الحضور وعيش اللحظة

0

 

إن أغلب الناس يعيشون سباقًا يوميًا لا ينتهي ، ولا يعرفون قيمة الحضور وعيش اللحظة ، تمتليء حياتهم بالضغوط العصبية، ويعانون من القلق والتوتر المستمر، ولا يتوقفون لحظة لالتقاط أنفاسهم، والحصول على بعض الراحة والهدوء الذهني.

إن هذا النمط من المعيشة يجلب لنا التعاسة والألم، ولكن ببعض الجهد يمكننا تغيير كل ذلك عبر ممارسة الحضور وعيش اللحظة . 

إن التركيز العميق ، الحضور وعيش اللحظة الراهنة يمنح صاحبه نفحة من السعادة والهدوء في أصعب الأوقات.
وهى عادة على الانسان أن يتدرّب عليها حتى تصبح نمط حياة.

فإذا أردنا العيش بوعى دائم ، علينا أن نبدأ باتباع خمسة ممارسات يومية لتنمية عيش اللحطة الراهنة .
والخطوة الأولى هنا هى التركيز الذهنى من أجل الحضول على حياة متوازنه ننعم فيها بالسكينة و السلام.

 دقائق قليلة للتأمل وتمارين التنفس صباحا 

الحضور وعيش اللحظة
التأمل يساعد على تنمية الحضور وعيش اللحظة

عندما تستيقظ في الصباح حاول الحفاظ على حالة الهدوء والاسترخاء لعدة دقائق، فاليوم قد بدأ للتو، وهو يوم رائع وجميل.
حاول أن تشعر بجمال اليوم الجديد قبل الانخراط في الأعمال اليومية الروتينية والانزلاق إلى سباق العيش المحموم فور استيقاظك.

مارس التأمّل لدقائق، أوتمرينات التنفس . إنها دقائق قليلة لن تعطلك ، ولكن ستمنحك هدوءا وصفاءً ذهنيًا يمتد طوال اليوم . 

 أظهر التقدير لما تتناوله من طعام

الحضور وعيش اللحظة
التركيز أثناء تناول الطعام مهم لتنمية حضور الذهن.

هل تتذكر آخر مرة تناولت طعامك وأنت ممتن له فعلًا وشعرت بمذاقه، وملمسه ورائحته وقدّرت كل ذلك.
إن الكثير من الناس يزدردون الطعام حتى دون أن يلتفتوا إلى مضغه جيدًا.
فهم شاردون في شئ آخر، يمرّون على مطاعم الوجبات السريعة، ويخرجون بوجبة خالية تقريبًا من أي قيمة غذائية.

وقد يأكلون أثناء القيادة أو أثناء مشاهدة التلفاز، فلا يشعرون بما في الطعام  من لذّة.
ومع الشعور بالأمتنان والوعى أثناء تناول الطعام ، حاول أن تعد طعامك بنفسك وتنوّع في ألوانه وتجعله شهيًا مثيرًا للحواس.
تناوله قضمة قضمة، واشعر بكل خصائصه، تأمل أشكاله وألوانه ومذاقه ورائحته، واستمتع به بشكل كامل .

إن هذه الطريقة تساعدك على الحصول على هضم أفضل واستمتاع أكبربمذاق ما تأكل وتساعد عقلك على تنمية حالة الحضور وعيش اللحظة. 

أهمية تناول الطعام بوعى 

هذه الحالة من انتباه الوعى للآن ثبت تاثيرها على العقل والنفس من حيث قدرتها على جلب الرضا والسعادة والهدوء النفسي.
عليك أيضًا أن تساعد من معك من أسرتك على اتباع هذا  الأسلوب أثناء تناول الطعام.

وبدلًا من أن يصبح الجميع مشغولين  بشئ آخر ، فهذا يقرأ وذاك منشغل فى هاتفه المحمول، سيجلس الجميع في هدوء ويستمتعون ببساطة، ويقّدرون ما يصل إلى أفواههم من غذاء بوعي كامل.

الحضور وعيش اللحظة
الاهتمام بقضاء وقت فى الطبيعة

اقض بعض الوقت في الطبيعة

إن التواصل مع الطبيعة أحد أهم وسائل تحقيق حضور الذهن و التركيز العميق، ولا يعني ذلك أن عليك القيام برحلة خلوية، أوالعيش في الغابات، أو على الشواطئ.
ولكن يكفي  أن تسير لبضعة دقائق كل يوم في ممشى به أشجار، أو مكان صالح للمشي بالقرب من منزلك.

