الممارسة الروحية الصحيحة كيف نفهمها و أهمية الحياه على الأرض
ان الحياه على الأرض فرصه عظيمة منحها الله لكل نفس ، لأن الأرض هى المدرسة الحقيقية للتعلم . أننا بوجودنا الفيزيقى واستخدام جسدنا وحواسنا نستطيع فعل الكثير واتباع أسس الممارسة الروحية الصحيحة من أجل تقدمنا الروحى بينما فى الحياه الثانية بعد الأنتقال فانه بخلاف الأرواح العالية التى تسكن المستويات السماوية العليا ، لا تستطيع باقى الأرواح من تحقيق هذا التقدم لسبين :
- استمرار سيطرة الرغبات الدنيوية عليها وارتباطها بمن تركتهم من الأهل ما يعوق تقدمها الروحى وانطلاقها نحو السماء .
- سيطرة بعض الأرواح الشريرة ذات المستوى الروحى الأقوى منها عليها الموجودة فى المستويات الدنيا
المنهج الروحى من أجل السعادة الأبدية “النعيم ” Bliss
علينا أن نتبع منهجا روحيا يتفق مع المبادىء والأسس الآتيه :
- الانتظام فى الممارسة الروحية مع الرغبة الصادقة فى تحقيق التقدم الروحى والسير نحو “معرفة الله”وذلك بترديد الأسم الالهى .
- خفض الأنا Ego لأدنى المستويات والذوبان فى أرادة الله .
- خفض عيوب الشخصية من طمع وكسل وحسد وأيذاء ومراقبة دقيقة للافعال والأفكار والتصرفات .
- مصاحبة الصالحين والباحثين عن الله .
- الخدمة فى الله والعمل على نشر الروحيه من أجل بناء مجتمعات أفضل وخفض الحروب والنزاعات ونبذ الكراهية والعنف والتعصب . فاذا صلح كل أنسان وازداد وعيه صلحت المجتمعات على المستويات الأكبر .
وهذا يقودنا الى التعرف على أسس الممارسة الروحية الصحيحة وهى :
اختيار الطريق الى الله
من المؤكد أنه ليس كل الناس سيتوحدون فى المنهج الالهى الذى يجب أن يتبعوه . ان الطريق الى الله متعدد جدا وما يصلح لشخص قد لا يصلح للآخر تماما مثل أن يتسلق شخص جبل وعندما يصل الى قمته يعتقد أنه الوحيد الذى استطاع ذلك بينما يجد العشرات غيره وصلوا لنفس القمة من طرق مختلفة .
لذلك فان اتباع الممارسة الروحية الصحيحة مهم و تحديد الطريق أيضا وهو يختلف من شخص لآخر حسب مستواه الروحى ، درجات مكونات الطهارة والنقاء لديه، طباعه ونموذجه المزاجى.
اختيار الطريق يقودنا الى التحول من التعددية للواحد
بمعنى أن الممارسة الروحية الصحيحة تقتضى الا نشتت أنفسنا وجهودنا فى عشرات الطرق والوسائل وانما التركيز على واحد فقط . هذا مثلما نحاول حفر بئر على عمق 100 متر أو 10 آبار على عمر متر فأى المحاولتين ستكون أنجح فى الوصول الى الماء . بالتأكيد البئر الواحد العميق هو الذى سيمكننا من العثور على الماء . وهكذا الأمر بالنسبة الى الطريق الى الله ولكن كيف ننفذ ذلك من الناحية العملية :
- فى أعمال الخير والبر نركز على جهة واحدة أو شخص واحد لآحداث أثر أيجابى فى حياته بدلا من تفتيت الصدقات لعشرات المتسولين .
- الألتزام بمنهج واحد واتباعه بعد أن نقرأ ونتعرف على العديد من المناهج البحثية فى علم الروح الحديث واتباع هذا المنهج دون غيره .
- اتباع معلم أو مرشد روحى واحد .
- ترديد اسم اله واحد ( الاله السماوى) حسب معتقدك الدينى .
الأنتقال من العبادة الطقسية للعبادة بالقلب
ان شخصين يمكن أن يتصافحا يوميا دون أن يكن أحدهما مشاعر طيبة للآخر . نفس الشىء فى العبادة باللفظ دون التفانى بالقلب لا تؤثر أبدا ولا تقودنا للنمو الروحى . لابد من العبادة الخفية بالقلب مع الاخلاص الشديد والرغبة الصادقة فى محبة الله ومعرفته . هذا النوع من العبادة هو فقط ما يقودنا للنمو الروحى .
التدرج فى الممارسة الروحية حسب قدراتنا ونمو مستوانا الروحى
يجب على الباحث عن الله أن ينمى قدراته الروحيه شيئا فشيئا حتى يصل الى المستوى الأمثل فى الممارسة الروحية الصحيحة. ولشرح هذه النقطة فان الشخص يمكن أن يتواصل مع الله بزيارة الأماكن المقدسة وقراءه الكتب المقدسة ، ويمكن أن يحقق هذا التواصل بسماع الصلوات والآيات والتراتيل التى تمنحه الاتصال الروحى مع الخالق ، وعندما تتطور حواس الأنسان فانه يرى الله فى الطبيعة والأماكن الجميلة مثل الأنهار ، والحدائق والشلالات، والجبال ، وفى مستوى أعلى هو لا يحتاج لأى شىء يذكره بالله بل هو يراه ويتذكره ويستشعره فى كل لمحات حياته حتى الأوقات الحرجة منها حيث يرى يد الله الحنونه تربت عليه دائما .
