الأرواح السعيدة
الاتصال بالأرواح السعيدة
لعل من الأشياء التى تعمق لدينا مفاهيم ومبادىء الثواب والعقاب فى عالم الروح ان نتعرف على أحوال الموتى عند الانتقال لعالم الروح ، لذلك سوف نشرح هنا بعضا من نماذج مختلفة لعدد من المنتقلين منهم الأرواح السعيدة والذين عاشوا بدرجات مختلفة من السعادة والشقاء ضمن مستويات عالم الروح .
حدثت هذه الأتصالات ضمن جلسات الوساطة الروحية فى الجمعية الروحية بباريس وجميعها جلسات موثقة.
كانت الاتصالات من أجل أن تكشف لنا كيف تحيا الأرواح السعيدة بعد الموت ، الأرواح ما بين السعادة والشقاء ، الأرواح الغير سعيده ، الأرواح التائهه ، الأرواح العنيده ، أرواح المنتحرين وأرواح القتلة .
أرواح سعيده .. ولكن
الاتصال بروح السيد/ فان دروست من الأرواح السعيدة
المتوفى فى فى بلجيكا عام 1863 عن ثمانين عاما
وقد أملى هذه الرسالة بعد بضعه أيام من وفاته عن طريق وسيط بجمعية باريس للدراسات الروحية :
لقد كانت حياتى شيئا تافها فى ميزان الأبدية . وأحمد الله أننى الآن لست شقيا .
لقد عملت النذر القليل من الشرور وأنا الآن فى مركز متواضع لا يرقى الى الكمال ، ولكنى اقول انه اذا كان هناك سعداء فى محيط ضيق فأنا منهم.
لست نادما الا على شىء واحد ، هو أننى لم أكن أعرف ما تعرفونه أنتم الآن عن الحياه فى عالم الروح . ان عدم ادراكى ووعى واستعدادى هو ماجعلنى أشعر بالغربة والأضطراب الذى كان فى الواقع ذو تأثير عظيم من الأيلام على نفسى.
شعرت أننى مازلت مرتبطا بالأرض وبمن أحبهم وأننى أرى جسدى ولا أستطيع استخدامه ، وأرى أحبتى الذين فارقتهم ولا أتمكن من الكلام معهم .
فقد انطفأت شعلة الفكر التى تربطنى واياهم . أن أرغب فى أن أشعر بذاتى البشرية مجددا ولكنى لا أستطيع ، انه لشىء مؤلم حقا .
حالة من الحزن والأضطراب الكبير المت بى فى البداية لكونى كنت أجهل مأ أنا سائر اليه ، ولكن بعد فتره لا أستطيع تقديرها شعرت بولادتى من جديد فى الوجود محلقا فى عالم ليس فيه حياه أرضية ولا جسد مادى .
أظن نفسى من الأرواح السعيدة فانا تحيط بى الان من كل جانب ارواح كثيرة لطيفة تسبح فى الفضاء اللآنهائى.
صرت خفيفا مثل الطير الذى يستطيع أن يخترق السماء بقفزه .هذا الفضاء الذى لا يحده بصرى أستطيع اجتيازه هنا بسهوله فقط بقوه الفكر.
واننى أتأمل وأبارك وأحب وأنحنى احتراما لعظمه فن الخالق وحكمته وما أشاهده من ابداعاته العظيمه.
الاستعداد مهم
لو كنت أعلم ما تعلمونه لما كنت شعرت بهذا الأضطراب الذى سا ور روحى فى البداية ، ولكنت عرفت طريقى وقت الأنفصال ما كان سيجعل مفارقتى لجسدى سهلا ويسيرا.
لقد مكثت مرتبطا بجسدى لبعض الوقت بسبب جهلى وعدم استعدادى .
ولكن أى حياه جديدة و مشرقة هذه يا أصدقائى التى أجدها من حولى ، انها تحتوينى الآن بكل ما فيها من نعيم وسلام اننى فى سعادة ومجد.
انه ليس باستطاعه أحد من أهل الأرض أن يصف ما فى أرض المختارين هنا من روائع زاهيه وأكوان وشموس تعمل فى توافق بديع.
أرى أحبائى وأصدقائى
اننى سعيد جدا أكثر مما تتصوروا ، ومن أسباب سعادتى أننى أرى أصدقائى القدامى وأستطيع الأتصال بهم متى شئت ، أفعل ذلك فقط بقوه الفكر.
وسعيد لأننى استطيع أن أشاهد بوضوح وهو أمر نادر أن يحدث سريعا للكثير من الأرواح التى تأتى الى هنا حيث لا تسترد الروح ادراكها وملكاتها بسرعه.
فتشجعوا أيها ألأصدقاء الطيبون واعملوا لكى تكونوا من الأرواح السعيدة .
وسوف لن أتوانى عن التواصل معكم كى أرشدكم على الكثير مما تجهلونه على الأرض بسبب الارتباط بأجسامنا البائسة التى تخفى عنا الكثير من الروائع والمتع التى تجاوز حواسكم البشرية.
وداعا أيتها الأرض فقد احتجزينى وقتا طويلا بعيدا عن مكونى الروحى الطبيعى .
لقد كنت كما أرى الآن أرض ” منفى ” وأكبر ما بك من سعاده ومغريات لا يعد شيئا مذكورا.اننا هنا نتقدم بخطوات واسعه وأعدكم بأننى سأتعلم سريعا لأننى أرى آفاقا من شده جمالها لا أصبر على ارتيادها.
