من كلمات اليوجى والمعلم الروحى ” برمهانسا يوجاناندا ” مؤسس منظمة Self Realization (معرفة الذات) فيما يتعلق بممارسات التأمل الصحيح .
برمهانسا يوجاناندا علّم الروحية لملايين البشر وذاع صيته كمعلم روحى خصوصا فى الولايات المتحدة التى عاش فيها آخر 32 سنة من حياته . ماذا يقول؟
من أجل ممارسة التأمل الصحيح عليكم بالآتى :
*أن تمارس التأمل لفترة قصيرة بعمق أفضل من أن تمارسه لمده طويلة وعقلك يذهب يمينا وشمالا فاذا كنت مبتدئا ، لا تكره نفسك على التأمل لمدة طويلة.
كن شغوفا أكثر بأن تمارس التأمل الصحيح بعمق ولو لمده قصيرة ، وبالتدريج سوف تتعود وتستطيع التأمل بعمق ولفترات أطول.
حاول تنحية أى فكره تأتى أثناء التأمل ، دعها تذهب عندما تجىء و تذكر أن الأصل فى خلقنا هو ” السكينة ” فهذه كينونة روح الأنسان الأبدية.
سأل مريد ” سرى يوجاناندا” اننى لا أبذل جهدا كافيا لعمل التأمل الصحيح فأجاب المعلم : ذلك لأنك تبذل جهدا زائدا وتضغط على ارادتك فتصاب بالتوتر .
فقط استرخ وكن على طبيعتك ، يجب أن يكون الأمر كذلك فى البداية فكلما كنت تحاول أن تمارس التأمل فانك لن تستطيع أن تفعل ، تماما مثلما تحاول أن تجبر نفسك على النوم .
ان استخدام الأرادة فى عملية التأمل يجب أن يأتى بالتدريج كى لا يكون ضارا.
رحلة البحث عن الله
فى رحلة البحث عن الله لا يجب أن تكون متوترا أو متطلعا للوصول الى النتائج بسرعة ، فقط كرس قلبك له و كن صبورا .
أحد المريدين كان يجد صعوبة في أن يظل يقظا أثناء التأمل . نصحه المعلم ” سرى يوجاناندا ” كى يمارس تأملا صحيحا بأن يغلق عينيه لبعض الوقت ثم يفتحهما ويظل موجها ناظريه للأمام ، فاذا فعل ذلك عده مرات فانه لن يشعر بالنعاس ثانيه أثناء الممارسة .
لكى تتأمل التأمل الصحيح ، حاول ان تكون خارج التفكير ، فان ظلت الأفكار تتناوب على عقلك فاعلم أنك مازلت فى منطقة ومستوى العقل الواعى .
انك فى حالة الحلم تكون فى العقل الغير واعى وتكون أكثر وعيا بجسدك الأثيرى واذا دخلت فى حالة وعى أعمق فانك تصل الى حالة من السعادة أو النعيم وهى الحالة التى تتصل فيها بروحك . لذلك فأن النفس تحب التأمل لأنه يصلها بعالم الروح .
واذا واجهتك صعوبة عقليه للأستمرار فى التأمل فاعلم أن ذلك بسبب ” الايجو ” البعيدة عن الروح ولا تنتمى لها وهى من تحاول اضعاف قدرتك على التأمل الصحيح.
المثابرة مهمه
ان من يرغب فى أن يكون عازف بيانو فى أوركسترا عليه أن يمارس العزف 12 ساعه فى اليوم بينما لوأكتفى بالعزف لبعض الوقت دون تركيز فلن يصبح أبدا عازفا ماهرا.
نفس الأمر فى رحلة البحث عن الله ، فاذا أنت لم تكرس له كل قلبك ، كيف لك أن تصل اليه .
فاذا كان عازف البيانو قد بذل الكثير من الوقت لكى يكون عازفا ماهرا ، ما بال الباحث عن الله ان عليه أن يمارس التأمل بجدية من أجل أن يصل الى الله.
ولكننا نبشرهنا أيضا بأن أى انسان يبذل جهدا مخلصا دءوبا فى مساره الروحى سوف يصل حتما لمراده ، هذا بخلاف أيه أمنيات دنيوية .
ليس كل شخص يستطيع أن يكون عازف بيانو شهير مهما بذل من مجهودات ، ففى كل مجال فى الحياه هناك مكان لقلة فقط من الناس للوصول الى القمه .
بينما فى طريقنا الروحى كل نفس يمكنها أن تجد مكانها عند الله. وأولى خطواتنا نحوه تكون من خلال ممارسة التأمل الصحيح .
افتح روحك للطبيعة
حاول وأنت تتجاوز الأبواب أن تدرك أن كل منطقة تصل اليها هى جزء من امتداد وعيك. انظر الى اهتزاز الأوراق فوق أغصان الأشجار وتأمل كيف يظهر من خلالها العقل والألهام الألهى .
انظر الى المروج الخضراء تحركها النسائم فترى الله بأنفاسه يمنح كل الكائنات الحياه والوجود . استمع لصوت العصافيروكأن الله يريد أن يشعرك بالبهجة من خلال غنائها ، شاهد أشعه الشمس وهى تتنحى على وجهك .
أنظر لها كطاقة الهية، أجعلها تملأك بالقوه والحيوية ، تخيل الطاقة الألهية تأتيك من خلال أشعة الشمس لتمنحك القوه مثل سائر الكائنات .
داوم على ممارسة التأمل الصحيح ومع الوقت ستحصل على الفرح والسكينة والطمأنينة حتى تصبح جزءا من طبيعتك .
ان الحصول على النشوة الروحية ليس شيئا بعيد المنال ، لكن فكره صعوبة ذلك هى فقط ما يمكن أن يعوقك . انظر للسعادة الروحية كأنها قريبة جدا منك وعندئذ ستكون كذلك .