الممارسة الروحية حسب تصنيف العصر الذى نحن فيه
ان أى ممارسة روحية لابد وأن تكون فى التوقيت الصحيح حتى تؤتى ثمارها . وهنا نلقى الضوء على العصور التى مر بها الكون من المنظور الروحى .
ويمكن تقسيمها الى 4 عصور تمثل عمر الكون وهى :
العصر الأول : ومدته 1,728,000 سنة ويسمى عصر “المعرفة ” Era of Knowledge . فى هذا العصر كان الناس يتمتعون بدرجة عاليه من النقاء وبالتالى القدرة على الأتصال بالكون وتحصيل المعارف الالهية .
فى هذا العصر كانت الدرجة الروحية لمعظم الناس 80% ونسبة الأنا لديهم 5% .
العصر الثانى : ومدته 1,296,000 سنة وفيه انخفض المستوى الروحى للأنسان قليلا الى 70% وزادت الأنا الى 15%
العصر الثالث : ويسمى عصر العبادة الطقسية Ceremonial worshiping ومدته 864,000 سنة وفيه أنخفض المستوى الروحى للأنسان الى 50% وزادت الأنا الى 20% . لكن فى هذا العصر ظل الأنسان يتمتع بقدرات روحيه حتى أن بعضهم استطاع الوقوف على قدم واحدة لمدة 12 سنة.
العصر الحديث : ومدته 432,000 سنة ويسمى عصر ” الصدامات ” Kaliyug وفيه انخفض المستوى الروحى للأنسان الى 20% وزادت الأنا الى 30% . هذا العصر قد بدأ فعلا منذ 5119 سنة . ولأنه زادت فيه الصراعات المادية بين البشر وتقدمت القوى الروحية الشريرة الغير منظورة لتؤثر على أخلاقيات وسلوكيات الناس ، فانه يكفى ترديد الأسم الالهى مع محاولة ازالة عيوب الشخصية من أجل تحقيق التقدم الروحى .
الممارسة الروحية الصحيحة بطريقة مبسطة
انه بسبب انغماس البشرية فى الحياه المادية ، وزيادة المكونات السيئة فى الروح من حسد وحقد وطمع ما تسبب فى تلوث البيئة الكونية مع زيادة نشاط القوى الشريرة الغير منظوره من العالم السفلى . كل هذه العوامل أصبحت تمثل عوائق تحول دون استطاعة الأنسان القيام بالممارسة الروحية من أجل تحقيق التقدم الروحى . لكل هذه الأسباب أراد الله أن يساعد الأنسان فى رحلة نموه الروحى ببذل مجهودات بسيطة تتمثل فى ترديد الأسم الالهى فقط بمعناه الحقيقى مع التركيز والعاطفة الالهية فى جلسات تأمل يومية وأثناء مباشرة أعمالنا العادية ، أى أن يكون الله معى فى كل وقت . هذا مع محاولة اصلاح وتهذيب النفس وازالة عيوب الشخصية ، وتخفيض الأنا أو ال ego الى أدنى المستويات ما يساعد على التوحد مع الله .
تقديم العطاء لله أو الخدمة فى الله
ان المريد فى رحلته نحو الله يزداد وعيه بأهمية الممارسة الروحيه ومردودها الأيجابى وبالتالى فانه يجب عليه أن يساعد الآخرين أيضا على زيادة وعيهم حتى يصلوا الى ما وصل هو اليه من معارف الهية أو منهج أو خبرات روحيه . هذا ما يسمى بالخدمة فى الله من أجل نشر الروحية . وطرق عمل الخدمة متعددة :
- الخدمة الجسدية : كتنظيف مكان يلقى فيه العلم ، أو توصيل أشخاص لمكان التعلم أو وضع لافتات أوبانرات فى مكان التعلم أو صناعتها .
- الخدمة بالمال أو العلاقات : لتيسير نشر العلم الروحى .
- الخدمة باستخدام العقل والتفكير : كترجمة مقالات عن الروحية ونشرها أو عمل مدونة وما الى ذلك .
- استخدام الحاسة السادسة لاولئك الذين لديهم حاسة سادسة متقدمة اذ بامكانهم مساعدة الغير فى
- رحلة تقدمهم الروحى شريطة أن يكون باشراف مرشد أو معلم روحى .
الخلاصة
أننا عندما نقوم ببذل أنفسنا وأموالنا فى مساعدة وخدمة الآخرين من أجل تحقيق تقدمهم الروحى ونشر الوعى الروحى فان ذلك من شأنه أيضا أن يؤدى الى نمونا الروحى .
—————————————
المرجع : مترجم وملخص من أبحاث مؤسسة SSRF للعلوم الروحية – الهند