحية الحياه
ان عودة الأنسان لعيش الحياه مرة أخرى والتى تؤكدها عقيدة العودة للتجسد تشبه الممثل على المسرح الذى يؤدى عده أدوار وهو نفس الممثل.
ومن خلال تعدد الأدوار تنمو موهبته و يتطور فنه حتى يصل لقمة الأداء .
وبالمثل هدف الروح أن تصل للكمال من خلال المرور بأدوارمتعددة فى عده حيوات وأكوان تنضج و تتعلم فيها .
خلال هذه الرحلة تتعلم الروح الكثير من الدروس من خلال التجارب والآلام والصعاب وقد تختبر أمراضا أو صعوبات قاسية .
التجسدات المتعاقبة ترفع الوعى
ان ما يتطور من خلال اختبارات الحيوات المختلفة هو “ وعى الأنسان الروحى” .
هذا الوعى لا يموت بموت الجسد أو بموت ” الوعى الفيزيقى للمخ” . الوعى الروحى يبقى مع “الروح” أو ” الذات ” وهو الذى يمكن أن يحمل معه نتاج التجارب التى يحصل عليها فى كل ميلاد جديد بغض النظر عن “الشخصية الفيزيقة ” التى تجسد فيها كان هو عمر أو سامى أو جرجس أو سناء . ونقطة امتداد الوعى هذه بعد موت الجسد أثبتتها علوم الباراسيكولوجى الحديث.
اننا فى حياتنا نختبر الاف الظواهر والمعضلات التى تستعصى على أى منطق والتى عجزت كل عقول البشر عن تفسيرها .
على سبيل المثال اختلاف الحظوظ ، الموت المبكر المفاجىء.. الأطفال الأيتام ، المرضى بداء معضل ، أو ذوى التشوهات .
اذ تقدم فكره العودة للتجسد تفسيرا عادلا لأعطاء هذه الأنفس فرصا جديدة لحياه طيبة ما يتناسب مع رافه الله وعدالته.
ان كل ما يمر به البشرمن الام أو أحزان أو أقدار معقدة أو سيئة ماهى الا نتاج دقيق لأفعالهم الجيدة أو الشريره فى حيوات سابقة.
العودة للتجسد يفسر ظواهر النبوغ المبكر
هناك أشخاص تظهر عليهم علامات العبقرية والنبوغ فى سن مبكره جدا دون تعلم ما يوازى نبوغهم أو عبقريتهم .
مثال بتهوفن الذى ألف أول سيمفونيه وهو فى سن الثامنه .
العبقرى كيم أنج يونج الذى حصل على الدكتوراه فى الفيزياء من جامعه كلوردادو وهو فى الخامسة عشرة غيرهم كثيرون .
هذه الحالات ومثيلاتها من عشرات حالات النبوغ المبكر تفسر وبقوه وجودنا فى حيوات سابقة ..لأن المواهب لا تموت بموت الجسد الفيزيقى .
وقد أثبتت الدراسات الروحيه أن الفنانين والشعراء والمبتكرين والعلماء مازالوا يمارسون هواياتهم وعلومهم بعد انتقالهم لعالم الروح .
خلافا لأنهم يقومون بتعليم غيرهم أيضا وهو أمر ثبت من خلال الكثير من الأتصالات الروحية .
العودة للتجسد يحقق عدالة الاله
ان العودة للتجسد تقدم لنا أملا وبشرى وعزاء عميقا أننا جميعا فى ظل نظام الله العادل مستمرون فى التقدم حتى ننال مجدنا الختامى فى حياه من النوروالبهاء والسلام العظيم.
مشاهير ومثقفين وعلماء آمنوا بالعودة للتجسد :هم كتير جدا اخترت منهم البعض من المعروفين لنا :
– توماس أديسون مخترع المصباح الكهربى.
– هنرى فورد مؤسس شركة فورد للسيارات .
– جوته أشهر أدباء المانيا.
– تولستوى روائى روسى.
– بنجامين فرانكلين عالم وسياسى أمريكى.
كيف نجعل العودة للتجسد يعمل لمصلحتنا
ان الأرواح الذكية عليها ان تفهم كيف تدير الصراع بداخلها بين الخير والشر فى اتجاه مكافحة رغباتها الدنيئة والأرتفاع نحو الذات العليا من الخير والنقاء والافعال الطيبة .
السعى المتواصل الدءوب نحو الأرتقاء فى الحياه التى نحياها ومراقبة النفس بدقة ممكن جدا أن يساعدنا على أن نقفز فوق كل الفصول الدراسية ونختصر عشرات الحيوات ونصل سريعا للملاذ الأخير، حيث السعادة الأبدية بجوار أنواررب العالمين.
——————————
المراجع :
– “العودة للتجسد” للدكتور سيد نصار رئيس الجمعية المصرية للدراسات الروحية بالأسكندرية
– ” العودة للتجسد ” للدكتور رءوف عبيد أستاذ القانون الجنائى جامعة عين شمس .
– أبحاث ومراجع فى العودة للتجسد قامت بها جامعة فيرجينا
Beyond Physicalism خلف العالم الفيزيقى – Life before life حياه ماقبل الحياه – The handbook of near death experiences كتاب تجارب الأقتراب من الموت – Return o life العودة للحياه – Children who remember previous lives – العودة للتجسد وعلم البيولوجيا Reincarnation and biology