أرجوكم أخبروا ولدى برسالتى هذه حتى ينتبه ، ويتعلم ما كان مبتعدا عنه ، حتى يمكننى أن ألتقى به مجددا هنا ، ولا ينفصل أحدنا عن الآخر عندما يأتى الى عالمنا .
الأتصال بروح السيد ” سامسون “
وكان عضوا قديما بالجمعية الروحية بباريس توفى عام 1862 بعد معاناه دامت لسنوات مع مرض السرطان .
هذا الرجل كان من الأرواح السعيدة اذ كان عطوفا محبا للخير يدعو الناس للمحبة والصراط المستقيم.
صلى وطلب من الله قبل الوفاه أن يمكنه من الأتصال بمن يحبهم على الأرض كيما يحكى لهم ما يحدث له .
وهو ما أوصى به الجمعية الروحية أن يتصلوا به مباشرة بعد ان ينتقل لعالم الروح .
فكان هذا الحديث معه بعد ساعات وقبل الدفن ، وكان هناك حديث آخر عند الدفن وثالث بعد الوفاه بعده ايام ننقل مجملهم فيما يلى باختصار شديد :
– نحن هنا نسعد بمناجاتك بعد انتقالك بناء على طلبك.
أحمد الله وأشكره أن ساعدنى وسمح لروحى بالتواصل معكم .
– لقد تألمت كثيرا فى مرضك ، كيف تشعر الآن ؟ وماهو شعورك مقارنه بيومين مضوا قبل الأنتقال ؟
اننى الآن سليم تماما ومعافى ولا أشعر بأى شىء من الامى .ان رأيتمونى فقد لا تتعرفوا على. لقد اصبحت قوى البنيه ولم أعد ذلك الكهل القعيد الذى يجب عليه أن ينسى كل سعادة أو مرح .
مشاعر بعد الانتقال
اننى الان روح منطلقة فى فضاء الله الواسع بمنتهى الراحة والحرية . اننى فى لهفه كى أتحدث مع ابنائى كيما أعلمهم عن حياه الروح بعد أن كانوا رافضين لها ولأن يسمعونى .
– بعد كم من الوقت استرجعت التمييزالواضح لأفكارك ؟
بعد ثمانى ساعات تقريبا بوقتكم الأرضى ، وقد منحنى الله بعطفه علامه قد لا أستحقها وأشكر نعمته عليها كى أتواصل معكم.
– كيف تشعر حيال جسدك الممدد هنا؟
اى جسدى البائس التافه ، هذا اللحم المشوه الذى كان موطنا لروحى وكان لى محنه طالت لسنوات . أشكرك لأنك طهرت روحى ، والآن حان الوقت كى تعود الى التراب.
– كيف كان شعورك فى اللحظة التى لفظت فيها أنفاسك الأخيرة ؟
شعرت كأن الحياه تنطفىء وشعلة الروح يخبو ، وبعد فترة من الشعور بالفراغ وجدت نفسى مدفوعا بطاقة غيرمنظوره لفضاء فسيح وعالم من النعيم والعظمه ، وقد امتلأ قلبى بشعورغامر من النشوة والراحة.
ان كل شىء تحدثنا به عن عالم الروح الغير منظورهو ذو قيمة تعليمية كبرى لأن فكره الناس الزائفه عن هذا العالم هى فى الأغلب ماقاد معظمهم لعدم الأيمان وأوهن قدرتهم على فعل الخير وترك الأعمال السيئة . لذلك نحب أن نسألك هلا وصفت لنا ماذا رأيت فى اللحظة التى تفتحت فيها عيناك على الضوء ؟
ان استرداد الوعى والملكات لا يحدث بغته ولكن الله منحنى من فائق عطفه القدره على استرداد ملكاتى سريعا ووجدت نفسى محاطا بالكثيرين من الأرواح المخلصه التى تأتى لحماية الأرواح المنتقلة حديثا ومساعدتها وانى لأراها مبتسمه تعمل بفيض عظيم من الحب والرحمه.
استطعت الآن أن أتنقل فى الفضاء بحرية تامه وبغير جهد ، وقد شاهدت أشياء رائعه لا أستطيع التعبير عنها بمفرداتكم وسيأتى اليوم الذى أحدثكم فيه عنها بما تسمح لى به اراده الله . ان السعاده الحقة هى هنا فى هذا المكان وليست فى أرضكم .ان سعادتكم الأرضية محض وهم وخرافة .
وقد املت روح ” سامسون ” هذه الرسالة أثناء مراسم الدفن على لسان الوسيط :
أرجو يا أصدقائى ألا يكون الموت لكم محنه ، فاذا قضيتم حياتكم بصورة طيبة وأحسنتم اجتياز تجاربكم فسيكون الموت سعاده لكم وبدايه حياتكم الحقيقية . ولتكن لديكم الشجاعه والنيه لكى لا تعطوا لدنياكم سوى ما تستحقه من قيمه تافهة. وسوف تعوضون عنها .عيشوا فى روح البر والفضيلة واحذروا أن تهنأوا على حساب الآخرين والا فسوف تسددون ثمنا عظيما وتسببون الألم لأرواحكم .
اننى هنا الآن لأنى أحبكم ، وأود أن أساعدكم كى تتقدموا وأن أعطى لكم الطمأنينة والعزاء.
————————————————–
المراجع : كتاب ” الأرواح” – ألان كاردك رئيس الجمعية الباريسية للدراسات الروحية – كتاب “الأنسان روح لا جسد” د. رءوف عبيد – أستاذ القانون الجنائى الأسبق – جامعه عين شمس.