(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد “ سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما ، اشتملت هذه الجلسة على أسئلة عن العنف والكراهية وتفشى المادية ، كيف يحيا الانسان بسلام مع أخوته فى الانسانية ، وأسباب الوضع الروحى المتردى للبشرية )
عن العنف والكراهية وتفشى المادية يقول سلفر برش:
عالم يغلى بتفشى العنف والصراعات والانقسامات
ان عالمكم الآن فى حالة غليان ، نعم ، فتاريخ البشرية ملىء بالعنف والكراهية وتفشى المادية وأعمال القمع والعدوان والجشع نحو السلطة وتحقيق المكاسب المادية .
ولكن المرارة تتفاقم اليوم فى بقاع كثيرة فى العالم وتبعث الخوف وعدم الأمان لملايين البشر الذين يرغبون فى العيش بسلام . لقد صار طغيان الجشع والأنانية والنزوع المتنامى للأستيلاء ، وأعمال العنف المتصاعد والمستمرعلى نطاق واسع ، وكل الأحداث السرطانية التى تنهك جسد البشرية أمرا بالغ الصعوبة على كثير من الأنفس الطيبة.
هناك الملايين ممن فقدوا بوصلة طريق الحق ، هم يعبدون آلهه كاذبه و ليس لديهم فكره عن جوهر وسبب وجودهم الأرضى وما ينبغى عليهم أن يفعلوه من أجل تحقيق رسالتهم .
ان هذا لا ينطبق على منطقتك أو بلدك فقط بل هناك مناطق كثيرة فى العالم يسودها ما هو أسوأ مما هو فى يلدك . لقد سيطرت المادية على البشر، تغلغلت كسرطان مدمر للنسيج الأنسانى ، تمكن منهم الجشع وشهوة المال واكتناز الثروات والممتلكات . لقد عبدوا هذا الأله المزيف وتصاعد ولاؤهم له وتفانيهم من أجله ، صار حصولهم على العجل الذهبى هو ثروتهم الحقيقية وغاية ما يأملون ، ليس لديهم فهم لحقائق الوجود الأبدية .
لاتحلموا بتغيير العالم .. ابدأوا بأنفسكم
ولكنى أقول لكم، ان شيئا من هذا لا ينبغى أن يؤثرعليكم ، فليس باستطاعتكم فعل شىء من أجل تغيير العالم ، لكن ابدأوا بانفسكم ، عيشوا كما ينبغى أن يحيا الأنسان الروحانى وكونوا سفراء فى بلادكم ونموذجا يحتذى بالمحبة وبساطة العيش والتواضع ، كونوا مبادرين بخصالكم وأفعالكم من أجل الحد من العنف والكراهية وتفشى المادية ، وسوف لن يؤذيكم أى شىء بل ستكونون دائما ضمن حمايه “الروح الأعظم ” اليوم ودوما .
قد يشعر كثير من الناس بالياس والخوف مما قد يأتى به الغد ضمن الظروف الصعبة التى يعيشها العالم ، ولكن أنتم الباحثون عن الله ، عن ذواتكم العليا ، لن يكون لديكم أى مخاوف أو مشكلات أو أشياء تعوقكم لا يمكنكم التغلب عليها .
ستجدون دائما العون فى ” القوه الألهية ” التى اودعها الله فى قلوبكم ، اذ أنتم نفخة من روح الله ، وستجدونه عندما تدعون الله فى السماوات كى يؤازركم وحتما ستجدونه بجواركم فى كل الأوقات .
ربما تتأثر أجسادكم لكن أرواحكم لن تتأثر ولن يصيبها أى أذى وستكون قادرة على استكمال مسيرتها.
سأل أحد الحاضرين
هل سيأتى يوم يكون بامكان الأنسان أن يعيش فى سلام مع أخوته ؟
ان من الصعب الأجابة على هذا السؤال ، ولكن الله منحكم ” حرية الأراده” ، لم يخلقكم مثل عرائس الماريونيت بل جعل لكم الأرادة الحره وأعطاكم الفرصة الكاملة كى يكون لكم دوركم فى حياتكم ومصائركم بامكانكم ان تجعلوا عالمكم جنه عدن أو تجعلوه مظلما مقفرا وكئيبا ، انه اختياركم .
ما يحدث الآن من حروب ونزاعات وطمع وأنانية ومظاهر العنف والكراهية وتفشى المادية المتغلغلة فى كل مناحى حياتكم سببه ان الغالبية العظمى من البشر لا يدركون أن هناك حياه تتجاوز ما وراء الجسد وأن هذه الحياه مليئة بالمباهج والروعات التى تظل مباهجكم مقارنه بها محض شىء تافه .
ان هذه الحياه حتميه وحقيقية ومؤكدة وسوف يحصد الانسان فيها ما زرعت يداه ، فاعتقاد معظم الناس أن هذه الحياه المادية التى تعيشونها هى صاحبة القيمة الأعلى جعلته يوليها اهتماما عظيما وصارت سبب التكالب والمطامع والدافع لتفشى الكراهية والحروب والقتل .
للأسف هذا كله يحدث على الرغم من كل توكيدات تعاليم العديد من الأديان .
قوانين الله ثابتة ولا حيد عنها
ان قوانين الله السارية فى الأكوان تضع قيودا وحدودا للخراب والدمار الذى يمكن للأنسان أن ينشره فى العالم . اننا منخرطون فى المهمه الجبارة التى أوكلت الينا من قبل الأله الأعظم حتى نقدم الفهم الصحيح للأنسان وأنه أساسا “كيان روحى ” ، له مسار سرمدى فى عالم الروح ، وهو وحده بامكانه أن يصنع سعادة هذا ” المسار ” أو يسىء اليه وفق الطريقة التى يحيا بها فى سنوات حياته على الأرض ، وأن يعى جيدا ان قوانين الله ثابته لا تتغير وأن مبدأ ” البذرة والحصاد ” أو” السبب والنتيجه” يعمل حتما وبصرامه في كل أفعاله ، أفكاره ونواياه.
