تطور الطيور

0

 

الأصول القديمة للطيور 

مر تطور الطيور بالعديد من الحقب والمراحل ، ولطالما كانت أنواع الطيور متنوعة وواسعة الانتشار حتى ليصعب علينا تحديد أصولها القديمة وحقيقة نشأتها، ويمكن أن تكون الطيور صغيرة الحجم مثل طائر طنّان النحل الذي لا يتجاوز طوله “5 – 6.1 سم” أو تكون كبيرة الحجم مثل النعامة التي يبلغ طولها “2.1 – 2.8 متر” وعلى الرغم من وجود 180 ألف نوع من الطيور في الوقت الحالي، تعرض عدد قريب من هذا العدد خلال تطورالطيور للإنقراض حيث تبلغ أنواع الطيورالتى انقرضت نحو 100 ألف نوع.

تطور الطيور
تطورت الطيور فى عدة مراحل عبر التاريخ

إن أصدقاءنا ذوات الريش الذين يشبهوننا فى بعض الصفات  يمكنهم الطيران،  كما يمكنهم محاكاتنا ومحاكاة أصوات الضجيج اليومي الذي نخلقه حولنا، فالطيور تتمتع بدرجة عالية من الذكاء، وهو ما أظهرته الكثير من التجارب، فقد تمكنوا من حل مشكلات معقدة.

وعندما تم تدريبهم من قبل الطبيعة انتظروا وقتًا أطول كى يحصلوا على مكافآت أعلى بدلًا من أخذ ما قد توافر لهم من مكاقآت تافهة، وكما هو الحال في الكائنات الآخرى استغرق تطورالطيور ملايين السنين اذ لم يحدث بين عشية وضحاها.

طائر الأركيوبتركس Archaeopteryx

وأقدم طائر تعرّف عليه الإنسان  من الحفريات هو الأركيوبتركس Archaeopteryx  الذى تم اكتشاف حفريته على يد ريتشارد أوين عالم التشريح البريطاني الجنسية في ثمانينيات القرن الماضي، في مستنقعات ألمانيا، ولقد عاش هذا الطائر قبل 150 مليون سنة تقريبًا، وكان يتمتع بسمات تجمع ما بين الزواحف والطيور، وتبين الحفرية أن الطائر كان أكثر تطورا من الديناصورات، وكان لديه ثلاثة أصابع وذيل عظمي طويل، وأجنحة وأسنان، كما أن له خواص مماثلة لما لدى الطيور مثل العظام المجوفة، والحوض الذي يتجه إلى الخلف، وعظم الترقوة. وتشير هذه الحفرية إلى أن الطيور قد تطورّت خلال العصر الجوراسي “165 – 150 مليون سنة” عن الديناصورات ذات الأقدام.

عندما قام جون آلان فيدوتشيا بفك شفرة طيور ليونينجورين Liaoningornis التي عاشت قبل 150 مليون سنة اعتقد أنها لا تشبه الديناصورات على الرغم من أن هذا النوع من الطيور عاش بعد الأركيوبتركس، واستنتج أن الطيور لم تنحدر أصولها من الديناصورات، وأنهم سكنوا الأرض خلال نفس فترة وجود الديناصورات وانقرض أغلبهم كما انقرضت الديناصورات.

العصر الطباشيري منذ 145 – 66 مليون سنة مضت

لقد صاغ سيريل ألكسندر ووكر مصطلح Enantiornithes لوصف الطيور التي عاشت خلال العصر الطباشيري بناء على دراسته عن تطور الطيور حول تلك الحفريات التي عُثر عليها عام 1981.

ويشير مصطلح Enantiornithes إلى “الطيور المنعكسة” وجاءت هذه التسمية بسبب السمات التشريحية للأحافير المكتشفة التي تنتمي لهذه الطيور، حيث جاء تركيب عظامها وخاصة عظام الكتف بشكل معاكس لما هو عليه في طيور العصر الحديث، ولكنهم كانوا يتأقلمون ويتغيرون بسرعة وكانوا متفوقين على فئة نيورينثيس Neornithes التي ينتمي إليها أغلب أنواع الطيور.

ويمكن أن تكون الإنانتيورينيثيس Enantiornithes صغيرة بحجم عصفور  “14 – 18 سم” أو كبيرة بحجم رافعة ، وقد تم التعرّف عليها فقط من خلال آثار أقدامها .