فأى مساحة خضراء ولو صغيرة بامكانها توفير فرصة مثالية للتواصل مع الطبيعة وممارسة حالة الحضور وعيش اللحظة التى أنت فيها والتركيز الذهنى فيما حولك من جمال.
ويمكنك أن تدون ما تراه، وتتماهى مع البيئة من حولك. ركز انتباهك لأصوات العصافير والكائنات من حولك وسجل ما سمعت.

أمعن النظر فيما يحيط بك، سجّل حالة الطقس في ذلك الوقت، والروائح التي وصلت إلى أنفك. قد يبدو هذا صعبا فى البداية ولكنه ممكن جدا مع التدريب ونمو العادة .

ركز حواسك 

إن كل ذلك يمكنه أن يبني لديك القدرة على الحضور الدائم فى كل الأوقات . إنك الآن تركز كل حواسك على ما حولك وتعيش كل ما في اللحظة من أحاسيس.

وهذه التجربة سوف تحقق لك الكثير من الفوائد على المستويين الجسدي والنفسي، وتساعدك على التركيز على عواطفك وأحاسيسك وتجعلك أكثر ارتباطًا بالبيئة وتمنحك الحيوية.

مع الوقت ستكتسب الكثير من العادات التي تساعدك على تثبيت حالة الحضور والتركيز .

سيحدث هذا من خلال إثارة مشاعر الدهشة والفضول وهي أمور تعيدك إلى طبيعتك الفطرية وتساعدك على الاسترخاء وعلى التجذّر في اللحظة التي تعيشها.

تشير الدراسات إلى أن ممارسة التركيز العميق والانتباه للحظة الراهنة وسط الطبيعة يمكنه أن يساعد الأنسان على التخلص من الأفكار السلبية .

كما أنه يريح الجسم فسيولوجيًا، فالتواجد فى الطبيعة يرفه عن النفس ويخلص من الضغوط العصبية . فقط ركز انتباهك على زهرة من الأزهار أو أحدى النباتات من حولك، أو تابع تكوين شجرة من الأشجار بما يعيش عليها من كائنات.

تأمّل كم هي الطبيعة هادئة ورائعة ومفعمة بالجمال، تعلّم من الطبيعة كيف تكون حاضرًا في كل لحظة بذهنك وتركيزك، وتعلّم من الشجرة كيف تكون هادئًا ورائعًا.

حافظ على هدوئك الذهني

إن البقاء في حالة من الهدوء الذهني أحد أهم أهداف الحضور والتركيز الذهنى .

فعندما تكون هادئًا يمكنك التواصل مع أفكارك وعواطفك بشكل أفضل.

والأمر يتطلب منك بعض الجهد لتتمالك أعصابك فى المواقف والتحديات الصعبة وتحافظ على هدوئك، ولتتقن الوصول إلى الصفاء الذهني.

ومفتاح الحصول على كل ذلك هو التأمّل وتمرينات التنفس، فهي تقنيات فريدة من نوعها يمكن بممارستها منع انجراف الذهن للأفكار المثيرة للغضب والقلق.

كما أنها تقنيات مدروسة مورست من الاف السنين من أجل أن تصل بالممارس لحالة من السلام والصفاء الذهني وتفريغ العقل من الأزدحامات والمشغوليات وتدريبه على الصمت والسكينه .

ركزّ على مهمة واحدة في كل مرّة

ربما تعتقد أن قيامك بأكثر من مهمة في نفس الوقت يساعدك على سرعة الأنجاز ويسمح لك بالحصول على نتائج أفضل أو إنتاجية أعلى.

ولكن هذا الأمر قد لا يكون صحيحًا دائمًا، فعندما تمارس أكثر من مهمة في نفس الوقت قد لا تقدم لأي منهم الاهتمام الضروري.

فتركيزك هنا غير كامل، ويمكن أن تقع في الكثير من الأخطاء تبعًا لذلك، فتضطر لاستهلاك وقت أطول لإصلاح الأخطاء.

وبدلًا من ذلك، عليك أن تقوم بمهمة واحدة في كل مرّة، وأن تمنحها تركيزك الكامل وعندما تنتهي منها تمامًا، خذ استراحة صغيرة ثم انتقل إلى المهمة التالية.

إن هذا النهج يمكنه أن يمنحك الاسترخاء ويساعدك على التركيز بشكل أفضل، ويجعلك منتبهًا لما تنجزه من أشياء، وهو بكل تأكيد سيعزز من النتائج التي تصل إليها.

 

 

 

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.