فهم قانون الكارما هو ما يمكن أن يقلل العنف ويحل السلام بين البشر
ان فهم الأنسان وتزايد وعيه بقانون ” الكارما ” أو السبب والنتيجه” أو ” البذرة والحصاد ” ، سمّه ما تشاء وتطبيقه فى حياته ، افعاله ودوافعه هو ما سوف يقلل بالتدريج هذه الصراعات المتأججة بين البشر وتشاحنهم وتنافسهم على المصالح المادية .
وسوف يقلل النزاعات ويحل السلام بينهم بالتبعية ، اذ أنه ليس ممكنا للانسان ان يفعل كل شىء ثم ياتى ويعتذر وهوعلى فراش الموت معتقدا أن ذلك يمحو ما اقترفت يداه طوال حياته .
ان كل الأفعال تجلب آثارها الطيبة أو السيئة ، وهذا هو القانون الذى لا يمكن اغفاله أو خداعه . أعلم أن مهمتنا فى ” اعلاء الوعى” ليست بالمهمة السهلة . قد يتطلب الأمر وقتا ولن يحدث التغيير بين عشية وضحاها ، ان عملية الولاده ليست هينة.
يتحدث للحاضرين فى الجلسة
أنتم أيضا عليكم أن تقوموا بادواركم ، ساعدوا الذين يأتون اليكم ، كونوا لطفاء ، رحماء ومتسامحين . كونوا نموذجا ومثالا للخدمة فى كل فرصه تأتيكم . هذه هى الطريقة التى تساعدوننا بها فى مهمتنا .
هل الكرب أو الظروف التعسه تأتى لنا من الداخل وليس من عوامل خارجية
يمكن أن يأتى من الأثنين ، ما يجب ان تعلموه أن الحياه الأرضية بها كل الأقطاب وكل المتضادات والا ما كانت هى ” المدرسة الحقيقية ” للروح كى تصنفها فيما بعد للمستوى الذى تستحقه فى الحياه التالية .
بينما فى عالمنا الأمر مختلف ، فكل روح تعيش فى المستوى المماثل لها ولا يسمح لها بالأنتقال لأعلى قبل اوان تطورها . ان هذا التضاد الموجود فى عالمكم هو ” الفرصه ” للتدريب والتعلم فى مدرسة الدنيا . فانك ان لم تجرب المرض لن تقدر قيمة البدن الصحيح وان لم تمر بضائقات مادية لن تعرف نعمة الرخاء . ان تعدد الخبرات بكل وجوهها السيئة والجيدة هى ما يصهر الشخصية الروحية وينقيها من الشوائب .
لماذا ازدادت الصراعات والنزاعات بين البشر
ان الحرب دائرة الآن بين قوى الخير وقوى الشرعلى غرار القصة التى يرويها ” الكتاب المقدس “. أنتم تشهدون انحدار كل ما هونبيل ورفيع وروحى وتعيشون النتائج المؤسفه لعبادة المال ، تنامى الجشع والأنانية و حب الأكتناز، والتصارع على الثروات المادية . هذا ما أسميه سرطانا” يستشرى فى جسد الأنسانية .
هناك أيضا عاملان مؤثران فى دعم هذا الوضع الروحى المتردى
– الاستخدام المفرط للعلوم والتكنولوجيا وصناعه أجهزه وأدوات ومعدات مهولة ما أصبح يشكل علامه استفهام حاسمه حول ما اذا كان سيتم استخدامها لصالح البشرية أم لآلحاق الدماروالفرقة بها .
– تراجعت قدره الأديان وتأثيرها الأيجابى فى التوجيه والآصلاح ، وصار قسم كبيرمن البشر غير عابئين بما جاءت به الرسالات التى باتت تعاليمها وارشاداتها على المستوى الجمعى للبشرية شعائرية وخاوية من التطبيق الحقيقى .
أنتم عائلة روحية كبيرة
نحن الآن نبذل جهدا فائقا من أجل التوجيه والأرشاد وأن يفهم كل انسان ان عليه أن يعيش مع اخوته فى الأنسانية فى سلام ووئام لأنه جزء من عائلة روحية كبيرة . وسوف أبذل قصارى جهدى من اجل اعادة التنوير واستعادة تعاليم الله المنسية فى قلوبكم ، وأنا واحد من جيش كبير من الأرواح الراغبة فى المساعدة والتى تعمل فى ” مهمه سماوية ” تم اختبارهم مسبقا قبل اسنادها لهم.
ليس هناك مجال للتشاؤم ، لأن الروح أقوى من المادة ، ونحن نعلم أن القوه الألهية حتما سوف تنتصر حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت . ان أصحاب المعرفة من كل الأرواح المنخرطة فى هذه المهمه السامية لأنارة البشرية وتصحيح مسارها يعلمون أنهم سيمرون بتحديات واختبارات وأن هذه التحديات والأختبارات هى جزء مهم من تطورهم الروحى .
ان الله قد خلق الأنسان رأسه الى أعلى وقدماه الى أسفل ، فلو كان يريده أن ينظر لأسفل لجعل رأسه مكان قدميه . انكم عندما تنتقلون لعالم الروح وتنظرون للوراء سوف تشكرون ” الروح الأعظم ” على كل الصعوبات التى واجهتكم وستدركون أنها كانت أهم أجزاء حياتكم الأرضية .
.