ومن الأحافيرالتي عثرالأثريون عليها في الصين وتنتمي للعصر الطباشيري أحافير زيانجورنيس Xiangornis وبينجورنيس pengornis وزوورنيس Zhouornis.

العصر الباليوجيني 66 – 23 مليون سنة مضت

بينما كان تطور الطيور يمضي على قدم وساق ، تعرّضت الأرض لكارثة طبيعية وضربها كويكب تسبب في انقراض الكثير من الأنواع ومنها طيور الإنانتيورينيثيس Enantiornithes كما تعرّضت الديناصورات للإنقراض، وكذلك انقرضت الطيور ذات الأقدام من جنس Hesperornithoides التي كانت أقرب إلى الديناصورات، ما سمح بازدهار أنواع العصر الحديث من الطيور مثل طيور البطريق والنعام.

ومن أهم أنواع طيور نيورينثيس Neornithes التي ينتمي إليها طيور العصر الحديث نوعي باليوجينيثي Palaeognathae ونيوجنيثي Neognathae ويعتقد الدكتور أوكونورأن النوعين كان لهما أجهزة هضمية منظّمة بصورة جيدة، وأن دورة النضوج لديهم كانت أسرع ما ساعدهم على البقاء والاستمرار على قيد الحياة.

الباليوجانثيك Paleognathic هي كلمة يونانية تعني “الفك القديم” ومنها طائر كاسوواريس وطائر الإيموس وكلاهما كانا منتشرين في تلك الحقبة الزمنية، وفي عام 2000 اكتشف مارتن فان دينثر حفرية لطائر يحمل الآن اسم “العجينة العجيبة” في منطقة الحدود البلجيكية الهولندية وتعد هذه الحفرية هي الأقرب لطيور العصر الحديث.

بداية تطور الطيور يثير جدلا

إن العديد من التساؤلات تثار حول مسألة تطور الطيور، وخاصة بعد الدراسة التي أجراها آلان فيدوتشيا والتي آثارت جدلًا واسعًا  في المجتمع العلمي، ومازال الكثير من العلماء يعتقدون أن تطور الطيور بدأ منذ أن بدأت الديناصورات تنمّي أجنحة وريش. ولقد ساعدت الحفريات التي عثر عليها الباحثون في العقود القليلة الماضية على فهم تشريح الطيور ورحلتها التي مرت بها لتتطور، ويعتقد السير ديفيد أتينبورو أن الطيور من أكثر الكائنات الحية إنتاجًأ على وجه الأرض، ومن الواضح أنهم تمكنوا من التكيّف بصورة جيدة مع البيئة التي يعيشون فيها، وعلى سبيل المثال يقوم طائر البطريق بحبس أنفاسه عن طريق نفخ ريشه القصيرما يبقيه دافئًا. والنسور التي تصل إلى ارتفاعات عالية وتقطع مسافات طويلة بحثًا عن الفرائس تستفيد من أجنحتها العريضة والطويلة ومن حرارة أجسامها لتبقى طافية في الهواء لفترات طويلة بدون أن تفقد الكثير من الطاقة.

ومع ذلك فإن العديد من أنواع الطيور قد انقرضت في عصرنا هذا، وأبرزهذه الطيور المنقرضة حمام الركاب وطائر الدودو وكانت تسكن أمريكا الشمالية. وبسبب البشر الذين كان يصطادونها ويستخدموها للتغذية، أو يخرّبون بيئتها اضطرت الآف الطيور للفرار ما أثر على قدرتها على البقاء فتعرض الكثير منها للانقراض.

طيور العصر الحديث 

وترجع أصول طيور العصر الحديث إلى نيورينثيس Neornithes واستغرق الأمر ملايين السنين لتصل الطيور إلى ما هي عليه اليوم منذ ذلك الحين، فالأمر لم يحدث بين عشية وضحاها، ومن التغيرات التي طرأت عليها اختفاء الأسنان الكبيرة وتطور حزام الكتف واتصاله بعظام الصدر، وبذلك أصبحت تقنية الطيران لديهم اكثر تطورًا، ولقد تقلص ذيلهم الذي كان عظميًا في البداية فأصبحوا أكثر ثباتًا وقدرة على التحكم في الطيران وتمتعوا بحريّة أكبر.

وعلينا الأن أن نفكّر فيما مرّت به مملكة الطيور خلال العصور الحديثة من أجل البقاء، لنبدأ في الحفاظ عليها ونعمل على توعية الناس بشأنها إذا أردنا أن ننقذها من الانقراض.

يمكن التعرف على المزيد عن الطيور من هنا 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.